سليلة ورحبان ــ الــجـــــزء السادس والاخـــــــيـــــــر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله الجوي
    أديب وكاتب
    • 03-07-2012
    • 36

    سليلة ورحبان ــ الــجـــــزء السادس والاخـــــــيـــــــر


    من هنـــــــا السادس



    فردت سليلة وهي ترفع حزمة الحطب فوق رأسها معلنة

    نهاية اللقاء قائلة: حين تزول عن القلب وحشة أجدها

    وتأوي النفس إلى سكن من وجلها فلا أهاب المقبل

    من الصعاب وأراهن على صمود أجده فيك

    حينها يارحبان ستجدني معك ولك. ثم سارت سليلة

    وتوقف رحبان يستشرح جواب سليلة وهي تسير امامه

    حتى غابت....

    ثم واصل رحبان طريقه للقرية حتى وصل واستقبله خال سليلة

    أحسن إستقبال ثم جلسا وراح رحبان يسترسل في حديثه

    وما كان من أمر الرسالة التي حملها وهو لا يعلم ماتضمنته

    وأنها من الملك سلّام ويطلب فيها الزواج من سليلة....

    فرد خالها: أعرف الملك سلّام إن لم أخطىء هو اليوم قد بلغ

    من العمر والكهولة ماعندي إن لم يزد.

    فرد رحبان: نعم هو ذاك لكنه ملك !! فأجاب: لن توافق سليلة

    فتبسم رحبان ولم يتعجل الحديث بطلبه بل إنتظر من بعد الغداء

    حين جلسا ثانية وكلم خال سليلة بأنه لم يأتِ ليخبره بشأن طلب

    الملك بل ليخطب سليلة لنفسه. فرد عليه خالها بأن الأمر معقود

    بموافقتها هي وقال: سا اكلمها وأنظر بم ترد.

    وبينما هم في ذلك دخل إلى المجلس من يخبر خال سليلة

    بقدوم ظيوف فقاموا لإستقبالهم وسلموا عليهم ولما جلسوا نادى

    خال سليلة على من يجهز أمرظيافتهم فقاطعه كبيرهم قائلاً:

    لا يا شيخنا الكريم نحن على عجلة من أمرنا فسنواصل سيرنا اللحظة

    ليومين في خدمة الملك حال أن نخبرك بما لدينا فلا تفعل من ذلك شىء..

    نحن رسل الملك ردمان (وكان ملكاً قوي المنعة شديد البأس والجبروت)

    وقد أتينا لتقديم التهنئة من الملك بإنتصاركم اولاً.ومن بعد إخباركم

    بأن الملك قد أشار بأنه سبق وارسل إليكم من قبل من يخبركم

    برغبته الزواج من إبنتكم سليلة.وفي تلك المرة تجاهلتموه ولم تردوا.

    وقد أعذركم بسبب تلك الحرب التي خضتموها ووصل خبرها إليه.

    واليوم هاهو يجدد طلبه بإرسالنا إليكم.وقد وصَّانا الملك ان لا نرجع

    إلا بخبرعلى لسانكم . وإلى أن تستشيروا في أمركم فإننا سنقفل عائدين

    من ارض كذا.. مارين بكم بعد خمسة أيام لنجد الجواب فنصل به إليه.

    وأراد أن يقوم فأشارإليه خال سليلة بالمكث وقال ليبطل طلب

    الملك ويثنيه عنه : أما علم الملك ردمان أن الملك سلَّام قد سبقه

    لهذا ليرسل إلينا كالمعترض ؟

    فقال كبيرهم : لا. لا يعلم عن هذا. متى كان ذلك؟

    فقال خال سليلة: قبل يومين أرسل.

    فرد كبيرهم قائلاً: إذاً فقد سبقه لذلك الملك ردمان يوم ارسل في المرة قبل هذه.

    وليس لكم والله عذر وقد أعذر من أنذر!!

    فاستوى رحبان بجلسته وقال: أهو تهديد ياهذا ؟

    تُقحمون أنفسكم لتنفيذ سطوة الملك وتدخلوا بيوتاً آمنة لتنفذ رغباته.

