كانوا يُـحيطونَ بهِ من كلّ جانبٍ، صمتٌ مُريب كانَ يلفّ المكانَ، نظراتٌ غريبةٌ على ملامح الحُضور .. طفلتهُ الصّغيرة حائرة بينَ الضحكِ والبُكاءِ ..
مَشهد تراجيـكوميديّ كان لـيتسبب في سَكتة قلبيـة لأي شخص لا يستطيع الصّمود !
شعَر بأنفاسه تستعدّ للرّحـيل ..
ابتسَـم متألّماً .. وقالَ لهم بصوتٍ يحمل في نبراته آخر طاقةٍ من القوّة : " أريدُ أن أكتُبَ وصيّتي!"
فهِم إبنه الأصـغر أنه يريد أن يعزف على البـيانو مَقطوعته الأخيرة ..
أزاح الكرسيّ المتنقل، وحملَ إلى والده البيانو الذي رافقه طوال سنوات عمره، وأغمض عينيه ثم بكَـى على ألحانِ معزوفــة المَوتَــى .. حينَ شعر بأنه اللّحــن الأخير، ضربَ بقوةّ على البيانـو وظلّ الصّدى في الغرفة حتىّ بعدَ الرّحيل.. !

[ إيمـان ملاّل : معـزوفة المـوتى ]