♣ يا [you] ، شاركنا التصويت في مسابقة صورة على جدار الحرف " العدد الأول " ♣

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة رعبوب
    أديب وكاتب
    • 08-08-2012
    • 2749

    ♣ يا [you] ، شاركنا التصويت في مسابقة صورة على جدار الحرف " العدد الأول " ♣






    سافرنا عبر نسمات الأثير ، ونبض الخواطر ،
    وضعنا لكم في إصدارنا الأول من " مجلة صيد الخاطر "
    صورة تحكي نبضاً ما زال معلقاً على جدار الحرف ..
    انتظرنا منكم دقات قلب ، ومداد يراع تحكي تفاصـيل تلك الصورة
    وتروي لنا قصتها ..
    أقلام سامقة ساهمت بالمشاركة كل منهم رأى الصورة من زاوية تختلف عن الآخر
    ونبض يراعه بخاطرة تبوح لنا ملامحا لتلك الصورة ..



    يسعدنا أن نتشارك التصويت على أجمل نبض يراع ودقة قلب ~
    فكونوا معنا ~
    22

    هذا الاستطلاع منتهي

    رَّبِّ
    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




  • سميرة رعبوب
    أديب وكاتب
    • 08-08-2012
    • 2749

    #2
    ♥♥ ~ المشاركة الأولى ~ ♥♥

    أعيديني
    لقلب ٍ تفرغ للحب
    لدماء ٍ تغمرني باليقين
    لبسمة ٍ تستر تهاويمي
    لضوء حنان ٍ يغسل الدروب الخبيثة
    لجسور ٍ من الدفء والأمنِ
    في زحمة الخوف..
    في ضجيج الأماني الثكلى
    أخلع عبراتي
    أندس بوريدك ترنيمة أمل
    أيتها الطاهرة
    أودعي خفقاتك بليلي
    كي أتواجد و ينتفض الجمال
    أعيديني لصبابة البراءة
    ونشيد القوافي العذراء
    علميني دخول طور الصفاء
    الخنوع لطينتي التقية
    معراج حب ٍ يواري رضوخي
    ليشهدوا انطلاقي كبرق ٍ
    يحتفل بميلاده و البقاء برحم السماء
    أنزعي عني ركام الصمت
    مواسم الوجع الضيق
    تفر لوجدي بخشوع
    ترتديني شهقات اليتم
    بيدي بقايا إنسان
    وطبشور حلم ٍ رسمتك به
    سأعيد تكويني وتكوري
    فادفنيني بقلبك الفسيح
    وصليني بمشيمة عطرك .
    رَّبِّ
    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




    تعليق

    • سميرة رعبوب
      أديب وكاتب
      • 08-08-2012
      • 2749

      #3
      ♥♥ ~ المشاركة الثانية ~ ♥♥

      أريد أن أعود إليك أمي
      حين خرجت إليها صرخت صرخة الآه
      فوق ألإسفلت
      تنكمش الطفولة
      تحلم بالربيع
      بورود تضحك كالحلم، تبزغ الشموس على الأهداب
      تخطو بطابشير الأمل خطوطا على دربه أفق الحياة
      الحياة ذاتها وحش كاسر، يحطم صرخة البراءة كمرآه
      لن أحتمل كل هذا الضياع
      لن أعيش كل هذا الفراق
      كل هذا العناء سئمت أن أكون منشفة في يد الطغاة
      أو أكون درجا يتسلق عليه أشباه بشر
      أو عنوانا لضّياع
      مجهول عتم أراه في حضرتها
      وخوف يبزغ لي كزغب في صيف قائض
      ضميني إليك أمي كي أعود إلى رحمك نطفة من جديد
      أريد أن أعود إلى الجنة بين أحشائك
      أريد أن آكل وأشرب من حبل الوريد
      وأتدثر بلحاف حبك
      وكأنني حلم في عين الأمل
      أو نجم يتعلق في أهداب الفرح
      رَّبِّ
      ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




