موقع شباب اليمن يحاور الأديبة الكبيرة إملي قضماني : نقل : عبد الرحيم محمود
نشر موقع شباب اليمن الحوار التالي مع أديبتنا الكبيرة المناضلة الجولانية السورية إملي قضماني أجرته الأديبة الكبيرة والشاعرة الرائعة : بلقيس الجنابي عضو المجلس الاستشاري في الملتقى
لم أعتدْ أن أجري حوار من أي نوع..فهذه المرة الأولى..
يا لحظي الجميل الذي جعلني أبدأ هذه البداية الرائعة ...
رغم عدم خبرتي في هذا المجال..إلا أني أشعر بانسياب الكلمات
كأنما أكتب مما أحفظ عن ظهر قلب!
إنني حين أقدمها فإنما أقدم أستاذةً ومناضلة ضد الإحتلال الصهيونـي بما تحويه هذه المفردة من
معنىً وأبعاد..؟؟!
أود أن أختصر المقدمات إلى ضيفتنا الكبيرة..وأعز وأغلى صديقة على روحـــي
لكن المقدمات تأبى الإختصار كونها أشتهت ضيفةً بمستوى ضيفتنا...
الإسم: أملي القضماني
إسم الزوج : الناشط أحمد القضماني
الأبناء:
محسنة : طبيبة عامة
مجيد : د. فلسفة علوم سياسية.. قريبا د. بالقانون الدولي
إخلاص: طبيبة اسنان
صادق: إعلامي مصور لقناة تلفزينية
ياسمين: تدرس الهندسة المعمارية
ولها ما شاء الله ...ثمانية أحفاد ...الله يبارك لها فيهم وبوالديهم يارب
سيرة ذاتية:
ولدت المناضلة أملي في أسرة فلاحية ، ( لكنها من عائلة وجيهة بالبلد )أي من اللذين يقررون في شؤون أهل قريتهم ، والداها كانا متواضعين ، صادقين ، فربيت في أجواء أسرية دافئة ومبنية على المحبة المتبادلة بين أفرادها، وعلى إحترام الآخرين.(فكانا رحمة الله عليهما) مثالا يحتذى في السلوك الحسن ، والقدوة للآخرين ، في الاخلاص والتواضع وصدق اللسان ، غرسا في أولادهم .. هي واخوتها الايمان بالله وأنه أنعم على الانسان بالخيرات وملذات هذه الارض ، لكنه أوصى بعدم المبالغة ، ونهى عن الاساءة أو الأعتداء على حقوق الغير .
تقول السيدة الناشطة أملي القضمانـي..:
كان والدي يردد دائما أنه يتوجب على الفرد منا أن لا يتردد أبدا في نصرة الضعفاء والدفاع عن حقوق المظلومين، كما لا يتردد قيد انملة عن تقديم النفس برضاء وسعادة اذا نادت الأوطان مستغيثة من ظلم الاعداء والمغتصبين.. { وهو ما فعله حقا حيث أنضمَّ لصفوف الثوار وشارك جنبا الى جنب مع رفاقه وأخوته الابطال في تحرير بلادنا من الاستعمار الفرنسي...وقد أصيب اصابة بالغة أخترقت رصاصةحنجرته ونجا من الموت باعجوبة، حتى أنه سجل بين الشهداء لإنه كان ميتا فعلا، لكن قدرة الله عجيبة...{هكذا كان يردد دائما) ولدت ولادة ثانية..
وتضيف أملي القضمانـي ..""
هكذا ترعرت على حب الوطن وعشقه، بين أب مناضل وأخوة عشقوا الوطن وبذلوا في سبيله الغالي والنفيس،وهكذا وجدت البيت الذي انتقلت اليه بعد زواجي، والد زوجي ، إبن العم (أحمد علي القضماني)من الثوار أيضا ًوقد شرَّفه الله برصاصة إخترقت صدره بعيدا عن القلب قليلا في إحدى معارك المواجهه بالقرب من قلعة راشيا اللبنانية.