    ليس للملك هذا الذي ارسل ولا مليككم إلا جواب الفتاة نفسها

    أحلَّت أحدهما أو أبتهما ذلك هو الفيصل في الأمر.

    فقال كبيرهم: موجهاً السؤال لرحبان

    من أنت لتهلك نفسك في صد أمر الملك ردمان أو رغبة أرادها؟!

    فأجاب رحبان: أنا لست ملكاً ولا اميراً لكني رجل أرى الحق فأموت دونه

    ولا أهاب أن أدحر الباطل بما أوتيت أو اُهلك عزيز النفس .

    فقال كبيرهم: لست سائلك لتمتدح من شأن نفسك فهذا شأن من حولك

    ليصفوك لا أنت. فمن تكون أجبني ودع عنك إستهلالاً

    يعقبه إنقطاع فإنه الهيبة من الأمر.

    فقال رحبان : لست بميدان نزال لأستهل بما اردت وإنما بحضرة رجال لا اتعالى

    عليهم ولا يدفعني لذلك عزة أجدها في نفسي عليهم أو قوة أعتمد عليها

    في بني قومي تكبُرني أما مهم فهذا ليس محله ولا أوانه

    أنا رحبان بن....... من بني.....

    فقال كبيرهم : إذاً أنت رسول الملك سلّام وقد صادف مجيئنا تواجدك هنا؟

    وأنا ياصاحبي رسول الملك ردمان وإبن عمه ولسنا نعترض بطلبنا طلب

    الملك سلّاماً ومادام الأمر والحالة هذه لا أجد إلا أن أنتظر جواب سليلة

    كما ينتظر رحبان فلا إختلاف بيننا ولاتعارض في طلب الملكين عند الإختيار.

    قلم / عبدالله الجوي



    ألأخيـــــــــــــر
    vvvvvvvv
    vvvvv
    vvv
    vv
    v
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الجوي; الساعة 23-12-2012, 18:23.
  • عبدالله الجوي
    أديب وكاتب
    • 03-07-2012
    • 36

    #2
    الأخيــــــــــــــــــــر



    ولما سمعت
    سليلة قول الرجل بأن إختيارها هو الفيصل في الأمر

    قالت من خيمتها : بل إنه الملك سلاَم !!

    وتعجب رحبان لهذا وقام رسل الملك ردمان من المجلس مغادرين

    تلفح وجوههم نار الغيظ...

    وبعد أن خرجوا قال رحبان مخاطباً خال سليلة : عجباً لأمر سليلة

    ورد خالها: لاتتعجل يارحبان يبدوا أن لها نظرة في الأمر لانتفهمها!!

    ثم سمعا صوت سليلة تجيب : سيأتيكما رد الملك ردمان غداً أوبعد غد.

    وبالفعل حضر رسل الملك ردمان بعد يوم واحد ليقولوا بأن الملك

    لايرضى بإختيار سليلة لأنه هو الأقرب والأولى . ورد خال سليلة

    بأن لارجعة عن قرار سليلة وخرج الرسل كما أتوا مغاضبين..

    ولما وصلوا للملك ردمان أخبروه فإستشاط غضباً وغيضاً

    وقال أعدوا العدة لغزو بني عامر وسبي نسائهم.

    ووصل خبر إستعدادهم لقرية بني عامرفقال رحبان:

    كيف لملك ظالم كهذا أن يستقيم له حكم؟

    وردت سليلة: ها انت قد فهمت لو علم الملك ردمان أن احداً

    سترضاه سليلة دونه لأرسل الرجال من كل مكان لقتله .

    إن زوال ملكه قد أوشكت لحظاته.

    فقال رحبان: وما العمل؟

    فقالت سليلة : إرجع للأمير صفوان وأخبره بما حدث

    فإنه سيكون معك خير سند واصدق معين ولن يخذلك.

    هذا إن اردت أو خذ صاحبيك وإرجع لبلادك وأبلغ الملك سلّام

    بأن سليلة قد رفضت طلبه.

