في البدء كان الوطن ...
و ها هي الكلمة تنز وجع الانتماء ...
هي الكلمة تحرث تربة ممكنة للخلاص....
هادئ انسيابي يفتتح الشاعر وصلته الشعرية على غرار هدوء و انسيابية بطله الشعري
يقول المبدع
هَادِئاً
أَرْسُمُ لِلْخَيلِ مَدى
وأَغِيبُ فِيمَا أَشْتَهي
ما أعمق الاشتغال هنا على دالاوية التشبيه بين فعلي رسم المدى للخيل و ما يحيل عليه من معاني الانطلاق في مقابل فعل الغياب فيما يشتهى و ما يستبطن
من هالات الرغبة في الانعتاق
هكذا يؤسس التشبيه لترابطية فعلي الانطلاق و الانعتاق معولا على أداتي الحلم و ضامنه فرشاة تعبيرية -الرسم التخييلي - و الفيزياء و ضامنها حركية جسدية غائية
-الغياب الموجب الشهواتي-
هي الكلمة تحرث تربة ممكنة للخلاص محملا الشاعر الباب رغم ثبوتيته و حياديته من حيث الأصل كونه نهاية مادة طيعة للذات البشرية كلمة الفصل في اداء
وظيفته الأساس من انفتاح و انغلاق على جنيساته من الذوات الاخرى كما على عالمهما الخارجي المنتمية اليه الذات الشاعرة كما الذات موضوع شعرية النص
لكن الشاعر هنا يمنح الباب دوره الترميزي الريادي بوصفه محفز عين القلب على تمثل زائر محتمل بصرف النظر عن ايجابية الزيارة من عدمها اذ تعلق الذات
المكلومة خلاصها على هزة افتراضية يأتيها الباب حيث يستصرخه الشاعر داخليا سالكا نفس الهدوء الافتتاحي للبوح
منْتَظِراً هَزَةَ الِبَابٍ
لِأَرَى مِنْ عَيْنِ قَلْبِي زَائِرَه
استجاب الباب أخيرا أتى هزته لتكاشف عين قلب الشاعر ملحمة غائرة التوجع تحيك أواصر الفاجعة و في ذلك مراوغة فنية حينية توخاها الشاعر ففي الوقت
الذي انتظرنا معه هزة الباب آملين نقاط انفراج ما فاذا بالشاعر يحيلنا على تجاربنا الحياتية حيال الأبواب التي كثيرا ما نسعى الى فتحها و ما ان بلغنا غايتنا وددنا
لو أن ذات الابواب لم نشتهي فتحها و لا هزتها مطلقا لتخييبها افق انتظاراتنا
و بوب الشاعر تلك الخيبات الى خيبة كبرى حيال الوطن و خيبة صغرى حيال الذات كحيال الآخر
هكذا يبكي الشاعر ذاتيته المخصوصة مستعينا بمخاطبة الآخر سبيلا لجرد حالية فواجعه
لَكِنَّهَا غُيُومُ النُّعَاسِ
تَأْخُذُ رُوحَكَ
ولَا نُجُومَ مُقْبِلَة
وَجْهُكَ المَسْلُوبُ مِنْكَ
نَائِمٌ فِي فِكْرَةٍ مُوجِعَة
ركن الشاعر الى حركية تواترية تصاعدية بدايتها الحالة الخاصة ليقف متأملا في مرحلة متقدمة من الحس الوجداني التراكمي الحالة العامة -الوطن-
بتمام جبروتها و حميميتها و عميق احداثاتها و تأثيراتها على الحالة الخاصة
إِبَرٌ تَغُوصُ تَحْتَ جِلْدِكَ
تُحِيلُه لُعْبَةً
تُحِيلُ رُؤاكَ إِلى بِلَادٍ مِنْ خَيَالٍ وجَلِيدٍ
فَتَنْسَى الْجِهَاتِ الأَرْبَعَ
وتَختفي مِنْ عَيْنَيْكَ الأَمَاكِنُ
آه يَا دُخَانَ المِحْرَقَة،
آه يَا بِلَادَ الْمِقْصَلَة
هَلْ حُبُّ الأَوْطانِ نَزْوَةٌ
أو غَزْوَةٌ بَيْنَ مُحِبَينَ
يَسْرِقَانِ حَالَةَ السِّلْمِ
مِنْ قُلُوبٍ حَالِمَة
يعول الشاعر هنا على ثنائية الاستفهام التحليلي -هَلْ حُبُّ الأَوْطانِ نَزْوَةٌ/أو غَزْوَةٌ بَيْنَ مُحِبَينِ- و التعجب التثبيتي -آه يَا دُخَانَ المِحْرَقَة،/ آه يَا بِلَادَ الْمِقْصَلَة-
كل ذلك محاولة حثيثة شعرية لرصد مفصلية الفاجعة توقعا و واقعا
تلقي الفاجعة بظلالها الكبرى الثقيلة على الذات الشاعرة بتوسله تقنية الحوار الباطني المنطلق من الذات و المرتد اليها نهاية
