صالة السفر .. رغم رحابتها .. تبدو في عينيها كثُقْب إبرة ..
كُتَل البشر المتراصة ترتسم على وجوهها عدة إنفعالات ..
وجوم ..
وصمت ...
وهمس ..
وضحِك كالبكاء ..
وإيماءات كاذبة بالإصغاء ..
وعيون تتوه في لا شيء لتعود مرتدة للواقع من جديد ..
وثرثرة تنطلق لترْدُم هُوَة القلق القابع في النفوس ..
وأصابع تتشابك في عصبية وكأنها تُزَوِد بعضها البعض طاقة تستمد منها أسباب الصبر على الفراق الذي هو قاب قوسين أو أدنى ..
عطش الشوق الآتي وجوع اللهفة المرتقبة بين لحظة وأخرى تبدو على العيون التي تتلفتْ في جزع مكبوت يرقد على المآقي الحزينة التي سهِرتْ ليلة الأمس لتنهل من القُرْب الذي سينقشع مع جحافل الظلام ..
قالت وهي تتشاغل بربطة عنقه دون أن تجرؤ على النظر إليه : لا أدري كيف سأعيش بدونك في قادم أيامي ؟
قال وفي حلقه غصة : أعرفك قوية ومتماسكة ..
قالت بنبرة تؤكد النفْى : إلا في مثل هذا الموقف الذي لم آلفه من قبل.. فأنا أشعر بأنني هشًة .. أوْهَن من بيت عنكبوت .. وأضعف من جناح عصفور بلله المطر ..
قال بصوت مرتعش : لا تزيدي من أحزاني ..
قالت ودموع تنزلق وتحرق خديها : لا أجرؤ على أن آتيك بالحزن .. فأنت بشارة عمري ..
قال ليطمئنها : لا أخالك تضعفين و بين أضلعك قلب يحمل أسباب قوتنا ..و هو الذي سيشفيك من كل شوقٍ عِضَال ..
قالت دون وعى : فراقك أمر أقبله و لا أقبله و لكنني سأعيشه رغما عني ..
قال : سيمر الوقت سريعا ..
قالت و قد غالبها البكاء : سأقيس الفراق بمَزْوَلة الوقت وهرْولة النبض .. لذا فإن معاناتي مضاعفة ..
قال : ستكونين هنا فيما يخصني من إحساس.. فَيْضُ من الرحمة على وجودي بعيدا ..
قالت من بين حزنها : أنت يا صِنْو الكيان لكَ بعضَ ما لديكَ لِدَىً .. ( لكَ روحي خالصة نَجِيًة .. فهي بعض مما تملكه ،، أحملها لك عندي أمانة .. )
( و عندما إبتلعه الزحام يتعثر في مشيته ملوحا بيده وصوته لا يزال يرن في أذنيها بَدَتْ كل الوجوه حولها وكأنها صور مُسْتَنْسَخة منه ،، حتى في مشيته والتفاتته وتلويحة يده ،، فأهتز جسدها نحيبا مكتوما.. وابتعدت يلفها غمامُ شوقٍ مبكِر .. وخياله يتراقص متشحا دمعاتها .. )
كُتَل البشر المتراصة ترتسم على وجوهها عدة إنفعالات ..
وجوم ..
وصمت ...
وهمس ..
وضحِك كالبكاء ..
وإيماءات كاذبة بالإصغاء ..
وعيون تتوه في لا شيء لتعود مرتدة للواقع من جديد ..
وثرثرة تنطلق لترْدُم هُوَة القلق القابع في النفوس ..
وأصابع تتشابك في عصبية وكأنها تُزَوِد بعضها البعض طاقة تستمد منها أسباب الصبر على الفراق الذي هو قاب قوسين أو أدنى ..
عطش الشوق الآتي وجوع اللهفة المرتقبة بين لحظة وأخرى تبدو على العيون التي تتلفتْ في جزع مكبوت يرقد على المآقي الحزينة التي سهِرتْ ليلة الأمس لتنهل من القُرْب الذي سينقشع مع جحافل الظلام ..
قالت وهي تتشاغل بربطة عنقه دون أن تجرؤ على النظر إليه : لا أدري كيف سأعيش بدونك في قادم أيامي ؟
قال وفي حلقه غصة : أعرفك قوية ومتماسكة ..
قالت بنبرة تؤكد النفْى : إلا في مثل هذا الموقف الذي لم آلفه من قبل.. فأنا أشعر بأنني هشًة .. أوْهَن من بيت عنكبوت .. وأضعف من جناح عصفور بلله المطر ..
قال بصوت مرتعش : لا تزيدي من أحزاني ..
قالت ودموع تنزلق وتحرق خديها : لا أجرؤ على أن آتيك بالحزن .. فأنت بشارة عمري ..
قال ليطمئنها : لا أخالك تضعفين و بين أضلعك قلب يحمل أسباب قوتنا ..و هو الذي سيشفيك من كل شوقٍ عِضَال ..
قالت دون وعى : فراقك أمر أقبله و لا أقبله و لكنني سأعيشه رغما عني ..
قال : سيمر الوقت سريعا ..
قالت و قد غالبها البكاء : سأقيس الفراق بمَزْوَلة الوقت وهرْولة النبض .. لذا فإن معاناتي مضاعفة ..
قال : ستكونين هنا فيما يخصني من إحساس.. فَيْضُ من الرحمة على وجودي بعيدا ..
قالت من بين حزنها : أنت يا صِنْو الكيان لكَ بعضَ ما لديكَ لِدَىً .. ( لكَ روحي خالصة نَجِيًة .. فهي بعض مما تملكه ،، أحملها لك عندي أمانة .. )
( و عندما إبتلعه الزحام يتعثر في مشيته ملوحا بيده وصوته لا يزال يرن في أذنيها بَدَتْ كل الوجوه حولها وكأنها صور مُسْتَنْسَخة منه ،، حتى في مشيته والتفاتته وتلويحة يده ،، فأهتز جسدها نحيبا مكتوما.. وابتعدت يلفها غمامُ شوقٍ مبكِر .. وخياله يتراقص متشحا دمعاتها .. )
تعليق