      تعليق

      • سميرة رعبوب
        أديب وكاتب
        • 08-08-2012
        • 2749

        #4
        ♥♥ ~ المشاركة الثالثة ~ ♥♥

        القصيدة
        تأتيك من حيث لا تدري...تخالسك النظر...وابتسامة جذلى , تخفق على شفتيها...ملوحة بجدائلها...مشيرة بإصبعها...فتمتثل لأمرها...لسحر غوايتها.
        تدخلك غرفة نومها...تسدل ستائر نوافذها...تشعل شمعة حمراء...تحضر زجاجة نبيذ...تسمعك مقطوعة موسيقية...وتبدأ بخلع ملابسها.
        تبدأ بشال الحرير , يأخذك إلى وادي عبقر , كأنه بساط للريح , ومفردات ثيابها...حولك تنثرها , كأنها أزهار الياسمين.
        البستني من المشاعر , ألوان قوس قزح ...وانهمرت عليّ , كزخات المطر...حروفا...فراشات...قمحا...أزهارا...صورا ...وألف لحن ونشيد...وبأطراف جدائلها , إلى البعيد , دعتني أسافر.
        قالت لي : اطلقني من قفصك المغلق...سطرني على الورق الأبيض.. هاهو أمامك الدفتر ...عمدني بمياه عشقك...دعني أنساب يجداول شعرك...كفني بزهور الحرف...عطرني بأنفاس الجمل...أوصل من قلبك نبضا...اسكب من روحك كوثرا...واتركني كغيمة بيضاء , تجوب أنحاء العالم ...تعود تتساقط حبا , فوق قلبك المثقل.
        قلت لها: مهلا أيتها الجميلة....كل قطوف كرومي اعتُصرتْ...وجرار خمري نفذت...وعريشة عشقي , تتجاذبها رياح الخريف...أخاف عليكِ, من حروفي , أن تصيب منك مقتلا , وتدمي قلبك الأخضر...فأنا لست بشاعر, والحروف لي , لا تطاوع...فقط هو قلمي ...ينز ألم روحي...ويبعثر آهات عاشق .
        جاوبتني بهمس
        ...قبلة واحدة مني...تطير عصافير فكرك من أعشاشها...فيرقص القلم...ويمتليء الدفتر...وبعدها , أنا متأكدة ....ستصيح شاعرا .
        رَّبِّ
        ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




        تعليق

        • سميرة رعبوب
          أديب وكاتب
          • 08-08-2012
          • 2749

          #5
          ♥♥ ~ المشاركة الرابعة ~ ♥♥

          من جرب ذلك الحرمان الشتوي الفصول .ياله من متفرد ؛فلا دفء،أنى للعيون المسهدة أن تنام وضجيج رياحه الزمهرية المتصلة العواء تصم الآذان . يزحف وأعمى صقيعه يتلمس وميض نور من دفء في كهف حياته السرمدي الظلام ؛ فلا بد أن ينام،صوته أصحله العويل ولايزال ينادي باستجداء أين ذهبت؟ كيف ذهبت ؟ أرجوك عودي أو معك خذيني ؛فحضنك لاسواه الدفء والأمان ،لكن صدى الصوت تلاشى في بخر ذاك الصقيع ،وأخيراً نام ،عجباً كيف نام؟؟؟؟
          استعار دفء خيال فادفأ الروح والعظام ؛فنام وإن كان مزيفاً رسمته يد فنان مايلبث أن يمحوه واقع الحال وطلوع النهار
          رَّبِّ
          ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




          تعليق

          • سميرة رعبوب
            أديب وكاتب
            • 08-08-2012
            • 2749

            #6
            ♥♥~ المشاركة الخامسة ~ ♥♥

            غربت

            وما لاح القمر

            هيهات هيهات

            ... فلا شبيه من البشر

            آآآآآآآآآه من تدابير القدر

            قد وُسِّدت في رمسها

            ياهول صاعقة الخبر
            رَّبِّ
            ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




            تعليق

            • سميرة رعبوب
              أديب وكاتب
              • 08-08-2012
              • 2749

              #7
              ♥♥ ~ المشاركة السادسة ~ ♥♥

              وحيدة أنا مع صمتي
              الجوع رفيقي و البرد
              سأهرب بعيدا بعيد
              إلى حيث أنتِ و قلبي الوحيد
              و صوتكِ,
              من تحت الأرض يناديني
              يبكي من لوعة و حنين
              أماه, عطشى أنا
              إلى عينيكِ, و الدمع يرويني
              ذراعيكِ تضمني,
              تغمرني و تُحيني
              و قبلة حلوة منكِ على الجبين
              أماه, لا تبكي
              حبيبتي أنتِ
              يا سكني و ملاذي
              إليكِ أنا راحلة
              يا نبض حياتي
              رَّبِّ
              ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




              تعليق

              • سميرة رعبوب
                أديب وكاتب
                • 08-08-2012
                • 2749

