أنهارنا
بَشراً تراني أم ْ أراكَ ملاكا
هذا يوسِّدُ للمُرادِ وذاكا
****
ظَني بأني في مداركَ تابعٌ
أَيفرّ نجم أمسكته يداكا
****
نادمتُ نهرا في الدهور مخلداً
ونصبتُ جسرا يشتهيه مَداكا
****
لا تسألوني عن سميري إنه
جرح ترى أعماقه عيناكا
****
ساءلتُ أنفكَ بعدما قبّلتُه
هل أوصلتك إ لى التراب خطاكا
****
أم أن دهرا ألهبتْك سياطُه
َوشباة ُ سيف غاضبا أدْماكا
****
يا نيلُ هذا الجرحُ أنتَ دواؤه
لكنْ تغيّرَ عُنوة ً مَجراكا
****
وأبٌ لِهَوِْلِكَ قد تهدَّم أنفهُ
مَنْ ذا يرمِّم عِزة إلاكا
****
أفديكَ جيلا لو مَلَكْتُ زمامَه
لأبوسَ خدّكَ مَرّةً أو فاكا
****
يا طيِّب َالوجناتِ فيكَ مرارةٌ
مَنْ ذا يُداني في السّمو سَماكا
****
أرنو إلى سيناءَ أسأل رملها
عن سِرْب ِعِزٍّ ضيَّعَته يداكا
****
(جالوت)كانت حين كنتَ مُحَلقاً
فصنعتَ جيلا يَهتدي بِسَناكا
****
ورصفتَ دربا للسماء مُمَهَّدا
يغشاه (عمروٌ) قاصدا مسراكا
****
(حطين)منك صهيلها وهديلها
سبحان من صَوْبَ العلا أجراكا
****
ياليلَ (بابل)هل (نبوخذُ)مُبْحِرٌ
صوْب الجنوب تحُفه يُمناكا
****
في القدس جرح ما تزال عيونه
ترنو إليك وتشتهي لقياكا
****
أنا لا ألومُكَ يا فراتُ وإنما
لومي على من أنصتوا لسواكا
****
طارت إلى فلك السماء حمامة
سوداءُ تزرع سهلنا أشواكا
****
أفديكَ عمري يا فراتُ وإنما
من ذا يُبايَع في الهموم سواكا
****
يا سيدي قد سافرت آهاتنا
من شاطئيك فأطلقتْ أسْراكا
****
توراتهم نامت على أعناقنا
فأتاك يبكي مَنْ ضُحىً أبكاكا
****
شتان بين سطورهم وسطورنا
هيهات يُرضي راهبا نُساكا
****
للبوم والغربان في توراتهم
سِفرٌ يوازي ليلة تغشاكا
****
يا قدس حسبي أنني في أمة
ترعى الغريب وتزدري مولاكا
****
****
****
(بردى ) قبورُ الفاتحين حزينةٌ
وكأنّ منها هاتفاً ناداكا
****
إن جَفَّ ماءٌ كنتَ أنتَ تقوده
فلأن نارا سَعّرتْ أحشاكا
****
للسيف في يمناك طبع خالد
هلا سألتَ عروبة ً تنساكا
****
هي كلما كسَر الزمان جناحَها
أبدا وحيدا في النضال أراكا
****
بردى قريب أنت من خفقاتنا
فارفع يمينك واحْتسِبْ يُسراكا
****
تأتيك من فلك الغيوم سحابة
ثديٌ سخيٌ فاعْتصِرْ رَيَّاكا
****
ميراثنا الأحقادُ نزكو نارَها
مَنْ ذا يُكفنُ ساعدا أضناكا
****
يا نيلُ وحدكَ تحتوي ترياقها
فاصْدَعْ وصادرْ حولها أسلاكا
****
لو كان ماؤك في الفرات مسيره
لتهيبَّتْ مَسّ الترابِ عِداكا
****
لو كان نفطك فيه عقل مُبْصرٌ
لتوثقتْ في الشاطئين عُراكا
****
قالوا الثري ُّ مُرَفهٌ ومُنعَّمٌ
قلتُ البهائم ُفي الفلاةِ كذاكا
****
غُلّوهُ حتى لا يرى غير الثرى
ودعوه تحت ضروعها يستاكا
****
هذا الذي ذبح الحضارة عندما
جاءته تسعى فاشتهى المسواكا
****
قالوا( الأثير) مع البعير مسافر
قلت الحضارة أنصفت ْ مولاكا
****
فهنا الحفاة مع العراة وسقفهم
صوب السماء يعانق الأفلاكا
****
لا خير فيمن خيره من غيره
حتى يُغبِّرَ ساعديه ثراكا
****
يا نيل أنت حديدها وحريرها
فخذ الزمام فقد بكى أقصاكا
****
يا نيل أنت نعيمها وجحيمها
سبحان مَن ْسيفَ الهدى أعطاكا
****
يانيل أنت جميعها وشتيتها
فاقرأعليها واسْتعِدْ مجراكا
****
هذي الصبية تشتهيك أبوةًً
من ذا يُقبِّلُ رأسَها إلاكا؟!
..................
..................
