استولى حمار عجوز على مزرعة معشوشبة، تعيش فيها أرانب برية ، جميلة ، هادئة ، تكره
الضوضاء والصخب، منذ الأزل.. لما استقر،ولذ له المقام.. أثار الرعب والغرابة بين الحيوانات
بضخامة جسمه، ولونه، وطول قدميه، واستدارة أذنيه، ونهيقه المزعج الذي تفر منه الأرانب،
ظانة أنه الفناء يطاردها، فتتوارى عن الأنظار، مرتعشة مرتبكة، تفرط في مائها وعشبها،
ولا تطل من جحورها، إلا إذا شعرت بالهدوء..لما نفذ صبرها ، واشتد كرهها لبطشه بالكلأ والماء..
وازدرائه المتواصل..اجتمع كبار الأرانب خلسة في ليلة مقمرة،وعندما تأكدت الحيوانات المراقبة
من نومه العميق ، شنت عليه هجوما كاسحا، شاركت فيه بعض القوارض، فنبشوا جلده ومزقوه،
حتى ولى الأدبار ينزف دما..وهو لا يصدق أن تلك المخلوقات الصغيرة التي ازدراها وداس
عليها ..تفعل به ما فعلت..
عندئذ خرجت حيوانات المزرعة منبهرة بشجاعة الأرانب، فرقصت، وأعلنت الأفراح بعدما
طُهّر المكان من رجسه. وأصبحت تجول وترتع بحرية وطلاقة...
رقية هجريس
الضوضاء والصخب، منذ الأزل.. لما استقر،ولذ له المقام.. أثار الرعب والغرابة بين الحيوانات
بضخامة جسمه، ولونه، وطول قدميه، واستدارة أذنيه، ونهيقه المزعج الذي تفر منه الأرانب،
ظانة أنه الفناء يطاردها، فتتوارى عن الأنظار، مرتعشة مرتبكة، تفرط في مائها وعشبها،
ولا تطل من جحورها، إلا إذا شعرت بالهدوء..لما نفذ صبرها ، واشتد كرهها لبطشه بالكلأ والماء..
وازدرائه المتواصل..اجتمع كبار الأرانب خلسة في ليلة مقمرة،وعندما تأكدت الحيوانات المراقبة
من نومه العميق ، شنت عليه هجوما كاسحا، شاركت فيه بعض القوارض، فنبشوا جلده ومزقوه،
حتى ولى الأدبار ينزف دما..وهو لا يصدق أن تلك المخلوقات الصغيرة التي ازدراها وداس
عليها ..تفعل به ما فعلت..
عندئذ خرجت حيوانات المزرعة منبهرة بشجاعة الأرانب، فرقصت، وأعلنت الأفراح بعدما
طُهّر المكان من رجسه. وأصبحت تجول وترتع بحرية وطلاقة...
رقية هجريس
تعليق