اليد التي تصفع جبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    اليد التي تصفع جبا


    السبت
    تخيل المكان, شارع فسيح, محفوف من الجانبين بأشجار الصنوبر الشامخة, تتمايل يمنة و يسرة, تتملى الحياة في سردها لتفاصيل الحياة, و خلفها تقف بنايات شاهقة باردة, تحتها مقاه تعج بالرواد, و في الطريق أريج الصبايا و الشباب.
    خرجت لأستنشق نسمة هواء, في هذا المساء الجميل الساحر, بعد يوم حار خانق, و أتمشي, فالمشي في حالتي مفيد كما أخبرني بذلك الطبيب. كنت أحس أني طائر حر غرد,غير مثقلة حتي بحملي هذا.ظننت, أني أنا الحامل, سأتجول بحرية,بعيدة عن أي مضايقة!كنت واهمة!
    حذو النعل للنعل كان يتبعني, لا يفارقني قيد أنملة, كان كظلي الذي كرهت, تملصت, لا فائدة, انتقلت من رصيف إلي آخر, معرضة حياتينا للخطر, لا فائدة!
    انفجرت في داخلي محركات الغضب تهدر:
    ’رأيتني أضربه بكعب حذائي...
    رأيتني اصفعه...
    رأيتني...
    رايت’
    إني لا أملك القوة في مقاومته, فكللت دموعي الخرساء و جنتي حزنا.تحسست بطني المنتفخ بيد هزها الارتعاش, ترتفع أسئلة حيري عن فقدان الأعين لمساحة الرؤيا و الإبصار؟!!
    هدني التعب و العياء,ومطاردة أعين رواد المقاهي و المتجولين التي أشرقت بأسئلة ذهبت في اتجاهات مختلفة, فلملمت قلبي, و جمعت أوراق جرحه و طويتها في لغة القهر...
    كنت أمشي مرعوبة من مفاجاة ما يمكن أن تحمله اللحظة من حدث.اللامبالاة كانت أشد وطأة علي و مضاضة.رميت جسدي علي أقرب مقعد أنشد السكينة و الخلاص,فنمت..
    الجمعة
    حين استيقظت,قيل لي:
    كان أمرا عجيبا و محيرا,بل خارقا ذاك الذي حدث: حنت عليك أشجار النخيل و بطنك كأنه انشق و انبعث منه ضوء قوي يخلب الأبصار,ثم كائن نوراني ملأ الفضاء و شد الأفق, يا للروعة! سري بيننا الاندهاش,وحط علينا الصمت كأن فوق رؤوسنا الطير,و توقف الزمن للحظة...دار حول الرجل,الذي ترينه أمامك هناك يضع كفيه علي عينيه و يصيح,سبع دورات خفافا,و مرر يديه علي وجهه ماسحا,ثم اختفي...
    في تلك اللحظة رأينا الرجل يتخبط كمن أصيب بمس,وصاح:بصري!!!
    الأحد
    قلت لابني.
    نهض إلي الضرير,سلمه عكازا, و انصرفنا...


  • ليندة كامل
    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
    • 31-12-2011
    • 1638

    #2
    السلام عليكم
    قرأتها مرتين حكاية ممزوجة بالغموض حسب ما يريده الكاتب
    البصر أحيانا لا يرى إلا ما حوله ليس له القدرة على رؤية العالم لآخر من الجن
    أحسست أن أمرا ما سيصيب الأم وابنها لكن الامر اقتصر على رجل فقد بصره
    هل هي حكاية من حكايات الجن مع الانس وكيف يؤثر ذاك العالم على حياة الافراد
    تهت فيها تقبل مروري وسأنتظر رأي الزملاء تقديري العميق
    التعديل الأخير تم بواسطة ليندة كامل; الساعة 14-12-2012, 15:15.
    http://lindakamel.maktoobblog.com
    من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      اليوم الأول . . كنت مبدعا جميلا للغاية
      لغة و بناء و تشويقا رائعا
      وإن تخفف من بعض الجمل في آخر اليوم ليظل الأمر معلقا و مفتوحا
      إن كنا سوف نغلق هنا !!!!
      اليوم الثاني و الثالث
      خرجا عن دائرة الحب
      و ابتعدا كثيرا عن القص السابق
      و كأنني أقرأ عملا آخر لصق بالأول
      الجمعة
      حين استيقظت,قيل لي:
      كان أمرا عجيبا و محيرا,بل خارقا ذاك الذي حدث: حنت عليك أشجار النخيل و بطنك كأنه انشق و انبعث منه ضوء قوي يخلب الأبصار,ثم كائن نوراني ملأ الفضاء و شد الأفق, يا للروعة! سري بيننا الاندهاش,وحط علينا الصمت كأن فوق رؤوسنا الطير,و توقف الزمن للحظة...دار حول الرجل,الذي ترينه أمامك هناك يضع كفيه علي عينيه و يصيح,سبع دورات خفافا,و مرر يديه علي وجهه ماسحا,ثم اختفي...
      في تلك اللحظة رأينا الرجل يتخبط كمن أصيب بمس,وصاح:بصري!!!
      الأحد
      قلت لابني.
      نهض إلي الضرير,سلمه عكازا, و انصرفنا...

