- احتضار / قصة قصيرة
_ (أحنا مشينا للحرب .. عاشق يدافع عن محبو بته )
كم هي خادعة تلك الكلمات ، كم من البشر سحقوا على أنغام هذه الأغنيات السمجة التي ملتها الأسماع
(اليوم عرسك يا أحمد ) ... تعالت الزغاريد تحمل سحب قاتمة لمستقبل مجهول ، أُعدت كل تحضيرات العرس ، ومع الصباح ذهبت لحمام المدينة مع أصحابي تسبقنا ضحكات الفرح ، حلقت شعري ، لبست أجمل ثيابي ، تعطرت بعطر أبي ( ليت أبوك حاضرا لتكتمل فرحتنا )
قرأت ذلك في عيون أمي التي أذبلها البكاء
الحرب شرعت أبوابها لتختزل عمر الورود
لم أحضر مراسيم العرس ، ظلت عروسي تنتظر قدومي علني أكون واحدا من أولئك القادمين الناجين من الموت في غفلة من قاذفات الجحيم ...
كم من الأحلام حملت على ذراعي , واقتنصت من الطيف ومضة هي واحة أمل استكمل بها بقية ثمالة عمري بعدما نشرت كل الآلام على حبال ذاكرتي , خائف ألا يأتي ذاك الصباح ، أصوات ليست غريبة تطرق سمعي ، تأتي إلي محملة عبر الأثير ، تدق أبواب ذلك الرأس الذي يقتات الهموم والخوف ، أصوات ألفتها ، أسمعها بين الحين والحين ، غناء أشبه بالحداء ، وأنين المثخنين بالجراح ، رائحة البارود تنتشر على طول الطريق المصبوغ بعتمة الليل
الجزع يأبى أن يفارقني ، كنت أظن أن بكاء أمي هو الذي يفتح أشرعة المساء ويأتي به مغلفا بحلته السوداء، تظللنا وحشة القبور في طقوس غرائبية ، حالة من الكآبة تجثم على نفوسنا حتى تأخذنا سنة من النوم.. رغم أن الموت محيق بنا.
أبي غائب في مدافن الوديان السحيقة ، هناك عند خطوط النار القصية ، يأتينا طيفا كل مساء ، أنصت إلى أمي تحاكيه ، تعاتبه (لمَ لمْ تعد مثلما عاد بقية الجنود ....؟) ، سنوات مرت ولم ينقطع ذلك الصوت الحزين عن العتاب ، ورائحة البخور التي راحت تشحذ بها ذاكرتي كلما جن هذا الزائر الثقيل .
أصواتا رحت أتخيلها ضجت بها كوة رأسي الصغير ، لم تفتر لحظة ، لم يصبها الوهن ، مهما حاولت أن أبعدها تخادعني ثم تتسمر برأسي ، تأبى أن تغادره ، حياة لم أفقه منها شيئا غير انتظار سقيم لعودة غائب من المجهول .
أصوات الانفجارات تحمل معها يافطات سود تعلق على الأبواب ( إن وعد الله حق ) ، ظلت ترسل إلينا كل يوم وفودها ، نعيق البوم يستفز فينا كل لحظات الخوف من الموت ، ساعة الوقوع تجتر آلاف الصرخات المكتومة من مدافنها ، بين حبيب وزوج وأخ وأم ثكلى نسمع نواحها وطفل يتيم ..
أنظر من مستطيل النافذة المطلة على الشارع فأرى جارنا عباس العائد من جبهة القتال توا يحمل أبنته الصغيرة إلى الدكان ، ليشتري لها قطعا من الحلوى ، تفتر ابتسامة على شفتيه فرحا بسلامته ، لأنه تستر بلباس الصدفة من الموت لحظة أن أتى بإجازة ، تجتاحني رغبة بالبكاء ، أتطلع إلى البعيد لعله يعود.. الشمس تتكيء بتؤودة على سطوح البيوت الجاثمة كالقبور.
ابتسمت وأنا أراه يحضن أمي بشوق يفوق حبه لي ، ويطول عناقهما وكأنهما في غيبوبة ، تتخلل رأسي ألحان موسيقى حزينة تعزف لهما لحن الوفاء ، و كأنها نذر ما بعد اللقاء ، وتطول ساعة العناق الحميمة وأنا أتوق لأن يحضنني.. أن يقبلني.. أن يرفعني على كتفيه ، تتصارع الرغبات في داخلي ، لا تفارقني أمي إلا ساعة أن يأتي إلينا .
