اجتاحتني فرحة عارمة لكوني استطعت أن أحدث ثلما في جدار قلعة تقاليدنا المباركة..نجحت في الزواج من حبيبتي متجاوزا كل الأعراف و الموانع الواهية..أرغمت قبيلتينا على مباركة هذا الزواج..
صحيح أنني لم أكن أقابلها و ما حظيت بهذا الشرف، بيد أن قلبينا كانا قد ارتبطا بنبض المحبة منذ النظرة الأولى..فكان شوق الوصال يبغي ارتواء..و مده جارفا..
ها نحن اليوم نحاط بظلال أهلينا يحملوننا على أكف الرضا إلى عشنا الطاهر ليشهد على نقاوتنا، واضعا حبنا على المحك..
سرنا بحطى الطاوس مكللين بالبهاء، محاطين بموسيقى عذبة و غناء دافئ، و طرب يرقص القلوب..تكلؤنا عيون السما..
بللنا القمر بنداوة المشاعر المتأججة، ثم صعد إلى الأعلى ضاحكا يبثنا رضاه..أما النجوم فأبت إلا أن تشاركنا الفرحة، فراشات نورها هالة حب كللت ناصيتي عشقنا المضطرم بالسنا..
انفردت بها و انفردت بي..قلت لها :
_هيت لك !
فقالت لي
_ أنا لك !
و ظل القوم خارج غرفتنا المغلقة بإحكامـ في خيامهم المنصوبة و سط حقول القمح الشاسعة، سادرين في فرحهم و رقصهم الملتهب المجنون، بحرارة المزامير و الطبول و طلقات البنادق و سنابك الخيول..
تركناهم سادرين في غي الانتظارفوق رؤوسهم طائر الترقب يغرد لحن الخروج ، و قد ارتفعت حرارة دمائهم إلى حد الانفجار، و هم الذين ينتظرون انفراجا..
التحم بعضنا في بعضنا..أما خيول فحولتي فكانت تركض في مرابع البراءة لاستخراج كنوز الطهارة المخبوء في تجاويف الخفر السميك.
وجدت معطفها يعاكسني، لا يني عن إعادة أزراره إلى عروتها كلما عالجتها بالفتح..
حتى كاد الجهد يأكلني و النصب يطير بي إلى مهاوي الجنون..و أخيرا ربحت الرهان..في تلك اللحظة أتانا سلطان النوم فطرد أرق الخوف و أباد سوء الظنون..فكنا من المغرقين في لججه الماتعة..
استيقظنا بعد حين، و نداوة الفرح و النشوة مازالت تسري في أوصالنا، وجدت صمتا مريبا يجلل المكان..انتابني الوسواس الخناس، و استبد بي القلق و الحيرة..خرجت استطلع الأمر و انا احمل معي صك الطهارة، و برهان حسن المعالجة، و نجاح الوصال..
بيد أن المشهد الذي صفع عيني فرض علي فغر فمي..وجدت سياجا يحيط بغرفتي، و بحديقة غناء لم تكن موجودة من قبل، تساءلت :
_أين الخيام ؟ بل أين القوم المنتظرون ؟
خلف السياج انتصبت دور و عمارات..
_كيف حدث iذا الأمر العجيب ، و متى؟!
أثار انتباهي وجود شابين متعانقين تحت شجرة حور، داعب أنفي عطر وصالهما فسرت باتجاههما، كنت أبغي جوابا..لما دنوت منهما أحسست بطائر الفزع يطل من عينيهما..و لما فتحت أمام ناظريهما سروال الطهارة المضمخ بتوابل الفحولة، هزهما الخوف و صير أرجلهم عجلة تبغي العجلة..فرا صارخين، و أنا الذي ما نطقت بكلام :
_وحش قاتل ؟ !
استغربت لردة فعلهما..استدرت أبغي العودة إلى غرفتي و كانت الخيبة تثقل خطوي، فشاهدت جمعا من الأجانب يلتقط صورا لها ،و كأن غرفتي صارت متحفا، بآلات تصوير في غاية الدقة و الصغر ما لي بها عهد..ثم صوبوها باتجاهي، و قد ارتسم الفضول في أعينهم..
دخلت غرفتي جافلا و عفاريت الإنس و الجن تركبني..
نظرت إلى حبيبتي مذعورة ثم قالت :
_ماذا وراءك ؟أراك مضطربا ؟
_لم اجد أحدا، و المكان قد تغير ؟
ماذا ؟ و اين ذهبوا ؟ و لماذا؟ و ما السبب ؟كانت في غاية التوتر..
لم اجد أجوبة شافية أقنعها بها، فقد كنت تحت وطأة الحيرة نفسها..
ظلت أسئلتها معلقة تناطح الفضاء..في تلك اللحظة سمعت أصوات سيارات، و وقع أقدام، و خطوات تقترب، ثم اقتحام لغرفتنا..
رأيت رجالا أشداء تعلو ملامحهم القسوة ، علمت من زيهم و طريقة كلامهم أنهم من الشرطة، ينقضون علينا سريعا و كأننا طرائد،، مسنعينين بشبكة ذات عيون ضيقة ، و يضعون أساور الحديد في أيدينا، ثم و قد فرغوا من المهمة الصعبة ، قادونا أمام استغراب الناس المتجمهرين، على جنبات الطريق و أعينهم المندهشة، إلى قسم الشرطة، قصد استجوابنا عن المكان الذي قدمنا منه.، و عن مقصدنا من وجودنا في هذا المكان بالذات..
