في بلاط الأمير

إن من الأبيات التي أظن أن أصحابها كتبوها عن تجربة وسبق دراية ومعرفة ، قول أحمد شوقي –رحمه الله-:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
فإني كلما قرأته أو سمعته لا أفتأ أذكر قائله أمير الشعراء ،الذي وصل ذروة الشعر في العصر الحديث بل ونافس من سبقه واعتلا عرش الأمير الذي لم يسبقه إليه أحد.
فحقاً لم يكن هنا ممن يقولون ما لا يفعلون ..
فإن من أسرح نظره في سيرة شوقي قبل اللقب ظنه في سباق يعلمه للحصول عليه ..
فهجر الأوطان وسهر الليالي ولم تثنه صروف الدهر عن مطلبه وتحدى وتخطى العقبات ليصل قبل خمس سنوات من وفاته لمطلبه فبويع أميراً للشعراء..
فاختزل تجربته الناجحة..وأعطى نصيحته الخالدة ..والحر يكتفي من الإشارة باللمعة..
وما نيل المطالب بالتمني..
فأغلق الباب أمام البطالين والفارغين الذين يكتفون من الغايات بالتمني ..
وكشف لنا عن الداء وشخصه ،وأنه داء خطير يعرض لكل مطلب دنيوي وأخروي ،ثم أعطى العلاج الناجع لمرض الوصول للمطالب الدنيوية بالتمني ،وترك لنا البحث في النصوص لعلاج المرض في المطالب الأخروية..
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا..
غلاباً على النفس وعلّاتها، والأجساد وراحتها ،والأيام وتقلباتها ،والهمم وضعفها ،والمطالب ودناءتها..


إضاءة:
والحر لا يكتفي من نيل مكرمة حتى يروم التي من دونها العطب