[align=center][align=center]حديث مع المطر[/align]

بقلم: علوشي عثمان

يا مطر...يا مطر... يا مطر
من سأحادث في وحدتي،
من سأغازل في غربتي،
ولمن سأسر بآهاتي؟
حادثت الوحدة لليال
عاكست القمر لساعات طوال
غازلت ورود شرفتي في دلال.
لكن حزني لا يبرح يلاحقني
يشد بتلابيب وجداني.
كيف لي أن أتحرر من
نفسي البائسة
وأنحت في الأفق
أحاسيس حديثة الولادة؟
كيف لي أن أغرس في حقولي
ورودا.. وهي الغرقى في عوسج الآلام؟
كيف لي أن أخرج من شرنقتي القديمة؟
يا مطر...يا مطر...يا مطر...
لم يعد لي وطن
يؤويني غير الوطن المهجور يا مطر..
لم يعد لي صديق يؤنسني غير الضجر..
يا مطر..
نسيت كل دروس الغزل يا مطر..
وتعلمت مغازلة الفراغ في سكون.
يا مطر... يا مطر... يا مطر...
هل غيرك في العالم يعرف مراقصة مسامعي،
ويعزف على وتري الحزين؟
أنا لم أتعلم بعد فن الرقص..
فراقصني..
أنا أجهل فن العشق..
فعلمني..
تساقط..تساقط.. وتساقط..
واكسر رتابتي يا مطر..
لعلي أكون أوفر حظا..
من الحزن والضجر..
وأكون أول من يشم
عبق الأنس..
وأتنفس أكسجين الحياة..
وأبحث لي عن وطن..
ينبت الحزن فُلاََّ..
والضجر أقحوانا..
ويجعل العشق أكبر درس
يتعلمه الحزنى في حياة لا تحيى
سوى بالمطر...[/align]