كتبت آخر صفحة من رحم الماضي وعلقتها على جدران الحاضر ، أبي لم يعد يأتي إلينا ، لم أر وجهه الذي غادر حيث المجهول ، لم يعد غير صورة بوجه كئيب كأنه يرثي أياما عاشها في حرب الثمان العجاف.
أمي لازالت تمارس طقوسها اليومية ؛ انتظار مشوب بالقلق.. امتلأت ذاكرتي بآلاف الصور المشوشة وشل تفكيري.. أنا لا أفهم ما يحدث لي وأنا قابع هنا تحيط بي دياجير ليل بهيم بدا كقطعة سوداء ، تضيع في ظلمته كل الهياكل والأجساد الخائفة .
(بيت أم أحمد القابلة المأذونة) يافطة موضوعة عند الباب ، كم من النساء لفظن ما بأرحامهن على يد أمي وقودا لتلك الحروب... هكذا كانت تردد كلما تؤوب من رحلتها اليومية حاملة عدتها معها.. ومبلغا زهيدا ، كنت أرافقها كلما جاءت ساعة المخاض اللعين لامرأة تتوكأ على آلامها بأمل منقوص ، لا أحتمل أن أسمع صراخها .
لازلت أذكر آلام الختان وأتحسس نفسي ، أخاف ذلك الكابوس المخضب بالدماء ، أسمعها تصرخ ولا أستطيع أن أهرب . لزاما علي مرافقة أمي والعودة معها إلى البيت . أشعر بقلقها خلف الأبواب المغلقة وهي تحاول قدر الإمكان أن تستل ذلك الجنين الذي يأبى الخروج إلى عالم لا يرتجى منه خيرا ، رغم الصلوات والدعوات و بكاء الأم وهي تردد في حالة يأس يا... الله أمن أجل نزوة عابرة تتحملين كل هذه الآلام ..؟ ،
لم أفهم حينها أن هذه هي سنة الحياة ، أنظر إلى عيون أمها تتوسل إلى الله أن يكون ولدا لأب شهيد.
رنوت إلى ابنة جارنا ، تمنيت أن ألعب معها ، غالبني النعاس فشطبت من ذاكرتي كل الأماني ،
( قدت حبال المودة منذ أن رحلوا وانقطع الأمل ) قالت أمي باكية.. كنت جالسا على حافة السرير وهي تمشط شعري تسترسل بالحديث عن أبي
أفقت من غيبوبتي على قصف بالقاذفات.. صراخ من بعيد : المكان مستهدف
حاولت الهروب لكن قدماي تسمرت في مكانها ، فقدت الإحساس بالاتجاه ، سقطت قربي قذيفة رمت بي في هوة سحيقة ، لم أستطع الخروج منها ، شيء أشبه بالملاك مد يده إلي محاولا إخراجي ، لكني خفت أن يكون هو الموت ، زحفت بعيدا عنه ، حاول أن يجرني لكني تكورت على نفسي لم أعطه يدي ، الجثث تتوزع على طول خطوط التلال الترابية ، ترمى حمم من النيران على السيارات المصفحة الهاربة من الجحيم ، الهروب مستحيل تلك الشظايا تتجه نحوي، السماء تنثرها كما تنثر الألوان في مهرجانات الفرح ..!
أين أنا من هذا العالم كله ..؟ ، قُطعت أحاديث المساء بعد أن كلت يدها من تمشيط شعري الأشعث، وكأن لا هدف لها إلا الحديث عن أبي وهو يواجه معارك البقاء ، رغم إن القدر خط كلماته ليؤبنه ( ترجل من عربة الحياة وغادر إلى محطته الأخيرة.. إنها إرادة الله ) ..
أنا وأمي أصبحنا حطام الحاضر ، أيقنت أن السيجارة هي حلم العاجز عن الوصول للحقيقة ، أخذت منها نفسا عميقا ، كتبت على الأرض خطوطا بيضاء بالطباشير ، حوارية غريبة (البعد الرابع هو الزمن ) أمي تحظر علي البكاء ، الرجال لا يبكون ترفض إعطائي جواز مرور للنسخة الثالثة من الحرب.
