ما تبقى من وريقات العتاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاكية صباحي
    شاعرة وأديبة
    • 21-11-2009
    • 790

    ما تبقى من وريقات العتاب


    مدخل

    إليك ..وليل المدينة باردٌ ..

    والدفء قد أوغل خلف الأمداء مذ غربته مطاوي المغيب ..وأرهقته تعاريج الأفق..

    ليرتدي ثوب الصدودِ غيلة ً..

    والسوسنات قد تناثرت أوراقُها على مواقيت العهود..

    ومغتسلُ الروح من وعثاء الأيام قد ضنّت ينابيعه..

    حينما ودعتُك ..

    وروّت مدامعي شرود الطرقات..

    واستحالت أغصانُ الذكرى لكومات حطب يلتهم أوارُها ما اصفر على عتبات الروح من ورق الحنين ..

    إذ لا شيء غير الريحِ يؤنسُني صفيرُها ..

    وبعضُ يقينٍ هاربٍ من سارية الشجون ..

    وفتات بوح تلتقفُه غربانُ الوحدة وهي تحاصرُني جرحا لم تعد تغريه كأس الشفاء وإن ساغ شرابُها..

    لأعيد تشكيل وجه الحروف الغافية بلون الوفاء الذي جرفته سيول الأيام عنوةً..

    وقطفتُه يدُ الظلام فتيلا كم غرّب فانوس ليالي الموحشة وهي تلملم :

    ما تبقى من وريقات العتاب


  • فاكية صباحي
    شاعرة وأديبة
    • 21-11-2009
    • 790

    #2

    واكفهر وجه الكلمات بقارعة الغياب..
    و ذوت تلك السنابل المثقلةً بحمل حباتها الثملى لكف ندية تجمع شتات البيادر قبل أن يلوح ركب المساء
    مبعثرا كل ما جمعته أيدي الصباحات الباسمة ..وهي تسكب كؤوس النور بين دجنات القلوب الموجعة..
    علها تمسح دمع جفونٍ كم أثقلها الحنين لفيء الغمض

    سيان عندي يا بعض نور هارب مني أن تطفىء المدن أنوارها على شرفاتي المنسية ،
    أو يُرخي وجهُ القمرالشارد نحو الأفق ما يشبه بقاياك بداخلي

    سيان عندي أن يندسَّ سحتُ المغيب ليطفف جوف محابري
    فتسكبه جفونُها سوادا بين دفاتر الذكرى ..يُلوِّن فحيحُه وجه لياليَ المتعبة ..
    ويقايض كأس أيامي الباهتة بأخرى ما أحر جمارها ..

    وسيان عندي أن يردد ما تبقى من رذاذ العمر آخرَ مواويله بين أقبية العتمة والحنين..
    لتحملني رحى الأمنيات ذرة شاردة إلى حيث كنا ذات لقاء نحتسي شهد الوفاء كأسا.. فأخرى ..
    وما كدت أصحو من غفوتي حتى وجدتك هناك بالأفق نايا يسْبح خلف صلف الغيوم الهاربة من صمت الأيام..
    إذ لا عنوان أستدل به عليك ..ولا جواز عبور قد يُنكس أعلام المعابر والحدود..
    ولا رفيق لي بدربي سوى نبضة حرى.. وخيطٍ شفيف أتوكأ على بقاياه ..وقد مزقته زفرات الرحيل ..

    فأصمت هنينهة، وأسافر أخرى خلف سهم برته يد الأقدار ليمزق أضلعي ساخرا ..
    وأظل وحدي أمد اليد حتى أعيده لكنانته ..وأعيد معه أنين ذكرى ما غفت بخافقي مذ تشققت أرض المنى
    تحت جمر خطاي..وانسكبت آخر قطرات الروح من بين أصابعي الواهنة..

    ويجيء طيفُك باسما خلف ذاك السديم ..وتشق البروق صمت السماء ..
    ويزمجر الرعد مبددا سكون الدروب التي ألف صخيبها صمت سُراي..
    ليجيبني صوتُ السؤال الممزقِ أشرعةً على سفن العتاب :..

