الصبح من قبس الإله أضـــــــــاءَ
وافى فبدَّدَ نوره الظــلـــــــــــــماءَ
لا شبر الا واستنار بـنـــــــــــوره
نـورٌ على نـورٍ سنى و ضــيـــــاءَ
سُبُلُ السلام بخير أرضٍ مُـهِّـــدَت
بلدي الامــــــين بها اكتسى الألاءَ
ونســـــــــــيم ذكر الله بكّرَ عاطراً
فالمؤمنــون تنشّقـــوه شــفـــــاءَ
والله يقســـــم في الخلائق رزقهم
لم يُنْتَقَصْ بـــــل زاد فـاض رخاءَ
والتوب قصرٌ شُــــــــرِّعت أبوابه
مــا رَدَّ ربــك للمنيـــب نــــــداءَ
جعـــــل الجــزاء لمن اتاه تقــربــاً
عدنــــــــــــاً و أنعِم بالجنان جزاءَ
لاهُــــــــــمَّ أمَّا بعد صلّ على الذي
أوفى الرســـــــــــالة بُلغةً و اداء
لاهُــــــمَّ صل عليه ما لهج الورى
الذاكــــــــــرون الله صبــح مساء
نِــــــعَمٌ أتــمَّ الله فيــنا لــــو تــرى
لـرأيت مالا يقــــبل الإحـصـــــــاء
فالــــدين أعظم موردٍ ، في شِــربه
صــــــــــــافٍ وكــنَّا قبلــه لَظِمَــاء
والأرض في ظل الأمـــــــــان لَنِعمة
عظــمى يدفئ خفقها الآنـــــــــــــاء
و أمــيننا الأوفـــــى و خـير ممــلك
فبـه أتــم الاكــرم النعمـــــــــــــــاء
و به علــــــــونا فالخلائـق دونــنا
وبـه بلغنــا القمــة الشمــــــــــــاء
فكأنه كان امتحـان سريــــــــــرة
عنه أنشكر ام نروم شقـــــــــــاء
حـــمدا لك اللـهـم حين وهـــبتنـا
مــلكا يظلل عدله البيــــــــــــــداء
رجـــل أصاب من القلوب مكانة
إدراكـــها قد أعجز العظـــــــماء
إذ مــذ تولى لم يَضِنَّ بلـحـــــظة
يزع المظالم ينصر الضعفـــــــاء
لسلـيب حــقٍ قد أعاد حقــوقــــه
وكســى العَرِيَّ وأطلق السجنـــــاء
داوى جـــــراحات القلوب برحمة
منــه فأضحــى بلســـمــا و دواء
وســــعى لمن وليَ الدما متشفعاً
سعياً ، ليحقن ما استطاع دمــاء
مستبعدا عرشــاً و ملكاً راجيا
فك الرقاب مـــروءة وإخـــــــاء
مقص لجـــــاهٍ أو لعز لا يُــــرى
إلا عـظيما أشــبه البســـــــطاء
متهللا لمــا تراه لن تــــــــــرى
إلا رحــيماً جاوز الرحمـــــــــاء
يتلمس الحاجات في جنح الدجى
يؤوي اليتيم ويحتوي البؤســاء
يا أيها القلــب الكــبير وسعتنــا
المحسنين ومن غوى وأســـــاء
حتى جناةٌ فكــرهم قــد ضــلَّ لـم
تُعْجِلْ عليهم ما جنوه جـــــــزاء
ما ضاق حلمك عن عظيم ذنوبهم
وحقنت – ترجو ان تثاب– دمـــاء
و طفقت تبحث في قرار نفوسهم
عن بعض خير يدفع البغضـــــــاء
وغدوت أروع من عفا عن قدرة
صفحاً جميلاً حير الاعـــــــــــداء
علمتهم معنــى التسامــح جملــة
علَّ السماحة تُذهب الشحنــــــــاء
هي نعمة أنعمتهـــا لكــــــــــــنهم
- يا ويلهم - لم يشكروا النعمــــــاء
كـــرمٌ أتاهم من كـريمٍ مـاجــــــــــدٍ
لكن كما تذروا الرياح هبــــــــــــاء
خابوا وخاب إلى الجريمة سعيهم
المدمـــنــون غواية وشـــــــــــقاء
ومضوا على درب الضلال يقودهم
إبليس باؤوا بالخسار وبـــــــــــاء
لـــكنــما أبشــــــــــر فــإن عزائــماً
