الرقص والموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجاة المغربية
    أديبة وكاتبة
    • 16-12-2012
    • 249

    الرقص والموت


    [align=justify]
    و هي تتصفح بعض الاخبار استفزتها صورة راقصة في العشرينات من عمرها بلباسها الأمازيغي الأبيض المتموج.
    أغمضت عينيها فتهاوت صورة "مريم" على ذاكرتها. كان موتها أول صفعات الزمن . رغم أنها لم تكن تتجاوز ربيعها الثامن إلا أنها لازالت تختزن حيثيات ذاك اليوم المشؤوم . مريم ليست من عائلتها الصغيرة لكن كانت من المقربين إلى قلبها . تذكرت عطرها الممزوج برائحة السجائر ؛ ابتسامتها الحزينة ونظرتها الشاردة ؛ حنانها الذي كاد يلامس حنان الأم.
    صراخ كاد يمزق آذان ذاكرتها ، بكاء ، نحيب ، شرطة ، إسعاف وخبر غرق خالتها كما كانت تناديها. آه من لانهاية هذا اليوم . في المستشفى كان جسمها النحيل يتنقل بين الحاضرين و كانت عيناها العسليتان تتساءلان في صمت و حيرة عما يقع .
    الأم بين إغماء و آخر تبكي حرمانها لسنين من زيارة أو حتى رؤية فلذة كبدها . أختها المذهولة تتسائل كيف للمنون أن تختطف شقيقتها العشرينية التي منعتها العقول المتحجرة من الإستمتاع بحضن أسرتها.... لكن الصاعقة جاءت على لسان الأب إثر طلب أخيها تدخله ( بإعتباره من الأعيان ) بعد تغيير اقوال الطبيب من موتها قبل الغرق لكون هذا الأخيرهو سبب الوفاة . ذاك الشيخ الحنون الوقور الهادئ الرزين إنتفض فجأة و أمر إبنه بتسلم الجثة و دفنها والإنتهاء من عارها الذي طاردهم . لم تكن تستحق أن يبحث عن قاتلها لأنها راقصة ..........
    و لم يشفع لها موتها.....
    في سن البراءة يصعب تفهم الأمور لكن الطفلة قررت الإبتعاد والإنزواء بعيدا عن هذه المخلوقات الغريبة ليلتصق بعقلها الباطني فستان الرقص الأمازيغي برائحة الموت و الكفن........[/align]

    التعديل الأخير تم بواسطة نجاة المغربية; الساعة 20-12-2012, 00:23.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميلة القديرة
    نجاة المغربية
    نص كان فيه مساحة أكبر للسرد ليتك منحتنا إياها
    لكن النص جميل
    موجع
    مؤثر
    والنهاية جاءت جميلة بشكل كبير
    أحببت رائحة الموت
    ولا تستغربي ذلك
    محبتي لك سيدتي
    هلا وغلا بك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ميساء عباس
      رئيس ملتقى القصة
      • 21-09-2009
      • 4186

      #3
      رائحة قصة جميلة جداااا
      متمكنة من لغة القص ومن رواسي المعاني
      ماهرة بتعبيرك
      لكن أين الباقي
      هناك في المنتصف حلقة فارغة من اكتناز الحكاية
      هلا بك ومرحبا بقدومك الممطر جمالا ننظر جديدك بشغف ومشاركاتك محبتي

      ميساء العباس
      التعديل الأخير تم بواسطة ميساء عباس; الساعة 20-12-2012, 02:59.
      مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
      https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

      تعليق

      • نجاة المغربية
        أديبة وكاتبة
        • 16-12-2012
        • 249

        #4
        تحياتي و تقديري أستاذة عائدة وأستاذة ميساء
        شكرا على الملاحظات

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة نجاة المغربية مشاهدة المشاركة
          تحياتي و تقديري أستاذة عائدة وأستاذة ميساء
          شكرا على الملاحظات
          الزميلة القديرة
          نجاة المغربية
          تفاعلي
          تفجري ادبا
          لك لغة ولك اسلوب جميل
          زيدينا كي نتعرف على ذاك الجمال
          ولا تزعجنك ملاحظاتنا فنحن نهوى الأدب واصحابه لننا اهله
          محبتي الخالصة وتحياتي من الرافدين
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • نجاة المغربية
            أديبة وكاتبة
            • 16-12-2012
            • 249

