... جميلة ، فاتنة ، جنة ضائعة ، أمام المرآة وقفت ، حدقت في وجهها ، لامست بأصابعها خدها .. قاست قدها بيديها ، بتجهم قالت : لست أنا ..؟
حدقت في المرآة أكثر ، أجراس كلمات تجلجل بين العـقل والقـلب، تولد ممرات دافئة في الفضاء ..
فجأة ، هجم شرخ كبير على المرآة ، قسمها إلى شقين ، نظرت إلى الشــــق الأيمن .. كانت تود أن تراه راكعاً أمامها ، يترجاها ، يقاتــل من أجلها . لكنها سمعت صوت أبيها يأتي مختنقاً من وراء قطع الشظايا ، يتلجلج بين النضوب والشحوب . يملي رسالته من الماضي البعيد ، لكنها لم تستطع أن تحل شفرتها .. نظرت إلى الشق الأيسر . رأته يبتسم ، لكنه لم يأت راكـعاً.. اختلط الحلم بالوعد .. قالت : هـا أنـا ..؟
لكن جمر الثواني لم يـطل .. قهقه الذئب بضحكات عالية ، واستل من نفسه حركات بهلوانية .. خسئت دموعها ، لمست وجهها ، قرصت خدها ، أطلت من النافذة وصاحت : هذا وجهي لم أعــــــد أعرفه ، لم يـعد لغة ومتعة... ما لكم تحدقون ..؟ الناس يمرون ولا يتوقفون .. فكان القفز من النافذة هو الأقرب إلى نفسها ..
تعليق