مرت هند -- فكانت تشبه القمر الذي أحيا الحب في ليل استمر الشوق يملأه ألم و شجن -- عندما استقر عطرها في المكان نبتت الـــــــورود الملونة التي يصعب أن نعتبرها شرقية و المؤكد أنها ليست غربية -- عندما جاء الصباح كانت تشبه قوس قزح -- وروداً و عطوراً -- مرورها يشبه الحلم و عطرها صنع الحلم .. عندما كان القمر يشبهها كنا نتأمل من أجمل -- و عندما تفوقت على القمر لم نخترع اسماً يشرح الموقف .. فأسميتها سيدة القمر ...
أشعلت في شباب قريتنا ذلك الشعور الذي يجعلهم جميعاً أوربيون و سفراء .. تركوا الأرض و سقايتها و المســـــــــــــاعدة في إنباتها و استعاد كل منهم مجد ابيه -- ملك إسبانيا -- و شاهدنا بأعيننا خيول سباق و سيوف و دروع و قبعات الريف الأوروبي تدخل قريتنا في هذا القرن .. و نسوا أن الأرض غير ممهدة -- و أنه عندما تأتي صلاة المغرب سيضطرون لنزع تلك الأقنعة -- فهم لم يتعودوا على السهر و هذه أفضل مميزات قريتنا – أنا أقوم بالسهر – أنا أصولي أناضولية -- و عمي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة التركية -- و كنت في الحرس الجمهوري -- و شاهدت جميع الرؤساء و الزعماء العرب و قمت بحمايتهم من الطعام فهو ضار - كانت كتيبتي تقوم بنسفه في معدتها بعد أن أقنعناهم ان العشاء ليلاً ليس صحياً ..
عندما مرت بجواري هند تحولت الى خادم هاتين العينين – و سارق تفاحات المزرعة المقابلة لبيتي و راقص باليه -- نعم تعلمت الرقص في إيطاليا -- هذا ما يجب عليكم قوله -- و اخيراً تحدثت سيدة الأقمار : و كانت تتجه مباشرة الى بيتنا -- كنت أنظر اليها من الشرفة " مساء الخير يا سي اسماعيل " نعم إنها تقوم بتحيتي أنا و " سي " تلك هي اختصار لسيد - جاء عليها قانون السهولة و التيسير الذي اخترعته العامة و الذي حفظناه عن ظهر قلب في الجامعة فأصبحت " سي " لكن أستاذنا في الجامعة لم يكن يعلم أننا عندما نحذف " الدال" سيحف " السي " السكر .. و لأول مرة أعلم أن لي اسم و أنه " اسماعين " الجميع كانوا ينادونني - اسماعيل - يبدو أن أمي كانت تعد لي مفاجأة و بعد وصولي الى عامي الخامس و العشرين كانت ستخبرني بـ " اسماعين "
عندما هممت بالرد عليها بدأت كلماتي بقبلة و رجاء أن تحملني هاتين الشفتين لترشيح نفسي للرئاسة .. ترى لو قبلتني هند هل سيقبلني الشعب المصري رئيساً له . و جاء منظري مضحكاً كثيراً عندما طغت على ملامحي قسمات الرجاء و الحب و القبلات و العشق و الشوق و الأحلام الوردية التي تجعل هند في أحضاني ،، و بعدها قلت " مساء النور يا عسل " و عسل - هذا - هو أحد ألقابها فقد سمعت إحداهن تلقبها بذلك من مراقبتي لها خمس و عشرون ساعة في أربع و عشرون ساعة ردت هند و قالت : " يا شقي "...
نعم لقد شقيت فعلاً عندما غبتي عني ... لقد شقيت حتى انسكب الحب مني .. لقد شقيت عندما أحببتك و شقيت بعدما احببتك .. أحببتك حتى صرت شقياً و شقياً يحب سيدته فزاد شقاؤه ..