ها هنا تنتصب الأنا سائلة متسائلة تصوغ السؤال و تسائل الأنا أناها مشروع رد يفي تراجيدية تناسلية السؤال
وأَنْتَ يَا أَنَا، أَجِبْ،
يَا بْنَ عَلَامَاتِ التَّعَجُبِ
والتّثَاؤُبِ والْأَسْئِلَة
و يفصل الشاعر في معرض الضربة القاتلة أسئلته ليقف عند تأزم دراماتيكي يحوم حتى حيال طرق السؤال لحظة الخوض في قيمية الاستشهاد فيزيائيا
اي الشهادة الواقعية من جهة و روحيا جماليا و المتمثل الاخير في الاستشهاد الاعتباري للذات الشاعرة من جهة اخرى
هَمَسَتْ كُلُّ الشَّيَاطِينِ فِيهم
اقْتُلْ لِتَحْيَا
قَالَا قُرْبَ دَمِي المُوَزَّعِ بَيْنَهم شِعْراً
ومَرْثَاةً كَاذِبَة
و لا ينتهي الشاعر من الايغال في ما ورائية المصائر حتى أنه يبذخ في نصب محاكمة افتراضية نسج نص تهمها كنص دفوعاتها باقتدار تقني و فني
يَا حَبِيبَ القَلْبِ
يَا أَخَانَا
لَمْ تَكُنْ فِي الْمَعْرَكَة
لَمْ نَشَأْ قَتْلَكَ
فَنَمْ نَوْمَةً هَادِئَة
وتَهَامَسَا إِلَى بَعْضٍ
مِنْ رَعْبَةِ المَوْتِ
ورَغْبَةٌ فِي القَتْلِ تَشْهَقُ
فِي يَدَينِ قَاتِمتَين
وتُطِلُّ مِنْ عَيْنٍ مَاكِرَةٍ غَدْرَةٌ :
هِيَ ضَرْبَةٌ قَاتِلَة
هكذا ورطنا الشاعر معه ليس فقط في تلذذ صوره البارعة و شفافية حروفه المثخنة باسقاطات التفجع و التي
رتق لحمها المتناثر بين طيات القصيدة بمقاربة شعرية ومضوية أجاد الشاعر تفعيل وظيفتيها مشهدة و كثافة
ضمن مطولته ضربة قاتلة بل أيضا يورطنا حتى في استفهامية كبريات القيم و ان أجمعنا بداية على قيميتها استئناسا و قلب قياس
مع خالص محبتي و تقديري لبطلي مطولتكم الماتعة
المبدع مازن العجوري
و حرفك الموسوم جمالية وجع
و ها هي الكلمة تنز وجع الانتماء ...
هي الكلمة تحرث تربة ممكنة للخلاص....
هادئ انسيابي يفتتح الشاعر وصلته الشعرية على غرار هدوء و انسيابية بطله الشعري
يقول المبدع
هَادِئاً
أَرْسُمُ لِلْخَيلِ مَدى
وأَغِيبُ فِيمَا أَشْتَهي
ما أعمق الاشتغال هنا على دالاوية التشبيه بين فعلي رسم المدى للخيل و ما يحيل عليه من معاني الانطلاق في مقابل فعل الغياب فيما يشتهى و ما يستبطن
من هالات الرغبة في الانعتاق
هكذا يؤسس التشبيه لترابطية فعلي الانطلاق و الانعتاق معولا على أداتي الحلم و ضامنه فرشاة تعبيرية -الرسم التخييلي - و الفيزياء و ضامنها حركية جسدية غائية
-الغياب الموجب الشهواتي-
هي الكلمة تحرث تربة ممكنة للخلاص محملا الشاعر الباب رغم ثبوتيته و حياديته من حيث الأصل كونه نهاية مادة طيعة للذات البشرية كلمة الفصل في اداء
وظيفته الأساس من انفتاح و انغلاق على جنيساته من الذوات الاخرى كما على عالمهما الخارجي المنتمية اليه الذات الشاعرة كما الذات موضوع شعرية النص
لكن الشاعر هنا يمنح الباب دوره الترميزي الريادي بوصفه محفز عين القلب على تمثل زائر محتمل بصرف النظر عن ايجابية الزيارة من عدمها اذ تعلق الذات
المكلومة خلاصها على هزة افتراضية يأتيها الباب حيث يستصرخه الشاعر داخليا سالكا نفس الهدوء الافتتاحي للبوح
منْتَظِراً هَزَةَ الِبَابٍ
لِأَرَى مِنْ عَيْنِ قَلْبِي زَائِرَه
استجاب الباب أخيرا أتى هزته لتكاشف عين قلب الشاعر ملحمة غائرة التوجع تحيك أواصر الفاجعة و في ذلك مراوغة فنية حينية توخاها الشاعر ففي الوقت