ومنذ أول يوم للإحتلال الإسرائيلي الغاشم ولم تمض أيام ٌ قليلة حتى بادر زوجي أحمد علي القضماني ومجموعة من رفاقه الأطياب بتنظيم خلايا للمقاومة السرية ، وكنت نصيرا وداعما لهم، أخذت على عاتقي مهمات لا مجال لذكرها هنا،
وقد باشروا على الفور بترتيب العلاقات مع الجهات المعنية داخل وطننا الغالي لتدارس الخطوات القادمة وتحديد استراتيجية وتكتيك العمل النضالي الجولاني ومقاومة المحتل الصهيوني .. وتمكنت سلطات الاحتلال من الكشف عن تلك المجموعة بعد سنوات والقت القبض على أفرادها، والقتهم داخل السجون،فوجدت نفسي أقف أمام مسؤولية نوعية جديدة وهي مواصلة طريق النضال، وإكمال المهمة، وكان بالفعل الحمل ثقيلا...
وتضيف المناضلة أملي القضمانـــــي أيضا""
بالإضافة لذلك كان عليَّ تربية أولادي وتأمين لقمة العيش لهم وتعليمهم وزرع روح المقاومة لديهم وحب الوطن ليكملوا مشوارنا الذي بدأناه، حاولت قدر المستطاع تأمين حياة مقبولة لهم كي لايشعروا بالنقص في ظل غياب والدهم، ولأجل أن تستمر الحياة كما تقتضي ...
كنت أزور زوجي بالسجن وبرفقتي أحد أبنائي وكان ذلك متعبا ومرهقا جدا، وتقصدت مرافقتهم حتى يروا بام أعينهم أين أين معتقلٌ أبوهم ومن المسؤول عن ذلك، ولكي يبقوا على تواصل معه ويفخرون بما قام به،
وفعلا كبروا وكبرت معهم مشاعرهم الوطنية فاصبحت جزءاً من كيانهم الروحي،
وكان لهم دور فاعل ومميز في المدارس وبين رفاقهم الطلبة، ولم يتاخروا عن المشاركة بل احيانا كثيرة كانوا المبادرين لإقامة الفعاليات والنشاطات الوطنية ..
فكانت عيون العدو لهم بالمرصاد.. فاعتقلو إبني البكر مجيد وهو في سن ال (14) وزجوا به في المعتقل* وليست المرة الأولى فقد تكررت اعتقالاته* وما لبث ان شبَّ أخوه الصغير وسلك مسلكه بل تخطاه فقام ببناء تنظيمات طلابية شبابية سرية بهدف مقاومة الاحتلال* وتمَّ القبض عليه وعلى رفاقه الصغار الكبار وحكمت عليهم المحاكم الاسرائيلية بالسجن الفعلي عدة سنوات.. وكنت فخورة بما ربيت..
لقد فرض الإحتلال علينا واقعا مريرا ، وتحديات ليست بسيطة، كل ا ُم على وجه الدنيا تخاف على أبنائها من "نسمة الريح"كما يقولون فكيف إذا بصغارها بين يدي هؤلاء الفاشيين المحتلين، ولكني كنت أستمد شجاعتي من مصداقية مواقفنا وشرعية مطالبنا، وكنا وما زلنا على العهد باقون..{ هذا وطننا فليرحلوا عنا..}
كنت مضطرة للقيام بدور الأب والأم معا، فالأب بين إعتقال وبين إقامات جبرية وملاحقات ما كان ليستطيع أن يوفر للعائلة لقمة العيش دائما..فوجدت نفسي أفتش عن مصدر دخل إضافي عله يساعد { بالرغم من تربيتي المدللة، وطفولتي الهنية} فالتحقت بورشة خياطة واشتغلت أجيرة في محلات تجارية..وورش عمل في قطاف الثمار الفواكه والخضرية ، وحياكة الصوف وتعددت الأعمال، من أجل زيادة الدخل..
