عبد الناصر الذي لايدري !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وائل عبد السلام محمد
    عضو أساسي
    • 25-02-2008
    • 688

    #16
    الأستاذ الفضيل / محمد شعبان الموجى
    كل عام وأنتم بخير ،
    بدايه أرجو أن يكون المجال متاحاَ لتقبل جميع الآراء ، ومن منطق إحترامى لشخصكم فإنى أعترض أيما إعتراض على الهجوم الشرس على الشخصيه العربيه الوحيده التى أنجبتها الأمه العربيه والتى تحمل كل مقومات الزعامه الحقيقيه التى نفتقدها جميعاَ على كافه توجهاتنا السياسيه ، نحن أمه العرب منذ عام 1971 نتردى فى غياهب الزعامات المزعومه التى لم نجنى من وراءها سوى فقدان هويتنا العربيه وقُبرت مفاهيم القوميه العربيه التى أرسى قواعدها عبد الناصر ومات قبل أن نجنى نحن جيل المفارق السياسيه ثمار مابذره عبد الناصر ، وليس عيباَ أن نعترف بأن هناك أموراَ كانت تجرى من وراء عبد الناصر وهذا ليس مبرراَ لأن يكون القائد الذى لايدرى كما وصفتموه سيادتكم ، ولانذهب بعيداَ فإن الدفاع عن بعض الأنظمه العربيه فى تبرير مواقفها العميله والجبانه فى مواجهه الإستعمار العسكرى والفكرى والفساد والإنحلال هو أن رؤؤس الحكم لاتدرى ؛؛؛؛
    كفانا نحنُ من طالتهم يدَ القمع الفكرى والفقر أن نشتاق إلى سيره زعيم كان ومازال الأبن البكرى للثوره العربيه والأب للقوميه العربيه والناصر للهويه العربيه التى قُبرت بأيدى الأنظمه العميله .
    وللحديث بقيه إن شاء القدير
    وائل عبد السلام محمد

    تعليق

    • أبو صالح
      أديب وكاتب
      • 22-02-2008
      • 3090

      #17
      مسلسل 'ناصر': دراما أحادية الصورة... تقتص من أعداء الثورة!

      بقلم/ محمد منصور


      25/09/2008



      ينظر الكاتب يسري الجندي في كتابته لمسلسل 'ناصر' الذي يروي سيرة حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر... ينظر إلى المرحلة والشخص نظرة حنين وتمجيد، تبدو عاجزة عن تقديم أي تحليل نقدي لتلك المرحلة الهامة من تاريخ مصر والمنطقة، ممثلة برجل استطاع أن يطبع جزءاً من تاريخ العرب الحديث بطابعه وخطابه، بكل ما في ذلك من مطامح شخصية ونجاحات وانتصارات وأخطاء وكوارث!
      سعى العمل لأن يقدم جمال عبد الناصر بصورة مثالية، ليس فيها أي خطأ مسلكي، أو نزوع سلطوي، أو نزوة عائلية... وبالتالي كنا أمام دراما نظيفة، منقاة من الشوائب، لزعيم لا يأتيه الباطل من أمامه أو خلفه... زعيم يحمل مثالية عالية في حياته الشخصية والعائلية، مثلما حياته العسكرية ثم السياسية... ويتعامل باحترام شديد حتى مع من يختلف معهم في الرأي... فيتسامى على الصغائر، ويحتوي الإساءات إن لم تكن بحق الوطن... وإذا كانت صورة عبد الناصر في الوجدان الشعبي العربي، قريبة إلى حد ما من هذا التصور بسبب تقشفه المالي، وخلو تاريخه الشخصي والعائلي من قصص فساد وسلب ونهب وإثراء غير مشروع، كالتي عرفت عن رؤساء جاؤوا بعده... فإن العمل الفني لا يجب أن يظل مقيداً بالصورة الشعبية العامة التي تجهل تفاصيل، ولا تقرأ تاريخا، ولا تكترث كثيراً لمفهوم العدالة حين يتقادم العهد بالظالم، ويفعل الزمن فعله في الذاكرة... فجمال عبد الناصر المثالي، هو صورة مرسومة من الخارج، شبيهة بالصورة التي كان يرسمها له إعلامه طيلة سنوات حكمه، الذي بطش فيه بالحركات اليمينية واليسارية معاً، وزج في السجون والمعتقلات الكثير من مثقفي مصر... وأسس لحكم المخابرات وأساليبه الوحشية في إنهاء الخصوم... ولعل أصدق وصف لطبيعة ما قاله د. إمام عبد الفتاح، مؤلف كتاب 'الطاغية' ذات مرة: 'أعتقد أن عبد الناصر كان ديكتاتورا وطاغية نموذجياً، وأن كل الطغاة في المنطقة تخرجوا من عباءته. فهو ناظر مدرسة الديكتاتور ولا جدال في هذا، فهو رجل لم يستطع أحد محاسبته حتى في أكبر الكوارث التي سببها لنظامه'.