                #8
                ♥♥~ المشاركة السابعة ~ ♥♥

                يقولون أن للأرض قلبُ أم
                وأنا أقول أن الأم قلب ألأرض
                فيا أمُ كوني ما تريدين
                فليس ك مثلكِ
                وليس ك قلبكِ
                ولن يكون في الخلق
                حنانٌ ك أنتِ
                أيا زارع الموت بين يديها
                ألا تمهلت شيئاً من وقت
                وفكرت في كنه هذي العظيمه
                علك تغفل قتل من تُحب ...؟
                أيا أمُ سكنت أكناف أقصانا
                سقيت الزلال من يد الرب
                ويا أمُ في فناءشامنا الجريح
                عسا الله يلهمك اتقاء الصعب
                بدعاءٍ نابضٍ يزيل الدماء
                عن يد أخٍ تعدى المباح
                فظل ينوء بوزرالحرب
                أماه عودي أعتذر لقلبك
                فكم في غيابك سكنّا الجدب ...
                رَّبِّ
                ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                تعليق

                • سميرة رعبوب
                  أديب وكاتب
                  • 08-08-2012
                  • 2749

                  #9
                  ♥♥ ~ المشاركة الثامنة ~ ♥♥

                  (رسالة إلى صديقي)
                  بعد التحيةْ ..
                  صديقي العزيزُ أحمدْ ..
                  مازلنا نلعبُ في سرِ الكلماتِ
                  مدينةٌ،خارطةٌ،فلسطينُ وطني،
                  أمُّكَ يا أحمد
                  أحبها،لآنها تقرأُ الفنجانْ
                  هل تذكرُ حينَ قالتْ لي ،
                  لديك يا ولدي سكةُ سفرٍ طويلةٍ
                  وسافرتُ
                  ومازلتُ رحالاً ،
                  وهل تذكرُ البحرَ في حيفا ..
                  هل تذكرُ وقتَ الغروبِ
                  وقتَ لعبنا.. ولعبنا ..
                  حتى خرجنا في حضورِ العاصفةِ
                  خرجنا من صوتِ الصرخاتِ والقصفِ
                  من حقائبِ النارِ
                  من لوحةٍ سوداءْ
                  خرجنا اسرابا تحت الشتاءِ الحزينِ
                  تفارقنا تباعدنا ،
                  شربنا الهمْ ..
                  تعبنا في هذا التاريخ
                  أبي حدثني عن اصعب اللحظات
                  اللحظة المؤلمة
                  حين غادرنا
                  قال لي،
                  يا ولدي كُنت تكتب اسماء أصدقائك
                  بالحجر على الحجر
                  كنا عراة إلا من الفقد ..
                  كنت ياولدي
                  ترسم الخارطة
                  التي سُرقت منا
                  في لحظةٍ
                  كان البحر فيها
                  حزين ..
                  رَّبِّ
                  ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                  تعليق

                  • سميرة رعبوب
                    أديب وكاتب
                    • 08-08-2012
                    • 2749

                    #10
                    ♥♥ ~ المشاركة التاسعة ~ ♥♥

                    زمن . . .


                    أ يهما يختار

                    نحن . .

                    أم الوقت ؟

                    كلانا نعيش ذلك الزمن

                    ولكننا

                    ننطفي ويستمر الزمن

                    هي فرصة واحدة

                    لكل منا

                    ولكنة باق

                    زمنا للكل

                    لي وللآخرين

                    ولأختيارات أخرى أفضل

                    زمن
                    رَّبِّ
                    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                    تعليق

                    • سميرة رعبوب
                      أديب وكاتب
                      • 08-08-2012
                      • 2749

                      #11


                      ♥♥ ~ المشاركة العاشرة ~ ♥♥


                      رَّبِّ
                      ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                      تعليق

                      • سميرة رعبوب
                        أديب وكاتب
                        • 08-08-2012
                        • 2749

                        #12
                        ♥♥ ~ المشاركة الحادية عشر ~ ♥♥


                        كعصفور بلا جنحين
                        لاأنغام
                        لا عش
                        به يتم
                        ومحزون --يريدُ ْامه

                        عيون الطفل يا وجعي
                        بحزن الكون
                        كل الخوف والرهبة

                        أماني الطفل تعزفها له الفطرة
                        بلا أطماع---لا زيف



                        ولا خبث
                        ولا ختلة

                        وبسمته التي ذابت
                        رحيق الفل-والحنطة
                        يريد الأم
                        حضن الأم
                        كف الأم
                        مع كسرة
                        ومع قطرة
                        يبل الريق
                        ذا يكفي بحضن أمه
                        أيا زهرة -بلا ألق بلا
                        رحق بلا فرحة !
                        سلبْها الخوف