            #6
            شكرا على الإهتمام وعلى كل الملاحظات
            وأهلا بالنقذ والتوجيهات
            تقديري وتحياتي

            تعليق

            • حسن قرى
              أديب وكاتب
              • 19-07-2013
              • 143

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نجاة المغربية مشاهدة المشاركة

              [align=justify]
              و هي تتصفح بعض الاخبار استفزتها صورة راقصة في العشرينات من عمرها بلباسها الأمازيغي الأبيض المتموج.
              أغمضت عينيها فتهاوت صورة "مريم" على ذاكرتها. كان موتها أول صفعات الزمن . رغم أنها لم تكن تتجاوز ربيعها الثامن إلا أنها لازالت تختزن حيثيات ذاك اليوم المشؤوم . مريم ليست من عائلتها الصغيرة لكن كانت من المقربين إلى قلبها . تذكرت عطرها الممزوج برائحة السجائر ؛ ابتسامتها الحزينة ونظرتها الشاردة ؛ حنانها الذي كاد يلامس حنان الأم.
              صراخ كاد يمزق آذان ذاكرتها ، بكاء ، نحيب ، شرطة ، إسعاف وخبر غرق خالتها كما كانت تناديها. آه من لانهاية هذا اليوم . في المستشفى كان جسمها النحيل يتنقل بين الحاضرين و كانت عيناها العسليتان تتساءلان في صمت و حيرة عما يقع .
              الأم بين إغماء و آخر تبكي حرمانها لسنين من زيارة أو حتى رؤية فلذة كبدها . أختها المذهولة تتسائل كيف للمنون أن تختطف شقيقتها العشرينية التي منعتها العقول المتحجرة من الإستمتاع بحضن أسرتها.... لكن الصاعقة جاءت على لسان الأب إثر طلب أخيها تدخله ( بإعتباره من الأعيان ) بعد تغيير اقوال الطبيب من موتها قبل الغرق لكون هذا الأخيرهو سبب الوفاة . ذاك الشيخ الحنون الوقور الهادئ الرزين إنتفض فجأة و أمر إبنه بتسلم الجثة و دفنها والإنتهاء من عارها الذي طاردهم . لم تكن تستحق أن يبحث عن قاتلها لأنها راقصة ..........
              و لم يشفع لها موتها.....
              في سن البراءة يصعب تفهم الأمور لكن الطفلة قررت الإبتعاد والإنزواء بعيدا عن هذه المخلوقات الغريبة ليلتصق بعقلها الباطني فستان الرقص الأمازيغي برائحة الموت و الكفن........[/align]

              قرأت قصتك الجميلة التي اغتالها نفسك القصير، وعدم صبرك على التفاعل الإجابي مع الشخصيات والأحداث، حتى لكأنني أشعر أنك تبخلين علينا بفيض مشاعرك، لأنك تمارسين رقابة على تدفقك، لكن تبقى لمستك سحرية وحرفك وإن كان ينقصه بعض الذربة فبإمكانه أن يتدفق شهدا ورحيقا، تحياتي لك وأدعوك للعودة إلى هطلك فهو رذاذ منعش....

              تعليق

              • سالم وريوش الحميد
                مستشار أدبي
                • 01-07-2011
                • 1173