      كنت ممتعا لغة و سردا

      محبتي

      sigpic

      تعليق

      • عبدالرحيم التدلاوي
        أديب وكاتب
        • 18-09-2010
        • 8473

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم
        قرأتها مرتين حكاية ممزوجة بالغموض حسب ما يريده الكاتب
        البصر أحيانا لا يرى إلا ما حوله ليس له القدرة على رؤية العالم لآخر من الجن
        أحسست أن أمرا ما سيصيب الأم وابنها لكن الامر اقتصر على رجل فقد بصره
        هل هي حكاية من حكايات الجن مع الانس وكيف يؤثر ذاك العالم على حياة الافراد
        تهت فيها تقبل مروري وسأنتظر رأي الزملاء تقديري العميق
        الرائعة، ايندة كامل
        اعتذر عن التاخر في الرد
        اشكرك على حضورك الطيب و تفاعلك الذي راقني..
        اترك الباب مفتوحا لتفاعل القراء..
        بوركت
        مودتي

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          اليوم الأول . . كنت مبدعا جميلا للغاية
          لغة و بناء و تشويقا رائعا
          وإن تخفف من بعض الجمل في آخر اليوم ليظل الأمر معلقا و مفتوحا
          إن كنا سوف نغلق هنا !!!!
          اليوم الثاني و الثالث
          خرجا عن دائرة الحب
          و ابتعدا كثيرا عن القص السابق
          و كأنني أقرأ عملا آخر لصق بالأول
          الجمعة
          حين استيقظت,قيل لي:
          كان أمرا عجيبا و محيرا,بل خارقا ذاك الذي حدث: حنت عليك أشجار النخيل و بطنك كأنه انشق و انبعث منه ضوء قوي يخلب الأبصار,ثم كائن نوراني ملأ الفضاء و شد الأفق, يا للروعة! سري بيننا الاندهاش,وحط علينا الصمت كأن فوق رؤوسنا الطير,و توقف الزمن للحظة...دار حول الرجل,الذي ترينه أمامك هناك يضع كفيه علي عينيه و يصيح,سبع دورات خفافا,و مرر يديه علي وجهه ماسحا,ثم اختفي...
          في تلك اللحظة رأينا الرجل يتخبط كمن أصيب بمس,وصاح:بصري!!!
          الأحد
          قلت لابني.
          نهض إلي الضرير,سلمه عكازا, و انصرفنا...

          كنت ممتعا لغة و سردا

          محبتي

          استاذي البهي، ربيع عقب الباب
          اشكرك على تفاعلك السار و ملاحظاتك البانية.
          بوركت
          مودتي

          تعليق

          • سالم وريوش الحميد
            مستشار أدبي
            • 01-07-2011
            • 1173

            #6
            الأستاذ عبدالرحيم التدلاوي
            نصا متميزا ، وفيه قدر كبير من الإبداع في السرد والمضمون وتوظيف الرمز
            ولي عودة اخرى مع هذا النص لأستكشف قصديته
            تقديري لك أستاذي الغالي
            على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
            جون كنيدي

            الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

            تعليق

            • عبدالرحيم التدلاوي
              أديب وكاتب
              • 18-09-2010
              • 8473

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
              الأستاذ عبدالرحيم التدلاوي
              نصا متميزا ، وفيه قدر كبير من الإبداع في السرد والمضمون وتوظيف الرمز
              ولي عودة اخرى مع هذا النص لأستكشف قصديته
              تقديري لك أستاذي الغالي
              مرحبا بك، أستاذي المليح، سالم
              أعتذر منك عن التأخر في الرد، للنسيان.
              شكرا لك على تفاعلك الطيب.
              مودتي

              تعليق

              • رقية عبد الرحمن
                أديب وكاتب
                • 07-02-2016
                • 145

                #8
                مرحبا استاذنا عبد الرحيم
                سبق وقرات لك نصوصا اخرى
                لكن هذا ممتع فيها صور فيه تشبيهات
                فيه لغة تجسد احلام الايام
                وحرفا على امتداد البصر
                يصرخ باعلى صوته هنا انا
                فعلا تمتعت وانا احاول فك الرموز
                امتناني كاتبنا

                تعليق

                يعمل...
                X