و لكنها قصدت في " يا شقي " أنني " خطير و كوميدي و أغازل " سألتني عن امي فأخبرتها أنها بالداخل
قمت بفتح الباب بنفسي لكني شعرت بالتيه -- فلأول مرة -- تمر بجواري و لا يكون بيني وبينها غير سنتيمترات معدودة -- استنشقت وحدي عطرها ، و شاهدت عن قرب ما تحملها تحت كتفيها من مستودع الحنان العالمي .. و لن أخبركم بأكثر من ذلك لأنني أخجل كثيراً و حتى لا أطرد ككل مرة خارج القرية أتسابق مع الكلاب فإذا التقطني أحدهم قام بتشريحي و إذا استطعت العودة -- أخسر من وزني ... و هذا عقاب من يذكر مفاتن جارته علناً في قريتنا .
عندما مرت بجواري ظلت شفتاي تطبقان ،، و تصدر اصواتاً بتلقائية ،، و شعرت بدفيء رغم أننا كنا شتاءً -- ترى لو تزوجتك يا هند هل سأضطر لشراء ملابساً للشتاء ..
لماذا كانت ترغب في لقاء أمي - هل ستطلب يدي اليوم - إنني سأصرع
و عندما رأتني على هذا الحال قالت " انت اهبل يا سي سماعين " لقد نسيت أن أخبركم بأن " سي " هذه لا تطلق في قريتنا إلا على شخص تعلم تعليماً جامعياً -- و لم تقصد بأنني مختل -- و إنما لها من الدلال ما يجعلها تسب أمي نفسها دون ان أشعر بالأسى .
و بعد الزيارة الرسمية لسيدة الأقمار لنا - علمت انها كانت ترغب في دعوتها لزواجها مـــن
" إبن محروس بائع البهائم "
إنه لمستوى ضحل ما وصلتي اليه يا سيدتي
هل سيحتضنك هذا " البغل " ؟ و تقومي بإنجاب " بغال " صغار منه ...
ترى عندما سيداعبك هل سيقدم لك من طعامه الذي تشاركه معه أفضل بقرة لديه ؟ ...
إنه زمن ليس لمن يحملون الشهادات مكان فيه ...
سنقيم في العاشرة أنا و مجموعة الفلاحين الأسبان الجدد - الذين كانوا بالأمس فلاحين مصريين - عزاء للقمر و سيدته ، و الرجولة و أهلها ، و الأسبان المصريين و أحصنتهم ، بعد صلاة العشاء
و من يتخلف فهو متخلف .
07 - 01 - 2013 م
أشعلت في شباب قريتنا ذلك الشعور الذي يجعلهم جميعاً أوربيون و سفراء .. تركوا الأرض و سقايتها و المســـــــــــــاعدة في إنباتها و استعاد كل منهم مجد ابيه -- ملك إسبانيا -- و شاهدنا بأعيننا خيول سباق و سيوف و دروع و قبعات الريف الأوروبي تدخل قريتنا في هذا القرن .. و نسوا أن الأرض غير ممهدة -- و أنه عندما تأتي صلاة المغرب سيضطرون لنزع تلك الأقنعة -- فهم لم يتعودوا على السهر و هذه أفضل مميزات قريتنا – أنا أقوم بالسهر – أنا أصولي أناضولية -- و عمي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة التركية -- و كنت في الحرس الجمهوري -- و شاهدت جميع الرؤساء و الزعماء العرب و قمت بحمايتهم من الطعام فهو ضار - كانت كتيبتي تقوم بنسفه في معدتها بعد أن أقنعناهم ان العشاء ليلاً ليس صحياً ..