                #8
                أستاذة نجاة ...
                هل الشكر وحده يكفي لتقييم مثل هذا النص ..الكبير مضمونا وشكلا جماليا
                أنا لا أريد أن أحكي عن الجمالية الفنية التي إبدع بها قلمك لأن من سبقوني من الأساتذة
                أوفوا الموضوع بعض من حقه ... أتسائل هنا لم يريد المتلقي نصا واضحا .
                . لم لانكلف أنفسنا كمتلقين ونقاد قراءة النص والبحث عن مضامينه الخفية ..
                الكاتبة استطاعت تحريك منظومة العقل وتحفيز الأفكار لتحليل نص
                فيه من القوة والقدرة على جعل القارئ يتفاعل مع القصة بشكل إيجابي
                سهم مباشر ينطلق ليخترق جوارحنا بشكل مباغت ليطرح ثيمته كقيمة فكرية
                تأتي على شكل إخبار يتضمن حالة استنكار أو رفض لشكل الموت الذي أودى بحياة راقصة
                .. ردة فعل جاءتنا من فتاة بريئة في داخلها ذكريات عن تلك الراقصة
                التي كما أكدت الكاتبة أنها لا ترتبط بها عائليا .
                .من خلال الاستهلال عرفنا أن الراقصة أمازيغية
                وأن في داخلها ألم وعدم رضا عن حالها
                وأن
                الفتاة الصغيرة كانت قريبة منها أغدقت الراقصة عليها بفيض من الحنان بل
                جمعتهما نفس الظروف القاسية التي تفرض على الإنسان حياة ربما لا يشتهيها
                و لا يريد أن يحياها ، الصغيرة كان فقرها وتشردها والراقصة ظروف مجهولة ألقت بها إلى هذا اليم ..
                لم تخبرنا القاصة عن هذا الظرف لكن الحياة مليئة بالكثير ..
                حبلى بالأحداث التي بعضها تذل وأخرى تعز ..
                تنتقل بنا الكاتبة مع صغيرتها إلى المستشفى .. لتعرض لنا حالتين أخرى للرفض
                والاستنكار لعملية الموت أم الراقصة , وشقيقتها ، وهو رفض يكاد يكون ألا يتعدى حدود
                الهمس بينهما أو داخل نفوسهما الرفض هنا رفضا أنثويا ، ضد السلطة البطريركية الذكورية
                . رفضا للظلم الواقع على الأنثى .. وهنا خيرا فعلت القاصة إذ لم تتعمق بإيضاح
                السبب الذي حرم الراقصة أن تنعم بالعيش الكريم الذي تتمتع به أسرتها إلا ما جاء على لسان شقيقتها
                أختها المذهولة تتساءل كيف للمنون أن تختطف شقيقتها العشرينية
                التي منعتها العقول المتحجرة من الاستمتاع بحضن أسرتها.

                الرجل هنا كان مثال للقسوة فالآخ القاتل يطلب من أبيه أن يغير الطبيب
                أقواله ويعتبر الموت قضاء وقدر حتى لا يبحث عن القاتل ..
                الأب والذي قالت عنه بتهكم أنه مثال للطبية والحنان أظهرته
                بشكله الحقيقي رجل يحمل أرث سنين من الأفكار المتعجرفة
                ((. ذاك الشيخ الحنون الوقور الهادئ الرزين أنتفض فجأة و أمر ابنه بتسلم الجثة
                و دفنها والانتهاء من عارها الذي طاردهم . لم تكن تستحق أن يبحث عن قاتلها لأنها راقصة ..........
                و لم يشفع لها موتها))

                النهاية تستحق الوقوف عندها طويلا .. تأملتها مليا .. لأجد أن القاصة أ
                وجدت لنصها
                أكثر من ثيمة ونهاية مفتوحة ..وأمل ضبابي للفتاة الصغيرة التي ظلت اللعنة لتلك الراقصة
                بلباسها الأمازيغي حاضرة في ذهنها ،
                أنا أرى إن ما رمزت إليه الكاتبة بهذا اللباس
                هو رمز للشعب الأمازيغي بأكمله ,
                وهي صرخة بوجه الظلم والحيف .... .....

                على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                جون كنيدي

                الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                تعليق

                • نجاة المغربية
                  أديبة وكاتبة
                  • 16-12-2012
                  • 249

                  #9
                  أستاذ سالم وريوش الحميد تعجز كلماتي المتواضعة عن شكركم لوقوفكم أمام هذا النص الصغير و تحليلكم العميق له . هذه القصة القصيرة تحتل في قلبي مكانة خاصة لأسباب عدة من بينها أنه أول محاولة لي في مجال الكتابة ... تحية تقدير و امتنان لسخاوة قلمكم .و احترام بقدر الفضاء

                  تعليق

                  • نجاة المغربية
                    أديبة وكاتبة
                    • 16-12-2012
                    • 249

                    #10
                    أستاذي حسن أشكرك على تعليقك و على كل الملاحظات التي لامست الكثير من الواقع ... فقط إشارة ؛ لست بخيلة لكن مجال القصة يتعبني كثيرا نفسيا لأني أعيش الأحداث مع الشخصيات لذا لجأت إلى الهروب . تحية تليق

                    تعليق

                    يعمل...
                    X