                        فرحتها -وبسمتها-بريق العين
                        من قصة
                        روتها اْمه
                        وأين الكفَّ حانٍ
                        أين الدفء يا خالةْ وياعمةْ !
                        فأين الحضن بالدفء-اختفي عنّه
                        أجيبوني يقول الطفل
                        إن رانت طيوف أمهْ

                        بدا المسكين---مسكيناً
                        ومقهورنا
                        له الأرض استجابت
                        غنّت الفطرة
                        تحن الأرض يألله

                        ما حنّت قلوب الناس
                        يا القسوة!
                        ويرسم أمّه في الأرض
                        حنّت أمّه البكماء
                        خطّ الطفل طيف اْمه
                        وفي حضن لها هدأت به الاحزان
                        لو لحظة
                        أماني الطفل أهدتها له الفطرة
                        فليت الناس
                        ليت الأهل
                        ليت الساسة الزعماء
                        من دنياهُ
                        دون الكذب والتزوير
                        يعلون نداء ال


                        ارض
                        والأطفال--والحق
                        الذي نبغيه بالفطرة
                        رَّبِّ
                        ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                        تعليق

                        • سميرة رعبوب
                          أديب وكاتب
                          • 08-08-2012
                          • 2749

                          #13
                          ♥♥ ~ المشاركة الثانية عشر ~ ♥♥

                          حناء وأوراق( كينا)

                          فوضى في بيتنا ، جدتي تنوح ، وأبي يلتصق بالجدار ويخبيء عني عينيه بيديه ......
                          ركضت لحجرة أمي
                          لم أجدها ....
                          حناء ...وأوراق كينا
                          وعطر لم يعجبني !!
                          سمعتهم يقولون عطر أموات !

                          قماش أبيض في حضن جدي .....!
                          وأشياء غريبة يجمعونها
                          ريحان تفتت من أيديهم وفي عيني طار
                          وأبي لم أعد أراه
                          وأنا حائر ....
                          ما الذي يجري ؟
                          أمي ستجيبني عن كل أسئلتي !!!

                          وأنا من حجرة إلى حجرة لم أملَّ ولم أكلَّ
                          أصعد إلى فوق ثم أنزل إلى تحت
                          والفوضى في منزلنا تزيد !
                          سحبتني خالتي من يدي وأنا أدقق في الحضور
                          حضور كثير وفوضى كثيفة !!
                          ثم اشتد البكاء
                          أمي نائمة بثوب أبيض ، ركضت إليها
                          أمي أمي
                          لِم كُل هذه الفوضى
                          أنا جائع ومتعب
                          أفيقي
                          ومن يومها وأنا أنتظر
                          قالوا لي :
                          سافرت إلى مكان بعيد ثم ستعود
                          لكنهم كاذبون
                          لم تسافري فكل مهاجر لوطنه يعود ...





                          قالوا لي :
                          إنها تنظر إليك من القمر

                          لكنهم كاذبون
                          كل ليلة أرقب وجهك ولا أجد الا رسوم غريبة !


                          أمي عودي
                          حضنك وقصصك وأنفاسك الدافئة
                          تخنق ذاكرتي
                          ومكانك خاوي
                          مازلت أفتش عنك في كل الوجوه
                          ولا شيء فيهم يشبهك !
                          أمي
                          سأرسمك
                          وسأجمع نفسي في حلم معك
                          لعلي أفيق على صوتك ...
                          رَّبِّ
                          ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                          تعليق

                          • سميرة رعبوب
                            أديب وكاتب
                            • 08-08-2012
                            • 2749

                            #14
                            ♥♥ ~ المشاركة الثالثة عشر ~ ♥♥

                            ذلك الحضن الرؤوم ..!