عندما مرت بجواري هند تحولت الى خادم هاتين العينين – و سارق تفاحات المزرعة المقابلة لبيتي و راقص باليه -- نعم تعلمت الرقص في إيطاليا -- هذا ما يجب عليكم قوله -- و اخيراً تحدثت سيدة الأقمار : و كانت تتجه مباشرة الى بيتنا -- كنت أنظر اليها من الشرفة " مساء الخير يا سي اسماعيل " نعم إنها تقوم بتحيتي أنا و " سي " تلك هي اختصار لسيد - جاء عليها قانون السهولة و التيسير الذي اخترعته العامة و الذي حفظناه عن ظهر قلب في الجامعة فأصبحت " سي " لكن أستاذنا في الجامعة لم يكن يعلم أننا عندما نحذف " الدال" سيحف " السي " السكر .. و لأول مرة أعلم أن لي اسم و أنه " اسماعين " الجميع كانوا ينادونني - اسماعيل - يبدو أن أمي كانت تعد لي مفاجأة و بعد وصولي الى عامي الخامس و العشرين كانت ستخبرني بـ " اسماعين "
عندما هممت بالرد عليها بدأت كلماتي بقبلة و رجاء أن تحملني هاتين الشفتين لترشيح نفسي للرئاسة .. ترى لو قبلتني هند هل سيقبلني الشعب المصري رئيساً له . و جاء منظري مضحكاً كثيراً عندما طغت على ملامحي قسمات الرجاء و الحب و القبلات و العشق و الشوق و الأحلام الوردية التي تجعل هند في أحضاني ،، و بعدها قلت " مساء النور يا عسل " و عسل - هذا - هو أحد ألقابها فقد سمعت إحداهن تلقبها بذلك من مراقبتي لها خمس و عشرون ساعة في أربع و عشرون ساعة ردت هند و قالت : " يا شقي "...
نعم لقد شقيت فعلاً عندما غبتي عني ... لقد شقيت حتى انسكب الحب مني .. لقد شقيت عندما أحببتك و شقيت بعدما احببتك .. أحببتك حتى صرت شقياً و شقياً يحب سيدته فزاد شقاؤه ..
و لكنها قصدت في " يا شقي " أنني " خطير و كوميدي و أغازل " سألتني عن امي فأخبرتها أنها بالداخل
قمت بفتح الباب بنفسي لكني شعرت بالتيه -- فلأول مرة -- تمر بجواري و لا يكون بيني وبينها غير سنتيمترات معدودة -- استنشقت وحدي عطرها ، و شاهدت عن قرب ما تحملها تحت كتفيها من مستودع الحنان العالمي .. و لن أخبركم بأكثر من ذلك لأنني أخجل كثيراً و حتى لا أطرد ككل مرة خارج القرية أتسابق مع الكلاب فإذا التقطني أحدهم قام بتشريحي و إذا استطعت العودة -- أخسر من وزني ... و هذا عقاب من يذكر مفاتن جارته علناً في قريتنا .
عندما مرت بجواري ظلت شفتاي تطبقان ،، و تصدر اصواتاً بتلقائية ،، و شعرت بدفيء رغم أننا كنا شتاءً -- ترى لو تزوجتك يا هند هل سأضطر لشراء ملابساً للشتاء ..
لماذا كانت ترغب في لقاء أمي - هل ستطلب يدي اليوم - إنني سأصرع
و عندما رأتني على هذا الحال قالت " انت اهبل يا سي سماعين " لقد نسيت أن أخبركم بأن " سي " هذه لا تطلق في قريتنا إلا على شخص تعلم تعليماً جامعياً -- و لم تقصد بأنني مختل -- و إنما لها من الدلال ما يجعلها تسب أمي نفسها دون ان أشعر بالأسى .
و بعد الزيارة الرسمية لسيدة الأقمار لنا - علمت انها كانت ترغب في دعوتها لزواجها مـــن
" إبن محروس بائع البهائم "
إنه لمستوى ضحل ما وصلتي اليه يا سيدتي
هل سيحتضنك هذا " البغل " ؟ و تقومي بإنجاب " بغال " صغار منه ...
ترى عندما سيداعبك هل سيقدم لك من طعامه الذي تشاركه معه أفضل بقرة لديه ؟ ...
إنه زمن ليس لمن يحملون الشهادات مكان فيه ...
سنقيم في العاشرة أنا و مجموعة الفلاحين الأسبان الجدد - الذين كانوا بالأمس فلاحين مصريين - عزاء للقمر و سيدته ، و الرجولة و أهلها ، و الأسبان المصريين و أحصنتهم ، بعد صلاة العشاء
و من يتخلف فهو متخلف .
07 - 01 - 2013 م
تعليق