    وفي الحال قام رحبان دون أن يقل شيئاً وأخذ خيله وأسرع

    يقطع الفيافي والوديان حتى إلتقا برعاة فإستسقاهم

    ثم سألهم من أين هم فقالوا من بني كذا ونتبع حكم الملك

    ردمان فسألهم هل يعدل فيكم؟ فقالوا:

    والله إنه لظالم مستبد فاجر مفسد لايخشى الله ....

    عندها إنطلق رحبان حتى وصل للأمير صفوان وأخبره الخبر

    فقال الأمير صفوان: نحن وجنودنا تحت تصرفك فبني عامر منا.

    ورد رحبان :أريد تجهيز عدد ألفين من الجند و سا أباغتهم قبل

    أن يعدوا العدة للغزو. فوافق الأمير صفوان..

    وما هي إلا يومين حتى قاد رحبان الجنود ليصل بهم لديار الملك

    منادياً وهو يدخل : من أراد حكم ردمان فهو باطل والباطل زاهق.

    وماهي إلا ساعات النهار حتى غدا المنظمين لجيش رحبان ضعف

    عدده واستأسروا الملك وأتباعه ولم يتجاوز عدد القتلى المئتين.

    ولما أنتهت المعركة قام الرجال لينصبوا رحبان أميراً عليهم فأبى وقال

    بل إن هذه البلاد ستتبع حكم الأمير صفوان .عند ذلك غادر رحبان

    تلك البلاد إلى الأمير صفوان ولما وصل ليسلمه مفاتيح الخزائن

    وبيت المال قال الأمير صفوان: لا استلمها وقد نصبوك حاكماً

    عليهم فقال: رحبان لكنني لا اريد وقد إمتنعت عن ذلك بينهم.

    فقال الأمير صفوان: أنت ملك تلك البلاد التي أعتقت رقاب أهلها

    من الظلم ولم يجرؤ أحد من قبلك أن يفعل ولن أدعك حتى يستقر

    الأمر لك فلا تتحجج. وقم بنا إلى هناك . ولما وصلوا قام الناس

    كلهم ليشهدوا إستلام الحكم وبايع الناس رحبان ملكاً وقام بعد ذلك الأمير

    صفوان ليخبر الناس بأن كل مايقع تحت إمارته هو تحت حكم الملك رحبان

    أيظاً ..بعد ذلك أعدوا العدة لإقامة الأفراح بزواج رحبان الملك من سليلة

    ثم أرسل الملك رحبان صاحبيه إلى الملك سلّام قائلاً لهما: أخبروا الملك

    بكل ما حدث منذ قلت لكم: أضعت الطريق وحتى الآن ولما وصلا أخبرا

    الملك سلّام بما كان فقال: هنيئاً لرحبان رجل وجد مكانه.

    ولما إستخبراه عن إخفاء امر الرسالة عن رحبان قال الملك

    سلّام : وهو يضحك كنا نعلم أن الرجل إنشغل عن أمر زواجه

    حتى الأربعين من عمره فإن عرف ما وصلنا عنها لابد حينها

    أن يتوقف فوقع خلاف ماكنا ندبر فهنيئاً لرحبان ملكه وزوجه.

    وعندما إنتهى حفل زواج رحبان من سليلة قال رحبان هامساً:

    كنت أعلم أن أحداثاً تُسيرني لأنتهي إلى شىء ما منذ إلتقيتك

    أعلى الجبل وكلما تذكرت أن تكون النهاية هذه عجلت الخُطى.

    وردت سليلة:

    وأنا أصعد لهناك كأنما الدنيا تردد على سمعي بأن خلاصي من طمع

    الأمراء والحكام لأبقى وسط خلافهم لن يكون إلا على يد فارس حازم

    لايهاب الصعاب وما إن وصلت قريباً منك حتى إنقطع ذلك الصوت

    فما ظننت حينها إلا أنه أنت ..


    تحياتنا لكم قلم/ عبدالله الجوي
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الجوي; الساعة 23-12-2012, 18:24.

    تعليق

    يعمل...
    X