كلُّ ذلك لم يمنعني من الإهتمام بالأرض التي نملكها والإعتناء بها لتوفر لنا مزيدا من الدخل لتأمين إحتياجات أولادنا ...
{فعلا كانت أياماً مريرة وصعبة وقاسيةجدا} الى أن كبروا وبدؤوا يحملون معي عبء الحياة..
وتكمـــل لي سرد حكايتها فتقول ""
ومع هذا لم أنقطع عن ممارسة نشاطي الإجتماعي، وممارسة "شعائري" المفضلة فكنت أقتطع وقتا لا باس به للقراءة والمطالعة والدراسة وتثقيف نفسي كوني حرمت__مثل أكثرية بنات جيلي من النساء __حرمت من متابعة تحصيلي العلمي
فقرأت في السياسة ، والأدب، والفن، والتربية، وعلم الإجتماع، وعلم النفس، الخ!!! وهذا جمع عندي تحصيل ثقافي لا بأس به، خولتني ان أكتب في المجلات والجرائد التي تصدر في فلسطين المحتله* فلم يكن في الجولان بعد لا إصدارات ولا مواقع ولا أي مجلات،
وكان لي شرف الحصول على جائزة ابداعية من مؤسسة الاسوار (عكا) وذلك عن مقالات وخواطر نشرت في العديد من الصحف :اللاتحاد حيفا__كل العرب الناصرة___والبيادر السياسي القدس المحتلة__والقدس العربي __ وفالسطين الثورة الخ؟!! وان لم يكن الانتاج غزيرا لكنه كاف لمن كانت تحمل ثقل الهموم ، وعبء المسؤوليات مثلي،
ولعله من المفيد ان أشير الى امر ذو اهمية خاصة بالنسبة الى الحركة النسوية في الجولان المحتل واقصد مبادرتنا (مجموعة من النشيطات الواعيات_من الاربع قرى الى تأسيس لجنة نسائية عام(1982) هدفها الأعتناء بشؤون المرأة الجولانية في تلك القرى المحتلة،
اقمنا فعاليات عديدة واصدرنا مجلة ونظمنا محاضرات ودورات تربوية، وتثقيفية،ومهنية، وأقمنا روضة للأطفال كلُّ ذلك بمجهودنا الشخصي ومن دخلنا الخاص وتبرعات الاهالي الكرام(لم يكن وقتها يوجد روضات في الجولان) لكن للأسف الشديد لم يكتب لها البقاء الطويل بسبب هجوم السلطة المحتلة علينا وملاحقتنا..
يسرني ايضا ان اشير اني كنت الرائدة في فتح مجال التعليم العالي للفتيات، فشجعتهنَّ للسفر للخارج لتحصيل العلم(كانت بوقتها سلطات الاحتلال لا تسمح لهنَّ بدخول الجامعات الاسرائيلية الا لتعلم مواضيع بسيطة) وما كانت تسمح لهنَّ بالذهاب للوطن، وهو الامر الذي عرضني لحملة ضغوط شديدة وصلت حد المقاطعة الاجتماعية من جهات لا تؤمن بضرورة تعليم الفتاه وخاصة خارج بلدها، (وصمدت وثابرت على موقفي) فكنت اعمل واوفر لهنَّ ما يحتجن اليه من مصروف لان زوجي خرج من السجن بوجع كبير في ظهرة منعه من العمل..(على فكرة لقد تلقوا تعليمهم في جامعات الاتحاد السوفييتي سابقا) وانا قد نلت تكريما من اللجنة النسائية السوفيتيية ولا زلت احتفظ بشعارهم الى اليوم.. وذلك بسبب مواقفي النضالية وبسبب اجتهاد اولادي وسمعتهم الحسنة..