الذي انتظرنا معه هزة الباب آملين نقاط انفراج ما فاذا بالشاعر يحيلنا على تجاربنا الحياتية حيال الأبواب التي كثيرا ما نسعى الى فتحها و ما ان بلغنا غايتنا وددنا
لو أن ذات الابواب لم نشتهي فتحها و لا هزتها مطلقا لتخييبها افق انتظاراتنا
و بوب الشاعر تلك الخيبات الى خيبة كبرى حيال الوطن و خيبة صغرى حيال الذات كحيال الآخر
هكذا يبكي الشاعر ذاتيته المخصوصة مستعينا بمخاطبة الآخر سبيلا لجرد حالية فواجعه
لَكِنَّهَا غُيُومُ النُّعَاسِ
تَأْخُذُ رُوحَكَ
ولَا نُجُومَ مُقْبِلَة
وَجْهُكَ المَسْلُوبُ مِنْكَ
نَائِمٌ فِي فِكْرَةٍ مُوجِعَة
ركن الشاعر الى حركية تواترية تصاعدية بدايتها الحالة الخاصة ليقف متأملا في مرحلة متقدمة من الحس الوجداني التراكمي الحالة العامة -الوطن-
بتمام جبروتها و حميميتها و عميق احداثاتها و تأثيراتها على الحالة الخاصة
إِبَرٌ تَغُوصُ تَحْتَ جِلْدِكَ
تُحِيلُه لُعْبَةً
تُحِيلُ رُؤاكَ إِلى بِلَادٍ مِنْ خَيَالٍ وجَلِيدٍ
فَتَنْسَى الْجِهَاتِ الأَرْبَعَ
وتَختفي مِنْ عَيْنَيْكَ الأَمَاكِنُ
آه يَا دُخَانَ المِحْرَقَة،
آه يَا بِلَادَ الْمِقْصَلَة
هَلْ حُبُّ الأَوْطانِ نَزْوَةٌ
أو غَزْوَةٌ بَيْنَ مُحِبَينَ
يَسْرِقَانِ حَالَةَ السِّلْمِ
مِنْ قُلُوبٍ حَالِمَة
يعول الشاعر هنا على ثنائية الاستفهام التحليلي -هَلْ حُبُّ الأَوْطانِ نَزْوَةٌ/أو غَزْوَةٌ بَيْنَ مُحِبَينِ- و التعجب التثبيتي -آه يَا دُخَانَ المِحْرَقَة،/ آه يَا بِلَادَ الْمِقْصَلَة-
كل ذلك محاولة حثيثة شعرية لرصد مفصلية الفاجعة توقعا و واقعا
تلقي الفاجعة بظلالها الكبرى الثقيلة على الذات الشاعرة بتوسله تقنية الحوار الباطني المنطلق من الذات و المرتد اليها نهاية
ها هنا تنتصب الأنا سائلة متسائلة تصوغ السؤال و تسائل الأنا أناها مشروع رد يفي تراجيدية تناسلية السؤال
وأَنْتَ يَا أَنَا، أَجِبْ،
يَا بْنَ عَلَامَاتِ التَّعَجُبِ
والتّثَاؤُبِ والْأَسْئِلَة
و يفصل الشاعر في معرض الضربة القاتلة أسئلته ليقف عند تأزم دراماتيكي يحوم حتى حيال طرق السؤال لحظة الخوض في قيمية الاستشهاد فيزيائيا
اي الشهادة الواقعية من جهة و روحيا جماليا و المتمثل الاخير في الاستشهاد الاعتباري للذات الشاعرة من جهة اخرى
هَمَسَتْ كُلُّ الشَّيَاطِينِ فِيهم
اقْتُلْ لِتَحْيَا
قَالَا قُرْبَ دَمِي المُوَزَّعِ بَيْنَهم شِعْراً
ومَرْثَاةً كَاذِبَة
و لا ينتهي الشاعر من الايغال في ما ورائية المصائر حتى أنه يبذخ في نصب محاكمة افتراضية نسج نص تهمها كنص دفوعاتها باقتدار تقني و فني
يَا حَبِيبَ القَلْبِ
يَا أَخَانَا
لَمْ تَكُنْ فِي الْمَعْرَكَة
لَمْ نَشَأْ قَتْلَكَ
فَنَمْ نَوْمَةً هَادِئَة
وتَهَامَسَا إِلَى بَعْضٍ
مِنْ رَعْبَةِ المَوْتِ
ورَغْبَةٌ فِي القَتْلِ تَشْهَقُ
فِي يَدَينِ قَاتِمتَين
وتُطِلُّ مِنْ عَيْنٍ مَاكِرَةٍ غَدْرَةٌ :
هِيَ ضَرْبَةٌ قَاتِلَة
هكذا ورطنا الشاعر معه ليس فقط في تلذذ صوره البارعة و شفافية حروفه المثخنة باسقاطات التفجع و التي
رتق لحمها المتناثر بين طيات القصيدة بمقاربة شعرية ومضوية أجاد الشاعر تفعيل وظيفتيها مشهدة و كثافة
ضمن مطولته ضربة قاتلة بل أيضا يورطنا حتى في استفهامية كبريات القيم و ان أجمعنا بداية على قيميتها استئناسا و قلب قياس
مع خالص محبتي و تقديري لبطلي مطولتكم الماتعة
المبدع مازن العجوري
و حرفك الموسوم جمالية وجع
تعليق