تحرش .. بكامل الثياب
للمرة العاشرة ..
تحذف ما كتبت .
مستفزة هي ،
ممتلئة بالقهر و الغضب .
داخلها بركان ، و أبجدية لا تستجيب .
همهمت ،
صرخت ،
ترنحت ،
حطت على الكرسي : " انطقي .. انطقي أيتها الخاملة ".
مزقت ثوب اللغة ،
عرتها تماما ،
صرخت فيها بعنف دفين ..
خرجت عن صمتها ،
كزوبعة .. هي الأخرى هاجت ،
بل اشتبكت معها ، عاركتها ،
و أردتها أرضا ............... فكتبت !
حين قرؤها بعين اعتادت طويلا كل ما ينشر .
قالوا : وجه مكشوف ، و عهر صارخ .
تدحرج همسهم كرة لا تتوقف ،
حتى التقطها بعضهم ،
و لف عليها لفات جديدة : سيرة منكرة ، و سلوك شائن .
ثم ركلها ..
لتلف لفها - كرة من لهب و نار - ،
وقفت أمامها .. في مساء حالك الرؤية ،
ضاحك الفك .
فأكلها القيظ ،
وترنحت من قسوة الارتجاف ، غائبة عن وعيها !
من قسوة الألم تتخلق الإرادة .
كتبت و كتبت ،
لم تتوقف ؛
حتى أصبحت محطة مهمة ..
محطة من متعة ، و التذاذ و دهشة ، وكلمة واعية ،
يشار اليها من بعيد ،
تقترن بها كإسم و شخصية .
حتى كان مساء آخر ،
حط عليها بأحد الشوارع الطيبة في الحي القديم !
فرحة تثب .
على البازلت الضاحك لنبضات حذائها ،
تدب بحيوية واعتزاز ؛
ليسا غريبين عليها ..
فجأة كانت تلقى على الأرض ،
و يمزق ثوبها .
ما بين الصرخة و المباغتة ،
كائن من جنون ..
بينما شابان لا يتوقفان عن التعرية ،
بل و محاولة نهشها .
تستنجد ، و تستغيث .
التواطؤ يضحك و يرقص ،
قريبا حلقة من الطيبين و أشباههم ،
و بعيدا ؛ حيث كان ملتحون يتابعون بشماتة
و خزي : " أحسن الله إليهما ، يستحقان المكافأة ".
كأنها رأت الجميع ،
صرخت بقوة غريبة ،
و طعنت وجه القريب بأظافرها .
علا عواؤه .. ابتعد .
بينما الثاني يتوقف مترددا ، و الخوف ينسج لحمته على بدنه .
اقترب ركضا أحد الرجال حاملا غطاء ،
طرحه عليها ..
في ومضة ،
و اشتبك مع الجناة !!
تعليق