      واجهة الثورة

      لقد رد كاتب المسلسل على بعض من انتقدوه بأن كل ما كتبه يستند إلى مراجع ووثائق... لكن الأنظمة الشمولية كانت على الدوام تصنع وثائقها المزورة... ثم تقدمها للتاريخ كي يكتب من جديد... وأعتقد في نظام أممت فيه الصحافة، وألغيت فيه الأحزاب، وحكمت المخابرات بالحديد والنار، لا يمكن الوثوق بالكثير من هذه الوثائق، وخصوصاً تلك التي صورت صراع عبد الناصر مع اللواء محمد نجيب... فقد منَّ يسري الجندي على منتقديه، بأنه كان موضوعياً ولم يتجاهل دور نجيب كما فعل آخرون... لكن الجندي جعل من حضور محمد نجيب، وسيلة لتلميع صورة عبد الناصر، وإظهاره بمظهر يفيض نبلاً وتوازناً واستيعاباً لنزوات نجيب وحبه للسلطة وللحشود الجماهيرية التي تهتف باسمه، ثم تأكيد دور ناصر المحوري، مقابل التركيز على مقولة أن نجيب كان واجهة للثورة لا أكثر!
      يقول السفير رياض سامي السكرتير الصحافي لمحمد نجيب، في حوار صحافي نشر معه عام 2001: (لولا محمد نجيب وسمعته بين الضباط وحبهم الشديد لما نجحت الثورة، وهو الضابط الجسور والوحيد برتبة أميرلاي الذي حارب إلى جوار جنوده في فلسطين، وكان مثقفاً وعلى خلق، وهو الوحيد الذي قبل قيادة حركة الضباط الأحرار إيماناً منه بضرورة التغيير في الوقت الذي رفض كل من عزيز باشا المصري وفؤاد باشا صادق قيادة ذلك التنظيم، لقد دخل نجيب مخاطرة من أجل مصر في الوقت الذي لم يكن اسم جمال عبد الناصر مطروحاً في الساحة كأحد مؤسسي التنظيم، لأن عبد الناصر كان يخشى تسرب أخبار الثورة والقبض عليه، ولا يمكن أن يكون جمال عبد الناصر قائداً للثورة فمن كان يمكن أن يثق في ضابط برتبة بكباشي... وكان في الجيش المصري آنذاك ستة آلاف بكباشي).
      لقد ألمح المسلسل إلى تآمر محمد نجيب مع الأخوان المسلمين في حادثة المنشية لاغتيال عبد الناصر، لأنها دراما قائمة على سوء الظن بكل من اختلف معه جمال عبد الناصر... إلا أن هذه التهمة بقيت دون دليل تاريخي... بل على العكس فلم يكن الأخوان يؤيدون محمد نجيب في قضية قانون إعادة الأحزاب التي حدثت بسبب أزمة 5 آذار (مارس)... وقد أشار رياض سامي، إلى أن محمد نجيب أرسله إلى منزل حسن الهضيبي مرشد الأخوان المسلمين، ليسأله: (هل إذا أصر اللواء محمد نجيب على الديمقراطية ستقف بجواره؟! فلم يعطني رداً شافياً... وعندما علم اللواء محمد نجيب بالأمر رد بالقول: لقد كنت متوقعاً هذا الموقف، فلن يوافق الهضيبي على عودة الوفد حزب الأغلبية، الذي كان منحلا آنذاك ليتولى الحكم.
      كذلك فقد أورد المسلسل طريقة عزل محمد نجيب بأسلوب غاية في الرقة والتحضر... والطريف أن كاتب المسلسل صور محمد نجيب في مونولوج حائر يتساءل ويحاكم ويدين نفسه: (ظلمت روحي) أما المخرج فقد صور ليلة عزله بصورة شاعرية، وقد هطل المطر وبلل غصون الأشجار في حديقة قصر عابدين... والمعروف أن محمد نجيب، عزل ووضع رهن الإقامة الجبرية في قصر (زينب الوكيل) بمنطقة المرج... طيلة سنوات حكم جمال عبد الناصر، ولسنوات من حكم السادات... وقد عومل معاملة مهينة وقاسية ولا إنسانية... وقد كتب محمد نجيب يقول في مذكراته:
      (كان قائد الحرس يأمر السائقين بإدارة موتورات السيارات السبع المخصصة لخدمتنا فنستيقظ مفزوعين، حتى أصيب ابني بانهيار عصبي... ففتحت النافذة ذات يوم، وطلبت من الضباط الامتناع عن تلك الصغائر فنهرني قائلاً: ادخل أحسن لك. حاولت إفهامه أنه لا تليق معاملتي بهذه الصورة، فقال لي آمرا: اقفل الشباك وادخل أحسن لك. بعد سنوات من هذه الإقامة الجبرية أصبت بالتهاب في عظامي، وأجمع الأطباء على ضرورة دخولي إلى المستشفى... ولكن ما قيمة إجماعهم مع إصرار الحاكم على حجبي عن الجماهير، لقد رفض... ثم عاد وصرح لي بالتردد على المستشفى مرتين بالأسبوع، وذات مرة قابلت أحد جنودي الذين خدموا معي في فلسطين فأوقفني وراح يبكي بشدة: فين أيامك؟ فلما عدت صدر أمر بعدم خروجي من المنزل.. فعالجت نفسي بعسل النحل).

      الصور المزورة

      وعندما توفي ابن محمد نجيب (علي) في ألمانيا في ظروف غامضة عام 1967 منع محمد نجيب من استقبال جثمانه والصلاة عليه في جامع السلطان حسن كما يقول في مذكراته: (وبعد توسلات وافقوا على استقباله والصلاة عليه، إنما في المقابر... وعلى أن يكون ذلك في الثانية صباحاً، وفي اليوم التالي أقيم العزاء بمنزل أخي اللواء علي نجيب بمنيل الروضة وصدر قرار بمنعي من الجلوس في السرادق... وحرمت من استقبال المعزين)!
      فأين هذه الوقائع من الصورة التي قدمها المسلسل حين قال عبد الناصر، إنه لن يتهاون مع من يسيء لنجيب أو يتطاول عليه.. أو صورة الزعيم الشاب الذي يستوعب غرور وتحجر ونزوات الرئيس السلطوية؟!
      إن صورة محمد نجيب في مسلسل (ناصر) واحدة من كثير من الصور المزورة التي قدمها العمل والتي لا تحترم التاريخ، بقدر ما تريد الاقتصاص من أعداء الثورة... فنجيب ليس أكثر من ديكتاتور نائم، ميوله النرجسية وحبه للالتفاف الجماهيري كـ 'بريستيج'، وولعه ببث تصريحاته في الإذاعة... تفضح ما سيكون عليه إذا استمر في الحكم.... أما عبد الناصر فهو الضابط المتوازن، الذي يحصد جماهيرية يستحقها، ويفاجئ الجميع بتواضعه فيما يخطو خطوات هو أهل لها!
      لكن خارج هذه الدراما المنشاة فعبد الناصر في النهاية بشر يخطئ ويصيب... وإنجازاته العظيمة في تأميم قناة سويس وفي دعم قضية فلسطين، وفي تشجيع الروح القومية والإيمان بمبدأ الوحدة، سوف لن تلغي أخطاءه الأخرى وأكبرها كارثة نكسة حزيران، ولا تخفي قسوته مع خصومه، ولا انتهاكه للحريات... وعلى الدراما أن تتعامل بتوازن مع الإنجازات والارتكابات... وألا تتحول إلى خطاب تمجيدي يموه الحقائق، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بزعيم كان له دور محوري في قضايا أمته الكبرى، وفي تحديد مصائر شعوب... وليس بسيرة فردية لمطربة أو فنان له تأثير محدود على مصائر الآخرين.