وجدت نفسي وحيدا لن أهرب من قدري المكتوب ( ألم تقولي يا أمي إنها إرادة الله.. ؟ زمت شفتيها وهي تحز م حقائب سفري (كل القوانين تموت أمام عاطفة الأم ياولدي)
سأعيش ، أنا باق ، تضطرني لحظات الموت أن أمزق كل ما يحيط بي من شرانق لأخرج من بين أطنان الركام التي أحاطت بي ، الأحلام ما عادت تصمد أمام عوامل التعرية , لازلت أحلم بابنة جارنا ... أراها ببدلة عرسها البيضاء تركض بخطوات واسعة في حقول تمتد وامتداد البصر ، شعرها يسافر معها ، تحمل بيديها بتلات الورد تتناثر على طول الطريق تسقط طرحتها تجرها وراءها فرحة بعودة الغائب ، يسبح جسدها بحزم من الأضواء البنفسجية ، أراقصها ندور وكأننا نسبح في الفضاء ، غريب لم تر رأسي المفصول عن جسدي.. فرحتها أنستها ما أنا عليه ،
_ أعرف إنها تحبك ..؟ يا أحمد .. سأزفكما بعد أن تنتهي مراسيم الحروب
جفت منابع الدموع لكثرة الراحلين .. البرق تتكسر خطوطه عند الأفق ، المطر نزف آخر قطراته
صورتان تقاسمتا الحائط الكئيب لي ولأبي ... وامرأة تجلس هناك قرب موقد النار متقوقعة ، أحنى الزمان ظهرها تنتظر عودة أحدنا ، ياترى من الذي سيعود..؟ لم أسأ لها أي منا ترغبين عودته.. ؟ أعرف أنها ستخادعني وتقول كلاكما ... تريد أن تفرح بعرسي ، تريد أن تعود بها الأيام إلى آخر مضجع جمعها بأبي ..
_ ها أنا يا أمي لا زلت أحمل بذرات الحياة .. لن أموت ، سأ عود أليك
رنت إلي وبعينيها عتاب
_ أنا لم أكن مذنبا ، أنا مجبر على البعاد ، ..
أشاحت بوجهها عني حين رأتني بهذا الانكسار، الجراح عميقة ، ولازالت الخناجر تغور في الأعماق ..
أنا عائد من ديار الموت القصية ، لا احتمل نظرات العتاب ولا إشارات الاتهام .
أمي لم تغادر مكانها ، شجرة قميئة تقوقعت في ذات المكان تنتظر يوم الخلاص ، منذ أن رحلت عنها وهي تراني طيفا يبدد وحشتها ، استقر بي المقام هنا على الحدود الجنوبية يغطيني تراب النسيان ، وركام من القنابل المخضبة باليوانيوم زرعت في جسدي تقتات منه فتبرعمت وأصبحت غيلان ، أمي تسجر كل يوم تنور حزنها الأبدي ، وأبي هناك على الحدود الشرقية جدث مسجى تنهب أشلاءه الوحوش .. بحثوا عمن يستلم تلك الرفات .. لا أحد يعرف عنا شيئا .. الكل ضاع في غياهب المجهول ..
وقبل أن أدفن.. .. هربت أحمل أشلائي فوق رأسي المقطوع عز علي أن أفارق دفء أحضان أمي فجئت أطوف بين ملايين الموتى لألقاها ..كم كانت فرحتي كبيرة حين رأيتها جالسة في ذات المكان لازالت تنتظر عودتي ، رأيت أقدامها متجذرة غائرة في أعماق الأرض كأشجار النخيل ركضت نحوها ، تدحرج رأسي قربها ، لم تأبه لي ، هالني أنها لم تفرح بمقدمي ، أشعلت عود البخور وقالت بأسى
أبوك لم يأت بعد ..؟
=====
احتضار
تقليص
X
-
احتضار
التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 03-01-2013, 08:29.على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة جودت الانصاري مشاهدة المشاركةلك المضمار واسعا سيد سالم
فمن مثلك وانت تمسك بزمام السرد
بكف من اقتدار
احترامي
أستاذي الغالي جودت الأنصاري
كل التقدير والحب لك أيها الصديق ،
وشكرا موصولا لشخصك الكريم
لقد أخجلتني بهذا الإطراء
وأسعدني أن النص أعجبكم
وهذا سيعطيني
أملا بالمواصلة والعطاء
مع فائق ودي واحترامي دام إبداعكم
على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
تعليق
-
-
قصة حزينة مثقلة بعبئ الماضي الذي بات أجمل من اليوم بكثير
رغم انتظار موت بين شهر وآخر
اليوم صار الموت بين لحظة وأخرى
وبات الجوع يطرق كل الأبواب
والمتخوم لا يشبع ولا يقنع
بينما كان المرتب البسيط لأنسان بسيط قناعة ورضى
كانت البسمة تخرج من القلب
اليوم البسمة من أطراف الشفاه لا تاكد تبين
هل حكم على بلدي من سيء لأسوء
هل محكوم علينا أن يطالنا الشقاء
بل حكم علينا أن نتشبث بتاريخنا المحكوم بالتقتيل والدمار
هل حكم علينا البكاء!!؟؟
أم نحن الحاكم والمحكوم؟
تساؤلات لا تشفي ولا تشف
أستاذ سالم القص إبداع بحق
ولكن لا يكفي لسرد حقبة مضت وما أتى ويأتي أظلم وأمر!!!