                            هروباً من هديرِ محرك الحافلة ، في طريق عودتهِ من المدرسة الثانوية ..كان يفكر فيها مسترجعاً
                            أطراف ذلك الحلم القريب ، الذي ما فتأ يراود غفوتهِ بشكلٍ شبه دائم .
                            حتى ألِفَهُ وبات ينتظرهُ بلهفةٍ ،ولو غاب عنهُ بضع ليالٍ يفقتدهُ ويحّنُّ إليه، ويستيقظُ فزِعاً ..كأن شيئاًهاماً فاتهُ .
                            كانت قريبة منهُ بين ثنايا ذلك ُالحلم ، ما زالَ يشتمُّ أنفاسها ورائحة شالها العتيق، ووقع قبلتها فوق وجنتهِ
                            ما زال عالقاً بإحساسه ،يملؤهُ بغيماتٍ ممطرة من الغبطةِ والهناء ، لكن عيناها كانتا ترحلان بسرعة ، وكلما
                            حاول أن يتعمق فيهما تنفتحُ نافذة سرّيّةً وسط آفاقهِ الغيبيّةِ ...وتسحبهما منه ، فيختلّ توازن أعماقهِ ..
                            ويغوصُ فيما ورائياتهِ ..!
                            لا أحد يعلم كيف استطاع بقلبهِ الطفل أن يجتاز كل هذا الصّدأ والعطش ، وكيف كان لهُ أن يتنفس وسط
                            هذا القيظ المُطبق فوق صدر عمرهِ الفتيّ ، وكيف كان لِقروحهِ أن تشفى وتتطهّر وسط هذا الوجع الروحيّ
                            المُنهِك ، كي ينعمَ بالتأقلمِ مع فكرة الفقدان ، ويتعايش معها بأقلّ مستوىً من الألم .
                            أكثرُمن عشرةِ أعوامٍ مضت منذ غادر الحياة ذلك القلب الكبير ، وذلك الحضن الدافيء الذي كان يغمرُ
                            أعوامهُ الخمس بكل ما ملكت يداه من حنان ،ليُغيبها الموت..ولتتركهُ على رصيف الحياة الًصّدِأ ، برعماً
                            ينوسُ تحت مطرٍ ورياحٍ هوجاء ،ولتغدو مجرد ذكرى غائمة تعبرُ أجوائهُ كريحٍ بَحْرِيّةٍ في يومٍ قائظ ،
                            بروحها المُحِبّة ..تّدفئهُ وتهبهُ ذاتها وتوهُّجَ قلبها ثم تنسحبُ بعد أن يخلد إلى السكينة والهدوء .
                            وليصبح طيفها عبر أحلامهِ هو الأنفاس التي يلتقطها كلما هبطت فوقهُ غمامة الحزن والكآبة ...ترفدُ
                            روحهُ بذرات الحياة وعناصرها ..وتُعينهُ على إثبات كينونته وسط الأنواء ، كأنها الماء والهواء الذي
                            لا يتعسَّر ..!
                            وحين تبرد أطراف روحهِ ،ويغلّفها اليباس ، وتنتثرُ خلايا الغبار الميتةِ ، تعيقُ انتعاش الأنفاس ..
                            يغادرُ النفق المُظلم ..وفي ذلك المربع الذي يحتويهِ وقلبه الكسير ..ينغلق على نفسهِ ، وأمام حائط أصمّ
                            يُغلق ذلك الباب الأسود ، وعلى واجهته الداخلية ...يرسمها بريشة الحرمانِ( إسكتشاً ) بلا ملامح ..
                            هكذا تحتفظ بها ذاكرتهُ الطفلة ، وجهاً إمَّحَتْ ملامحهُ ..وأصبح كلّ ما فيها مجرد حُضنِ واسعِ عميق !
                            يتقوقعُ على نفسهِ ..وينكمشُ مغمض العينينِ ، ويروحُ يعبرُ السنينَ إلى الوراء ..سنةً إثْرَ سنه ..
                            ليعود طفلاً يغفو مُطمئناً في ذلك الحضن الدافيء الرؤوم .!
                            رَّبِّ
                            ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                            تعليق

                            • سميرة رعبوب
                              أديب وكاتب
                              • 08-08-2012
                              • 2749

                              #15
                              ♥♥ ~ المشاركة الرابعة عشر ~ ♥♥

                              أكتب على جدار حرف الصورة :
                              ( ما كنت أود يا فلذة كبدي أن أمضي ، وأنت نبض عمري لم ترَ نور الحياة ، وأسافر بعيدا ؛ ولكن هكذا شاء القدر القاسي أن ينتزعني منك وتُنتَزَعَ مني لتنبت في أرض الشقاء والقهر والعذاب . لكن ما يسليني وأنا أشعر بمجامع قلبي أنك الفجر الجديد الذي رويتك بدمائي ؛ فأهنأ بك وقد استعدت بالأمل محو الشقاء من كل أرض وزرعها بلون ردائك الحمائمي سلاما يعم الكون .)
                              رَّبِّ
                              ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                              تعليق

                              يعمل...
                              X