سأقيس الفراق بمَزْوَلة الوقت وهرْولة النبض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    سأقيس الفراق بمَزْوَلة الوقت وهرْولة النبض

    صالة السفر .. رغم رحابتها .. تبدو في عينيها كثُقْب إبرة ..
    كُتَل البشر المتراصة ترتسم على وجوهها عدة إنفعالات ..
    وجوم ..
    وصمت ...
    وهمس ..
    وضحِك كالبكاء ..
    وإيماءات كاذبة بالإصغاء ..
    وعيون تتوه في لا شيء لتعود مرتدة للواقع من جديد ..
    وثرثرة تنطلق لترْدُم هُوَة القلق القابع في النفوس ..
    وأصابع تتشابك في عصبية وكأنها تُزَوِد بعضها البعض طاقة تستمد منها أسباب الصبر على الفراق الذي هو قاب قوسين أو أدنى ..
    عطش الشوق الآتي وجوع اللهفة المرتقبة بين لحظة وأخرى تبدو على العيون التي تتلفتْ في جزع مكبوت يرقد على المآقي الحزينة التي سهِرتْ ليلة الأمس لتنهل من القُرْب الذي سينقشع مع جحافل الظلام ..
    قالت وهي تتشاغل بربطة عنقه دون أن تجرؤ على النظر إليه : لا أدري كيف سأعيش بدونك في قادم أيامي ؟
    قال وفي حلقه غصة : أعرفك قوية ومتماسكة ..
    قالت بنبرة تؤكد النفْى : إلا في مثل هذا الموقف الذي لم آلفه من قبل.. فأنا أشعر بأنني هشًة .. أوْهَن من بيت عنكبوت .. وأضعف من جناح عصفور بلله المطر ..
    قال بصوت مرتعش : لا تزيدي من أحزاني ..
    قالت ودموع تنزلق وتحرق خديها : لا أجرؤ على أن آتيك بالحزن .. فأنت بشارة عمري ..
    قال ليطمئنها : لا أخالك تضعفين و بين أضلعك قلب يحمل أسباب قوتنا ..و هو الذي سيشفيك من كل شوقٍ عِضَال ..
    قالت دون وعى : فراقك أمر أقبله و لا أقبله و لكنني سأعيشه رغما عني ..
    قال : سيمر الوقت سريعا ..
    قالت و قد غالبها البكاء : سأقيس الفراق بمَزْوَلة الوقت وهرْولة النبض .. لذا فإن معاناتي مضاعفة ..
    قال : ستكونين هنا فيما يخصني من إحساس.. فَيْضُ من الرحمة على وجودي بعيدا ..
    قالت من بين حزنها : أنت يا صِنْو الكيان لكَ بعضَ ما لديكَ لِدَىً .. ( لكَ روحي خالصة نَجِيًة .. فهي بعض مما تملكه ،، أحملها لك عندي أمانة .. )
    ( و عندما إبتلعه الزحام يتعثر في مشيته ملوحا بيده وصوته لا يزال يرن في أذنيها بَدَتْ كل الوجوه حولها وكأنها صور مُسْتَنْسَخة منه ،، حتى في مشيته والتفاتته وتلويحة يده ،، فأهتز جسدها نحيبا مكتوما.. وابتعدت يلفها غمامُ شوقٍ مبكِر .. وخياله يتراقص متشحا دمعاتها .. )

  • أمنية نعيم
    عضو أساسي
    • 03-03-2011
    • 5791

    #2
    الأديب والكاتب جلال داود
    ومصافحة أولى لحرفك الجميل
    صححني إن كنت مخطئه ولكن ما قرأته هنا هو " قصة قصيره " أليس كذلك ؟
    هذا مجرد تساؤل ولا يهمني التصنيف فمهما يكن
    قرأت هنا تداخل صورتين في زمنين مختلفين جعلهما الكاتب يتقمصان اللحظة الآنيه
    ففي بداية الأمر ابدعت في وصف باحة المطار والمشاعر المتناقضه للمسافرين
    وفجأه حملتنا للحظة وداع حميميه في منزل بعيد عن المشهد الأول
    وعدت بنا بكل يسر للمشهد الأول حاملاً معنا رغبة العثور عليه بين الزحام ...
    للعنوان سطوة القدير على اختيار عنصر الشد والجذب الرقيق للمتلقي حتى يرى ما خلفه
    والمحتوى سرد قدير على اختزال اللغة لتعطينا أنبل المعاني واصدقها في لحظة وداع
    في هذه الجزئية :

