الأيام الفقيرة
لأقف عليها
لأقف عليها !
كان السّهوبُ جفنًا من المَعدن الرَّطب
ضغطتُ بيدي على خدٍ من الطّين
لم يتذكّر الفخّارُ أسرابَ اليمام
ولا الأنفاسَ التي خضّبها النّوار
من شرفة اللّيلِ يتغلغلُ الفجرُ جائعًا
يكشطُ الجُمَلَ البليدة
وتتصقّرُ الشَّمسُ لتصطادَ تعويذةَ الحِبر
الحِبر الّذي يتهادَى على النَّزق
يا حبيبةً موشومةً بالثّلوج
بأعماق ما بين ناظريكِ والصّدى المفتوح
هزّي إليَّ الطّلعَ المضَمَّخَ بالفُتون
هزّي إليَّ القمرَ وأنصافَ الحُلول
خطوة وراء خطوة ؛
تنزلقُ السّماءُ في فمي
كنقيضِ شذراتِ صمتٍ مكتنز
ونحن كنا غُزاة
غُزاة الملاءاتِ التي تتسلقُ الجسد
ونحن من استخرجنا الهواءَ "اللّيلكي" من القِرفة
عجنَ الغيابُ أهدابَنا
وتبلّلنا بالزّجاج النّاعم
عندئذٍ اشرأب البحرُ الوَعرَ ينتصب
وهوى الموجُ يبكي على الرّمل
تفاحة
تفاحتان
والجمعُ أوعارٌ ويقطين
من ذا الذي صفّدَ الكلمات ؟!
من أسقطَ اللّغةَ البتولَ دون حراك
وفكّكَ الضياءَ سكراتٍ وخَزَف ؟!
تعالوا كلكم وأشعلوا دمي
التصقوا أكثرَ بالضّفاف
قطعوها عنادلَ ,
احرقوها
احرقوها
انثروها محشوةً بالترانيم
أخافُ عليكِ من نهرٍ لا يرجع
أخاف عليكِ من قلقٍ ينتابُ العناقيد
ومن وترٍ يتنفسُ داخل كيس
جسدي ليس سوى رزنامة ملامح
أريدُ يدًا ألوّحُ بها
أريدُها دبابيسَ مباغتة
أريدُها من ذيلِ سنجابٍ نائملأقف عليها
لأقف عليها !
تعليق