أبدا لم يحرّكني هوى قبلك ... وما أظنني أتأثر بزلزال بَعدك...حتى خارطة رصد الزلالزل القلبية أكدت في نشريتها أنك آخر زلزال يجتاح خارطة طريقي.. توقعاتهم كانت بأنني أموت تحت الانقاض وأن زلزالا بدرجة تسعة على سلم ريشتر القلوب، كان لا بدّ وأن يأتي على كلّ شيء.. إلا أن قلبي المليء بحبّك .. المؤمن بك حتى التصوف صمد في مواجهة رجاتك العاطفية القاتلة ..حتى عندما تصدّع تحت مفعول الصدمة واتّسع الشرخ احتمى بك أنت ليظل على قيد الحياة ... أرأيت كيف ينقذنا الزلزال من الزلزال .. .كان لابد وان احتمي بالخطر نفسه حتى أقلل من وقع الخطر .. كان يجب ان أفر نحو الموت حذر الموت ...كان يجب أن أستنفر كلّ طاقات جنوني في مواجهة جنونك ...وها أنا اليوم اليوم مشرّدة على سواحل غريبة... أنساق معها حيث يقذف بي الموج .. فتارة يلقيني الى مرّ العذاب وتارة يحييني بحلاوة اللقاء..فأتذكر أنني والصباح دائما على موعد مع الزلزال...هناك حيث توقف الزمان بنا في برزخ اللألم واللاوقت واللاعالم ... هناك حيث كنّا مجرّد احساس يلتقي احساسا .. مجرّد قلب يعانق قلبا ..مجرّد بحر يغرق في يمّ بحر ..مجرّد زلزال يحرك أعمق أعماق بركان .. ليرحلا معا الى قمم العشق والانصهار...لم نخترق جدار الصمت لكنّنا نجحنا في تعطيل كل لغات الكون والخروج من دائرة الزمن ...و وجدتك .. وخيّل الي انك في تلك اللحظة وجدتني ... كم كنت أتمنّى ان نحتفظ بما عثرنا عليه في ذاك الصباح ..كم كنت أتمنّى ان نحكم قبضتنا عليه حتى لا يتسرب من أي منفذ من منافذ الحياة الكثيرة و حتى لا يتبخر مع شمس الاصيل وكل التقلبات المناخيّة الاخرى .. فما يحصل مابين رجّة زلزال وانفجار بركان شيء مقدس .. بل لعله أروع اسرار الحياة ...هو حبيبي الصدى الاكبر لكرة الارض و حركة دوران الافلاك...هو المكان الوحيد الذي اذا دخلنا او خرجنا منه نجدنا فيه .. هو البداية والنهاية والسفر الكبير الذي يعبر بنا كل الحدود ليرحل بنا الينا ...فأين هو الآن ... وأين انت الآن .. وأين نحن اليوم ... وكيف لي أن أفسر تلك الفراغات التي خلفتها في الفراغ ...وكيف لي ان اقنع نفسي بأن ما بنيناه في لحظات النور و التجلّي كان ولا بدّ ان يرضخ لأقسى قرارات الهدم ليلا !