وأشير ايضا:
بالرغم من كل ذلك لم اقلع عن التفكير بمتابعة تحصيلي العلمي وما زال الامل يحدوني ان اتمكن يوما من نيل شهادة جامعية ، وقد انتسبت مؤخرا لدورة تعليم انكليزي ..علني اوفق بالالتحاق بجامعة مفتوحة، أو يفتح لي الوطن ..وأقصد الوطن العربي الكبير بابه للتعليم في جامعاته..
واخيرا تبقى أمنيتي الأولى والأكبر والاهم والتي من أجلها نحيا أن ياتي ذات يوم ونخرج من بيوتنا لنرى أعلام وطننا ترفرف شامخة فوق ربى الجولان كل الجولان.. وإنه ليوم قريب باذن الله....
نص الخطاب الذي كرمت فيه المناضلة أملي القضماني .."
الاتحاد النسائي في القنيطرة يكرم شهداء الجولان وأسرى الحرية
16/02/2007 22:31
عرب48 وجولان تايمز
أقام الاتحاد النسائي في القنيطرة حفل تكريم لشهداء وأسرى الحرية في الجولان السوري المحتل وفاء لهم وتخليدا لذكرهم ومساهماتهم.
وقد شارك في الحفل كل أمين فرع الحزب العربي الاشتراكي في محافظة القنيطرة، السيد محمد عفيش، ومحافظ القنيطرة، السيد نواف الشيخ فارس، ونائبة رئيسة الاتحاد النسائي العام، السيدة رغداء الأحمد وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد النسائي.
وقد كرم الحفل كل من الشهيد هايل ابو زيد والشهيد نزيه أبو زيد والشهيد فايز محمود والشهيدة غالية فرحات والشهيد عزت ابو جبل والأسيرة المحررة آمال محمود والسيدة املي القضماني تسلمتها ابنتها ياسمين القضماني .
مرفق الرابط
أملي الأديبة الشفيفة التي عرفتها من خلال كتاباتها القصصية ونثرها وشعرها الذي لامس حد صوت الملائكة وإبتهلالهم
تقول أملي ... في زفرات ألم هنا وهناك
لا يمكنني ان احتمل ذاتي هذه الايام... ولا يمكنني معرفة ما الذي غير سلوكي..
كل شيء يثيرني بدرجة متوحشة..انفعل بشكل قاس وعنيف بدون سبب واضح..لا تعجبني الأشياء..تسكنني الهواجس.. أعلن تذمري وشكواي..
روحي ذرات من شجن لا أدري كنهه.. كالاطفال أجهش بالبكاء لأي مشهد عاطفي.. أو كلمة حنونة.. او خيبة جرح..أو وطن لا استطيع احتضانه..
أشاهد برامج التلفزيون... أنقل الريموت كونترول من يد الى أخرى.. مسلسلات..لقاءات..أخبار.. قتل.. موت.. دم.. صراع.. كل ذلك يوتر أعصابي، يقلقني، لماذا كل هذا؟؟؟؟
تستقر الإشارة على وطني.. عرس بلون قوس قزح..أحط الرحال هنا في حلقة الدبكة.. أبتسم دون تكلف..تحمل افبتسامة الف معنى ومعنى..
آآآآآآآآه أيها الوطن كم انا بشوق اليك!!
انا مغرمة.. عاشقة..
ما اعلاك.. وما أغلاك.. دم رافلا بثوب الحياة.. والتطور.. والحب..
يا وطنييييييييييي....
ترى هل سأقبل ترابك يوما ما؟؟؟؟
وللحديث شجــــون مع الضيفة العزيزة والأخت الحبيبة ..أملي القضمانـي ..
