

إليك ..وليل المدينة باردٌ ..
والدفء قد أوغل خلف الأمداء مذ غربته مطاوي المغيب ..وأرهقته تعاريج الأفق..
ليرتدي ثوب الصدودِ غيلة ً..
والسوسنات قد تناثرت أوراقُها على مواقيت العهود..
ومغتسلُ الروح من وعثاء الأيام قد ضنّت ينابيعه..
حينما ودعتُك ..
وروّت مدامعي شرود الطرقات..
واستحالت أغصانُ الذكرى لكومات حطب يلتهم أوارُها ما اصفر على عتبات الروح من ورق الحنين ..
إذ لا شيء غير الريحِ يؤنسُني صفيرُها ..
وبعضُ يقينٍ هاربٍ من سارية الشجون ..
وفتات بوح تلتقفُه غربانُ الوحدة وهي تحاصرُني جرحا لم تعد تغريه كأس الشفاء وإن ساغ شرابُها..
لأعيد تشكيل وجه الحروف الغافية بلون الوفاء الذي جرفته سيول الأيام عنوةً..
وقطفتُه يدُ الظلام فتيلا كم غرّب فانوس ليالي الموحشة وهي تلملم :
ما تبقى من وريقات العتاب



تعليق