تعالي أيتها المسافرة ببعضي , لقد اشتاقت لك روحي ...عودي , أنا مازلت على عهدي , فارحمي قلبي وسهدي. تعالي إليّ كشعاعة فجر...كغزالة غاب...كوشوشة عاشق ...ورفرفة يمام ...فأنا أمضي ليلي , ساهر الجفنين , أعاقر صمتي . تعالي سوف آخذك إلى أماكن لا يوجد فيها إسمنت ولا جدران...لا ثرثرة ولا أحقاد... بعيدا عن الحرب والدمار...أماكن تهبك الفرح والمسرات...تطلق روحك من قفص النسيان , إلى فضاء الحرية...إلى تلك البساتين والتلال والحقول...إلى الغابات والجبال والسهول...إلى السواقي والروابي والكروم...إلى الينابيع العذبة , تحكي سر الأعماق...إلى شجر اللوز المجنون...إلى الطبيعة تفتح أحضانها للعاشقين. هناك تصدح الطيور بأغاني الجمال...والزهر جذلان بقبل ندى الصباح ..يغوي النحل للثم الشفاه...سآخذك إلى شجرة , لا تمل الانتظار . هي رغبة مشتعلة بداخلي , أن أمسك بيدك وننطلق في البراري والقفار...نثمل برائحة التراب...ننتشي بصور الجمال...وفضاء نمتلئ به بكل صدق وأمان. وجودك بقربي يجعل الحياة أجمل...تنتعش عروقي...تبتهج روحي , ويمسى الأمل أخضر. سوف تسمعين غناء روحي , بصوت عصافير الصباح...تلمحين هالات عشقي , من فسحات الأغصان...ورقة همسي , بترنيمة غناء الناطور . تعالي إليّ , سوف أفرش لك سريرا من أزهار البرية...وأضفر شعرك بأزهار الزيزفون...وأصنع لك اكليلا من زهر الزهور وأوراق الغار. تعالي نتوه بأطراف التل , نجلس على أسطحة المنازل , نكحل عيوننا بمنظر الغروب...نتنشق أنسام الحرية التي صنعها الأولون...تعالي معي إلى درب العين , نسمع حكايات قديمة , من فم ذاك المزراب , فهي مليئة بالأسرار . تعالي إليّ واسألي قلبي , سينطق بما يخفيه , لم يقلها (أحبك ) حروفا ... بل قالها آلاف المرات ...أفعالا ...مواقفا ...وتضحيات . فتعالي ولا تطولي الغياب .