__________________
ياناحباً حبَ الحبيبِ وراجياً طيب الوصالْ
لله درك شاعراً غنى على لحن الجمالْ
أسقيتَ قلباً ضامئاً فهوى منك له السؤالْ
وأقمتَ قصراً شامخاً في روحهِ فلكَ المحالْ
وكتبتَ في أرجائه نقشاً تزخرفه الظلالْ
طيب الوصالِ منك له فطابَ له منكَ الوصالْ
نشر موقع شباب اليمن الحوار التالي مع أديبتنا الكبيرة المناضلة الجولانية السورية إملي قضماني أجرته الأديبة الكبيرة والشاعرة الرائعة : بلقيس الجنابي عضو المجلس الاستشاري في الملتقى
لم أعتدْ أن أجري حوار من أي نوع..فهذه المرة الأولى..
يا لحظي الجميل الذي جعلني أبدأ هذه البداية الرائعة ...
رغم عدم خبرتي في هذا المجال..إلا أني أشعر بانسياب الكلمات
كأنما أكتب مما أحفظ عن ظهر قلب!
إنني حين أقدمها فإنما أقدم أستاذةً ومناضلة ضد الإحتلال الصهيونـي بما تحويه هذه المفردة من
معنىً وأبعاد..؟؟!
أود أن أختصر المقدمات إلى ضيفتنا الكبيرة..وأعز وأغلى صديقة على روحـــي
لكن المقدمات تأبى الإختصار كونها أشتهت ضيفةً بمستوى ضيفتنا...
الإسم: أملي القضماني
إسم الزوج : الناشط أحمد القضماني
الأبناء:
محسنة : طبيبة عامة
مجيد : د. فلسفة علوم سياسية.. قريبا د. بالقانون الدولي
إخلاص: طبيبة اسنان
صادق: إعلامي مصور لقناة تلفزينية
ياسمين: تدرس الهندسة المعمارية
ولها ما شاء الله ...ثمانية أحفاد ...الله يبارك لها فيهم وبوالديهم يارب
سيرة ذاتية:
ولدت المناضلة أملي في أسرة فلاحية ، ( لكنها من عائلة وجيهة بالبلد )أي من اللذين يقررون في شؤون أهل قريتهم ، والداها كانا متواضعين ، صادقين ، فربيت في أجواء أسرية دافئة ومبنية على المحبة المتبادلة بين أفرادها، وعلى إحترام الآخرين.(فكانا رحمة الله عليهما) مثالا يحتذى في السلوك الحسن ، والقدوة للآخرين ، في الاخلاص والتواضع وصدق اللسان ، غرسا في أولادهم .. هي واخوتها الايمان بالله وأنه أنعم على الانسان بالخيرات وملذات هذه الارض ، لكنه أوصى بعدم المبالغة ، ونهى عن الاساءة أو الأعتداء على حقوق الغير .
تقول السيدة الناشطة أملي القضمانـي..:
كان والدي يردد دائما أنه يتوجب على الفرد منا أن لا يتردد أبدا في نصرة الضعفاء والدفاع عن حقوق المظلومين، كما لا يتردد قيد انملة عن تقديم النفس برضاء وسعادة اذا نادت الأوطان مستغيثة من ظلم الاعداء والمغتصبين.. { وهو ما فعله حقا حيث أنضمَّ لصفوف الثوار وشارك جنبا الى جنب مع رفاقه وأخوته الابطال في تحرير بلادنا من الاستعمار الفرنسي...وقد أصيب اصابة بالغة أخترقت رصاصةحنجرته ونجا من الموت باعجوبة، حتى أنه سجل بين الشهداء لإنه كان ميتا فعلا، لكن قدرة الله عجيبة...{هكذا كان يردد دائما) ولدت ولادة ثانية..
وتضيف أملي القضمانـي ..""
هكذا ترعرت على حب الوطن وعشقه، بين أب مناضل وأخوة عشقوا الوطن وبذلوا في سبيله الغالي والنفيس،وهكذا وجدت البيت الذي انتقلت اليه بعد زواجي، والد زوجي ، إبن العم (أحمد علي القضماني)من الثوار أيضا ًوقد شرَّفه الله برصاصة إخترقت صدره بعيدا عن القلب قليلا في إحدى معارك المواجهه بالقرب من قلعة راشيا اللبنانية.
