قد عـــــــــــــــاش دهراً في محاريب الهوى
لكن يتـــــــــــــــــــــوق إلى المعالي والقمم
لاشيء يملكــــــــــــــــــه ســــــوى قـــــــلمٍ بِهِ
حبرُ الإبـــــــــــــــاءِ فهل تُرى يكفي القلم!
هي ذي قريـــــــــــــــــحة شاعر قد سافرت
فتجــــــــــــــــــاوزت لما انتشت أفقَ الوهم
ورأت بأمِ العــــين حــــــــــــــــــــــــالا مفزعا
عن أمــــــــــــــة هنئت بقيـــــــــــعان الظُلَم
فمـــــــــــــــــــــــــتى سيرحل ذُلُّنَا وصَغَارُنَا
وخضوعـــــــــــــــــنا وشتاتُ جمعٍ منقسم؟
هيا أفيقـــــــــــــــــــــي من سباتك وانهضي
يا أمة قد أضحكـــــــــــــــــــــــــتْ مِنّا الأمم
يــا مــــــــــــــــــــــــــارداً والقــيد في أطرافه
طوعا قد اختــــــــــــــار السلاسلَ وانسجم!
ومضى مع الأيـــــــــــــــــــــام يشكو ضعفه
ناسٍ ، من الأصفـــــــــــــــاد أنَّ ، من الألم
لو هزَّ رجــــــــــــــــــــــــلاً أو يدا لَتَكَسَّرَتْ!
تلك القيودُ ، قيـــــــــودُ وَهمٍ ... فاقتحم
هــــــــــــــــــــــــلّا إنتبهتَ للحظةٍ عِملَاقَنَا!
يـــا مــــــــــــــاردا أنَـى خضوعك للقزم!!!
لا ترضَ حـــــــــــالَ الهُونِ ، وارفض ذلةً
لستَ الضعيـــــــــــــــفَ ولم تكن بالمنهزم
أنت الذي حكـــــــــــــــــــــــــم البرايا كلها
في حقبــــــــــــة ، كنت العظيم متى حكم
كنت الجمــــــــــــــال ، فما ابتسمْتَ لكربةٍ
إلا انجلت ظلــــــــــماتها إذ تبتســـــــــــــم
كنــــــــــــــــــت العزيز ، وما التفتَّ لمحنةٍ
إلا هَــــــــــــــــوَتْ ، هلّا ذكرتَ المعتصم!
هـــــــــــــــــــلّا تذكرتَ السحائب إذ مضت
ضحـــــــــــــك الرشيد: هنا مردك يا دِيَم!!
إن كنـــــــــــــــــــــــتَ أدْمَنْتَ الغياب فإننا
بتنـــــــــــــــــــــــا هنا في ليلِ جورٍ مُدلَهِم
فـــــــــــــــــالعرش يسأل عن حبيبٍ غائبٍ
والشـــــــــمس في شوقِ انتظارك لم تنم
كــــــــــــــــــــل الحضارات استَقَلَّت شأنَنَا
داســــــــــوا علينا في غيابــك بـ(ـالجزم) !
دَرَسَـــــــــــــــــــــتْ ملامحُنا ولانَ حديدُنا
وقــــــــــــــــــد استوينا في غيابك والعدم
كنـــــــــــــــــــــــا صــقورا والبــزاة ، أعزةً
واليــــــــــــــــــــوم أغربةً غدونا والرخم !
قـــــــوم ضحــــايـــــا ، نفطُـهم مستَهدَفُ
وعلـــــــــــى الفضول انكبَّ قوم في نهم
أو ثالـــــــــــــــــــث خان الرفاقَ ضميرُه
إذ بــــــــــــــاعهم وعلى الدنانير اختصم !
فـــارحــــــم مدامعنـــا أو ارحم ضعفنا
واهـــززْ يــداً واركــضْ برجـــلك ثم قم
هــــــــذا أوانــــــكَ لا تَكِلــــنَــا للسِّــوى
إنـــــا سئمنــــا سَوْقَنَــــا مثــــــــل الغنم !
إن طـــاب حــلـمُ عضَّــه نَــابُ الوَهَــم
أضـحى وشيكـا بُــرءُ من أَلِـفَ السـقم
تعليق