جولة في عالم نملة (قصّة خيالية للأطفال الكبار).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    جولة في عالم نملة (قصّة خيالية للأطفال الكبار).

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ==========
    جولة في عالم نملة
    (قصّة خيالية للأطفال الكبار)
    { حتَّى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون؛ فتبسم ضاحكا من قولها...}
    سورة النمل: 19/18.
    ==========

    كان من عادتي التّجوّل أيام العطل أو في أوقات الفراغ في إحدى حدائق مدينتي، فأستمتع بمناظرها التي تغري القلوب بالعودة إليها لأنك لا تستطيع أنْ تَمَلاَّها مرة واحدة و لا أن تملَّها مهما عدت إليها، يستهويك الهدوء المخيّم هنا، فما تسمع إلا تغاريد العصافير في معزوفة رائعة لم يضعها موسيقار فنان عبقري و لم تعزفها فرقة بارعة بل تؤديها كائنات رقيقة رشيقة؛ و تنظر إلى الأشجار الباسقات فيساورك شعور بالهيبة أمام جمالها و جلالها، و يرسل النسيم عليك أنفاسه المنعشة بعدما عبثت بأوراق الشجر و الحشائش فتحدث هذه همسة و وشوشة ترد بها في استحياء على تغاريد الجوق الصادح فتضطرب شقائق النعمان جذلى، و ينحني الأقحوان إجلالا و يتمايل الورد مبتسما في وقار و تهتز طربا عناقيد الآس البنفسجية المعلقة على الأشجار أو المنشورة على جدار الجنة الغناء و يأتيك أريج الورود و الزهور و لاسيما شذا الخزامي (لاوندة) تحمله أكف النسيم فيغمرك معه الهدوء و تسري فيك متعة الحياة ؛ و إذا حولت بصرك إلى أنواع الورود المتجمع عفوا في باقات طبيعية و مختلف الزهور المنثورة في فوضى جميلة، رأيت لوحة من الألوان الزاهية تدخل السرور إلى النفوس الكئيبة و يستجلب الأقحوان الأرجواني نظرك رغما عنك ؛ و ترى الفراشاتِ الصفراءَ فتحسبها زهراتٍ دبت فيها الحياة فتطايرت فوق زهرات أخريات، و النحلَ بطنينه يدندن نشوان من الرحيق فتراه يصعد إلى زهرة و ينزل إلى أخرى بلا كلل و لا ملل مترنحا ترنح السكران ؛ و السماءَ سقفا أزرق بهيجا يبعث في النفس شعورا بالرحابة و الاتساع بدلا من جو المدينة الخانق، و الشمسَ كإسكافي ماهر تنسج خيوطها الذهبية بين السماء و الأرض على منوال الأشجار و الأغصان فتغطي المكان بإزار متماوج بديع ؛ و أجلس أنا هنا وحدي الساعاتِ الطِّوال أتملَّى هذا المكان الرائع و أغمض أحيانا عينيَّ حالما أتنفس بعمق و أملأ كياني بالهواء النقي فيدخل أعماقي بهدوء حيث لا يجرؤ الخيال الجامح على المغامرة و الغوص فيها يطارد في ثبات و عناد الهموم في ثنايا قلبي و أعطاف نفسي فيطردها أو تهدأ أو تستكين.
    و في ضحى هذا اليوم الربيعي من أيام أيّار (مايو) الجميلة ...
    (التتمة هنا لمن يريد مواصلة القراءة لمعرفة ما حدث).
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    حسين ليشوري
    كيف البليدة مدينة الورود
    كيفك أنت
    ولنأتي على النص
    هل أطلت أو أطنبت كثيرا
    نعم
    جاء السرد مطولا قليلا
    التكثيف سيجعله أكثر جمالا
    سحر الطبيعة مؤكد خلاب لكننا في القصة القصيرة سيدي ويجب أن نحسب
    لي تصور أن النص سيبدو أكثر وقعا لو أننا اختصرنا أو كثفناه أكثر
    ولا تزعجنك ملاحظتي فأنت صريح وتحب من يكون صريحا معك كما عرفتك
    محبتي لك أيها الغالي وشتائل ورود من بغداد للبليدة
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميل القدير
      حسين ليشوري
      كيف البليدة مدينة الورود، كيفك أنت.
      ولنأتِ إلى النص، هل أطلت أو أطنبت كثيرا، نعم
      جاء السرد مطولا قليلا، التكثيف سيجعله أكثر جمالا
      سحر الطبيعة مؤكد خلاب لكننا في القصة القصيرة سيدي ويجب أن نحسب
      لي تصور أن النص سيبدو أكثر وقعا لو أننا اختصرنا أو كثفناه أكثر
      ولا تزعجنك ملاحظتي فأنت صريح وتحب من يكون صريحا معك كما عرفتك
      محبتي لك أيها الغالي وشتائل ورود من بغداد للبليدة
      أهلا بسيدة العراق الأولى عائده العائدة بعد طول غياب.
      الحمد لله على سلامتك و أسعد الله أوقاتك بكل خير سيدتي الفاضلة.
      أنا بخير و الحمد لله و سؤال عنك، عساك بخير.
      أسعدني تعليقك كثيرا و كيف لا يسعدني و هو من أديبة أريبة لبيبة ؟
      و الحق ما قلتِ و قد شعرتُ أنا كذلك بطول السرد لكن الذي يشفع لي، ربما، أنني كتبت هذه القصة عام 1998 و قد كنت أعددتها لمجلة أدبية تُعنى بأدب الطفل و كان قصدي ليس الجانب الأدبي الفني الصرف و إنما سرد كثير من المفردات و التعابير العربية لتزويد الطفل بمادة لغوية ثرية قدر المستطاع ثم إن القصة الحوار هذه جاءت أطول من القصة القصيرة و قد احترت أين أنشرها فلعلها تصلح للقصة المتوسطة إن كانت موجودة في الأنواع القصصية.
      دأبت منذ 1984 على الاسترسال في وصف مسرح الأحداث لأدخل القارئ في جو القصة ثم أنتقل به إلى الأحداث كما صنعت في "القطيع" و "القلم المعاند" و أنوي إفراد هذه القصة، "جولة في عالم نملة"، في كتيب خاص للأطفال إن شاء الله تعالى و هي كما يدل عنوانها جولة في عالم النمل فيها معلومات علمية صحيحة عن النمل.
      أشكر لك، سيدتي الكريمة، عائده، كثيرا تعليقك الكريم و تقويمك العليم، و سأعود إلى القصة منقحا و مصححا على نور آرائك القيمة.
      و من البُليدة، مدينة الورود، لك وردي و ودي و تقديري.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • خديجة بن عادل
        أديب وكاتب
        • 17-04-2011
        • 2899