ومنذ أول يوم للإحتلال الإسرائيلي الغاشم ولم تمض أيام ٌ قليلة حتى بادر زوجي أحمد علي القضماني ومجموعة من رفاقه الأطياب بتنظيم خلايا للمقاومة السرية ، وكنت نصيرا وداعما لهم، أخذت على عاتقي مهمات لا مجال لذكرها هنا،
وقد باشروا على الفور بترتيب العلاقات مع الجهات المعنية داخل وطننا الغالي لتدارس الخطوات القادمة وتحديد استراتيجية وتكتيك العمل النضالي الجولاني ومقاومة المحتل الصهيوني .. وتمكنت سلطات الاحتلال من الكشف عن تلك المجموعة بعد سنوات والقت القبض على أفرادها، والقتهم داخل السجون،فوجدت نفسي أقف أمام مسؤولية نوعية جديدة وهي مواصلة طريق النضال، وإكمال المهمة، وكان بالفعل الحمل ثقيلا...
وتضيف المناضلة أملي القضمانـــــي أيضا""
بالإضافة لذلك كان عليَّ تربية أولادي وتأمين لقمة العيش لهم وتعليمهم وزرع روح المقاومة لديهم وحب الوطن ليكملوا مشوارنا الذي بدأناه، حاولت قدر المستطاع تأمين حياة مقبولة لهم كي لايشعروا بالنقص في ظل غياب والدهم، ولأجل أن تستمر الحياة كما تقتضي ...
كنت أزور زوجي بالسجن وبرفقتي أحد أبنائي وكان ذلك متعبا ومرهقا جدا، وتقصدت مرافقتهم حتى يروا بام أعينهم أين أين معتقلٌ أبوهم ومن المسؤول عن ذلك، ولكي يبقوا على تواصل معه ويفخرون بما قام به،
وفعلا كبروا وكبرت معهم مشاعرهم الوطنية فاصبحت جزءاً من كيانهم الروحي،
وكان لهم دور فاعل ومميز في المدارس وبين رفاقهم الطلبة، ولم يتاخروا عن المشاركة بل احيانا كثيرة كانوا المبادرين لإقامة الفعاليات والنشاطات الوطنية ..
فكانت عيون العدو لهم بالمرصاد.. فاعتقلو إبني البكر مجيد وهو في سن ال (14) وزجوا به في المعتقل* وليست المرة الأولى فقد تكررت اعتقالاته* وما لبث ان شبَّ أخوه الصغير وسلك مسلكه بل تخطاه فقام ببناء تنظيمات طلابية شبابية سرية بهدف مقاومة الاحتلال* وتمَّ القبض عليه وعلى رفاقه الصغار الكبار وحكمت عليهم المحاكم الاسرائيلية بالسجن الفعلي عدة سنوات.. وكنت فخورة بما ربيت..
لقد فرض الإحتلال علينا واقعا مريرا ، وتحديات ليست بسيطة، كل ا ُم على وجه الدنيا تخاف على أبنائها من "نسمة الريح"كما يقولون فكيف إذا بصغارها بين يدي هؤلاء الفاشيين المحتلين، ولكني كنت أستمد شجاعتي من مصداقية مواقفنا وشرعية مطالبنا، وكنا وما زلنا على العهد باقون..{ هذا وطننا فليرحلوا عنا..}
كنت مضطرة للقيام بدور الأب والأم معا، فالأب بين إعتقال وبين إقامات جبرية وملاحقات ما كان ليستطيع أن يوفر للعائلة لقمة العيش دائما..فوجدت نفسي أفتش عن مصدر دخل إضافي عله يساعد { بالرغم من تربيتي المدللة، وطفولتي الهنية} فالتحقت بورشة خياطة واشتغلت أجيرة في محلات تجارية..وورش عمل في قطاف الثمار الفواكه والخضرية ، وحياكة الصوف وتعددت الأعمال، من أجل زيادة الدخل..