    "قالت وهي تتشاغل بربطة عنقه دون أن تجرؤ على النظر إليه : لا أدري كيف سأعيش بدونك في قادم أيامي ؟
    قال وفي حلقه غصة : أعرفك قوية ومتماسكة ..
    قالت بنبرة تؤكد النفْى : إلا في مثل هذا الموقف الذي لم آلفه من قبل.. فأنا أشعر بأنني هشًة .. أوْهَن من بيت عنكبوت .. وأضعف من جناح عصفور بلله المطر ..
    قال بصوت مرتعش : لا تزيدي من أحزاني ..
    قالت ودموع تنزلق وتحرق خديها : لا أجرؤ على أن آتيك بالحزن .. فأنت بشارة عمري ..
    قال ليطمئنها : لا أخالك تضعفين و بين أضلعك قلب يحمل أسباب قوتنا ..و هو الذي سيشفيك من كل شوقٍ عِضَال ..
    قالت دون وعى : فراقك أمر أقبله و لا أقبله و لكنني سأعيشه رغما عني ..
    قال : سيمر الوقت سريعا ..
    قالت و قد غالبها البكاء : سأقيس الفراق بمَزْوَلة الوقت وهرْولة النبض .. لذا فإن معاناتي مضاعفة ..
    قال : ستكونين هنا فيما يخصني من إحساس.. فَيْضُ من الرحمة على وجودي بعيدا ..
    قالت من بين حزنها : أنت يا صِنْو الكيان لكَ بعضَ ما لديكَ لِدَىً .. ( لكَ روحي خالصة نَجِيًة .. فهي بعض مما تملكه ،، أحملها لك عندي أمانة .. )"

    حوارية تمثيليه ترقى ليبنى على مضمونها أجمل الكلام ...

    رائع بكل التفاصيل استاذ داود ...دام عليك الق فكرك ونبضك ...
    احترامي وودي ...
    [SIGPIC][/SIGPIC]

    تعليق

    • جلال داود
      نائب ملتقى فنون النثر
      • 06-02-2011
      • 3893

      #3
      الأستاذة القديرة أمنية نعيم

      تحياتي وتقديري لشخصك الكريم
      من دواعي سروري وغبطتي أن أجد إسمك يزين أول مداخلة في هذه ( الخاطرة القصة ) فلك إمتناني وشكري على هذه الإطلالة البهية الباذخة.
      أما عن سؤالك عن كُنه هذه الكلمات : فهي خاطرة في قصة وقصة في خاطرة، وقد ترددت طويلا قبل أن أتشرف بإنزالها في قسم الخاطرة الذي أعتبره بيتي الأول بهذا الملتقى المترع بحروف أديباته وأدبائه.
      لا أتورع بأن أقول لك بأن هذه اللحظات هي لحظات عشتها شخصيا ، ولكن كل هذا السجال والحديث هو من خاطرة الذكرى، نبشتُ ذاكرتي المرهقة بمثل هذه اللحظات المؤلمة ثم أقمتُ لها هذا الإطار الذي يتأرجح بين القص والخاطرة.
      مرورك أضفى على النص ألقا سيدتي فلك الشكر
      كوني دائما بخير

      تعليق

      • أمنية نعيم
        عضو أساسي
        • 03-03-2011
        • 5791

        #4
        بل الشرف كل الشرف لي اديبنا الجميل أن كنت بين ذكرياتك ونسق كلماتك
        كا أسلفت سيدي لا يهمني التصنيفات ما دام الحرف يخبر عن الصدق والجمال
        بلا تكلف ولا تحاذق بالكلمات حتى نخال انفسنا نسير في حقل ألغام
        البيت بيتك ونحن ضيوف في جلال روحك العبقه
        بوركت وزدت تواضعاً وعلو...
        كل الاحترام لرقي ردك .
        [SIGPIC][/SIGPIC]