        #4
        آه منك يا أخي حسين رفع عندي الضغط من حكاياتك اعجابا
        بهذا الحوار الثري بينك وبين النملة المسكينة التي بها ألاف المواعظ سبحان الله يضع سره بأضعف خلقه ...حقيقة شدتني القصة ابتداء من أول الحوار وضحكت وابتسمت لدرجة أن والدي بجانبي
        قال '' اش بيك اهبلتي ول '' هههه .
        كم جميل أن يجد الانسان قصة مماثلة جمعت مابين الحكمة والطرافة والنصح
        لكني أراك وقد استعملت في حوارك لها كل صنوف الاستفزاز للاستزادة من علمها ونظامها .
        أخي حسين ليشوري لك أسلوب مشوق وجميل جدا فكم أنا بحاجة لأدب ينفعنا ويوجهنا
        لكنك بآخر الأمر لم تتفقد كتفك مكان العضة قد تكون حقيقة لا حلم حسب ما جاء في الحوار .
        وعلى قول النملة نحن البشر ينقصنا الكثير نعلم ولا نعمل فعلا ولسنا اجتماعيين أبدا الا من رحم ربي .
        سلامي لمدينة الورود .
        آه على فكرة تذكرت أمر النملة التي تعرف الأعجمية ههههه
        لو طفت الجزائر لوجدت كل الأميون فيها يتقنونها
        تحيتي ملؤها الاحترام والتقدير .
        http://douja74.blogspot.com


