عجزت الحروف عن وصفهِ، حاولت الكلمات بلا جدوى أن تجد له بداً. عرفه العاشق المحروم فلم يجد له حداً. جسدته أمٌ فقدت ضناها فأثخنتها الجراح، عايشته زوجة غادرها الزوج بلا عذر مباح. تغنى به الشعراء و كتب عنه أصحاب القلم و أصبح شعاراً لنا مثل العلم. يقتحم الحصون بلا خوف أو وجل يأتي بلا توقيت على عجل. إنه الفراق على أثره انسكبت الدموع و أمسى القلب بطعناته مفجوع. كل ما سبق تجسد في عائلة أعرفها أشد المعرفة كانت مثال حي لألم يأبى التوقف و آهات أصبحت ديدناً. هذه العائلة تتكون من أب و أم و أبناء ثلاثة موطنهم فلسطين و إقامتهم المنفى. كانوا أثرياء إلى أبعد ما يكون الثراء فلم يتركوا نصيبهم من الدنيا فعاشوا حياة رغيدة. بعدها و في تحول مفجع صارع الأب مرضاً خبيثاً انتهى بموته فكانت أولى طعنات الأسى. مات المعيل الذي به العود يشتد و به القلب يحيى. مات الأب صانع اللحظة و به الأجواء تهنى. هكذا وضع الحزن قدماً في بيت كان أسعد البيوت. و بمضي ثلاث سنوات كان الابن الأكبر قد ذهب لإصلاح عطل في سيارةٍ تخصه لدى ميكانيكي يعرفه. دخل الابن الكراج و برفقته الميكانيكي و تم إغلاق الكراج بسبب برودة الطقس، كي يقيهم البرد القارص. و بمضي ساعة من العمل و التصليح و عدم إدراكهم للقاتل الصامت "أول أكسيد الكربون" قتل كلاهما و بذلك فارق الابن الحياة ليضع الحزن قدماً أخرى في بيت ما لبث أن استفاق من صدمة فراق الأب. عندها قررت الأم أن ترجع إلى فلسطين برفقة ابن و ابنة. تزوجت الابنة تاركةً أمها و أخيها الأصغر الذين يعيشون حياةً قد اعتراها الصمت و السكون. مضت سنوات قليلة اشتد فيها عود الشاب الصغير و كنتيجة لحزن يأبى الرجوع و فراق يأبى التوقف، سجن الابن الوحيد
على خلفية جريمة. مرت سنوات و خرج من كان مسجوناً. و بفرحة خروجه ماتت الأم، فلم يتبقى من العائلة إلا ابنٌ مثخن بالجراح و ابنة تلقفتها مشاغل الحياة. حار الشاب فلم يجد في الحياة بداً فهجرها، و أحب الآخرة فسعد و سعدت به الدنيا...
على خلفية جريمة. مرت سنوات و خرج من كان مسجوناً. و بفرحة خروجه ماتت الأم، فلم يتبقى من العائلة إلا ابنٌ مثخن بالجراح و ابنة تلقفتها مشاغل الحياة. حار الشاب فلم يجد في الحياة بداً فهجرها، و أحب الآخرة فسعد و سعدت به الدنيا...
تعليق