دمت مبدعا
جل تحيتي وفائق تقديري
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركةالاستاذ سالم
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
قصة جميلة وسرد محكم وومضة رائعه ، قرأتها بعمق .
مودتى أخى
أسعدني هذا المرور
سلم يراعك الذي ينبض بالاحساس
والمشاعر الرقيقة التي أغدقت بها علي
ودمت ودام تواصلك معي
ورد البنفسج
تقديري واحتراميعلى الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركةقصة حزينة مثقلة بعبئ الماضي الذي بات أجمل من اليوم بكثير
رغم انتظار موت بين شهر وآخر
اليوم صار الموت بين لحظة وأخرى
وبات الجوع يطرق كل الأبواب
والمتخوم لا يشبع ولا يقنع
بينما كان المرتب البسيط لأنسان بسيط قناعة ورضى
كانت البسمة تخرج من القلب
اليوم البسمة من أطراف الشفاه لا تاكد تبين
هل حكم على بلدي من سيء لأسوء
هل محكوم علينا أن يطالنا الشقاء
بل حكم علينا أن نتشبث بتاريخنا المحكوم بالتقتيل والدمار
هل حكم علينا البكاء!!؟؟
أم نحن الحاكم والمحكوم؟
تساؤلات لا تشفي ولا تشف
أستاذ سالم القص إبداع بحق
ولكن لا يكفي لسرد حقبة مضت وما أتى ويأتي أظلم وأمر!!!
دمت مبدعا
جل تحيتي وفائق تقديري
شكرا لك على هذا المرور
أستاذتي الغالية لاهذا الزمان ولا الذي سبقه كانت سنوات خير
لم ينعم العراقي بالرفاه ولم ينل من الراحة شيئا ، فكانت حياته رحلة من العذاب
وكأنها مستمرة ، لاتريد أن تنتهي ، لامقارنة بين الأثنين فهما امتداد لبعض
صحيح إن الموت كان صناعة دولة لكن الأن الجهود تتظافر كلها ضد العراقي الدوله لها يد والأرهاب له يد والأحتقان الطائفي له يد ، نحن تعلمنا أن ندوس على جراحنا ،
تعلمنا أن نسكت خوفا
وتعلمنا أن نجمل أخطاء البعض وإن كانت قاتله
كل ينظر من زاويته إلى العتمة
ونترحم على أيام كانت فيها قوافل الموت تمر دون إنقطاع
أنا لست مؤيدا لهذه الحكومة
ولكني بالتأكيد لن أتمنى أن تعود أيام أحنا مشينا للحرب
تقديري لك سيدتي
على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
تعليق
-
-
تعرف استاذ سالم ..!
كلما قرأت عن هذا الوجع اليوميّ ، والموت المتربص بين
الأزقة والبيوت في عالمنا العربيّ المفتوح الجراح على مزيد
من النزف ...أقول بمرارة ...خسارة ..خسارة على كل روح أُزهقت
على كل حجر احترق ، على كل نخلة ، زيتونة ، شجيرة ورد
أو تعريشة ياسمين ، أو بسمة طفلة ، أو حتى على زهرة أو ذُبالة
عشب ..اغتصبها الموت ..خسارة على الكنوز والآثار التي ذهبت هدراً
تحت أقدام العساكر أو المعارضين ، خسارة لا يقدّرها من يرتكبها مع الأسف ..
وكأني بمن ستكون له الغلَبة في النهاية ، سيضع كرسيه فوق الجماجم ..ويجلس
كي يلتقط أنفاسه ..المخنوقة بالبارود والدخان ..