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          هذه الخاطرة البهية
          من العنوان حتى الخاتمة أستحوذت على الجمال تنضح الكلمات عطرا وياسمينة نبض بريشة إبداع
          يامرحبا بالكريم الفاضل زميلنا جلال عودة باذخة ترفة لسطور أنيقة
          كم سرني حضورك وحرفك الذي كنا نتحينه
          سلمت ودمت ودامت إطلالتك
          رغم كم الحزن واللوعة والفراق
          افترش الجمال بساطه في هذه الخاطرة المورقة
          شكرا لإبداعك
          تحيتي وتقديري

          تعليق

          • شيماءعبدالله
            أديب وكاتب
            • 06-08-2010
            • 7583

            #6
            بعد قراءتي لحواركما الفاضل جلال والأخت الغالية أمنية
            هي حوارية ما بين هو وهي
            وحاضرة في ذاكرة الكاتب أديبنا جلال
            فأتت بصيغة متمازجة بما يسمى التجنيس الأدبي
            لذا تبقى رهينة الكاتب وتحت إمرته !!
            كم تسعدني العودة فاضلنا وحقا هذا بيتك الأول
            ويا حبذا عودتك معنا للإشراف ليكتمل بناء الأسرة (بلغني قرارك على الخاص)
            تحياتي الكبيرة وفائق التقدير
            التعديل الأخير تم بواسطة شيماءعبدالله; الساعة 04-11-2012, 15:13.

            تعليق

            • بلقيس البغدادي
              كاتبة
              • 24-09-2012
              • 1086

              #7
              أستاذي القدير

              منذ زمن لم اقرأ اسلوب يشدك لإحساسه منذ اول كلمة لآخر نقطة

              راقي الحرف انت ويمتزج الإبداع فخرا بسطرك

              استمتعت بتلك القصة الخاطرة بكل تفاصيلها فشكرا

              تقديري لحضر تكم

              احتراماتي

              لا أملك سِوَى
              قَلَم
              و
              وَرَقَة مُجّعدة
              في أكفِ خيبةٍ
              يَتَدلى العمر من خطوطِها
              خُصلةٍ بيضاء
              تَشنُق رقاب كلماتي

              تعليق

              • mmogy
                كاتب
                • 16-05-2007
                • 11282

                #8
                أستاذنا الجميل جلال داود
                مع أنني مقل جدا في مزاحمة الأدباء في التعليق على نصوصهم .. إلا أنني هنــا أشعر بعمق المشاعر وصدقها وهو ما أميل معه إلى كونها خاطرة وليست قصة لأن التركيز على وصف مشاعر اللحظة كان هو الغالب عليها أكثر من التركيز على تتابع الحدث .. والله أعلم ههه
                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                تعليق

                • أبوقصي الشافعي
                  رئيس ملتقى الخاطرة
                  • 13-06-2011
                  • 34905

                  #9
                  الشاعر القدير /جلال داود
                  كم تشرفت بقراءة نصك الكريم
                  و أتفق مع عميدنا الموجي
                  أنه خاطرة و بامتياز
                  تسعدني عودتك لبيتك
                  ومهما طال البعد
                  يظل الحنين لأول وطن
                  تقديري و جل احترامي



                  كم روضت لوعدها الربما
                  كلما شروقٌ بخدها ارتمى
                  كم أحلت المساء لكحلها
                  و أقمت بشامتها للبين مأتما
                  كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
                  و تقاسمنا سوياً ذات العمى



                  https://www.facebook.com/mrmfq

                  تعليق

                  • جلال داود
                    نائب ملتقى فنون النثر
                    • 06-02-2011
                    • 3893

