تويت
الآن ,, وفى وقدة حنقه وضيقه يستطيع أن يواجه ذاته بصراحة وشجاعة ,, ! لامفر إذن ,, بسرعة اعتلى حافة الجسر وسط دهشة الماره وفزعهم ,, رمي بجسده فى خضم الأمواج الهادرة ,, فى تلك اللحظة - وماأطولها - والتى انبثقت من بداية سقوطه حتى ارتطامه بالماء .. توهج عقله وجرى شريط حافل من الذكريات المتعاقبة .. فعندما استدعاه الضابط ذهب مستأنسا بتجارب سابقة ,, إلا أنه فى هذه المرة شعر أن فى نبرة الضابط أنين مكتوم ,, هاهو لأول مرة يربّت على كتفيه فى حنان صادق ,, لأول مرة يلمح فى عينيه خفوت وسكون ,, ثم همس له فى صوت مبحوح " اتبعنى" .. سار خلفه وقد استقر القلق بداخله .. دلفا الى مشرحة المستشفى الرئيسى وعلى خوان حجري كشف الضابط الغطاء عن وجه طفلة وهو يقول "كن رجلا" ,, ثم أكمل "هل هذه ابنتك ..؟! " ,, غشيه ذهول وهو يبحلق فى الوجه المسجى أمامه .. انطبقت شفتاه وانفرجتا بلا صوت ,, سحبه الضابط بعد أن لمحه يهز رأسه فى قهر ,, استكمل الضابط كلامه : "اغتصبها الاوغاد" .ثم عادا الى المكتب ,, لايدرى كم مرّ من الوقت ,, ؟ هل تم أخذ أقواله ..؟ بماذا أجاب ..؟ أمسك بصرّة فى يديه ..بلوزة مشجرة وصندل أبيض وبقية ثياب نور عينيه ,, هل حقا كان وجهها موسوماً بميسم الفناء ..؟ وهل تم أخذ أقواله فعلا ..؟ ثم انسل خارجا .. شعر آنذاك أنه يمشى داخل كابوس .. خيّمت على حواسه زفرات وزفرات من نيران متأججة متوهجة ,, انحل وعيه مرات ومرات ,, وفى احداهما تراجع فكره الى ذكرى بعيدة ,, ربما يكون لها صلة بالواقع ,, فى مدرسة الفجالة همس المدرس وهو يتحسس ظهره : سميت الفجالة نسبة الى نبات الفجل الذى اشتهرت تلك المنطقة بزراعته ,, ثم غمز بعينيه فى وقاحة وقال : وهو مقوى عام للجسم ,, وحينما اصطدم لأول مرة مع الجنس ,, اعتلته كنمرة فى توحش ومجون ,, خمشت بأظافرها فى رقبته حتى نضحت بالدم فصرخ من الألم و..... اللذة ,, منذ تلك اللحظة خرج منه الف شيطان وشيطان ,,
وفى أثناء سقوطه المريع تقلّب جسده عدة مرات ,, فى كل مرة كان يحاول أن يحد بصره نحو السماء ,, غير أن الأمواج الهادرة فتحت فاها وبشراهة التقمته .
وفى أثناء سقوطه المريع تقلّب جسده عدة مرات ,, فى كل مرة كان يحاول أن يحد بصره نحو السماء ,, غير أن الأمواج الهادرة فتحت فاها وبشراهة التقمته .