أقولك الحق استاذي الكريم ، حتى لو لم يعجبكم كلامي ..ورغم انكم أدرى الناس بأحوالكم
وخصوصية أوضاعكم ، ومعايشتكم لمآسيها ..أننا نأسف على زمن كان العراق فيه قوة
يُحسب لها الف حساب ..أيام كان واحة خضراء ..ومرتعاً للعز والرفاهية ..ومصدر رزق
للكثير من أبناء الآمة العربية ، يكفي أنه كان يأوي اكثر من خمسة ملايين عامل او موظف مصري ..ا
الى جانب الكثيرين من أبناء العرب الآخرين ،
وعلى صعيدنا نحن كفلسطيننين ، كان أي مريض بإمكانه أن يذهب للعلاج في العراق مجاناً ..مهما كان علاجه
مكلفاً ، أو عمليته دقيقه ..من زراعة كلى أو أسنان ...أو عمليات قلب وغيرها ..كان لا يدفع مليماً واحداً في العراق .
اقول هذا ..وأعرف رأيكم في صدام وقسوته ، ولكن صدقني أن من المؤكد ان الكثيرين منكم .يتحسّر على ايامه ..
على الأقلّ كان هناك أمن وامان ..واستقرار ، واقتصاد مزدهر ، وجيش قويّ ..ودوله متماسكة تخشاها إسرائيل
ومن دار في فلكها ،
أنا هذا رأيي الذي اتمنى ألا يزعجكم ، وصدقني أن لنا عذرنا فيه ، ونحن نرى الدول العربيه تنهار واحدة تلو الأخرى
تحت مسمى الثورات، وهذا الربيع المزعوم ..أقول هذا ,,ونحن نعرف سوء الزعماء الآوائل ...ولكن الأمر طال والعذاب استشرى .
والدماء ما زالت شلالاً هادراً في كل مكان .!!
تحياتي لك كأستاذ مبدع ..وقلم متميز نتعلم منه .وعذرا للإطاله ..فقلوبنا موجوعه على العراق وسوريا بشكل خاص .التعديل الأخير تم بواسطة نجاح عيسى; الساعة 03-01-2013, 18:53.
تعليق
-
-
بحرير سندسها العراق تشدني* وجراحها تغفو بها أحزاني
قصصك ----أيها الرائع تقول هنا العراقة والعراق
أشهد لك -ولعلك تقبل شهادتي-القاص المتميز بضمائرنا
تحياتي أخي الكريميا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ
في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسين راجحي مشاهدة المشاركةالقاص المبدع
سالم وريوش الحميد
لك أرق تحية و أنداها في عالم الخلود الروحي
قصة جميلة
دمت مبدعا
شهادتك وسام أفخر به
ومرورك أضاف للنص كثيرا
كل التقدير لك
دام تواصلك
تعلى الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
تعليق
-
-
الاستاذ المبدع / سالم الحميد
كنت مقتدرا. وكما عهدناك في أعمالك من قبل..
استطعت هنا ان تجعلنا منصتين لك باهتمام حتى النهاية, وانت تمسك بخيوط العمل باقتدار ملفت
حتى جاءت تلك القفلة الساحرة التي وبحق ذكرتني بأعمال كبرى.
وتمنيت أنك لم تعطي رأي منذ البداية
وتركت حرية الحكم للقارىء, ليستمتع الجميع بهذا الوصف لمآسي الحروب
بغض النظر عن قناعاتهم. تقبل احترامي
تحية وتقدير
شكرا لكالتعديل الأخير تم بواسطة صالح صلاح سلمي; الساعة 04-01-2013, 04:15.
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركةتعرف استاذ سالم ..!
كلما قرأت عن هذا الوجع اليوميّ ، والموت المتربص بين
الأزقة والبيوت في عالمنا العربيّ المفتوح الجراح على مزيد
من النزف ...أقول بمرارة ...خسارة ..خسارة على كل روح أُزهقت
على كل حجر احترق ، على كل نخلة ، زيتونة ، شجيرة ورد
أو تعريشة ياسمين ، أو بسمة طفلة ، أو حتى على زهرة أو ذُبالة
عشب ..اغتصبها الموت ..خسارة على الكنوز والآثار التي ذهبت هدراً
تحت أقدام العساكر أو المعارضين ، خسارة لا يقدّرها من يرتكبها مع الأسف ..
وكأني بمن ستكون له الغلَبة في النهاية ، سيضع كرسيه فوق الجماجم ..ويجلس
كي يلتقط أنفاسه ..المخنوقة بالبارود والدخان ..