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة امنيه نعيم مشاهدة المشاركة
                    بل الشرف كل الشرف لي اديبنا الجميل أن كنت بين ذكرياتك ونسق كلماتك
                    كا أسلفت سيدي لا يهمني التصنيفات ما دام الحرف يخبر عن الصدق والجمال
                    بلا تكلف ولا تحاذق بالكلمات حتى نخال انفسنا نسير في حقل ألغام
                    البيت بيتك ونحن ضيوف في جلال روحك العبقه
                    بوركت وزدت تواضعاً وعلو...
                    كل الاحترام لرقي ردك .
                    الأيبة الأستاذة أمنية نعيم
                    حقق الله أمنياتك وزادك من فيض نعيمه
                    بل الشرف لي أن تُزَيِّن كلماتك الرصينة هذا النص.
                    أكرر الشكر ولك مني أبلغ التحايا

                    تعليق

                    • جلال داود
                      نائب ملتقى فنون النثر
                      • 06-02-2011
                      • 3893

                      #11
                      الأديبة الأستاذة أمنية نعيم
                      حقق الله أمنياتك وزادك من فيض نعيمه
                      بل الشرف لي أن تُزَيِّن كلماتك الرصينة هذا النص.
                      أكرر الشكر ولك مني أبلغ التحايا
                      التعديل الأخير تم بواسطة جلال داود; الساعة 05-11-2012, 06:16.

                      تعليق

                      • جلال داود
                        نائب ملتقى فنون النثر
                        • 06-02-2011
                        • 3893

                        #12
                        الأستاذة الأديبة شيماء
                        تحايا كبيرة وسلام مقيم
                        كعادتك تُضْفين على النص هذا الإطار الباهر وتنثرين عليه من قراءتك اللماحة
                        لك الشكر.
                        أما عن بيتي الأول هنا فهو لا زال ، لأنني أنام على هدهدة خاطرة وأصحو وهي تراوح أحلام منامي ويقظتي.
                        سأكتب لك على الخاص بشأن الإشراف
                        كوني بخير

                        تعليق

                        • جلال داود
                          نائب ملتقى فنون النثر
                          • 06-02-2011
                          • 3893

                          #13
                          الأستاذة الأديبة بلقيس بغدادي
                          تحياتي وتقديري

                          أسعدني حضورك الباهي وتعليقك الأبهى.
                          بل يزداد حرفي فخرا بتواجدك في معية هذه الخواطر هنا.
                          دمتم بألف خير سيدتي

                          تعليق

                          • جلال داود
                            نائب ملتقى فنون النثر
                            • 06-02-2011
                            • 3893

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                            أستاذنا الجميل جلال داود
                            مع أنني مقل جدا في مزاحمة الأدباء في التعليق على نصوصهم .. إلا أنني هنــا أشعر بعمق المشاعر وصدقها وهو ما أميل معه إلى كونها خاطرة وليست قصة لأن التركيز على وصف مشاعر اللحظة كان هو الغالب عليها أكثر من التركيز على تتابع الحدث .. والله أعلم ههه
                            أستاذنا الأديب محمد شعبان الموجي
                            تحية وسلام لشخصكم الكريم
                            أسعدني مرورك فلك الشكر العميم

                            النص هو كما قلت مزيج من هذا وذاك ( يمكن أن أشبهه بالفيديو كليب الذي يجمع بين الطرب ولمحات أقرب للتمثيل في فيلم قصير )
                            دمتم

                            تعليق

                            • جلال داود
                              نائب ملتقى فنون النثر
                              • 06-02-2011
                              • 3893

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
                              الشاعر القدير /جلال داود
                              كم تشرفت بقراءة نصك الكريم
                              و أتفق مع عميدنا الموجي
                              أنه خاطرة و بامتياز
                              تسعدني عودتك لبيتك
                              ومهما طال البعد
                              يظل الحنين لأول وطن
                              تقديري و جل احترامي
                              الأخ الأستاذ الأديب / قصى الشافعي

                              تحية مباركة وسلام يشملك

                              أشكر لك هذا المرور الذي أحتفي به
                              وبكم وبجانبكم يطيب المقام
                              دمتم أبدا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X