كلُّ ذلك لم يمنعني من الإهتمام بالأرض التي نملكها والإعتناء بها لتوفر لنا مزيدا من الدخل لتأمين إحتياجات أولادنا ...
{فعلا كانت أياماً مريرة وصعبة وقاسيةجدا} الى أن كبروا وبدؤوا يحملون معي عبء الحياة..
وتكمـــل لي سرد حكايتها فتقول ""
ومع هذا لم أنقطع عن ممارسة نشاطي الإجتماعي، وممارسة "شعائري" المفضلة فكنت أقتطع وقتا لا باس به للقراءة والمطالعة والدراسة وتثقيف نفسي كوني حرمت__مثل أكثرية بنات جيلي من النساء __حرمت من متابعة تحصيلي العلمي
فقرأت في السياسة ، والأدب، والفن، والتربية، وعلم الإجتماع، وعلم النفس، الخ!!! وهذا جمع عندي تحصيل ثقافي لا بأس به، خولتني ان أكتب في المجلات والجرائد التي تصدر في فلسطين المحتله* فلم يكن في الجولان بعد لا إصدارات ولا مواقع ولا أي مجلات،
وكان لي شرف الحصول على جائزة ابداعية من مؤسسة الاسوار (عكا) وذلك عن مقالات وخواطر نشرت في العديد من الصحف :اللاتحاد حيفا__كل العرب الناصرة___والبيادر السياسي القدس المحتلة__والقدس العربي __ وفالسطين الثورة الخ؟!! وان لم يكن الانتاج غزيرا لكنه كاف لمن كانت تحمل ثقل الهموم ، وعبء المسؤوليات مثلي،
ولعله من المفيد ان أشير الى امر ذو اهمية خاصة بالنسبة الى الحركة النسوية في الجولان المحتل واقصد مبادرتنا (مجموعة من النشيطات الواعيات_من الاربع قرى الى تأسيس لجنة نسائية عام(1982) هدفها الأعتناء بشؤون المرأة الجولانية في تلك القرى المحتلة،
اقمنا فعاليات عديدة واصدرنا مجلة ونظمنا محاضرات ودورات تربوية، وتثقيفية،ومهنية، وأقمنا روضة للأطفال كلُّ ذلك بمجهودنا الشخصي ومن دخلنا الخاص وتبرعات الاهالي الكرام(لم يكن وقتها يوجد روضات في الجولان) لكن للأسف الشديد لم يكتب لها البقاء الطويل بسبب هجوم السلطة المحتلة علينا وملاحقتنا..
يسرني ايضا ان اشير اني كنت الرائدة في فتح مجال التعليم العالي للفتيات، فشجعتهنَّ للسفر للخارج لتحصيل العلم(كانت بوقتها سلطات الاحتلال لا تسمح لهنَّ بدخول الجامعات الاسرائيلية الا لتعلم مواضيع بسيطة) وما كانت تسمح لهنَّ بالذهاب للوطن، وهو الامر الذي عرضني لحملة ضغوط شديدة وصلت حد المقاطعة الاجتماعية من جهات لا تؤمن بضرورة تعليم الفتاه وخاصة خارج بلدها، (وصمدت وثابرت على موقفي) فكنت اعمل واوفر لهنَّ ما يحتجن اليه من مصروف لان زوجي خرج من السجن بوجع كبير في ظهرة منعه من العمل..(على فكرة لقد تلقوا تعليمهم في جامعات الاتحاد السوفييتي سابقا) وانا قد نلت تكريما من اللجنة النسائية السوفيتيية ولا زلت احتفظ بشعارهم الى اليوم.. وذلك بسبب مواقفي النضالية وبسبب اجتهاد اولادي وسمعتهم الحسنة..
