الحكاية باختصار ، سقوط أبو أحمد حين اجتاز سورا واطئا يلف أرض أبو العبد .
المسافة بين إحساسه بقدمه تزل ، ووقوعه على جنبه سريعة جدا ، لم تمنحه الفرصة لزرع اتكاءة صمت مقنعة بين مزاجين ،
فقال بالحرف: يا ساتر يا الله ، يلعن تعاريس والده ، ثم ضرط .
لم أتمالك نفسي من الدهشة ،وقد تصادف وقوعي في منتصف المفارقة ، صرت مرجلا يغلي من الضحك ، وضحك من معي كثيرا .
* ما زلت احتقظ بهذه الحادثة معي ، أطورها دائما وأرويها للأصدقاءالجدد ، مستفيدا من تقنيات السرد الحديثة، وقدراتي العالية على التمثيل .
في مرة سألني من كان معي : بتعرف يا ابراهيم خخخ من يومها هاهاها .. آه آه هاها .. وأنا أتساءل فففففف
أنت حتى لم تفكر في أن تساعده على الوقوف ففف آه أه ههههها .
* شروحات مهمة غابت عن السرد :
أرض أبو العبد : أرض خلاء تحاذي بيتنا القديم ، ملعب الحارة الوحيد ، نلعب فيها الحيبو بيبو، السبع شحف ، الحج ، الخارطة ، كرة القدم . في طرفها البعيد يقوم بيت أبو أحمد .
سور أبو العبد : بناه أبو العبد لحماية أرضه من اعتداءمحتمل من البلدية الصاعدة بقوة ، أو من أولاد الحارة الفائرين باللعب ، متعرج ، واطئ ، ضعيف ، ويستطيع الوقوع من النظرة الاولى .
ابو العبد : عجوز ثمانيني بخيل وقصير ، بنى السور بيدين راجفتين وبدون اسمنت تقريبا .
أنا : حالم ، مسالم ، شرير ، وميت من الضحك ، .. واقع ابدا في مدى المفارقة ، ازعم انني ارى ما لم يستطع ابو العبد رؤيته بعينه الميتة . ..
مؤخرا " ومستفيدا من تحليلات فرويد النفسية " أقنعت نفسي بأنني كنت أضحك على السور ، أو على أبو العبد ، أو ...
·
الضحك : تنفيس للعجز حين تعلو الاسئلة فوق طاقة القلب ، بلا معنى او لون كالماء لا إرادي ، مباغت ، كالحازوقة تتردد في زور الحقيقة .
الجمهور : المتحلقون حول راو ما ، تغريهم المفارقة ، يشربونها ، فيغرقون ، وتنجو الحكاية .