*(1)* *فى منزل الحزن** ..* *كنت طفلاً غضاً** ..* *أعبث بضفيرة شعرك* *وأعانق بسمة ثغرك* *وأطالع وجهاً متلألئاً بنور قلبك** .* *فى منزل الحزن* *كبرت وهرمت وشخت* *قلبى شاخ وصوتى تاه وخطوى ضاق* *أأنا الذى كنت أم صرت غيرى؟** ..* *و إنى لأسأل نفسى وأسأل** .* *أنا طفلك المتعب مازال يسأل ؟؟* *أين موعدك الصباحى؟* *وإشراقة نورك وهمسك الدافئ ودعوتك الطيبة* *"صباح الخير .. يارؤوف..الله معك"* *(2)* *أبوس يديك* *وألثم ردن جلبابك* *وأملأ روحى بعطر محبتك* *وأهمس : ياأمى كم أحبك ! كم أحبك ياأمى** !* *أتشهى نداءك العذب ،* *وأملأقلبى بحكمتك السمحة التى سربلتنى** .* *وخوفك،منذ الطفولة ، الذى ظل يحمينى شيخاً فى نهايات العمر** .* *أبوس يديك* *وأجثو أمامك أطلب العفو والمغفرة ،* *فما كان طفلك المتعب إلا ،فى حقك، مقصرا**.* *(3)* *اجتاحتنى عواصف الحزن** ..* *وهبت رياح الشر تفتك بالعقول** ..* *تغوص بالأرواح فى ظلمات فوق ظلمات** ..* *كان الليل يتلو علينا ماتيسر من صفحات الأسى** ..* *صفحةً بعد صفحةٍ** ..* *وانطفأت كواكبُ وغارت نجوم** ..* *والفجر أبصرته يوغل فى سديم وسديم* *.. حزناً* *،فى منزل الحزن،* *ينمو ويترعرع ويتيه بين الجحرات ويسود ويحكم** ..* *ياوجه أمى ياوجه الماء** ..* *طهرينى من حزن أيامى وهذى الحياة** ..* *فما عاد قلبى يرضى بالشقاء** ..* *طهرينى من زيف المشاعر وخبث الوجوه** ..* *طهرينى من غدر الليالى وظلم النفوس** ..* *طهرينى من سموم الأفاعى ومعسول الكؤوس** .* *ياوجه أمى يامشرقاً يضيىء الدجون** ..* *لاتغب عنى فقد عم الظلام** ..* *عم الظلام** ..* *عم الظلام* *(4)* *نما حزنى وأختارنى الرب طفلاً شقياً* *واعترانى مايعترى الربيع من خريف قاسِ* *فتساقطت أوراقى* *وتهشمت أغصانى* *ولم أجد سوى حضن أمى ملاذاً ومخبا* *طفلك المتعب* *أعلن انكساره* *توكأ**على خوف قلبه* *توكأ على دمعته الحزينة* *انفتحت أبواب **خوفى **وأغمضت عينيك أمى عنى* *أمى ..لاتتركينى* *أمى ..لاتتركينى* *لدى كلام كثير إليك* *وشوق كبير وحزن أكثر** فلاتتركينى* *فى منزل الحزن **وحدى**********************لولا الأستاذة الموهوبة المتألقة منيرة فهرى ..ما نشرت هذه الأحزان ،عقب وفاة أمى ، فقد كتبتها لنفسى ونشرتها فى حسابى بالفيسبوك .لكنها قرأتها وأعجبتها ..وطلبت من أن تنشرها فى مجلتها الرائدة ..وها أنا أستأذنها فى إعادة نشرها فى مدونتى ..ولها، أولاً وأخيراً،خالص الشكر .http://www.ichraka.com/magazine/inde...11-06-11-03-39
أكثر...
أكثر...