      الرؤية التمجيدية

      ويبدو المخرج الفلسطيني باسل الخطيب، خير من يخدم هذه الرؤية التمجيدية الأحادية، فهذا المخرج الغزير الإنتاج، المتفاوت السوية بين عمل وآخر... سبق له منذ عامين أن أخرج مسلسلا في الكويت عن الشيخ مبارك آل صباح... أسماه (أسد الصحراء) وأسبغ فيه من المدائح عن هذا الشيخ النفطي ما يمكن أن يستدل بلا عناء حين تكون الجهة المنتجة تنتمي بشكل من الأشكال إلى الأسرة الكويتية الحاكمة... وبالتالي لا يمكن الزعم بأن مسلسل (ناصر) يعكس إلتزاماً سياسياً خاصاً لدى هذا المخرج بالضرورة، بل هو مجرد فرصة عمل، بأجور العمل التلفزيوني المجزية أساساً، مهما حاول بعضهم أن يسبغ على هذه (المهمة) صفات البطولة والنبل والإيمان القومي الأصيل!
      أما على الصعيد الفني، فقد كان أداء مجدي كامل الرائع، وحسن مقاربته لشخصية جمال عبد الناصر (حتى ضمن الإطار المثالي) أفضل عناصر العمل... وكان تجسيد الفنان المخضرم عبد الرحمن أبو زهرة، لشخصية محمد نجيب موفقاً في إبداء بعض الاحترام الظاهري لها... وهو أمر ينسجم مع ادعاء حكم عبد الناصر احترامها ظاهرياً أيضاً... إلا أن المسلسل ككل، يغرق في السرد الوثائقي، وهو يدخل المادة التسجيلية بنبرة دعائية فاقعة فلا تكاد تجد فرقاً بينها وبين الرؤية الدرامية للمسلسل الذي يبدو في كثير من الأحيان على قدر من الرتابة في تتبع وعرض الأحداث، رغم مهارة الكاتب في الإخلاص لبطله الأوحد (جمال عبد الناصر) وجعله هو محور هذه الأحداث وصانعها مهما كانت هامشية!
      ' ناقد فني من سورية
      mansoursham@hotmail.com


      القدس العربي
      www.alquds.co.uk

      تعليق

      • م. زياد صيدم
        كاتب وقاص
        • 16-05-2007
        • 3505

        #18
        أخى الكريم أ. الموجى..

        ** بداية كل عام وانتم بخير ودعاءنا بالهداية لكل من ضل سواء السبيل فى الخمس الأواخر من شهر رمضان الفضيل..
        اما بعد،،،،

        كم درسنا عن منجزات زعيم الامة العربية الخالد: المرحوم باذن الله الرئيس / جمال عبد الناصر.وليس المجال لنقاشها الآن فهى معلومة للجميع فقد أصبحت منهاج يدرس فى المدارس ولا تنسى بان منهاج غزة على أيامى كان مصريا خالصا ( يعنى من خوفو وخفرع الى عادات الوجه القبلى )..
        ولاكنى وللحقيقة لم اكن اعلم بان أى رئيس جمهوزرية يكون على اطلاع تام بما يدور فى ازقة المعتقلات مثلا او فى حوارى الاحياء القديمة فهناك المسئولين الكثر والمعنيين فى هذه الشئون والا فلما سميت دولة ومؤسسات ؟؟
        المهم:
        قد سمعت لاول مرة منكم اخ الموجى عن صنوف تعذيب وقهر تشيب لها رؤوس الولدان..!!! ويا الاهى قد شطرح فكرى بعقدة ادونيس ؟؟؟؟
        فهذا تماما يحدث فى بعض مناطق فلسطين الجنوبية تحديدا وعلى أفظع من ذلك من من حدثت لهم تلك الأمور سابقا ...فيا الاهى انها مشاهد تتكرر فى التاريخ ...انها اذا والله لعقد وتعقيدات نفسية دفينة بحاجة الى تقديم رسائل دكتوراة فيها .

        رمضان كريم.
        ** وددت التنوية فقط لما مر فى وجدانى وعقلى فقط دون الخوض فى نقاشات أخرى .كذلك تذكرت مثلا يقول: ارحموا عزيز قوم مات ( بتصرف )
        أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
        http://zsaidam.maktoobblog.com

