يمر عام آخر
وما أزال أغربل اللحظات
أطعم سفيفها العاق
الخالي منك الريح
و أحتفظ بالباقيات الصالحات
يمر عام
و قبل رحيله اتخذ هيئة مطرقة
و أنا المسمار الصامد
بين الحديد و الرمل
عبثا يحاولان وئدي
يمر عام
و ما أزال المتماهي الشارد
في المسافة ما بين العصا
و الطبل اللجوج
وما من يميز الدمدمة من تنهيدي
يمر عام
و ما أزال أقودني صوب الفراغ
يجازف المطر بضحالتي
يخاتل العطر وجعي
فيما يتحمس المجداف في يدي
يمر عام
و ما تزال الاماسي متوثبة
لتخصف بي في درج الذكريات القصية
فتم أسرف علي منك
و تم الأقداح لا تهدر تحلة زهدي
يمر عام
و ما أزال أشن تحناني
صوب الدروب الحالمات
لأعثر علي متلبسا بعطرك
فأرضع ثغاء الشوق أضغاث وجدي
يمر عام
و ما أزال أحبك دون أن ألقاك
أنا المفطور على عشق لؤلؤة
و إن محارتها في الاعماق
قاحل العين منك عكس وريدي
يمر عام
يعقبه بأي حال غيره
مفلسة منك حصالتي
و متضخمة بك حوصلتي
أترى الآتي منجز سعدي
تعليق