حَوَتِ القلوبُ تُطاول الجـــــــــوزاء
يا نُصرة المظلومِ يبكي حــــــــرقة
من ظالميـــه تجرَّعَ البلـــــــــــــواء
يا قبلة المحــروم لما وجــه الـــ
ــكفين للرحمن منه رجــــــــــاء
ها قد ضممت جناح عطفك حولنا
كأبٍ حَنَوتَ لتحتوي الأبنـــــــــاء
قيمٌ عَلَتْ، مُثُلٌ بَدَتْ، فتــأصَّـــلتْ
فــالخيرُ مُجتَمِع يفيض بهــــــــاء
قلب تَــــكَـــوَّنَ شيمــــة ومروءةً
ولأعظم الاخلاق كان وعــــــــاء
ما الخير إلا بين أضلُــعِكَ التــي
ضمَّت شمائل تلهم الشـــــــعراء
بــالأمس قد سطرت أروع وقفة
تذكي التآخي تفزع الأعـــــــــداء
ودحرت كيداً من عدوٍ مـــــارق
وأجبت لليمن الشقيق نـــــــــداء
عِبراً جعلت به لمن قد ســـــولت
نفسٌ له السوأى فرام عــــــــداء
وثَّقتَ في الشعبين أأصل عروةٍ
وأحلت أردان القلوب صــــــفاء
هي تلك نخوتك التــي عودتــنا
وكشفت عنهم إذ أجبت بــــلاء
شعبٌ أَحبَّ لدى العروبة صقرها
فنصبت حبك في القلوب لــــواء
لله در أغـــرَّ أغْلَـــبَ ملــــهــمٍ
فَتَحَ الرياض ووحَّد الأنحــــــاء
سِلماً ، لمن رضي الشريعة منهجا
سيفاً ، لمن ردَّ الهدى استــــــعلاء
قد أحكمَ اللَّبِنَــــــاتِ شدَّتْ بعضها
وبنى...فشـــــــاد المُشمخَّر بنـــاء
بـــل درُّهُ لله قبـــــــــــــل رحيلـــه
رسم الطريق وهيـــــــــأ الأكفـــاء
ومضى فخلف في الخلائق هالةً
ضَمّت شموسا رفعةً وسنــــــاء
ضمت سعوداً والشهيد وخالداً
والفـــــــــــــهد خَلّّد للبلاد نماء
الكــل فــردٌ وحــدةً وتعاضــدا
والفرد كلٌ منـــــعةً وإبــــــــاء
قد قيض الله القدير بحكــــــمةٍ
منه لهذا الموطن الامـــــــــناء
فغدو لهذا الدين خير حمـــــاته
ولذلك البيت العتيق وِقـــــــــاء
وبهم غدت أرض الرسالة روضةٌ
في ظل ما بذ لوا لها غنَّـــــــــــاء
غفر الإله لـهم و أندى روضـــهم
وجزاهم اوفى ما يكون جـــــــزاء
أما الذي شـــغف القلــوب بحبـه
فخر العروش فلن أفيه ثنـــــــــاء
إن يسألـوا كـــــل الأنام من امرؤ
للقــرن جــدد ديــننا إحيـــــــاء
تُشِرِ الأكفُّ إليك كفاً واحـــــــــداً
والخلق فيك تُوحِّـــــــــــد الآراء
والمجد ماض قفــزة في قفــــزةٍ
جُزتَ التَّــخيل رفـــــعة وعلاء
ما زلت ترقى و العـــــلا لك سلم
حتى امتطــــــيت الذروة الشماء
المجد مجدك ليس من مجد أرى
إلا أصبْتَ و لـــــــم تُصِبْ إرواء
ما المجد إلا صــــهوة أسرجـتها
جاوزت في طـــلبٍ لـــــه العـلياء
حتى إذا اتخذ المواطــن حـــاكما
خصما و بَيَّتَ في الضــمير عـداء
وتفاقمت فتن و طـــــال ضرامها
نفراً.. على رغـــم الـرؤى بـرءآء
ألفيتَ عبد الله مهما استعظـــمت
نار تـكفــل حلــمه الإطــــفــــــاء
الله ملــهمه و ناصـرُ أمـــــــره
أو بعد نصر الله خطب ســـــاء؟
الكل في نظر المليك عيــــــاله
يغدو الجميع أمامه نظــــــــراء
لا فرق بين كريمهم ووضيعهم
آب الجميع لحضنه أبنـــــــــــاء
وله و رب البيت حضن دافئ
يدني المفـــارق يبرئ الأدواء
والكل مغــــتبط فأنت لهم أب
