( دمشق يا وردة تاه النّسيم بها )
سعد بن مقبل الثابتي
ماذا أسطر يا نبضي ويا قلمي=والشام ينزف أرواحاً من الألم؟!
ماذا أسطر والآمال خامدةٌ=والحزن ينخر في جسمي وفي حلمي؟!
أراقب الفجر علّ الفجر يخبرني=متى ستورق أحلام من العدمِ
يا أمة أجهض الأعداء ذروتها=يا أمة بعد ذاك الفجر لم تقمِ
هذي دمشق تواسي اليوم مسجدنا=صاحت تردد أين اليوم معتصمي !
فالقدس بالأمس قد جفّت منابعُها=وتلك من شدّة الأهوال لم تنمِ
قد أمطر الشر في شتّى مدائنها=والأرض تنبت ألغاماً من الحمم
الليل بعثرَ آمالاً ورمّلها=والفجر أهدر شمس العزّ للهرم
دمشق يا وردة تاه النسيم بها=دمشق يا جنة الألباب في القدم
حدائق الحب قد أضحت جدائلها=على القبور تناجي حفرة السّقم
تبكي دمشق وقد هدّت مساجدها=وروحها علّقت في شرفة العجمِ !
عضّت أناملها والقلب مرتجف=كلّت ومن حولها في محفل الصمم
قد ضيّعوك ببحر الخوف واجتمعوا=يفكرون وجرح الأمس لم يصم
يُفكّرون وحبل الحزن منعقد=في معصميك وأدمى دكّة القِمم
قد علّقوك على الأخشاب وانتزعوا=ثوب الحياء وذاقوا علقم النّدم
نسوك في هامش الأحزان شاحبة=يندّدون على قيثارة النغم
صامت عن الحق أسياف وقادتها=لم ينهَلُوا – أبداً – من منبع الشّيم
يا من تخاذلت عن كأس المنون بها=إن لم تكن فخرها بالله فلتنم !
ســ ع ـــد
ســ ع ـــد
تعليق