ــ فــتاة العـصر ــ
* لـقيتها ليتني مـا كنت ألقاها ** تقارب الـخطو مثل البطّ ممشاها
كأن مـشيتها تـمرين راقـصة ** قد راقـها الّلحن فاهتزّت ثناياها
لا شـيء يجمع أعلاها بأسفلها ** فالغرب أسـفلها والشرق أعلاها
مرآتـها أبدا في الجيب تحملها ** فـي كلّ آونـة تـنظر محـّياها
فالوجـه خارطة ألوانـها كُثر ** قـد برقشته على المرآة يـمناها
فللـشّفاه عـتيق اللون أحمرها ** والإزرقاق يـحيط أعلى جفناها
أمّا الـغسيل فللأشفار أسـوده ** وتزرع الورد في وجْنات خداها
في كلّ يوم ترى تنميص حاجبها ** فإن تزد شعرة في الطـول ويلاها
ما تصنع بـطويل الشَعر يقلقها ** حُسن الحضارة في تـقليد موضاها
قـد حلّقته فأمسى خفّ مغسله ** وجعدته فكان الـحدّ أذناها
إن جاءها الصيف فالملبوس مختصر ** ما شـفّ منه جميل اللون يهواها
سروالها الجينز قد ضاقت مداخله ** والـنّعل مرتـفع قد زان كعباها
أمّا الـقميص فـلا كمٌّ يؤرقها ** فحدّه الـمـتن والباقي ذراعاها
أرخـته حتّى تبدّى النهد منتصف ** وجـيدها مـثقل من كثر حلياها
أمّ الـشّتاء فـمبغوض بـمقدمه ** إذ يحجب الحسن والأحزان تغشاها
فـترتديها مـن الـفورير برذعة ** رغـما عـليها فـهذا البرد آذاها
مـحزونة القلب هذا الليل يقلقها ** ما أبغـض الليل إن الّليل مـنفاها
الـدّهر يـجري بأيام يداولـها ** بـين الأنام على الأحداث سواها
أترابـها أمّـهات صرن في كنف ** مـن الـبنين وأزواج فـترعـاها
هل تسمعي خلجات النفس قائلة ** يمضي الزّمان وها قد خاب مسعاها
من بَـعد طـول زمان التقيت بها ** سـائلتها فـبكت بالـدّمع عيناها
قد غيرتها سنون الدهر فانكمشت ** كالتين في الـشّمس إسـود محيّاها
الـشّيب بادرها فابيضّ ناظـرها ** لـقيتها ليتني ما كـنت ألـقاها
تعليق