صحيح أنني لم أكن أقابلها و ما حظيت بهذا الشرف، بيد أن قلبينا كانا قد ارتبطا بنبض المحبة منذ النظرة الأولى..فكان شوق الوصال يبغي ارتواء..و مده جارفا..
ها نحن اليوم نحاط بظلال أهلينا يحملوننا على أكف الرضا إلى عشنا الطاهر ليشهد على نقاوتنا، واضعا حبنا على المحك..
سرنا بحطى الطاوس مكللين بالبهاء، محاطين بموسيقى عذبة و غناء دافئ، و طرب يرقص القلوب..تكلؤنا عيون السما..
بللنا القمر بنداوة المشاعر المتأججة، ثم صعد إلى الأعلى ضاحكا يبثنا رضاه..أما النجوم فأبت إلا أن تشاركنا الفرحة، فراشات نورها هالة حب كللت ناصيتي عشقنا المضطرم بالسنا..
انفردت بها و انفردت بي..قلت لها :
_هيت لك !
فقالت لي
_ أنا لك !
و ظل القوم خارج غرفتنا المغلقة بإحكامـ في خيامهم المنصوبة و سط حقول القمح الشاسعة، سادرين في فرحهم و رقصهم الملتهب المجنون، بحرارة المزامير و الطبول و طلقات البنادق و سنابك الخيول..
تركناهم سادرين في غي الانتظارفوق رؤوسهم طائر الترقب يغرد لحن الخروج ، و قد ارتفعت حرارة دمائهم إلى حد الانفجار، و هم الذين ينتظرون انفراجا..
التحم بعضنا في بعضنا..أما خيول فحولتي فكانت تركض في مرابع البراءة لاستخراج كنوز الطهارة المخبوء في تجاويف الخفر السميك.
وجدت معطفها يعاكسني، لا يني عن إعادة أزراره إلى عروتها كلما عالجتها بالفتح..
حتى كاد الجهد يأكلني و النصب يطير بي إلى مهاوي الجنون..و أخيرا ربحت الرهان..في تلك اللحظة أتانا سلطان النوم فطرد أرق الخوف و أباد سوء الظنون..فكنا من المغرقين في لججه الماتعة..
استيقظنا بعد حين، و نداوة الفرح و النشوة مازالت تسري في أوصالنا، وجدت صمتا مريبا يجلل المكان..انتابني الوسواس الخناس، و استبد بي القلق و الحيرة..خرجت استطلع الأمر و انا احمل معي صك الطهارة، و برهان حسن المعالجة، و نجاح الوصال..
بيد أن المشهد الذي صفع عيني فرض علي فغر فمي..وجدت سياجا يحيط بغرفتي، و بحديقة غناء لم تكن موجودة من قبل، تساءلت :
_أين الخيام ؟ بل أين القوم المنتظرون ؟
خلف السياج انتصبت دور و عمارات..
_كيف حدث iذا الأمر العجيب ، و متى؟!
أثار انتباهي وجود شابين متعانقين تحت شجرة حور، داعب أنفي عطر وصالهما فسرت باتجاههما، كنت أبغي جوابا..لما دنوت منهما أحسست بطائر الفزع يطل من عينيهما..و لما فتحت أمام ناظريهما سروال الطهارة المضمخ بتوابل الفحولة، هزهما الخوف و صير أرجلهم عجلة تبغي العجلة..فرا صارخين، و أنا الذي ما نطقت بكلام :
_وحش قاتل ؟ !
استغربت لردة فعلهما..استدرت أبغي العودة إلى غرفتي و كانت الخيبة تثقل خطوي، فشاهدت جمعا من الأجانب يلتقط صورا لها ،و كأن غرفتي صارت متحفا، بآلات تصوير في غاية الدقة و الصغر ما لي بها عهد..ثم صوبوها باتجاهي، و قد ارتسم الفضول في أعينهم..
دخلت غرفتي جافلا و عفاريت الإنس و الجن تركبني..
نظرت إلى حبيبتي مذعورة ثم قالت :
_ماذا وراءك ؟أراك مضطربا ؟
_لم اجد أحدا، و المكان قد تغير ؟
ماذا ؟ و اين ذهبوا ؟ و لماذا؟ و ما السبب ؟كانت في غاية التوتر..
لم اجد أجوبة شافية أقنعها بها، فقد كنت تحت وطأة الحيرة نفسها..
ظلت أسئلتها معلقة تناطح الفضاء..في تلك اللحظة سمعت أصوات سيارات، و وقع أقدام، و خطوات تقترب، ثم اقتحام لغرفتنا..
رأيت رجالا أشداء تعلو ملامحهم القسوة ، علمت من زيهم و طريقة كلامهم أنهم من الشرطة، ينقضون علينا سريعا و كأننا طرائد،، مسنعينين بشبكة ذات عيون ضيقة ، و يضعون أساور الحديد في أيدينا، ثم و قد فرغوا من المهمة الصعبة ، قادونا أمام استغراب الناس المتجمهرين، على جنبات الطريق و أعينهم المندهشة، إلى قسم الشرطة، قصد استجوابنا عن المكان الذي قدمنا منه.، و عن مقصدنا من وجودنا في هذا المكان بالذات..
تعليق