قصة قصيرة الفضاء الأخير بهائي راغب شراب **فجأة وجد نفسه وسط الزحام، يمشي بلا إرادة ،مسحوبا في الاتجاه الذي يسير الناس فيه ، مرة إلى اليمين وأخرى إلى الخلف وبعدها إلى الشمال ثم الوقوف .. ثم التحرك .. ثم.. حاول لكنه لم يستطع الفكاك منهم .. أحس بهم يخنقونه .. وأن روحه تكاد تغادره إلى الأبد .. أراد الخروج والذهاب بعيدا عن هذا البحر البشري المتلاطمة أمواجه.. يحتاج هواء نقيا صافيا .. الغير متوفر الآن وفي هذا الوضع الميئوس . لا يدعون له مجالا للفرار .. يشعر وكأنهم يقتلونه .. يتعمدون أن يظل وسطهم وبينهم .. يغلقون المنافذ كلها أمامه .. نعم إنهم يفعلون .. وما يزالون يغلقون عليه المنافذ ... ما هذا لقد بدءوا دفعه باتجاه آخر لا يعرفه ,, يبدوا تصميمهم واضحا من إصرارهم على فعل ذلك رغم معارضته ورفضه الكاملين .. كما يظهر من حركات أياديهم وإشاراتهم له بأن يمكث هادئا ولا يثير المتاعب لهم .. ويا للهول .. لا يكتفون بذلك لقد أخذوا يغلقون عليَّه الفضاء كله .. و.. يتركونه الآن .. اشعر بذلك .. حسنا يفعلون .. فليذهبوا ويتركونه وحده الآن .. سيتصرف أفضل بعد ذهابهم .. نعم .. فها قد بدأ يجد السبيل إلى بعض الهواء .. لكن .. كيف يذهبون ويتركونه هنا في المكان وحيدا .. هذا غريب .. والمكان غريب .. وهم ما يزالون يبتعدون .. يبتعدون كثيرا .. لم يعد أراهم .. إنهم يختفون .. حتى ظلالهم لم أعد يراها .. يجب أن يلحق بهم قبل فوات الوقت .. الليل يثقل بسواده المكان .. وهو يرى بصعوبة .. .... .... تحرك .. أراد أن يتحرك.. آآآآخ ما هذا .. رأسه يصطدم بشيء صلب ... يبدوا كأنه سقف غرفة .. لكن ما بالها ضيقة وقصيرة هكذا ... لا يستطيع حتى الاستدارة إلى جانبه الآخر .. كيف .. ما الذي يحدث له .. أين هو ... ما هذا المكان .. وكيف أصبح صغيرا جدا ومغلقا بالكامل .. قبل قليل كان مملوءا بالحشود .. ومشعا بضياء الشمس .. نعم كانت الشمس تسطع على وجهه .. شعر بها تلسعه بحرارتها .. ما هذا المكان .. ماذا يشبه .. ماذا يشبه .. ؟ ماذا يكون ..؟؟؟؟ أيكون ..؟؟؟ لا ..لا...لا .. لا..لا..لا...لا...لا..لا..لآ... ..... كان ما يزال يصرخ غير مصدق أنه قد ودع شعاع الضوء الأخير ... في حياته .. والناس .. يحثون خطواتهم العجلى نحو الابتعاد . ...**
أكثر...
أكثر...