[align=justify]في بيداء خياله الواسع رسم بيتاً صغيرا لكليهما معا ... حطم بحجارته ظروفه الحمقاء وأوهام ذهنه المشوش .. حولها إلى أميرة عاشقة ... نسج شباك هواه حولها فتأجج في صدره نيران أشواقه الدائمة ليوم اللقاء .. وأندفع في حب إليها ... متعلقا بكل ما خططا له معا .. حاول أن يكبت مشاعره ويقمع خياله و أن يفر من أعماقه التي تحتضن صورها بلا توقف ودون جدوى ..
غاب في ذاك الزمن الذي هيأت الظروف الحمقاء الساخرة العابثة " كما كان ينعتها دائما " أول لقاء عفوي بينهما .. حلق بنظراته إليها في سماء الوهم .. لحظات براقة مخادعة .. زائفة .. ولكنها ساحرة مضيئة .. هكذا أقنع قلبه .. وعاش معها في جو عابق بالشوق والحنين يتنفس هواء عطرها الذي ويسمع همساتها في أذنه ..إنها السحر والبراءة و الإخلاص وطهر الأحاسيس النقية ... كيف يمكنه أن يحول أمنياته إلى حقيقة ... شعر أن فكرة عدم الحصول عليها كانت اشد علقما على وجعه من مرارة فقره ولوعة وحدته القاتلة ..
واكتشاف عجزه عن تحقيق أدنى متطلبات حياتهما كان يصدمه ... صدمة شديدة الواقع على نفسه ... كانت حكاية حادثة إطلاق النار عليه وما تبعه من أثار إعاقة في جسده قد أثر عليه نفسيا .... وكثيرا ما أحجم عن مجالسة الناس أو التقرب من إحدى الفتيات خشية تلك اللحظات الرهيبة المرعبة .. ولكنها الحقيقة ... فالحرب الأهلية تركته بيد لا تقوى على حمل قلم أو باقة ورود .. يد بلا أعصاب او عضلات .. مجرد صورة بلا أي فعالية ... ورجله اليمنى المبتورة .. خمسة عشر عاما من العجز والألم أصابه بالشجن في أعماقه ، والنقمة على أولئك الذين يتاجرون بالشعب لأجل تحقيق جنون العظمة التي تسيطر عليهم بلا توقف ... حزن أصابه برعشة عصبية ،و شرود شديد سيطر عليه .. وترقرقت في عينيه دمعتان ... سالتا في صمت على صفحة خياله الأقرب إلى الهذيان ...
رجفت شفتاه محاولا إطفاء حرقة في نفسه وبرء جراحه التي لم تندمل يوماً .. وأخذ يحدث نفسه :
الأفضل لها ولي أن أكبت حبي بين ضلوعي .. عليَّ مقاومة احتياجي لها وأحلامي وخيالاتي وصورتها التي أعانقها ليل نهار .. يجب أن أدفن حبي في صدري وأنأى بنفسي عن كل هذا الوجــع .. سأذهب إليها وأخبرها بقراري هذا ، وأعتذر عن كل وعد قدمته لها ... وستكتشف مع الوقت أن ما فعلته كان لأجلها ولأجلها فقط ... مستقبلي ولد ليموت قبل أن يرى النور .. وإن أطلقنا عليه أجمل الأسماء .. لكنه سيموت اليوم أو غداً ... لان جسدي ميت .. وروحي معذبة ..
سأعترف لها أنني لم أحب إلا هي .. ولم أتمنى شيئا غير أن أبقى إلى جوارها حتى آخر العمـر ... سأقسم أنني لم أخدعها .. وأصارحها بعدم قبولي أن ترتبط مع إنسان عاجز ... لن أثقل كاهلها .. وسأدعوها لأن تسامحني ...
أما أنا فلن أسامح أحدا كتب العذاب على قلبي وأطلق رصاصة عليّ في حرب الجنون الأهلية ..
بقلم : د. مازت أبويزن
15-5-2008
[/align]
غاب في ذاك الزمن الذي هيأت الظروف الحمقاء الساخرة العابثة " كما كان ينعتها دائما " أول لقاء عفوي بينهما .. حلق بنظراته إليها في سماء الوهم .. لحظات براقة مخادعة .. زائفة .. ولكنها ساحرة مضيئة .. هكذا أقنع قلبه .. وعاش معها في جو عابق بالشوق والحنين يتنفس هواء عطرها الذي ويسمع همساتها في أذنه ..إنها السحر والبراءة و الإخلاص وطهر الأحاسيس النقية ... كيف يمكنه أن يحول أمنياته إلى حقيقة ... شعر أن فكرة عدم الحصول عليها كانت اشد علقما على وجعه من مرارة فقره ولوعة وحدته القاتلة ..
واكتشاف عجزه عن تحقيق أدنى متطلبات حياتهما كان يصدمه ... صدمة شديدة الواقع على نفسه ... كانت حكاية حادثة إطلاق النار عليه وما تبعه من أثار إعاقة في جسده قد أثر عليه نفسيا .... وكثيرا ما أحجم عن مجالسة الناس أو التقرب من إحدى الفتيات خشية تلك اللحظات الرهيبة المرعبة .. ولكنها الحقيقة ... فالحرب الأهلية تركته بيد لا تقوى على حمل قلم أو باقة ورود .. يد بلا أعصاب او عضلات .. مجرد صورة بلا أي فعالية ... ورجله اليمنى المبتورة .. خمسة عشر عاما من العجز والألم أصابه بالشجن في أعماقه ، والنقمة على أولئك الذين يتاجرون بالشعب لأجل تحقيق جنون العظمة التي تسيطر عليهم بلا توقف ... حزن أصابه برعشة عصبية ،و شرود شديد سيطر عليه .. وترقرقت في عينيه دمعتان ... سالتا في صمت على صفحة خياله الأقرب إلى الهذيان ...
رجفت شفتاه محاولا إطفاء حرقة في نفسه وبرء جراحه التي لم تندمل يوماً .. وأخذ يحدث نفسه :
الأفضل لها ولي أن أكبت حبي بين ضلوعي .. عليَّ مقاومة احتياجي لها وأحلامي وخيالاتي وصورتها التي أعانقها ليل نهار .. يجب أن أدفن حبي في صدري وأنأى بنفسي عن كل هذا الوجــع .. سأذهب إليها وأخبرها بقراري هذا ، وأعتذر عن كل وعد قدمته لها ... وستكتشف مع الوقت أن ما فعلته كان لأجلها ولأجلها فقط ... مستقبلي ولد ليموت قبل أن يرى النور .. وإن أطلقنا عليه أجمل الأسماء .. لكنه سيموت اليوم أو غداً ... لان جسدي ميت .. وروحي معذبة ..
سأعترف لها أنني لم أحب إلا هي .. ولم أتمنى شيئا غير أن أبقى إلى جوارها حتى آخر العمـر ... سأقسم أنني لم أخدعها .. وأصارحها بعدم قبولي أن ترتبط مع إنسان عاجز ... لن أثقل كاهلها .. وسأدعوها لأن تسامحني ...
أما أنا فلن أسامح أحدا كتب العذاب على قلبي وأطلق رصاصة عليّ في حرب الجنون الأهلية ..
بقلم : د. مازت أبويزن
15-5-2008
[/align]
تعليق