يا قُدْسُ
يا قُدْسُ عُذْرًا، فَحتَّى القَوْلُ أنْساهُ
في حُبِّ مَسْرى النَّبي الأُمِّيِّ –أَقْصاهُ-
أَقولُ آهٍ، وما بالآهِ نُصْرَتُنا
فالسَّيْفُ جُرْمٌ، كذا المُحْتَلُّ سمَّاهُ
يا قُدْسُ إِنَّا نَشُمُّ الذُلَّ، نَرْشِفُهُ
للدَّاءِ في حُقَنِ التَّطْبيبِ نَلقاهُ
في الكَوْنِ نَحْيا كَأَنَّ الكَوْنَ يَمْقِتُنا
ضاقَتْ عَلَيْنا رِحابُ الكَونِ، أَنْحاهُ
كَأنَّ ثُقْبًا على الأوزونِ غَلْطَتُنا
مَوْتُ المَجَرَّةِ مِنَّا باتَ مَنْشاهُ
يا قُدْسُ عُذْرًا، ظَلامُ العَيْشِ يَسْكُنُنا
نورُ النَّهارِ -تُرى- مَنْ فيكِ أَطْفاهُ؟!
كُفِّي الدُّموعَ، فإنَّ الدَّمْعَ مِقْصَلَةٌ
تُدْمي فؤادي، وكَمْ لِلدَّمْعِ قَتْلاهُ؟
إِنِّي أَموتُ على الدَّرْبِ الطَّويلِ مِنَ
الــْمَجْدِ القَديمِ وَحتَّى النَّصْرِ نَلْقاهُ
مُذْ قَدْ وُلِدْتُ وَهذي العُرْبُ في دَعَةٍ
والمَجْدُ مَيْتٌ، عُيونُ النَّاسِ تَنْعاهُ
إذا تَحَلَّى بِبَعْضِ العِزِّ واحِدُنا
وَجَدْتِ غَرْبًا عَنِ الإِرْهابِ يَنْهاهُ
يا قُدْسُ عُذْرًا، بلادُ العُرْبِ قَطَّعها
غَرْبٌ، وَوَلَّى مُلوكًا ما لها جاهُ
"باراكُ" صارَ نَبِيًّا، باتَ يأمُرُهُمْ
والربُّ حَتْمًا تَجَلَّى في "نَتَنْياهو"
والشَّعْبُ أَمْسى رَغيفَ الخُبْزِ مَطْلَبُهُ
وما جِهادٌ مُثارٌ في خَلاياهُ
ثارَتْ شُعوبٌ على الحُكَّامِ تَخْلَعُها
فالجوعُ أقوى مِنَ الإِسلامِ دَعْواهُ
يافَقْرُ إنِّي رَضيتُ الفَقْرَ في بَدني
لكنَّ فَقْرًا عَتى بالرُّوحِ أَخْشاهُ
يا قُدْسُ عُذْرًا، كَتَبْتُ الشِّعْرَ مِنْ خَجَلٍ
ما الشِّعرُ يأتي بِتَحْريرٍ فَنَحياهُ
والسَّيفُ أَحْرى بِصَقْلِ الحدِّ مِنْ خُطَبٍ
تُضْفي الخُمولَ إلى المَيْؤوسِ صَحْواهُ
لكنَّ حَرْفي يَقولُ اليومَ في ثِقَةٍ
ألقُدْسُ أَرْضي وأَنْتِ القُدْسُ أُمَّاهُ
صَبْرًا فإنِّي أرى التَّحْريرَ فيكِ غَدًا
والنَّصْرَ آتٍ، ووَعْدَ –اللهِ- نَلقاهُ
18/4/2012
تعليق