    لعلك ركبت صهوة البحر عائدا إليك من رحلة التطواف المضنية ..؟

    لعلك نسيت هناك على مروجك الخضراء سنبلة تنتظر بعض الرواء من طلِال يدك ..؟

    أو لعلك تذكرت بسمة طفل لم يبلغ الفطام بعد..
    وهو يمد يدا صغيرة مازالت لا تعرف كنه الدموع التي جرّح ملحُها وجنتيه الناعمتين
    وهمّ يتحسسهما بمسحة خاطفة ، قبل أن تشغله دُماه عن صدًى يتردد بداخله كلما رأى أترابه تظللهم أغصانُهم – جيئة وذهابا-
    ولا غصن يظلله سوى خيال صامت يظل يرهقه بسؤاله البريء ..
    ولا صوت يجيب سوى ميقاتٍ عُلّق كناقوس لا يدق إلا إذا حركته يداه مع هبوب كل نسمة من نسمات الحنين ..؟

    لم أعد أدري كيف سيكون وجه غدي إن أغمضت الشمس جفونها وترقرق نهر الدموع بلحظ الأفق..
    وتمددت الذكرى جدائل على أهداب المدن ،لتبعثرني يوما آخر ما أوجع تفاصيله الذاوية ..
    وهي تنزُّ كلحن مغرب بين أوتار عود شاخت ذوائبه ،وهو يسألني عني كيف أنا بعدك..؟
    وما من مجيبٍ سوى رجع الأنين ..وما أوجع تفاصيله وهي تسكبني مطرا بكل التعاريج..
    لم يعد هناك يا فجرا سابق خطوتي قبل اللقاء ،ووارب أبواب ظلاله ليُعبّد أمامي سبل الهجير..
    لم يعد هناك ما يملأ ثقوب الروح وهي تتخفى ببقاياي من صفير الرياح لتجوبني فجيعةً..فهبوباَ ..
    كأنةٍ مكتومة بصدري رافقت وخز أوجاعي مذ أدركت..

    فكم تبدو الورود واجمة بين أقواس الذبول ..قبل موسم القطاف وهي تذرف بعض نداها دمعة حَرّى لغصن استعذبت ظلاله في زمن الضَّلال ..
    قبل أن تذروها الأعاصير لتمضي كما تمضي الغيوم متأوهةً على وتر الشفق..
    ولا تدري متى تفتح أزرار قميصها ليبوح صدرُها المثقل ببعض سره ..
    علّ الأرض تكتمه حينا أو بعض حين ..
    ثم ما تلبث أن تفيض به علنا لترقرقه السواقي والأنهار عبر كل الطرقات..

    وماذا بعد أيها الليل الجاثم على صدر الأمنيات ..؟
    أليس غريبا أن تبوح الأرض بسر الغيوم وقد حمل باطنُها جمر الدهور ذاك الذي ما إن تُجهضه براكينها حمما حتى تحنّ له مجددا
    لتحبل به أنينا دون موعد أو لقاء..
    ولا ميقات قد يحدد ما هية الأشياء بين أرصفة الغيب سوى نقطة نور قد تترقرق يقينا بين النبض والنبض ..
    كلما أيقظ صرير الأبواب العتيقة جموعا ألفت رق الوسن..
    وفُتحت العيونُ - التي ألفت مراودها مِكحلة الرماد- على فيحاء البياض..

    فمن بسط دثار الحلم على أيدي الجياع للحظة صفاء ..؟
    ومن ارتدى جمر الجسد تبجحا خلف همس المدن ..وغفوة الأنوار..؟
    لتذبل الأرواح الشفيفة بين الخيبة والأخرى ..ورقة صفراء حسيرة ما تلبث أن تسحقها يدُ السنين نفاضة على طاولة الندم ..
    كلما حن الطين لبارقة بعضه وقد نضجت جنباته على جمار الإنتظار..؟

    فمن ذا يعيد للقلب الوضيء بعض نبضه وقد انطفأت كل المصابيح ..
    وتاهت بنا الأسفار..خلف عتمة الرؤى
    وترقرق سيل الدجى واثقا يرسم بريشته ما تبقى من تفاصيل العمر ..
    كلما شيعتْ عرائسُ الوجد هامَ الضياء قبل أن ينبلج وجه الصباح وتَشق فيالق النور بعض دروبها إليْ..
    لتوصد كل البيوت أبوابها دوني..
    وأظل خلف الأمداء أحدث الراحلين صمتا ..
    ولا ماء بيدي لأسقي به حقول الذكرى علها تنبت وردة بيضاء تؤنس وحدتي كلما أشعل رهق الليالي فتيل الحنين
    ..


    التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 21-11-2012, 12:45.

    تعليق

    • فاكية صباحي
      شاعرة وأديبة
      • 21-11-2009
      • 790

      #3


      ويُقرضني الليل أقداحه الفارغة..

      على أن أعيدها له قبل بزوغ الفجر ملأى إذا ما بلغ كيله النصاب بقلبي..!!

      وأمد يدي في سكينة وهدوء لأوقّع على بند دُجاه وهو يجتاحني من كل المنافذ ..والندوب ..

      وما ألبث أن أعيد الأقداح وقد نضحَت جنباتها سهدا..ووجدا..

      فيمد يده واثقا وقد أغراهُ ما سكب الصمتُ على وريقات السهاد..

      ليقايض ما استبطن هذا القلب ببعض نور خافت يرميه زخات ..زخات على عتبات الروح ..

      وأمد يدي مجددا لأمضي على بياض..

      فتصفعني كفُّه لتأخذ مني كل اعترافاتي مقابل نجمة هاربة بالأفق ..

      ولا علم لي بقوانين النجوم والمجرات حتى أتبعَ خطوها ..

      وأسترقَ من جيوبها المفلسة بعض الضياء..

      وكنتَ كل الفراقد والثريا التي تغنيني عن مد اليد بالسؤال لعالم ما ألفته صبًّا ..

      إلا بعدما سكبتَ عهدي كأسا لظمأ الليالي الموحشة.. لتعبث بها أنّى تشاء..





      يتبع بإذن الله






      التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 19-11-2012, 12:25.

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #4
        ما أروعها من رسائل معتقة بالألق والزهو
        حرفك يتساما رقيا وبهاء
        لي عودة وقراءة بعون الله تعالى

        سلمت يمناك وبوركت سواعدك
        محبتي وأكثر

        تعليق

        • فاكية صباحي
          شاعرة وأديبة
          • 21-11-2009
          • 790

          #5

          المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
          ما أروعها من رسائل معتقة بالألق والزهو
          حرفك يتساما رقيا وبهاء
          لي عودة وقراءة بعون الله تعالى

          سلمت يمناك وبوركت سواعدك
          محبتي وأكثر

          أهلا بالعزيزة الغالية شيماء ..

          وبهذه الإطلالة البهية كإياك

          أنتظرك دائما أخيتي ..ورأيك محل اعتزاز ..وفخر

          مودتي وكل الحب


          كوني بخير
          التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 19-11-2012, 12:32.

          تعليق

          • غسان إخلاصي
            أديب وكاتب
            • 01-07-2009
            • 3456

            #6
            أختي الكريمة فاكية الغالية
            مساء الخير
            كيف أبدأ ؟؟؟؟من أين أبدأ؟ ماذا أقول ؟؟؟
            كنت رائعة بواحة أثملت الكلمات وأسكرت العبارات بكل افتتان
            سوف نترقب ماتبقى من وريقات العتاب بفارغ الصبر لننهل منها أساليب عتاب المحبين الملتاعين ...
            لقد كان للتصغير وقع موسيقي شفيف على التكثيف في كل جملة بحت بها ( حيث أوحت بالخضرة والهيام والرقة والسماح والصفاء والسمو.........................................الخ ).
            ننتظرك ، فلا تتأخري علينا كثيرا كما فعلت منذ فترة.
            كما ننتظر رأيك بمشاركات الزميلات والزملاء فرأيك يهمنا .
            تبقين على الدوام رقيقة
            تحياتي وودي لك .
            التعديل الأخير تم بواسطة غسان إخلاصي; الساعة 19-11-2012, 14:07.
            (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