كـلٌ أَحبَّـك شـــدة و رخــــــــاء
هرعوا إلى كنف المليك و ظله
والحمد يتلى بكرةً وعشــــــــاء
فالله أكــبر في المـآذن جلجلت
تُعلي المحجة أشرقت بيضـــاء
والله أكــــــــبر فالمقـام معظـم
والركن شعــشع بهجة و أضاء
والبيت معمــــور و زمزم أنهرٌ
والنور يغشـــى الكـعبة الغراء
الله أكــــبر كالبشــارة أثْلِــجتْ
منها صــــدور تحسن الإصغاء
آن الأوان بعهـــدكم يا سيدي
للخـير ان يتنفس الصــــعداء
فجزاك ربي عن عمـــارة بيته
فردوس جنــات النعـــيم ثـواء
وجزاك عن تلك الجموع سعت له
عُمَرَاً وحـــــــــجـاً يبتغــــون اداء
وجزاك بالأقــــــصى و أول قبلة
فلطــــــالما قاســــمـتــه الارزاء
وجــــزاك بالإســــلام اذ أعـليته
وتعهدتـــه يميــــنكـــم احيـــــاء
وجزاك عن خلق أتوك توســماً
لمسوا الرؤوف المشفق المعطاء
يا خادم البيتين جودك قد مضى
يغشــى الــبرية يمــلأ الأرجــاء
بيض أياديك الكريمة أشرقت
بالخـــافقين غــدوة و مســـاء
ما الجود إلا الكف أنت تمدها
بالروح أفدي كفك المعطـــاء
غيثا مررت أصبت من واد الندى
أرضـــــــا... فغنت نضرة ورواء
فغدا بك المفضول إن يغدق على
ذي حـــــــاجة فالفضل منك بداء
فالغيث انت متى التَفَتَّ لســــاحة
فهي الربيع ربت غدت خضــراء
غدقــا تَجَــلَّلَ ثم عَــــــمّ بنفــعه
يحيي النفوس و ينعش البيداء
من راحتيك تعلم البذلَ النــــدى
إن فاضتا يغضي الأخير حيـــاء
هو في جوارك عالمٌ مِن نفسه
قدرا و يعـلم من تكــون سخــاء
يـــا أنـــت إنســـانيةً جسـدتها
أنهكْــتَ في دركٍ لها الزعمـاء
أنى لهم.؟ أنى لهم..؟ أنى لهم..؟
إلاَّ إذا ما أدركــوا العــنقــاء!
أإمـــام عدل آية في حلـــمـه
أم سادس إن عددوا الخلفاء؟
تابعت سير الرشدين فلم تـــزل
تقفوا خطاهم خشية ورجـــــاء
نقش الزمان حروف اسمك سيدي
بجبينـه فخرا فَشَــــــعَّ ضيـــــاء
ولَذَاك أسمى ما يؤمِّل طامــــــحٌ
هذا , وعند الله نلت جــــــــــزاء
قِيَماً غدت منك السياسة سيدي
مُثُلا , و كانت خدعة و ريـــاء
فَعَلَت سياستك التي سطرتهـا
والحق يزهق باطلا و هـــراء
ملــكٌ تواضعَ للمليــك فــزاده
قدرا وأعلــى شأنـه إعـــلاء
وكساه تاجا من هوى أبنــــــائه
بعيونهم سكناه لــيس مـــــــراء
فَسَلِ اليتامى و الأرامل إنْ تُــــردْ ،
وسل الشيوخ , و سائل البسطاء!
سائل إذا ما كنت في عَمَهٍ , وخُذْ
عنهم , ودعْ ظنا , دَعِ الأهــواء!
فأولاء هم شهداؤه في أرضــــه
لله ! كيــف تكــذب الشهـــــــــداء؟
ينبيك عن حب عمـــــــــيق رَدُّهم
فَخُذِ الجواب وزِدْ ,غِـضِ الأعداء
قد طاف بٌغضٌك في الصدور فلم يجد
إلا قلوباً تفتــــــــــــــــدي فاستــــاء
ما حلَّ إلا في فؤاد مــــــــــنافـــق
عجباً و من لك يحمل البغضــــــاء؟
أنت الإمام ابن الإمــــــام ألم يكن
يكفيك نُقْبِلٌ طاعةً ووفـــــــــــاء؟
حتى أسرت قلوبنا فملكتــــــــها
نفديك أرواحا دماً أبنــــــــــــــاء
وإذا أحب الله عبـــــــدا كـــان في
حبِّ العباد له الدليــــــل جـــــلاء
ِ
تعليق