وأشير ايضا:
بالرغم من كل ذلك لم اقلع عن التفكير بمتابعة تحصيلي العلمي وما زال الامل يحدوني ان اتمكن يوما من نيل شهادة جامعية ، وقد انتسبت مؤخرا لدورة تعليم انكليزي ..علني اوفق بالالتحاق بجامعة مفتوحة، أو يفتح لي الوطن ..وأقصد الوطن العربي الكبير بابه للتعليم في جامعاته..
واخيرا تبقى أمنيتي الأولى والأكبر والاهم والتي من أجلها نحيا أن ياتي ذات يوم ونخرج من بيوتنا لنرى أعلام وطننا ترفرف شامخة فوق ربى الجولان كل الجولان.. وإنه ليوم قريب باذن الله....
نص الخطاب الذي كرمت فيه المناضلة أملي القضماني .."
الاتحاد النسائي في القنيطرة يكرم شهداء الجولان وأسرى الحرية
16/02/2007 22:31
عرب48 وجولان تايمز
أقام الاتحاد النسائي في القنيطرة حفل تكريم لشهداء وأسرى الحرية في الجولان السوري المحتل وفاء لهم وتخليدا لذكرهم ومساهماتهم.
وقد شارك في الحفل كل أمين فرع الحزب العربي الاشتراكي في محافظة القنيطرة، السيد محمد عفيش، ومحافظ القنيطرة، السيد نواف الشيخ فارس، ونائبة رئيسة الاتحاد النسائي العام، السيدة رغداء الأحمد وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد النسائي.
وقد كرم الحفل كل من الشهيد هايل ابو زيد والشهيد نزيه أبو زيد والشهيد فايز محمود والشهيدة غالية فرحات والشهيد عزت ابو جبل والأسيرة المحررة آمال محمود والسيدة املي القضماني تسلمتها ابنتها ياسمين القضماني .
مرفق الرابط
أملي الأديبة الشفيفة التي عرفتها من خلال كتاباتها القصصية ونثرها وشعرها الذي لامس حد صوت الملائكة وإبتهلالهم
تقول أملي ... في زفرات ألم هنا وهناك
لا يمكنني ان احتمل ذاتي هذه الايام... ولا يمكنني معرفة ما الذي غير سلوكي..
كل شيء يثيرني بدرجة متوحشة..انفعل بشكل قاس وعنيف بدون سبب واضح..لا تعجبني الأشياء..تسكنني الهواجس.. أعلن تذمري وشكواي..
روحي ذرات من شجن لا أدري كنهه.. كالاطفال أجهش بالبكاء لأي مشهد عاطفي.. أو كلمة حنونة.. او خيبة جرح..أو وطن لا استطيع احتضانه..
أشاهد برامج التلفزيون... أنقل الريموت كونترول من يد الى أخرى.. مسلسلات..لقاءات..أخبار.. قتل.. موت.. دم.. صراع.. كل ذلك يوتر أعصابي، يقلقني، لماذا كل هذا؟؟؟؟
تستقر الإشارة على وطني.. عرس بلون قوس قزح..أحط الرحال هنا في حلقة الدبكة.. أبتسم دون تكلف..تحمل افبتسامة الف معنى ومعنى..
آآآآآآآآه أيها الوطن كم انا بشوق اليك!!
انا مغرمة.. عاشقة..
ما اعلاك.. وما أغلاك.. دم رافلا بثوب الحياة.. والتطور.. والحب..
يا وطنييييييييييي....
ترى هل سأقبل ترابك يوما ما؟؟؟؟
وللحديث شجــــون مع الضيفة العزيزة والأخت الحبيبة ..أملي القضمانـي ..
__________________
ياناحباً حبَ الحبيبِ وراجياً طيب الوصالْ
لله درك شاعراً غنى على لحن الجمالْ
أسقيتَ قلباً ضامئاً فهوى منك له السؤالْ
وأقمتَ قصراً شامخاً في روحهِ فلكَ المحالْ
وكتبتَ في أرجائه نقشاً تزخرفه الظلالْ
طيب الوصالِ منك له فطابَ له منكَ الوصالْ
تعليق