            تعليق

            • فاكية صباحي
              شاعرة وأديبة
              • 21-11-2009
              • 790

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة غسان إخلاصي مشاهدة المشاركة
              أختي الكريمة فاكية الغالية
              مساء الخير
              كيف أبدأ ؟؟؟؟من أين أبدأ؟ ماذا أقول ؟؟؟
              كنت رائعة بواحة أثملت الكلمات وأسكرت العبارات بكل افتتان
              سوف نترقب ماتبقى من وريقات العتاب بفارغ الصبر لننهل منها أساليب عتاب المحبين الملتاعين ...
              لقد كان للتصغير وقع موسيقي شفيف على التكثيف في كل جملة بحت بها ( حيث أوحت بالخضرة والهيام والرقة والسماح والصفاء والسمو.........................................الخ ).
              ننتظرك ، فلا تتأخري علينا كثيرا كما فعلت منذ فترة.
              كما ننتظر رأيك بمشاركات الزميلات والزملاء فرأيك يهمنا .
              تبقين على الدوام رقيقة
              تحياتي وودي لك .

              أهلا وسهلا بأستاذنا القدير غسان إخلاصي ..

              وبهذا الزخم المعتق بكؤوس الكرم المعهود ..

              ما كنت بعيدة أستاذي الكريم ..فمع شروق كل يوم كانت لي إطلالة على هذا المكان الذي
              شممت منه عطر الوفاء بين كل حرف ..ونزف..( ولكن دون تسجيل دخول)

              فللأقدار صروفها ..فهي ما تكاد تتركنا لنحلق عاليا حتى تفاجئنا بما يكبل خطانا ..ويضني أرواحنا

              سأعود قريبا بإذن الله تعالى ..ولن أتأخر كسابق عهدي ..

              وأعد من ترقرقت حروفهم على هذه المساحة النقية
              أن أتناول نصوصهم ..روضا ..روضا ..
              ببعضٍ من ندى الروح التي يعلم بارئها ما تكنّه لكل هذه القامات

              أسعدني كثيرا طيب حضورك أستاذي الكريم
              ولك مني دائما مفردات الشكر والتقدير والاحترام

              تعليق

              • غسان إخلاصي
                أديب وكاتب
                • 01-07-2009
                • 3456

                #8
                أختي الغالية فاكية المحترمة
                مساء الخير
                تأتين كما السحر في جنح الخيال ، وتعودين كما الطل في قوس قزح
                لحرصنا عليك نتساءل عن طيفك ، ولتقديرنا لك نحرص على تواجدك .
                هلولك يعني الرقة والوفاء والنقاء .
                ورودك يعني الجمال والسمو والإباء
                لاعدمنا رؤيتك بين حنايا بيتنا المتواضع ، والدليل :
                أن أختنا شيماء سارعت قبلي للترحيب بك لما لك من مكانةرفيعة بيننا.
                تحياتي وودي لك .
                (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                تعليق

                • فاكية صباحي
                  شاعرة وأديبة
                  • 21-11-2009
                  • 790

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة غسان إخلاصي مشاهدة المشاركة
                  أختي الغالية فاكية المحترمة
                  مساء الخير
                  تأتين كما السحر في جنح الخيال ، وتعودين كما الطل في قوس قزح
                  لحرصنا عليك نتساءل عن طيفك ، ولتقديرنا لك نحرص على تواجدك .
                  هلولك يعني الرقة والوفاء والنقاء .
                  ورودك يعني الجمال والسمو والإباء
                  لاعدمنا رؤيتك بين حنايا بيتنا المتواضع ، والدليل :
                  أن أختنا شيماء سارعت قبلي للترحيب بك لما لك من مكانةرفيعة بيننا.
                  تحياتي وودي لك .
                  أسعد الله مساءك أستاذي الكريم غسان إخلاصي بكل خير ..
                  وظلل أيامك بمزنات الصحة والعافية
                  وأشكر لك هذا التقريظ الحسن ..وكل ما ترقرق من عذب الترحيب
                  كعهدنا بك دائما
                  وأسأله تعالى أن أكون عند حسن ظن الجميع ..
                  والشكر كل الشكر للغالية شيماء ..
                  رفع الله مقامكما ..وزادكما تواضعا ..
                  ودمتما نعم الأخوين اللذين يفخر بهما كل قلب
                  تقبل مني تقديري واحترامي ..
                  مع كثير من الدعوات

