الأستاذ أبو إياد
أسعد الله أوقاتك لقد وضعت نصك للنقد فأرجو ألا تستنكر ما يكتب من نقد إنما يراد به الحقيقة ليس إلا
- النص مكتوب بلغة الوجدان يغص بألم الفقد لغته رشيقة و انسيابيته جميلة
- القاموس الشعري جيد و لكنه بحاجة إلى إثراء
- هناك بعض المفردات قللت من الشعرية
* مثل شبه الضياع فلو قلت نهبَ الضياع لكان برأيي أجمل
ثم تقول في نفس البيت تائها و هو ذات معنى الضياع
و لو أبدلتها بــ هائما و هي الأعمق و الأدق في وصف الحالة لكان أجمل
* كما تقول في بيت آخر ذكرا و هي نثرية نوعا ما فلو أبدلتها بــ شجرا أو سجرا برأيي كانت أعمق و أجمل
* ثم تنسب للشمس عرش الجمال و المعلوم أن عرش الجمال منسوب للقمر
فالشمس دلالة الحقيقة والرفعة فلو قلت عرش النهار برأيي لكان أبلغ
- و تقول في بيت و القمرا و الأصل و القمرُ
- كما تقول : لئن سواك امرأة و هنا تورد القسم و لا تورد جوابه
و تقول امرأة و همزتها وصل لا تنطق الأمر الذي يكسر الوزن

آمل ألا يكون لحروفي وقع ثقيل في نفسك أخي الكريم و عذرا على الاطالة
و دمت بألف خير.

حياك الله أبا زياد ..
سأقف على بعض ماأعجبني هنا ..


بدأ الشاعر قصيدته بهدوء يلفه تأمل وحزن , والقافية بحرف الراء تعقبها ألف مد مناسبة جدا لهذا الشعور الرائع الذي نزفته حيث يتراوح بين حب صادق ووجع فقد
صور جميلة ومن كلمة انفجرا تنفجر معنا مشاعر الرجاء وبقاء الوصل والشوق لرؤية المحبوب

59
وإني هنا أرى الانفعال يزيد عن بداية القصيدة والمشاعر أكثر تدفقا وانسيابا , وكان يذكر محبوبته بالأيام الخوالي وأنسها , ثم يشكوا ويشرح له كيف صار وضعه بعد بعدها , ثم ينتقل لمدحها , ولم أجد هنا أي خلل فقد أعجبتني هذه المشاعر والمعاني التي تحمل شيئا من العمق أيضا .


وهاهو شاعرنا المفضال يترنح بين ذكرى الماضي التي استولت على تفكيره وقلبه ويُشعل شمعة الأمل في الحاضر عل وعسى أن يكون لقاء لها في المستقبل القريب , وبهذا الأمل الضئيل الذي اشعله يصبر نفسه ويمنيها كل ساعة , فنراه وحيدا ليس له إلا هواها يسامره وهذا كفيلا أن بُهدأ من شوقه تارة وأن يجعله في قمة الوجع أخرى .
13
وفي نهاية الأبيات يخف الانفعال كما في بدايته فيرسم لنا الشاعر لوحة من الوفاء وعذب المشاعر نشكره عليها , ثم أني أقول مهيار الفراتي ماشاءالله بارك الله لم يدع شيئا إلا وأشار إليه فإني أشيد بملاحظاته الدقيقة وعليك أن تأخذ بها
رفع الله قدركما


[/size]

شاعرنا الجميل بوحك جميل لكن فيه نوعا من التشاؤم الذي لا يليق بالجمال والجمال سمة من سمات الشعر الحديث،كما أن لغتك جميلة وصحيحة
اغدق على قصائدك بالصور الشعرية فأنت والله مشروع شاعر جميل وفقك الله.كما وفقك في البحر الذي استعملته بحر البسيط

أهلا بالثائرة الأستاذة سعاد بن مفتاح ، صوت الأقلام الكادحة ...

ككل (قلم رصاص) سهل المحو ، وضعت هذا النص في غياهب جب سحيق مظلم ، و أنا أتوجس خيفة من كبار الأقلام ، تلك التي تحظى بالرعاية و الاهتمام حتى في شيخوختها ... و مثل أي شويعر صغير جدا جدا ، يحبو فوق أرضيات وعرة متلمسا أيادي الكبار ، عله يخطو خطواته الأولى ، حتى كادت الندوب تأتي على ركبته ، إننا لا نستجدي أيها (الكرام) مثلما قلت أنت في صرختك المدوية ، فالنص الجميل سيحظى بالاهتمام مهما طال عليه الزمن .
-------

أستاذتي الفاضلة خيوطك التي أرسلتها ، و غوصك في أعمام النص أذهلني ، فكل كلمة في تحليلك حقيقة لن أنكرها ، و لا أجد لسؤالك من جواب إلا الاعتراف بأنني أردت التخفي بين ثنايا النص و إخفاء الموصوف رغم ذكره صراحة .

أشكر لك هذه الوقفة ودام التواصل .