خطت حركات فعل الفنّالتّشكيلي اللبناني خطوات متقدّمة منذ النّشأة الأولى ما بعد زمن الإنبعاث,وتطوّرت حركات فعل النّتاج تطوّرا ملحوظاً, وهو ما يمكن تلمّسه في مجمل النّتاج فينهاية القرن الماضي... وعمليّات الغوص في خصوصيّات نتاج تلك الحقبة في التّسعيناتللفنّ التّشكيلي اللبناني, يجب أن تتواكب مع مفهوم ربط هذه الظّواهر المتماهيةبجذورها الفنّيّة ومرجعيّتها وزمن ظروفها, ممّا يعني, أنّه لفهم واقع تطوّر هذاالفنّ, يجب علينا أن نتعمّق في دراسة مدى إرتباط واقع الفنّ الحالي بواقع الفنّالتّشكيلي منذ الخمسينات والسّتينات وما بعدها, وذلك بإلقاء الضّوء على إبداعاتكوكبة من الفنّانين الأعلام والذين قاموا فعليّا بتطوير الفنون التّشكيليّةاللبنانيّة وأسبغوا عليها ما يصحّ تسميته بالحداثة...رعيل ناشط فنّيّا من جيل الخمسيناتوالسّتينات من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, تفتّقت أذهانهم الفنّيّة عن ولادةفكرة تطوير ملامح الشّخصيّة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة وتأصيل صبغتهاالوطنيّة, من خلال محاولات فنّيّة تشكيليّة جادّة ورصينة تبلورت في نتاجهم الفنّي وتمخّضتعن إرساء فلك الحداثة, فصحّت تسميتهم بجيل الحداثة للفنّ التّشكيلي اللبناني...نذكر من هؤلاء الفنّانينالأعلام... إيلي كنعان, إيفيت أشقر, سلوى روضة شقير, نقولا النّمّار, شفيق عبّود,فريد عوّاد, هيلين الخال, عارف الرّيّس, سعيد عقل, منير نجم, عادل الصّغير, ناديا صيقلي,رفيق شرف, أمل داغر, ميشال عقل, حليم جرداق, أمين الباشا, محمد القيسي, وجيه نحلة,حسين ماضي, منير عيدو, أمين صفير, جان خليفة, جوليانا ساروفيم, حسين بدر الدّين,بيار صادق, موسى طيبا, عبد الرّحيم غالب, مفيد زيتوني, محمود أمهز, أوديل مظلوم,جمال معلوف, سامية عسيران, نيكول حرفوش, لور غريّب وآخرون...هذا الرّعيل الفنّي من أعلامالفنّ التّشكيلي اللبناني, يعود له الفضل في حمل همّ هواجس ورؤى تطوّر ملامحالشّخصيّة المميّزة للفنون التّشكيليّة اللبنانيّة, وعملت هذه الثّلّة منالفنّانين جاهدة من خلال نتاجاتها الفنّيّة التّشكيليّة على تركيز وتأصيل وتثبيتالوجه الفنّي الوطني المشرق للبنان, وأعطت صبغة فنّيّة خاصّة ذات نكهة وطنيّة ولونلبناني للفنّ التّشكيلي المحلّي, بحيث أسفرت المحاولات والتّجارب الفنّيّة الجادّةوالمركّزة على نضوج وإستكمال ماهية الفنّ التّشكيلي اللبناني, ما هيّأ لهذا الفنّكلّ الأسباب المستجدّة لإستكمال الماهية والسّمة والهويّة, لدخول الفنّ التّشكيلياللبناني أجواء الفنّ التّشكيلي المعاصر وولوج فلك الحداثة العالميّة, وهذا ماتجلّى في النّتاج الفنّي لرعيل الحداثة في لبنان, بحيث برزت أولى مظاهر ومعالمالحداثة في اللوحات والمشهديّات التّجريديّة والتّكعيبيّة والسّورياليّة... إلى هذا, فقد سجّلت أعمالوتجارب