حفيد الذكريات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم خليل ابراهيم
    عضو أساسي
    • 22-01-2008
    • 1240

    حفيد الذكريات

    [frame="1 80"]فى يوم من صيف عام 1987 كنت فى رحلة إلى الغردقة المصرية عاصمة محافظة البحر الاحمر وبعد المغرب كنت أجلس على شاطىء البحر اتابع بعض لوحات كون الخالق المبدع .. .. المياه والامواج التى تتلاطم فى تناغم بديع .. والمراكب الشراعية ذات الاوان المتعددة المحملة بعشاق مصر والسياحة.. .. والسماء المرصعة بنور النجوم .. .. هنا جلس بجوارى أحد السياح وبمرور الدقائق بدا يتحدث معى بلغة عربية فصيحة .. استمعت لحديثه .. وفجاة بكى عندما بدا فى حديث الذكريات فقلت : لما البكاء ؟
    قال : كان جدى مقاتلا فى ساحات الحرب العالمية الثانية وبعد أن لقىَّ حتفه أثناء القتال وبعد سنوات من رحيله عثرت على رسالة في أوراقه الخاصة كتبها بخط يده ... قال فيها :
    ( ربي و إلهي ... لقد قيل لي إنك غير موجود ... و أنا وقتئذ كأبلة صدقت ذلك ... و في الليلة الماضية ومن حفرة القنبلة التي رقدت فيها كنت أرى سماءك لذلك تحققت جيدا أنهم كذبوا علىّ ... لو كنت كلفت نفسي أن أعرف و أتأمل كل ما صنعت لكنت فهمت !! إنه لايمكن أن يُنكر وجودك ... و الآن هل تقبل أن تصافحني و تصفح عني ؟ أنا سعيد أنك قبلتني اليوم يا إلهي .. أعتقد أن الساعة ستأتي قريبا ولكن لا أخشى الموت منذ شعرت أنك قريب بهذا المقدار ... ها هي الإشارة ... يجب أن أذهب ... يا إلهي إني أحبك كثيرا و أريدك أن تعرف ذلك ... ستحدث معركة هائلة ومن يدري ؟ يمكن أن آتي إليك في هذه الليلة رغم أن علاقاتي السابقة معك لم تكن حسنة ... هل ستنتظرني على عتبة بابك ؟ إنني أبكي .... غريب أن أزرف أنا دموعا !! آه ليتني تعرفت إليك قبل الآن بكثير ) وهنا جاء صوت المؤذن لصلاة العشاء فنهض مسرعا .. فقلت : إلى أين ؟ قال : إلى صلاة العشاء .
    ( ابراهيم خليل ابراهيم )
    [/frame]
  • ابراهيم خليل ابراهيم
    عضو أساسي
    • 22-01-2008
    • 1240

    #2
    [frame="2 80"]وبصياغة أخرى :
    ________
    فى يوم كنت فى رحلة إلى الغردقة ..
    بعد المغرب كنت أجلس على شاطىء البحر اتابع لوحات أبدعها الخالق .. .. المياه والامواج التى تتلاطم فى تناغم بديع ..المراكب الشراعية المحملة بعشاق مصر .. .. والسماء المرصعة بالنجوم .
    جلس بجوارى أحد السياح وبمرور الدقائق بدا يتحدث معى بلغة عربية فصيحة .. استمعت لحديثه ..
    فجاة بكى عندما بدأ فى حديث الذكريات فقلت :
    -لما البكاء ؟
    - كان جدى مقاتلا بالحرب العالمية الثانية وقد لقىَّ حتفه أثناء القتال وبعد سنوات من رحيله عثرت على - رسالة في أوراقه الخاصة- كتبها ... قال فيها :
    ربي و إلهي ... لقد قيل لي إنك غير موجود ... و أنا وقتئذ كأبلة صدقت ذلك ... في الليلة الماضية من قلب حفرة القنبلة التي رقدت فيها كنت أرى سماءك لذلك تحققت أنهم كذبوا علىّ ... لو كنت كلفت نفسي أن أعرف و أتأمل كل ما صنعت لكنت فهمت !! إنه لايمكن أن يُنكر وجودك ... و الآن هل تقبل أن تصافحني و تصفح عني ؟ أنا سعيد أنك قبلتني اليوم يا إلهي .. أعتقد أن الساعة ستأتي قريبا ولكن لا أخشى الموت منذ شعرت أنك قريب بهذا المقدار ... ها هي الإشارة ... يجب أن أذهب ... يا إلهي أحبك كثيرا... ستحدث معركة هائلة ومن يدري ؟ يمكن أن آتي إليك في هذه الليلة رغم أن علاقاتي السابقة معك لم تكن حسنة ... هل ستنتظرني على بابك ؟ إنني أبكي .... غريب أن أزرف دموعا !! آه ليتني تعرفت إليك قبل الآن بكثير )
    جاء صوت المؤذن لصلاة العشاء فنهض مسرعا .. فقلت : إلى أين ؟ قال.............
    ( ابراهيم خليل ابراهيم )
    [/frame]

    تعليق

    • الشربينى خطاب
      عضو أساسي
      • 16-05-2007
      • 824

      #3
      جميل أسلوب السيرة الذاتية في القص فالذات ملتصقة بالراوي ، تتسلل الفكرة إلي الوعي دون مباشرة ، وتمنيت أن تتوقف القصة عند {جاء صوت المؤذن لصلاة العشاء فنهض مسرعا 000} فالمتلقي يملك من الفطنة والذكاء للوصول إلي المعني المسكوت عنه
      دمت مبدعاً دائماً

      تعليق

      • جوتيار تمر
        شاعر وناقد
        • 24-06-2007
        • 1374

        #4
        العزيز ابراهيم...

        النص قد نجح في خلق عالمين الاول حسي والاخر مضمن ، مخفي ، وهو المقصود بالسردية هذه ،
        وقفت طويلا عند هذين العالمين الذين تفصح الألسردية عن إحديهما وتستبطن الآخر:مما يترك للقاريء عشرات الإمكانيات للقراءة ويجعل النص ذا ديناميكية غريبة ، لأنه يجعل العالمين امام المحك دون ابراز لأحدمهما على الاخر ،من هنا روعة هذا النص الإستثنائي .

        محبتي
        جوتيار

        تعليق

        • ابراهيم خليل ابراهيم
          عضو أساسي
          • 22-01-2008
          • 1240

          #5
          أخى العزيز الشربينى
          أخى الجليل جوتيار
          شكرا لكما
          مع خالص تقديرى

          تعليق

          يعمل...
          X