        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركة
          آه منك يا أخي حسين رفع عندي الضغط من حكاياتك اعجابا
          بهذا الحوار الثري بينك وبين النملة المسكينة التي بها ألاف المواعظ سبحان الله يضع سره بأضعف خلقه ...حقيقة شدتني القصة ابتداء من أول الحوار وضحكت وابتسمت لدرجة أن والدي بجانبي قال '' اش بيك اهبلتي ول '' هههه .
          كم جميل أن يجد الانسان قصة مماثلة جمعت مابين الحكمة والطرافة والنصح لكني أراك وقد استعملت في حوارك لها كل صنوف الاستفزاز للاستزادة من علمها ونظامها .
          أخي حسين ليشوري لك أسلوب مشوق وجميل جدا فكم أنا بحاجة لأدب ينفعنا ويوجهنا لكنك بآخر الأمر لم تتفقد كتفك مكان العضة قد تكون حقيقة لا حلم حسب ما جاء في الحوار .
          وعلى قول النملة نحن البشر ينقصنا الكثير نعلم ولا نعمل فعلا ولسنا اجتماعيين أبدا الا من رحم ربي .
          سلامي لمدينة الورود .
          آه على فكرة تذكرت أمر النملة التي تعرف الأعجمية ههههه لو طفت الجزائر لوجدت كل الأميين فيها يتقنونها
          تحيتي ملؤها الاحترام والتقدير .
          أهلا بك أختي خديجة، أم لؤي، و سهلا و عساكما بخير و عافية و سلامتك من الضغط.
          سرني مرورك الكريم و تعليقك الجميل فشكرا لك كما جعلني إعجابك بالقصة أتشجع لمواصلة الكتابة على هذا الشكل و إن كنت كتبتها عام 1998 و حضرتها لتنشر في حلقات في مجلة أطفال لكنني لم أوفق في نشرها و أنت تعرفين الظروف التي كنا نمر بها في الجزائر و قد كنت بدأت الكتابة بهذا الأسلوب منذ 1984 و جاءت بعض قصصي كـ "القطيع" و "القلم المعاند" و "حوار مع ذبابة عزيزة في دنياها" و غيرها من القصص على هذا الشكل.
          أجد راحة كبيرة في استنطاق الحشرات و الحيوانات و الأشياء حتى إذا قوَّلتُها ما لم تقل أو افتريت عليها شيئا لا ترفع ضدي دعوى في المحاكم بتهمة التشهير أو الافتراء أو السخرية مع محاولة تمرير رسائل سياسية خطيرة بسلام، فمثلا قصة "القطيع! " كتبتها عام 1984 و هي من القصص الأولى التي كتبتها "تنبأت" (؟!) فيها بأحداث أكتوبر 1988، أي قبل أربع سنوات من حدوثها و لما سلمتها إلى جريدة "المساء" في ماي 1988، أي قبل الأحداث بخمسة أشهر رُفِضتْ و لم تنشر إلا بعد الأحداث و في جريدة "الشعب" على تخوف كبير من المشرف على الصفحة التي كنت أكتب فيها في "الشعب".
          لم أكن أدري طبعا أن الأحداث ستقع حتما و لكن قراءتي للحالة الاجتماعية و السياسية التي كنا نعيشها في بداية عهد الرئيس الشادلي بن جديد، رحمه الله تعالى، جعلتني أستشرف الأوضاع و أكتب تلك القصة و التي لم أكن أتوقع أنها ستنشر يوما لكنني غامرت و اقترحتها على رئيس تحرير جريدة "المساء" السيد عيسى مالكي فردها إلي معتذرا بعدم قدرته على نشرها لأن هنا من يقرأ في الخفاء و يحاسب و بقدر ما كان أسفي كبيرا على رفضها بقدر ما كان فرحي لأنني كتبت شيئا ... يخوِّف السلطة بشكل من الأشكال.
          أعتذر إليك، أمَّ لؤي، على هذا الاسترسال في الحديث عني و عن كتاباتي لكنه الواقع الذي عشته و أتذكره بحنين كبير.
          أشكر لك مرة أخرى مرورك الكريم و تعليق الجميل الذي أعادني إلى ذكرياتي الجميلة بحلوها و مرها و خربشاتها الأدبية.
          تحيتي لك و للؤي و احرصي على تعليمه العربية.
          اعتني بنفسك و لا تدعين الناس يقولون عنك ... رومية !

          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • خديجة بن عادل
            أديب وكاتب
            • 17-04-2011
            • 2899

            #6
            بل أجده أخي حسين قلبك من استشعر هذه الأحداث
            لأنك كنت أدرى '' بغليان البرمة '' أنذاك وبكل الحالات كان سيقع ما توقعته
            لأننا نحن الصغار لمسنا دواخل القضايا الراكدة وماكان
            المهم فالتواصل بنفس أسلوبك حقيقة كان ماتعا ، مائزا نحن الكبار بحاجته فمابالك بأمثال لؤي
            هو كذلك يبلغك السلام ولن يستطيعوا نعتي بالرومية أوليست قصيدتي مقنعة ومن قلب الأصل ؟
            تحيتي لمرة ثانية وأأمل أن تتوفق في نشرها ليقرأها يوما ابني .
            http://douja74.blogspot.com


            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              سعيدة بك أستاذ حسين ليشوري
              سعيدة بأم لؤي
              سعيدة لأني تعرفت بك أيها الكبير
              منك تعلمت الكثير وسابقى
              الف محبة ووردة لك
              ولي امل أن ترعى الكثيرين وأنت الأقدر
              للجزائر الحبيبة وجبال الأوراس محبتي
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                يعمل...
                X