ومحاولات الفنّانين الأعلام للبحث عن الهويّة الفنّيّة الوطنيّةاللبنانيّة, والتّفتيش عن الأصالة التّراثيّة المشرقيّة والموروثات الرّوحيّة,والتي شكّل فنّ تجويد الخطوط العربيّة وتقنيّة كتابة الآيات القرآنيّة ورسمالكلمات الحكميّة, محاكاة ومجاراة للتّحوّلات الرّوحيّة وإعادة إحيائها عقب ثوراتعديدة, فرضت تشكيلا عصريّا مستحدثا إلى جانب فنّ الأيقونات مشرقيّا ومغربيّا,إضافة إلى تنامي الفنّ الحروفي والأرابسيك الإسلامي والموروثات الشّعبيّة وميثولوجياالأساطير المتداولة في المجتمعات وفنّ المنمنمات وغيرها منطلقا رحبا لهذا التّحديثوالتّطوّر في الفنون التّشكيليّة اللبنانيّة... وما يفيد في هذه الرؤية التّحليليّةللحداثة الفنّيّة وتطوّرها, لفت الإنتباه إلى أنّ العديد من الأعلام الفنّانينالتّشكيليين اللبنانيين الأوائل مرّوا في مراحل فنّيّة متنوّعة, وحاولوا بذلجهودهم اللازمة في تنمية حركات فعل التّوليف والتّوفيق والّتناغم والتّماذج بينمعالم التّقنيّة الفنّيّة التّشكيليّة الغربيّة الحديثة, وواقع مظاهر التّقنيّة الفنّيّةالتّشكيليّة الشّرقيّة إنطلاقا من لبنان...في المحصّلة النّهائيّة للنتائجالتّحليليّة لسبر أغوار مصادر الحداثة في الفنّ التّشكيلي اللبناني, لا بدّ منالوقوف مطوّلا عند نتاج الرّعيل الأوّل المتميّز من الفنّانين التّشكيلييناللبنانيين في حقبة الخمسينات والسّتينات, ذلك النّتاج الذي يعتبر بمثابة الأساسلتطوير الفنّ التّشكيلي والمدماك الأوّل في عمليّة ولادة الحداثة وحجر الزّاوية فيعمليّة الإنطلاق نحو التّطوّر والإستمرار... وبالتّالي في تشكيل ملامح التّماهيوالزّهوّ في مكوّنات الشّخصيّة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة, والتي تعتبراليوم مصدر إعتزاز وفخر وعزّ من حيث مستوى الرّفعة والرّقيّ في المهارات الفنّيّةوالتّقنيّة, وتنوّع وإبتكار الأساليب والطّرق, هذا إلى جانب إنفتاح الذّهنيّةالمعرفيّة ووعيها وعرفانها, والإبحار في إمتدادات الثّقافة الفنّيّة الأصيلة,والسّفر في اللامتناهيات على متن الخيال المشبوب بالعاطفة النّبيلة, هذا بالإضافةلدور الإجتهاد الدّؤوب عند الكثير من الفنّانين التّشكيليين البارزين في تطويعالتّيّارات الحداثيّة العالميّة لصالح السّمات المحلّيّة وتثبيت الهويّةالثّقافيّة اللبنانيّة كجزء لا يتجزّأ من الثّقافة الشّرقيّة في عالمنا العربيوالإسلامي...
اعتذر جدا
تم نقله لمنتداكم الراقي بالغلط
كنت أريد نقله لمنتدى الفنون
ولكن لسهر أثر علي
ههه هههه ههه
أكرر اعتذاري
أرجو من حضارتكم نقله لمنتدى الفنون
مودتي و جل احترامي
كل عام وأنتم بخير
كم روضت لوعدها الربما
كلما شروقٌ بخدها ارتمى
كم أحلت المساء لكحلها
و أقمت بشامتها للبين مأتما
كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
و تقاسمنا سوياً ذات العمى
تعليق