                  تعليق

                  • فاكية صباحي
                    شاعرة وأديبة
                    • 21-11-2009
                    • 790

                    #10



                    كم تضيق حدود القلب بأحجار أسراره وهي ترصف أنّة فأخرى ..
                    لتصير سورا شاهقا يحجب عني كل الرؤى

                    وكم تبدو الحروف هينة أمام مساحات الجراح الممتدة بأعماقنا رهَقا..
                    ونحن نضمد ظاهرها ظنا منا بأنها قد برئت ..
                    فما أوجع أن ألقاني مجددا منتصبة خلف أقفال السنين لأفكها سنة فأخرى ..
                    ولا أنتبه لمساحات الصدأ وهي تلون بياض يدي كلما اقتربت من بوابة سنة جديدة


                    وحاولت جاهدة عدّ مفاتيحها على أطراف أصابعي..


                    فيالدمعي المراق على صمت الأمكنة ..!!!

                    أوكلما ودعت ذكرى لاحت أخرى كوشم بناصية الغياب ..

                    لأستبطىء كفافَ خطاي من وعر الدروب..؟


                    فكيف يمكن لهذه الروح الشفيفة أن تستبسل حروفها لوداع أخير..

                    وهي التائهة خلفك غمامة بيضاء تبعثرها عبَرات الترقب..ويطويها ليل الإنتظار..

                    ولا أثر يلوح بالأفق سوى ملامح أمنيات أتعبتها الثرثرة على وتر الحنين..

                    وطوق التذكر.. وطيفُ الشجا..

                    لأمد يدي وهْنا ..فتغفو كل الأنوار أمام ناظري..

                    كما تغفو القصور المشيدة على هشّ الرمال ..كلما عانقتها موجة هاربة من هدير البحر

                    فاذوي عائدة إلى وسائد غربتي كما يذوي ورق الربيع على أيادي القاطفين..



                    التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 22-11-2012, 12:09.

                    تعليق

                    • فاكية صباحي
                      شاعرة وأديبة
                      • 21-11-2009
                      • 790

                      #11



                      مهلا فسوط الحيف أرهق خافــقي***والبينُ مزق بالضلوع صفائيا


                      مــــــذ غربتني البيد يازمن الوفا ***والجرح يسكب للمحابر نزفــيا


                      والــــــــــروح ترنو للغـمائم علها***تُروى بمزنك إن ترقرق صافيا


                      والــــــورد يرقب من يمينك طـَلّهُ***لمّا غفا لحظُ المـــــدامع ذاويا


                      هـــذا قضاء الله في مدن الـــــهوى ***وفرات قلبٍ إن تدفق جـــــاريا

                      تعليق

                      • فاكية صباحي
                        شاعرة وأديبة
                        • 21-11-2009
                        • 790

                        #12




                        الليل داجٍ.. والزاد هذا القلم المحتسي وإياي كاس الشجون ..

                        وشمس اليقين تظلل برد خطاي ..

                        وتبعثني كل يوم فجرا جديدا بين أوتاد السواد..

                        وما ألبث أن أرتضيها نولا أحيك به دربا جديدا للياليَ المظلمة عن قناعة ورضا

                        وماذا بعد أيها المتوسد نبض القلب عنوة..

                        و المترقرق كالماء العذب على ضفاف الذكريات..؟!


                        وكل الورود ترتشف قطراتك السخية في نهم لتعيدك السواقي إليك ظمئا حدّ الرواء..

                        ماذا بعد أيها المتعرج نحو الأفق..؟

                        وعلى كل غمامة تترك وشما لا يبلى ..

                        إذْ لا وشم بدون جراح..!!

                        ولا حلم بدون أشطان هارية ..ماتكاد تمسك بدلاء الروح توهما..

                        حتى تُسقطها قبل أن تمتلىء.. وتعيدها – صيدا واهنا - لفوهة الظمأ من جدبيد




                        التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 21-11-2012, 13:41.