أقولك الحق استاذي الكريم ، حتى لو لم يعجبكم كلامي ..ورغم انكم أدرى الناس بأحوالكم
وخصوصية أوضاعكم ، ومعايشتكم لمآسيها ..أننا نأسف على زمن كان العراق فيه قوة
يُحسب لها الف حساب ..أيام كان واحة خضراء ..ومرتعاً للعز والرفاهية ..ومصدر رزق
للكثير من أبناء الآمة العربية ، يكفي أنه كان يأوي اكثر من خمسة ملايين عامل او موظف مصري ..ا
الى جانب الكثيرين من أبناء العرب الآخرين ،
وعلى صعيدنا نحن كفلسطيننين ، كان أي مريض بإمكانه أن يذهب للعلاج في العراق مجاناً ..مهما كان علاجه
مكلفاً ، أو عمليته دقيقه ..من زراعة كلى أو أسنان ...أو عمليات قلب وغيرها ..كان لا يدفع مليماً واحداً في العراق .
اقول هذا ..وأعرف رأيكم في صدام وقسوته ، ولكن صدقني أن من المؤكد ان الكثيرين منكم .يتحسّر على ايامه ..
على الأقلّ كان هناك أمن وامان ..واستقرار ، واقتصاد مزدهر ، وجيش قويّ ..ودوله متماسكة تخشاها إسرائيل
ومن دار في فلكها ،
أنا هذا رأيي الذي اتمنى ألا يزعجكم ، وصدقني أن لنا عذرنا فيه ، ونحن نرى الدول العربيه تنهار واحدة تلو الأخرى
تحت مسمى الثورات، وهذا الربيع المزعوم ..أقول هذا ,,ونحن نعرف سوء الزعماء الآوائل ...ولكن الأمر طال والعذاب استشرى .
والدماء ما زالت شلالاً هادراً في كل مكان .!!
تحياتي لك كأستاذ مبدع ..وقلم متميز نتعلم منه .وعذرا للإطاله ..فقلوبنا موجوعه على العراق وسوريا بشكل خاص .
لم تكن هذه الأهات التي طرحتها إلا نزرا قليلا مما كان يكابده العراقيون أنذاك
عشنا أيام سوداء يمتزج فيها الألم والخوف والجوع والغربة حيث فر ت
العوائل إلى المناطق الحدودية يبغون الأمان
وكانت الطائرات تذك كل ماهو شاخص لاتفرق بين مسجد أو منطقة عسكرية
الموت استهدفنا ونحن في ملاجيء حفرناها في البيوت في حرب الواحد والتسعين
تحطم كل شيء في دارنا ونحن في الملجأ تذكرنا أن أبنتنا
سهى لازالت في البيت هرعت إليها متناسيا كل شيء
لأخرجها من بين ركام الجدران الساقطة ،
و أنتهت الحرب ولكن هل انتهت آثارها
خلفت ورائها ملايين الأرامل واليتامى والمعوقين والمصابين بأمراض سرطانية
قدر عدد المصابين بأمراض السرطان أكثر من مليون وستمائة مصاب
أي بمعدل 5%
أكثر من 400مليار دولار خسائرنا المادية في الحرب وحتى نبني
البنى التحتية يحتاج أكثر من ترليون دولار
تقديري لكالتعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 04-01-2013, 18:41.على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
تعليق
-
-
أستاذتي الغالية غالية أبو سنة
كل الحب والتقدير لك
وكل الشكر على هذه المشاعر الفياضة والنابعة من القلب
أسرتني تلك الشذرات التي سطرها يراعك وبهرني نبض حرفك
استاذتي
كيف لا أقبل أرفع وساما يقلد لي
كيف لا أقبل شهادة من تحمل سحر البيان في جميل إبداعها
وتنثر الجمان في كل واحة
أشرف بها من شهادة
ستكون نيشان أفخر به وميلاد جديد لما أقدم
من نصوص
ألف شكر أستاذتي الغالية
أسعدني مرورك ودمت بألف خير
بحرير سندسها العراق تشدني* وجراحها تغفو بها أحزاني
قصصك ----أيها الرائع تقول هنا العراقة والعراق
أشهد لك -ولعلك تقبل شهادتي-القاص المتميز بضمائرنا
تحياتي أخي الكريم[/QUOTE]على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 62641. الأعضاء 9 والزوار 62632.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق