يا واقفا سدا بين الماء والماء
كفاك توهما
لا يحبس ما يحن ويشتاق
أسائلك والماء في جسدك مد وجزر
أتستطيع المشي على صهوة الماء لا ترتعش؟
أتسبح، تموه الموج، لا يتبلل جسدك؟
أتمسك الماء لا يتسلل هواء من فروج أصابعك؟
إذن أنت ما خضت في جوهر الماء
لست منه،
لا تدري كنهه.
أنا أحار في القطرة
تقطر أسرارها
تتوحد ، تتمدد،تتماسك
تصير النهر وتسري في منعرجات الجسد
أأصل النهر قطرة
أم أن القطرة نهر تفكك؟
ما أنت إلا ظامئ ، فاشرب واطفيء لظى العطش
واختبئ في توأمك الظل وانكمش.
الظل فيلم رعب بالأسود والأسود
شبح سريالي التكوين
رواية شخصوها أقنعة تؤدي أدوارها وراء ستارة شفافة
كيف تظنه ظلك وليست له ملامح؟
يقلدك فيوهمك بأنكما واحد
يوهمك حين يتمدد ويتعدد أنك خالد
إلبس الظلام
ترى كيف يتبدد
يا تائها بين الظل وظل الظل
تخرج من قوقعة الظل
وتستنجد بنور القمر
القمر يقف كشرطي يراقب شوارعنا المغلقة
يوزع باقات الوهم:
ينتظر أن تكتمل شخصيته
ينتظر أن تغرب الشمس
ينتظر أن تلبس السماء قميص نومها الأسود
ينتظر ، ينتظر وينتظر
ما أجبنه في جبة الانتظارات !
وحدها الشمس تشرق في سدرة البياض
شهرزاد تزف الصباح
بعد أن تستدرج شهريار
الليل المتعطش للسواد إلى مثواه اليومي
توقظ من أثملتهم خمرة القمر:
أفيقوا فقد ولى هاربا أمير الغوايات.
الشمس آخر الفرسان المتوجين بوسام التوهج
أنا لا أتعرى لغير الحبيبة والشمس
على الشاطئ نأخذ حمام مكاشفة
هذا جسدي المغمس في الماء لباس لك
فاشحنيه يا واهبة الدفء
بكريات دم لا يحرقها صقيع الصمت
وهاذي العين يتدفق دمعها رقراقا
كلما انكشف لها شعاع من يقينك
تطهرين ضبابية الرؤية بوهج الرؤيا
لا مثيل لك في الوصل
لا نقيض لك في الهجر.
يا شمس إني متيم أحترق اشتياقا
فالثميني ببلسم نورك
كي أتمرد وأعشق الحياة.
تعليق