                        تعليق

                        • فاكية صباحي
                          شاعرة وأديبة
                          • 21-11-2009
                          • 790

                          #13


                          وها قد ارتحلت القـُـبُّرات نحو مواسم الصفاء ..

                          وارتحلت معها بعض أمنية ما زالت تتوسط هذه التجاويف الخاوية نايا غربته خطى السرى..

                          ليستقيم – مجددا - بخلدي عيدا كلما تغربت بذهني مسميات الأشياء بعدك..



                          ومددت يدي لأجدل من خيوط السلوى دثارا أكفن به كل نبض يتوق إليك ..

                          فما بال هذه الوريقات الذوية كلما شذّبتها ازدادت خضرة لتحدثني عنك حديث الروح للروح من قبل اللقاء..!!

                          وبعثرت كل تفاصيلك أنهارا ، وجداول علّها تشفي أسقام هذا الجسد

                          الذي استبطأت عيونُ ترقبه نسائم البرء ..والشفاء



                          فإلى متى وهذا الليل يوزع نرد الأصداء بداخلي..

                          ويبعثر سهامه بالتساوي بين الضلوع .. ؟؟



                          التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 21-11-2012, 13:39.

                          تعليق

                          • فاكية صباحي
                            شاعرة وأديبة
                            • 21-11-2009
                            • 790

                            #14

                            لم تعد هذه الأنوار تستوي وهجا أمام ناظري ..

                            فأعبُرني جرحا نازفا خلف ظلال طيف مضى وانبرى

                            وأطرق بيد وجلة أبوابا لا أظن أنها قد تفتح يوما ..

                            فمن غرب لون الضياء بين دفاتري ..؟

                            ومن ذا الذي امتدت يده خلسة لتزرع في غيابك بين جنباتي هذا الخواء..؟

                            ومن الذي أسكنني دمعة صامتة بمآقي السنين..؟

                            لتملأ محبرةَ القلب كأسُ الأقدار..وأظل وحدي أوضىء ُهذه الحروف ألف مرة قبل أن أسكبها

                            نازفة من وتين الروح..لتمضي غريبة مثلي لا ظل لها ..

                            وكلما استدارت خلفها تذكرا ..لا ترى لها أثرا سوى رمادٍ خامدٍ يبعثره وجه الورق !!

                            لتذروه الأزمان أنّى شاءت ..ويظل في صمته يبحث له عن قبر آمن كي يدفن فيه..

                            لكن هيهات ..

                            فكل القفار التي سخّرها الخيال واقعا ليست سوى حماقة جفن غفا لحظة تحت شجيرة وارفة الظلال..

                            وما كاد يسترسل في أحلامه البيضاء حتى أيقظه خيطُ شمس حارة تسرب من بين تماسك الأوراق

                            التي توهمت مثله هبوب نسمة ندية فتملمت حفيفًا دون أن تنتبه

                            بأن القفار لا تجود بالهواء ..ولا بالرواء..إلا على من يسكن باطنها

                            ذابلا ..شاحبا..كشحوب الأطلال ..والدمن



                            تعليق

                            • فاكية صباحي
                              شاعرة وأديبة
                              • 21-11-2009
                              • 790

                              #15



                              كفٌ بكفٍّ تـــــــذرو سنـــبلَ أحرفي****والريــــحُ تمـضي بالــرسـائـــل باكيه

                              والجـــرح غــرّب بالمـــطار هــويتي****والوجــــدُ يــــزأر كالــعواصفِ خلفيَا

                              والمــــوج يسكبُ للموانىء غــربتي****والشوق أســــــرج خيله وسرى بيا

                              سيفُ الفراق هـــنا يخــــاتل خطوتي***وهنــــــــاك سهــــــمٌ قد براهُ وفـائيا

                              فنسيتُ إسمي وسْط سيل مــــدامعي****ومضـــيتُ أبحثُ عـــــن ظلالكَ حافيه

                              وطــويــتُ يا كـل الأحبة وجــــهتي****مــــذ لاح وجـهــــُك بالــحــــدود مجافيا



                              التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 21-11-2012, 13:53.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X