[align=justify]
و هي تتصفح بعض الاخبار استفزتها صورة راقصة في العشرينات من عمرها بلباسها الأمازيغي الأبيض المتموج.
أغمضت عينيها فتهاوت صورة "مريم" على ذاكرتها. كان موتها أول صفعات الزمن . رغم أنها لم تكن تتجاوز ربيعها الثامن إلا أنها لازالت تختزن حيثيات ذاك اليوم المشؤوم . مريم ليست من عائلتها الصغيرة لكن كانت من المقربين إلى قلبها . تذكرت عطرها الممزوج برائحة السجائر ؛ ابتسامتها الحزينة ونظرتها الشاردة ؛ حنانها الذي كاد يلامس حنان الأم.
صراخ كاد يمزق آذان ذاكرتها ، بكاء ، نحيب ، شرطة ، إسعاف وخبر غرق خالتها كما كانت تناديها. آه من لانهاية هذا اليوم . في المستشفى كان جسمها النحيل يتنقل بين الحاضرين و كانت عيناها العسليتان تتساءلان في صمت و حيرة عما يقع .
الأم بين إغماء و آخر تبكي حرمانها لسنين من زيارة أو حتى رؤية فلذة كبدها . أختها المذهولة تتسائل كيف للمنون أن تختطف شقيقتها العشرينية التي منعتها العقول المتحجرة من الإستمتاع بحضن أسرتها.... لكن الصاعقة جاءت على لسان الأب إثر طلب أخيها تدخله ( بإعتباره من الأعيان ) بعد تغيير اقوال الطبيب من موتها قبل الغرق لكون هذا الأخيرهو سبب الوفاة . ذاك الشيخ الحنون الوقور الهادئ الرزين إنتفض فجأة و أمر إبنه بتسلم الجثة و دفنها والإنتهاء من عارها الذي طاردهم . لم تكن تستحق أن يبحث عن قاتلها لأنها راقصة ..........
و لم يشفع لها موتها.....
في سن البراءة يصعب تفهم الأمور لكن الطفلة قررت الإبتعاد والإنزواء بعيدا عن هذه المخلوقات الغريبة ليلتصق بعقلها الباطني فستان الرقص الأمازيغي برائحة الموت و الكفن........[/align]
تعليق