صبحي ياسين
عن ديوان
( على الأعراف)
بَشراً تراني أم ْ أراكَ ملاكا
هذا يوسِّدُ للمُرادِ وذاكا
****
ظَني بأني في مداركَ تابعٌ
أَيفرّ نجم أمسكته يداكا
****
نادمتُ نهرا في الدهور مخلداً
ونصبتُ جسرا يشتهيه مَداكا
****
لا تسألوني عن سميري إنه
جرح ترى أعماقه عيناكا
****
ساءلتُ أنفكَ بعدما قبّلتُه
هل أوصلتك إ لى التراب خطاكا
****
أم أن دهرا ألهبتْك سياطُه
َوشباة ُ سيف غاضبا أدْماكا
****
يا نيلُ هذا الجرحُ أنتَ دواؤه
لكنْ تغيّرَ عُنوة ً مَجراكا
****
وأبٌ لِهَوِْلِكَ قد تهدَّم أنفهُ
مَنْ ذا يرمِّم عِزة إلاكا
****
أفديكَ جيلا لو مَلَكْتُ زمامَه
لأبوسَ خدّكَ مَرّةً أو فاكا
****
يا طيِّب َالوجناتِ فيكَ مرارةٌ
مَنْ ذا يُداني في السّمو سَماكا
****
أرنو إلى سيناءَ أسأل رملها
عن سِرْب ِعِزٍّ ضيَّعَته يداكا
****
(جالوت)كانت حين كنتَ مُحَلقاً
فصنعتَ جيلا يَهتدي بِسَناكا
****
ورصفتَ دربا للسماء مُمَهَّدا
يغشاه (عمروٌ) قاصدا مسراكا
****
(حطين)منك صهيلها وهديلها
سبحان من صَوْبَ العلا أجراكا
****
ياليلَ (بابل)هل (نبوخذُ)مُبْحِرٌ
صوْب الجنوب تحُفه يُمناكا
****
في القدس جرح ما تزال عيونه
ترنو إليك وتشتهي لقياكا
****
أنا لا ألومُكَ يا فراتُ وإنما
لومي على من أنصتوا لسواكا
****
طارت إلى فلك السماء حمامة
سوداءُ تزرع سهلنا أشواكا
****
أفديكَ عمري يا فراتُ وإنما
من ذا يُبايَع في الهموم سواكا
****
يا سيدي قد سافرت آهاتنا
من شاطئيك فأطلقتْ أسْراكا
****
توراتهم نامت على أعناقنا
فأتاك يبكي مَنْ ضُحىً أبكاكا
****
شتان بين سطورهم وسطورنا
هيهات يُرضي راهبا نُساكا
****
للبوم والغربان في توراتهم
سِفرٌ يوازي ليلة تغشاكا
****
يا قدس حسبي أنني في أمة
ترعى الغريب وتزدري مولاكا
****
****
****
(بردى ) قبورُ الفاتحين حزينةٌ
وكأنّ منها هاتفاً ناداكا
****
إن جَفَّ ماءٌ كنتَ أنتَ تقوده
فلأن نارا سَعّرتْ أحشاكا
****
للسيف في يمناك طبع خالد
هلا سألتَ عروبة ً تنساكا
****
هي كلما كسَر الزمان جناحَها
أبدا وحيدا في النضال أراكا
****
بردى قريب أنت من خفقاتنا
فارفع يمينك واحْتسِبْ يُسراكا
****
تأتيك من فلك الغيوم سحابة
ثديٌ سخيٌ فاعْتصِرْ رَيَّاكا
****
ميراثنا الأحقادُ نزكو نارَها
مَنْ ذا يُكفنُ ساعدا أضناكا
****
يا نيلُ وحدكَ تحتوي ترياقها
فاصْدَعْ وصادرْ حولها أسلاكا
****
لو كان ماؤك في الفرات مسيره
لتهيبَّتْ مَسّ الترابِ عِداكا
****
لو كان نفطك فيه عقل مُبْصرٌ
لتوثقتْ في الشاطئين عُراكا
****
قالوا الثري ُّ مُرَفهٌ ومُنعَّمٌ
قلتُ البهائم ُفي الفلاةِ كذاكا
****
غُلّوهُ حتى لا يرى غير الثرى
ودعوه تحت ضروعها يستاكا
****
هذا الذي ذبح الحضارة عندما
جاءته تسعى فاشتهى المسواكا
****
قالوا( الأثير) مع البعير مسافر
قلت الحضارة أنصفت ْ مولاكا
****
فهنا الحفاة مع العراة وسقفهم
صوب السماء يعانق الأفلاكا
****
لا خير فيمن خيره من غيره
حتى يُغبِّرَ ساعديه ثراكا
****
يا نيل أنت حديدها وحريرها
فخذ الزمام فقد بكى أقصاكا
****
يا نيل أنت نعيمها وجحيمها
سبحان مَن ْسيفَ الهدى أعطاكا
****
يانيل أنت جميعها وشتيتها
فاقرأعليها واسْتعِدْ مجراكا
****
هذي الصبية تشتهيك أبوةًً
من ذا يُقبِّلُ رأسَها إلاكا؟!
..................
..................
صبحي ياسين
عن ديوان
( على الأعراف)
تعليق