        تعليق

        • عمر الضببياني
          • 25-09-2008
          • 8

          #19
          سيدي العزيز اجد التعليق على مقالك الذي اجد انة يعادي العروبة بطريقة اخرى والدليل انك 11 سنة تنقلة من منتدى الى اخر وهذا دليل حقد على رموز العروبة وفي مقدمتهم الزعيم والمعلم الخالد جمال عبدالناصر اجد الاجابة عليك في مقال ممتاز الحسن في مقالة بموقع البديل نت بعنوان الكبرياء يليق\ب\ عبدالناصر مودتيمشكلتـنا الحقيقية مع جمال عبد الناصر أنه بلا رذيلة مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح، فلا نساء ولا خمر ولا مخدرات، كما لا يمكن شراؤه، أو رشوته، أو حتى تهويشه، نحن نكرهه ككل، ولكننا لا نستطيع أن نفعل تجا هه شيئاً، إنه فعلاً بلا رذيلة وغير قابل للفساد (يوجين جوسـتـين) ـ مدير المخابرات الأمريكية سابقا. بهذا الكلام أعلن جوستين كرهه واستسلامه بآ ن واحد، كرهه لأن عبد الناصر أوقع أضراراً بالغة بالمصالح الغربية بعد أن طرد ها من المنطقة العربية حيث لاحقها من مكان إلى مكان من مصر إلى الجزائر، من العراق إلى اليمن إلى ليبيا إلى كل بقعة من الأرض العربية. لذلك ترك بصماته في كل موقع وكل ناحية. وأعلن استسلامه لأنه وقف مكتوف الأيدي أمام هذا الرجل. إن إنجازات عبد الناصر على الصعيد ين الوطني والقومي دخلت التا ريخ ا لمشر ف من أوسع الأبواب، هذه الانجازات التي كانت بالنسبة للغرب كوارث هي التي زرعت جمال في قلوب الجماهير العربية، على امتداد وتنوع ساحا ت الوطن العربي. إن الأحاسيس الوطنية والقومية والطبقية التي تمتع بها، ومن خلال نظافتها ومصداقيتها وأصالتها دفعته إلى اتخاذ القرارات والمواقف المناسبة، في الأزمنة والأمكنة المناسبة:(إقامة الجمهورية ـ إجلاء المستعمر البريطاني ـ تأ ميم قناة السويس ـ الإصلاح الزراعي ـ الاشتراك بثورتي الجزائر واليمن ـ حشد القوا ت المصرية لمنع الغزو التركي لسورية ـ منع عبد الكريم قاسم من التوغل في التورط بالمسألة الكويتية ـ الجمهورية العربية المتحدة ـ حرب حزيران تضامنا مع سورية بأ حد جوانبها – التهيئة للثأ ر خلال ثلاث سنوات ـ دفع حياته وهو يعالج أحداث أيلول)، والكثير أيضاً الذي لا يتسع المجال لذكره هنا. امتلاكه مقومات الزعامة التلقائية وانبثاقه من بين الناس وأمانته وإخلاصه ووفاؤه لهذا الانبثاق، وإحساسه المتنامي بالمسؤوليات، واستقامته واستقلاله، جعلت منه رمزاً قومياً، أما إنسا نيته فقد جعلت منه رمزاً عالمياً، وشخصية مؤثرة وجديرة بالاحترام أثرت في مجريات الأمو ر الد ولية، من خلال عدم الانحياز أو الحياد الايجابي، ومن خلال علاقاته الدولية لا سيما بالمعسكر الاشتراكي. إن المعسكر الاشتراكي، وليس كما فعل مع البعض، لم يكن عبد الناصر يبحث عن موطىء قدم للانتشار والفعل السياسي أو العسكري في المجال الدولي، وإنما كان عبد الناصر شريكا بالمعنى الدقيق للكلمة في كل القرارات والمواقـف النظيفة والصادقة، لذلك فرض احترامه. ومنحه السوفييت أعلى الأوسمة لديهم ليس لشرائه، لأنه غير قابل للبيع، وإنما تقديرا لشخصيته وتثميناً لسياساته النزيهة ومنهجه النظيف. إن جرأة جمال وجسارته لم تنطلق من الزيف أو الفراغ أو الأوهام، ولم تتجلّ في الخطابات الفا رغة والكلمات الزائفة، وإنما انطلقت من قاعدة صلبة، اساسها الجماهير والحقيقة، وهدفها الحق، وعبد الناصر كا ن يعرف هذا لذلك تجلت جرأته وتجسدت جسارته بموا قفه الشجاعة تحقيقاً للمصا لح الوطنية والقومية والطبقية والانسانية. لقد حاول البعض تقليده، ولكن بغير الزمان وغير المكان، والأهم في غير الشخصية لذلك كان لابد من الفشل. لم يرتكز عبد الناصر إلى ايديولوجية، ولم يستند إلى حزب، ولكنه لم يكن فردياً بل كان – وخاصة في المسائل الكبرى – يستشير ويشاور من أكبر ا لمسؤولين إلى أصغر الموظفين وفي ضوء النتائج يتخذ القرار. وقد قيل الكثير عن تورطه أو استعجاله في حرب حزيران، ولكن الحق إن إسرائيل كانت ستعتدي سواء أكان لديها المبررات أم لا، وذلك لأن عبد الناصر بجماهيريته ومصدا قيته بدأيهدد وجود ومصير المصالح الغربية والأطماع الاستعمارية، وهكذا كان فقد دعا ليندون جونسون الرئيس الأمريكي أيامها نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة إلى واشنطن يوم 6 حزيران 1967 للتباحث في الوضع المتوتر في المنطقة ومحا ولة إيجاد حلول سلمية لتهدئة الأوضاع والخروج من المأزق، ولكن الصهيونية باشرت العدوان يوم 5 حزيران وحتى (يوثانت) الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة ساهم في اللعبة عندما رفض ا لسحب الجزئي للقوات الدولية وأصر على الانسحاب الكامل أو اللانسحاب مما يعني التدخل السافر في شؤون مصر الداخلية والنيل المباشر من سيادتها على أراضيها وقراراتها ا ستقطبت شخصية جمال اهتمام العالم، وفي مرحلة معينة كانت في مركز هذا ا لاهتمام، لذلك صدرت عنه مئات الكتب والمؤلفات، ولا زالت تصدر، بعض الكتب أنصفته، وبعضها أرادت التشهير به للنيل من مكانته وزعزعة ثقة الجماهير بشخصيته الكا ريزمية، وليس بالكتب فقط وإنما بالعمل والممارسة أيضاً. خلقوا رموزاً تافهة وسخيفة ووصفوها بالناصرية ومن لا يعرف عبد الناصر ولا الناصرية مقت الاثنين لان الأتباع يمثلون المتبوع.ولكن ا لحقيقة بدأت منذ حين با لظهور، فليس كل من ادعى الناصرية هو من نهج ومصداقية عبد الناصر، بل إنّ الكثير من الأدعياء هم من ألد أعداء عبد الناصر، وإنما ادعوا الناصرية ادعاء مأجورا للطعن بعبد الناصر وتسفيه إنجازاته وتقزيمه في محا ولة بائسة لعملقة البعض الذين لن يرتقوا إلى مستواه مهما طالت سلالـمهم مستوردة كانت أم كاذبة وملفقة.وفي بيته كان يعيش حياة المواطن البسيط وأكثر من مرة ضبط متلبساً بالكشري وفحل البصل، في منزله الذي لم يغيره منذ أن كان ملازماً في الجيش وحتى موته مديناً. أما أبناؤه فقد كانوا كبقية الأبناء في نفس ا لمدارس بنفس الملابس ونمط الحياة، وأما زوجته تلك الإنسانة الجديرة بالاحترا م تلك الإنسانة الرائعة التي آزرته وأعانته في الظروف الحالكة، وفي كل الظروف، وقامت بالأعباء الزوجية كما تقوم كافة النساء من تربية وتنظيف وطبخ وكي، لم تتطلع يوما إلى مكاسب وامتيازات الرؤساء وزوجاتهم، لأنها كانت زوجة الريس جمال وليس أي رئيس آخر. لم يمارس الاستفتاء الروتيني أو الملفـق بل مورس عليه استفتاء من نوع أخر: مورس عليه في الـ 1954 أيام الجلاء ومورس عليه في الـ 1956 أيام تأ ميم القناةوالعدوان الثلاثي،وفي الـ 1958 أيام الوحدة، ومورس عليه في سورية يوم الانفصال في الـ 1961، وأشد وأروع ما مورس عليه يوما 9و 10 حزيران 1967، حيث انتقلت مصر كلها، بل مجموع من آمن بعبد الناصر إلى القاهرة وتحديداً إلى منشية البكري. تراجع عن الاستقالة، وليس كل تراجع إلى الوراء أو الخلف، ألزمته ا لجماهير، فالتزم، ودفعته إلى الأمام، فتقدم، وبدأ البناء الجديد لاستعادة ا لحقوق المسلوبة وإعادة الاعتبار للكرامة المهدورة. عندما نقرأ جمال في يومنا هذا كاننا نقرأ عمر بن الخطاب في زمان. وعندما نقرأ عمر بن الخطاب في أيامه كأننا نقرأ جمال عبد الناصر في زمانه، تشابهاً إلى حد التماثل في بعض الأحيان الأنك ابن أمير المؤمنين؟ الأنك ابنة رئيس الجمهورية؟ عمر الذي قال عنه علي: ما تركت شيئاً لغيرك من بعدك يا عمر، أو كم أشقيت الذي سيأتي بعدك يا عمر؟. عمر اختط نهجاً، وجمال رسم طريقاً مستقلاً نظيفاً، وسار عليه، ولو سار الرؤسا ء من بعده على ذات الطريق لما كان حالنا كما هو عليه اليوم. في هذا الزمن وخاصة عند الأجيا ل الجديدة، وعندما نستطلع نهج عمر، وندرس طريق ناصر كأننا نقرأ في ألف ليلة وليلة!! وهم يريدون ذلك، عمر خرا فة وجما ل وهم. إذن لا نجد نحن كأمة أن نمتلك مصيرنا، وأن يكون من بيننا قادة وزعماء، بكل الجدارة والاستقامة والشرف، ولكن إرادتهم تلك هي الخرا فة بحد ذاتها والأوهام بعينها: فمنا عمر ومنا جمال، وعندنا مثلهما، ونريد الأفضل منهما، لأنهما قالا هذا وأراداه، ولأن منطق التطور يستلزم ذلك. ولد عبد الناصر، ليكون ميلاده بشا رة بميلاد أمة. وفي أ يلول غاب جمال. إبان محاولاته المستميتة وقف الأحداث في الأردن وحتى غيابه أزعج الأعداء إن أكبر جنازة في التاريخ، حسب مجموعة غينيس للأرقام ا لقيا سية، كانت لجمال فقد شـيّعه إلى مثواه الدنيوي الأخير أكثر من ثلاثة ملايين إنسان. غاب فاشرأبت الأطماع، كان يريد أن يحتل موقعه. كل يريد أن يكون مكانه، ولكن شتان ما بين الثرى والثريا. ارفع رأسك يا أخي.. هذه صرخة جمال، وفي نيته طرد الذل ودحر الهوان.. لذلك تـليق الكبرياء بعبد الناصر، وتنتسب إليه.

          التعديل الأخير تم بواسطة عمر الضببياني; الساعة 03-10-2008, 23:05.

          تعليق

          • احمس ابو مصر
            محظور
            • 30-08-2008
            • 61

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة وفاء اسماعيل مشاهدة المشاركة
            الاستاذ / محمد الموجى
            ما كتبته فى مقالك لا استطيع انكار مافيه ، ولا استطيع انكار حقك فى التعبير عن رأيك فى حقبة هامة من تاريخ امتنا ووصف معاناة الكثيرين من جراء حكم شمولى كانت له سلبياته كما ايضا كانت له ايجابياته ،ورغم تركيزك على تلك السلبيات التى لا انكر ولا احد ينكر أثرها العميق فى نفوس كل من عاش تلك الحقبة من الزمن الا انى كنت اود ان نتناول الامر بموضوعية وان نبتعد عن شخصنة الامور والتقليل من شأن كل محبى عبد الناصر وعصره فأنت لم تر سوى الجانب السىء المشوه من وجه عبد الناصر ومحوت به كل الجوانب الاخرى والناصريون لم يروا سوى مواطن الجمال فى الجانب الآخر ومحوا به كل الدمامة التى تشوه النصف الآخر ..ولكى نكون موضوعيين وعقلانيين علينا ان نضع نصب اعيننا ان جمال عبد الناصر وغيره من الحكام فى مختلف العصور اصبحوا رموزا لحقب مختلفة من تاريخ الشعوب والامم وبعد رحيلهم علينا ان نتناول ايجابيات مراحل حكمهم وسلبياتهم وان يكون الهدف دوما الاستفادة من تجاربهم وتصحيح ما علق بصفحات التاريخ من اخطاء لصنع مستقبل خالى من السلبيات بقدر المستطاع .. ولكن ما أتفق معك فيه ان الشعوب التى تؤله حكامها هى التى تصنع من هؤلاء الحكام آلهة وأصناما تعبد من دون الله وتنظر اليهم على أنهم انبياء ورسل وربما آلهة معصومة من الخطأ .. وليس الشعوب فقط هى التى تقدم على هذا الفعل بل ايضا كثير من الطبقة التى تدعى انها على درجة كبيرة من الثقافة والوعى ترتكب نفس الجرم فتلجأ الى التهليل والتطبيل لهذا وذاك والعمل على رفعه الى مكانة ترتقى فى بعض الاحيان الى مكانة الله عز وجل .. متناسين ان الحكام ماهم الا بشر يخطئون وان واجب الشعوب محاسبتهم على أخطائهم ومراجعتهم وتقويمهم ومعاملتهم على انهم ماهم الا خدام للشعوب وليسوا أسياد ومن واجب الشعوب ايضا نزع صفة القداسة عنهم فالفارق كبير بين الاحترام والتقديس ، فعمر بن الخطاب مثلا رغم ماعرف عنه من عدل وشدة فى الحق لم نسمع يوما ان ناداه احد بسيادة الخليفة ، او الباشا ، او صاحب العزة والجلالة والسمواو سعادتك ولم يقل له احدا امرك مطاع واحلامك اوامر ..كان الجميع ينادونه بامير المؤمنين او باسمه مجردا ولم يمشى يوما محاطا بمواكب ترتعد لها الفرائص ، نحن يا استاذ موجى فى زمن ندر فيه المؤمنين بان الجلالة والعزة والسمو والسيادة لله وحده رب العالمين ، وقلما تجد من يقف فى وجه حاكم جائر وظالم لينطق بكلمة حق .. فأصابنا الضعف والهوان والذلة والمسكنة وكلها امراض تجعل الحاكم منتفخا مغرورا يصاب بداء القوة والعظمة استمدها من ضعفنا وخضوعنا .. ففى من العيب ؟ فى الحاكم ام فينا ؟
            اما عن انجازات عبد الناصر فأنى اتذكر مرة من المرات حدثتنى عن معارضتك لوالدك الذى كان مؤيدا لسياسة التأميم التى قام بها ناصر وقلت لى بالحرف الواحد انك اليوم فى ظل ما تراه من عمليات خصخصة وبيع لثروات البلد على يد حكوماتنا الرشيدة تذكرته وادركت انه كان محق فى تأييده وقلت لنفسك كم سياسة تأميم نحن بحاجة لها اليوم ؟
            وانا أقول لك ان ما قام به جمال عبد الناصر من تأميم قناة السويس ( على سبيل المثال لا الحصر ) ليس قيمته فى الدخل الذى ستحصل عليه مصر نتيجة ادارة القناة بايادى مصرية ولا قيمته فى مساحة القناة الجغرافية بل الموقف نفسه عبر به جمال عن ارادة شعب وامة استطاع جمال بقراره ان ينتزع القناة من فكى اعظم قوى امبريالية استعمارية سيطرت بالقوة على ارض ليست ارضها وعلى موارد لا تملكها ظنا منها اننا الحلقة الاضعف .. قيمة قراره فى الصفعة التى وجهها الى دولة عظمى كانت لا تغيب عن مستعمراتها الشمس وامبراطورية استقوت بالسلاح وسياسة البطش على شعوب خنعت ودانت لها
            ربما يكون بنظرك نصرا هزيلا جلب على مصر عدوان ثلاثى دمر مدننا وقراننا ودفعنا ثمنه الآف الشهداء ولكنها الكرامة يا استاذى التى ترخص لها الدماء . الكرامة التى بتنا اليوم فى أمس الحاجة لأستردادها ونتمى وكما تتمنى انت اليوم ان يأتى من يصدر قرارا بإعادة وتأميم كل ما سلب منا فى ظل سياسة الخنوع والخضوع والذل والمهانة ، ونتمنى ان تعود مصر الينا بعد ان فقدناها ونعيش اليوم اغرابا على ارضها ويوما ما سنصبح عبيدا لزمرة الاقطاعيين والراسماليين ( رجال الاعمال ) الذين سيطروا وافسدوا ومصوا دماء شعب استكان وخضع لامر واقع فرض عليه .
            واما قولك فى مقال آخربعنوان ( رب ضريح يزار وصاحبه فى النار !!) فتقول:
            ( يتحدث عن الفقراء والمساكين والعمال والفلاحين وعن الآمال العريضة والأحلام الجميلة التى يتمناها لهم .. ثم نراه كحاكم دولة .. يهدر كل ثروة مصر من سبائك الذهب لتحرير اليمن والكونغو والجزائر من القوى الرجعية والملكية الفاسدة .. كان يناصر الفقراء والعمال والفلاحين بالإستيلاء على أموال الأغنياء .. بينما يسخر ثروة مصر فى خدمة طموحاته الشخصية .. فهل كان عبد الناصر حقا يعمل لمصلحة العامل والفــــــــلاح والفقير .. ؟؟ )
            لا انكر ان ديكتاتورية ناصر حرمت الفلاح والعامل من المشاركة فى الحكم وابداء الرأى ولكنها أيضا رسمت البسمة على شفاه هؤلاء الفلاحين والعمال عندما تحولوا فى عصره من عبيد فى اقطاعيات لا يملكون الحق فى قطف ثمار تعبهم طوال العام الى ملاك أرض بقوانين الاصلاح الزراعى , ولكن اطمئن استاذنا فاليوم لم يعد هناك لا فلاح فى ارض ولا عامل فى مصنع فالكل فى الرق سواء وبات علينا ان نتحسر على أيام ديكتاتورى لم يأخذ من الاغنياء الا ليعطى الفقراء ويشهد له الجميع بأنه لم يأخذ شيئا ليضعه فى جيبه فالرجل مات فقيرا معدما لا يملك سوى ثمن كفنه ولم نرى له شقيقا ولا ابنا ولا زوجة امتلكت اكثر مما يمتلكه اى انسان عادى حين وفاته .
            واما عن مساندته لكل حركات التحرر فى افريقيا واسيا خاصة فى اليمن والكنغو والجزائر فهذا لان الرجل كان يفهم معنى مفهوم( الامن القومى ) فأمن مصر وسيادتها واستقلالها لا يتحقق الا بامن جيرانها ومحيطها الاقليمى .. وايضا اقول لك أطمئن فهذا الامن ايضا افتقدناه وانحسر دور مصر الى داخل اراضيها وباتت محاصرة شرقا وغربا ومهددة من الجنوب بقطع المياه عنها من منابع النيل الاصلية وشعبها مهدد بالموت عطشا وارضها بالبوار وانقطع عنا خيرها ولا تبقى لنا لا زراعة ولا صناعة وباتت التجارة فى كل شىء حتى الاعراض هى مورد الدخل الوحيد وتحولت مصر الى سوبر ماركت يباع فيها حتى اعضاء الانسان .. فهنيئا لنا بعصر الحرية الذى نعيشه اليوم وهنيئأ للغريب كل ما غنمه من مصر حتى اليوم سواء مصانع او بنوك او شركات .. فنحن شعب لا يستحق ما أسس له عبد الناصر لاننا اعجز من ان نحافظ على ما ورثناه من عهده .. ورحم الله عزيز صدقى رجل الصناعة الاول فى مصر الذى أنشأ صرح صناعى كبير هدمناه ووقفنا نتفرج على ضياعه دون ان نحرك ساكنا .
            استاذ / موجى
            فى عهد عبد الناصر اعتقل المئات بل الآلآف وكممت الأفواه لا انكر ذلك ولكننا كان لدينا ما نملكه ...واليوم نعتقل بعشرات الآلآف وتبنى مزيد من السجون والمعتقلات وانتشر الفساد والغش والتزوير وانقسمنا الى قسمين قسم يقع تحت طائلة القانون وقسم اخر فوق القانون ولكننا كشعب فقدنا كل شىء ما نملكه وما فى جيوبنا ودماءنا وكرامتنا وعزتنا وارضنا .. وانا هنا لا اعقد مقارنة لصالح شخص عبد الناصر ولكنى كأنسانة اتمنى ان افقد كل شىء الا ارضى ووطنى وشرفى وعزتى وكرامتى وكرامة امتى فدعنا نستفيد من اخطاء الماضى والحاضر ونفكر معا كعقلاء كيف نسترد الارض والكرامة معا دون ان نخسر كلاهما معا .
            تحياتى للجميع.
            احمس ابو مصرالطيبة

            تعليق

            • د/ أحمد الليثي
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 3878

              #21
              لهم قلوب لايفقهون بها
              ولهم أعين لايبصرون بها
              ولهم آذان لايسمعون بها
              أولئك كالأنعام
              بل هم أضل
              أولئك هم الغافلون
              د. أحمد الليثي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              ATI
              www.atinternational.org

              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
              *****
              فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

              تعليق

              • د. توفيق حلمي
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 864

                #22
                رد: عبد الناصر الذي لايدري !

                أخي الكريم والعالم الجليل / محمد الموجي
                تحية من القلب
                عبد الناصر لا يعلم ؟؟؟!!!
                لا يعلم بالتعذيب في السجن الحربي الذي كان ناراً على علم وعلى كل الرؤوس في الستينات هو وضباطه مثل صفوت الروبي وصحبه ، هذا السجن الذي جرى فيه التعذيب بما لا يخطر على ذهن بشر ، حتى أن الباستيل كان سجن رحمة إذا ما قورن به.
                لا يعلم عبد الناصر بمحكمة الغدر ومحكمة الدجوي، ومحكمة الشعب، ومذبحة القضاء في الستينات، وتعطيل أحكام المحكمة الدستورية العليا ، وإعلان سعد زايد محافظ القاهرة الذي ذكره مانشيت الأهرام والأخبار بعنوان (القانون في أجازه) ؟؟!!
                إن أردت أن تكون هذه المقولة حقيقة ، أقول أن عبد الناصر لا يعلم كم المصائب الهائل الذي حل على مصر جراء نظام حكمه الفاشي ، وليس ما تعانيه مصر من مصائب الآن إلا تبعات هذا الحكم الذي قلب مصر رأساً على عقب وجعلها في ذيل الأمم بعد أن كانت على رأسها . والذين صفقوا لجمال عبد الناصر وهتفوا له بل وعبدوه وخرجوا في المظاهرات يهتفون (يسقط المحامون الجهلة) ، والذين اقتحموا مجلس الدولة ليضربو رئيسه بالأحذيه ، هؤلاء هم جهلاء المجتمع والمأجورين الذين أحدث عبد الناصر انقلاباً اجتماعياً (وليس إصلاحاً) ليضعهم في موضع الصدارة فهبطوا بالصدارة إلى الدرك الأسفل ، وهم الآن وذريتهم أكثر طبقات المجتمع معاناة بعد أن ظهرت تبعات المدى الطويل لذلك الإنقلاب. والعبرة دائماً بالنتائج ، والنتائج ماثلة لا تحتاج إلى شرح. ولا يحتج بأن قوى خارجية قد أجهضت نهضة أراد القيام بها ، إنما السياسي المسئول عن دولة بكاملها لابد له أن يدرس أي قرار وتحدياته ومغباته قبل أن يمضي فيه ، ولم تكن النكسات والنكبات إلا نتيجة لعدم دراسة القرارات المصيرية التي اتخذت وكان لها ما بعدها ، جهلاً أو مقامرة أو خداعاً للبسطاء والجهلاء من المغييبين في المجتمع واصطناع زعامة زائفة على حساب مصالح شعب بأكمله ومصير بلد مثل مصر.
                قد شهد شاهد من أهلهم عندما قال محمد حسنين هيكل فقيه العهد الناصري منذ أعوام قليلة في قناة الجزيرة ،وهو صاحب مقال (بصراحة) وشريك عبد الناصر وناصحه ، أن جمال عبد الناصر قد قضى على الطبقة العليا النابهة في المجتمع لحساب الطبقة السفلى الجاهلة والتي لم تكن جاهزة للقيام بمسئوليات وضعها الجديد ، فأحدث ذلك فراغاً اجتماعياً وفكرياً كان له تجاعياته السلبية على مصر.
                المشكلة أن نظام عبد الناصر لم تتم محاكمته حتى الآن ، ولو كان قد كوكم لما تكرر واستمر بصورة أو أخرى ، لذلك يصول ويجول المنتمون له والذين فقدوا امتيازاتهم الضخمة ، سواء من كانوا على علم أو المغيبين أو اصحاب التفكير السطحي ، أو المخدوعين ، وغير أولئك من الذين لم يعيشوا تلك الفترة وشاهدوا الأحداث رأي العين ، ولكن التاريخ المدون لا يستطيع أحد أن يمحوه ولن يُنسى.
                لم يجد فلول عبد الناصر مقولة لكي يبرؤوه من جرائمه وكوارثه إلا أن يقولوا أنه لم يكن يعلم ، وهم بذلك يديونه ويدينوا أنفسم. فهم أولا يقرون بما حدث من مآسي ويحاولون التملص منها كأن عبد الناصر كان يحكم شعباً آخر ، أو أن الذي أمر بذلك هو حاكم جزر القمر. وهم إذ يصفونه بعدم العلم ، إنما يقرون بعدم صلاحيته كحاكم ، فكيف لا يعرف الحاكم ما هو ملء السمع والبصر ويجري في أفواه الناس في مصر وخارجها ، إلا إذا كان ملكاً في برج عاجي لا يعرف عن شعبه شيء ؟! وكيف لا يعرف عبد الناصر وكانت الدولة كلها جهاز مخابرات له ، حتى جند الابن ليتجسس على أبيه ؟ وكانت مخابراته تنقل أحاديث الناس حتى في غرف نومهم ، ألم يقل السادات أن الذين قتلوا عبد الناصر هم مساعدوه الذين أتخموه بالتقارير الأمنية اليومية وغيرها لحظة بلحظة وكان يقضي الساعات كل يوم وهو يقرأها ؟؟؟ كيف لا يعلم عبد الناصر ، إنما ذلك استخفاف بالعقول وخداع لأجيال لم تعش هذه الفترة ويريدون أن يهيلوا عليها التراب حتى لا يكتشفها أحد.
                واكتفي هنا بلقطات قليلة جداً سينيمائية إذاعية صحفية كوميدية تلقي الضوء على طبيعة ذلك النظام لمن لم يعاصروه ولم يروا يوماً واحداً منه ، وإن كان ذلك مرآة لقطرة ماء في محيط هادر.
                شكلت بعد الثورة محكمة اسمها محكمة الثورة لمحاكمة المتهمين بالفساد ، رأس المحكمة عبد اللطيف البغدادي وعضوية أنور السادات وحسن ابراهيم. وكان أول المتهمين هو ابراهيم عبد الهادي رئيس وزراء مصر قبل الثورة. كان من بين التهم أنه قام برصف الطريق المؤدي إلى قريته وهو رئيس وزراء وذلك فساد وتكسب على حساب الشعب. دافع المحامون عن ذلك بأن قدموا الأوراق الرسمية في المواصلات بها جدول زمني لرصف الطرق إلى القرى في مصر ما قبل تولي ابراهيم عبد الهادي الوزارة بعشر سنوات ، ومنها يتبن أن رصف الطريق تم في موعده دوت تقديم أو تأخير مثله مثل جميع الطرق الأخرى ، وتصادف وقت رصفه وابراهيم عبد الهادي رئيس وزراء. حكمت المحكمة على المتهم بالسجن بالإعدام وخفف للسجن المؤبد !!!!!
                في لقطة أخرى من نفس المحكمة نادى رئيس المحكمة على المتهم محمود صبري وكان يعمل مستخدماً بمعسكرات الإنجليز بقناة السويس ، قال رئيس المحكمة:
                احمد محمد معوض ، مذنب أم غير مذنب ؟
                المتهم: مذنب على إيه يافندم ، هم قبضوا على وحطوني في السجن وبعدين حطوني في القفص هنا ومش عارف تهمتي إيه لغاية دلوقت.
                البغدادي: يظهر إنك عاوز تضيع وقت المحكمة ، طب حكمت المحكمة بالإعدام !!!! ونفذ الحكم.
                محمد علي فريد ، أمين الإتحاد الاشتراكي بمحافظة الشرقية في الستينات ، قال وهو جالس في منصة سرادق انتخابي بالحرف الواحد: انا لو رشحت جزمتي دي (ووضع حذائه على المنضدة) هاتكسب الانتخابات ومافيش حد هايقدر ماينتخباش وإلا انتو عارفين. سمعت هذا بأذني.
                قال خالد محي الدين أنه غضب عندما تم تشكيل أول وزارة من ضباط الثورة لنه لم يعهد له بمنصب وزير المالية مع أنه الوحيد في المجلس الحاصل على بكالوريوس تجارة وكان أحق الناس بأن يكون وزيراً لمالية مصر !!!!
                في محكمة الدجوي الشهيرة في الستينات لمحاكمة الأخوان المسلمين والتي كانت ملء السمع والبصر في مصر ، لم يكن يتكلم في تلك المحكمة غير اللواء الدجوي رئيس المحكمة ، كانت مشكلة المحامين أن الدجوي لا يسمح لمحامي بالتحدث أكثر من جزء من الدقيقة ثم يقاطعه منهياً دفاعه. وتراهن أحد المحامين مع زملائه أنه سيتكلم لمدة ساعتين دون أن يستطيع الدجوي مقاطعته بل وسوف ينهره أيضاً، وكان رهاناً عجيباً أقبل عليه الجميع لاستحالة حدوثه. ولكن المحامي فعل ، وبدأ مرافعته بأن أمسك كتاب الميثاق ، وهو الكتاب الذي كتبه محمد حسنين هيكل وكان يمثل فكر عبد الناصر ودستوره وكان هو المرجع في كل شيء في ذلك الوقت ويدرس في المدارس ، وبعد قليل قاطع الدجوي المحامي في نبرة هادئة قائلاً: أيوه ، كلنا عارفين الميثاق لكن خلينا في المحاكمة. وهنا صاح المحامي ، أتقاطعني وأنا أقرأ في الميثاق ، وبه كلام كأنه منزل من السماء ، إياك أن تنبس بكلمة وأنا أقرأ نور كلماته. واستمر المحامي يقرأ الميثاق لمدة ساعتين حتى انتهى منه دون مقاطعة من الدجوي الذي انكمش في كرسيه !!!!! لست أذكر للأسف اسم المحامي الآن ولكنه كان من مشاهير المحامين ، وشر البلية ما يضحك ، وأكتفي بذلك فالموضوع ضخم.
                لم يكن ضباط الثورة مع وطنيتهم مثل باقي المصريين ، إلا مجموعة من الضباط فاقدي العلم والخبرة ، ويحمل الكثير منهم وعلى رأسهم عبد الناصر كماً هائلاً من الحقد الاجتماعي ، فكانت صفات نظام حكمهم هي الجهل والسطحية وتغليب الموروث الشخصي على مصلحة الدولة العليا ، وجعلوا مصر ضيعة يملكونها وسلبوا من شعبها الإرادة بالإرهاب والترويع، ولم يكن تبعات ذلك إلا ما حدث إبان حكمهم وما نحن فيه الآن.
                والسؤال هنا يطرح نفسه بنفسه ، لو لم تقم الثورة وظلت في مصر في نظامها الملكي بفساده الذي يذكرونه حتى الآن ، هل كان حالنا سيكون أسوأ مما نحن فيه بعد مرور كل تلك السنوات ؟؟؟
                دائماً اخي الجليل تفجر موضوعاتك داخلي الشجون والذكريات .... والمحظورات ، وتقبل الود الخالص
                التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 24-09-2009, 16:12.

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #23
                  رد: عبد الناصر الذي لايدري !

                  [align=center]
                  أخي العزيز محمد شعبان الموجي
                  السلام عليكم

                  اقتباس
                  والحب الأعمى الذي يعتمد على صورة المحبوب وصوته .. هو الذي دفع بأكثر أهل الأرض إلى عبادة المسيح عليه السلام من دون الله
                  وهو الذي دفع بملايين البشر إلى عبادة البقر والشمس والأصنام

                  هنا أقول لك يا أستاذ الموجي ، من فضلك قف . إلوهية المسيح شأن يخص المسيحيين أنفسهم . وهذا ما يؤمنون به وليس لك أن تتمهزأ
                  بما يؤمنون طالما أنهم لا يفرضون عليك إتَّباع معتقدهم لا باللين ولا بالشِدّة .
                  أما فيما يخص عبد الناصر . فالموضوع قابل للنقاش وللحوار . لكن لي رجاء ، دون المساس بمشاعر مَن هم يرون بالرجل
                  أنه كان ومضة مشرقة . كقولك مثلاً : - وحينما وقف خالد الذكر .......... ولكن من أجل صورته وعيونه المكحولة بالكحل الرباني . -
                  فمن المفروض أن يكون مقالك مقالا عملياً وعلميا خالٍ من الغمز واللمز .

                  أنا ممن درسوا في مصر خلال فترة قيادة جمال عبد الناصر . وأقر أمامكم أنه لولا فتح أبواب جامعات مصر لنا في ذلك الوقت
                  لما درست ولما تعلمت ولما أصبحتُ طبيبا ، أنا وآلاف غيري ممن كانوا يعانون من قصر ذات اليد والعَوَزْ . وهذا دين في رقبتي
                  لمصر ولشعب مصر ولجمال عبد الناصر .

                  ويا إخوتي الذين ترون في تجربة عبد الناصر أنها مظلمة . فاتقوا الله في أنفسكم . عبد الناصر كان قائداً شهدت له جميع قيادات
                  العالم بشجاعته وبأسه وحبه لوطنه . أمن أجل بعض الهفوات والتي يقع فيها البشر تجعلون منه شيطاناً رجيماً ؟


                  رجائي لكم بالتروي والهدوء
                  والسلام عليكم

                  ملاحظة : أسجل نقطة ايجابية لأخي محمد شعبان الموجي لطرحه مواضيع خلافية تُثري الملتقى بالنقاش الهادف والمفيد
                  شرط أن لا نحيد عن حدود أمانة النقاش ، والتلطيش هنا وهناك مبتعدين عن فن المحاورة .

                  فوزي بيترو
                  [/align]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X