كتب مصطفى بونيف





يدخل الإنسان إلى الدنيا عاريا ، ويخرج منها كذلك ....هكذا خلقنا الله !!!

كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت على تلفزيون - أورونيوز- الأوروبي ، صورا عن احتفال خاص في إحدى المدن الأوروبية..يخرج الناس فيه عرايا - يا مولاي كما خلقتني - إلى الشارع ...رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخا ..كل المدينة عارية ...حتى النظارات ممنوع !!
..والمدهش أكثر أن الناس تمشي هكذا ولا أحد يهتم بالآخر ..
حاولت أن أتخيل الموقف في شوراعنا العربية ، تخيل معي أن الشعب العربي ينزل كله عاريا إلى الشارع ...ترى ما الذي يمكن أن يحدث ؟؟؟
شبابنا - الله يحرسه من العين - يستطيع أن يعاين أي منطقة في قلب جسمك حتى لو لبست معطفا روسيا ...فما شاء الله ...أشعة فوق البنفسجية ، وتحت الحمراء ..وفوق المحشية ، تخترق ثياب المارة ...
يقف ابراهيم مع شلته على ناصية الشارع - والشهادة لله - ، إبراهيم لا يفوته فرض للصلاة ...يقف بعد الإمام مباشرة ..لكن مشكلة وقوفه على ناصية الشارع هواية قديمة ولا يتسطيع الاستغناء عليها بسهولة...
تمر الفتاة أمام إبراهيم وشلته ...فيصرخ : وااااااااااااااااااو شايف القنبلة البشرية ، الله الله الله ....أنظر إلى الجسم ، يا سلام !!!!
فيرد صاحبه : واحدة مثل هاته ، ممنوع اللمس ....هذه خلقت حتى نسبح الله على جمالها ..
فيصرخ الآخر : لاااااااااااااااا ، أنظروا ، جاءت قنبلة ألعن منها ، هذه ليست قنبلة عادية ، يا جماعة قنبلة نووية ستنفجر علينا ونروح في ستين داهية ...
والفتاة كما قالوا فعلا ...قنبلة نووية ، أقصد قنبلة بشرية !!!
طويلة ، شقراء ، شعرها يلهث خلفها **** كسنابل تركت بغير حصاد !! ، أما بالنسبة للمؤهلات ...والملابس ، تستطيع أن تقول "شاكيرا ماشية في قلب الشارع ".
استويت في جلستي على المقعد في مقهى على الشارع ...ورحت أنظر في خلق الله ، مثلما يفعل إبراهيم مع شلته ...
مرت أمام المقهى فتاة ، "لابسة من غير هدوم" على رأي عادل إمام ....ميني جيب وهاوس...الميني جيب للمؤدبين الذين لا يعرفونه " هو تنورة ترتفع عن الركبة بحوالي شبرين " ..."والهاوس هو بلوزة ، ترتفع عن السرة بحوالي "شبر ونص" ...
ترك عمو صالح طاولة الدومين ...ووحد الخالق وهو يشاهد هذه البقرة الآدمية...عرك شنبه بسبابته ثم قال " وين كنتو يا خرفان لما كنا جزارين" ...فرد عليه عمو داود " لولا خوفي من ربنا ، لأفسدت من أجلها الحجتين والثلاث عمرات ..مش خسارة فيها " ...
همس شاب لصاحبه وهو ينفث دخان سيجارة في السماء " أنظر إليها من الخلف ، هذه ليست فتاة ، هذه دبابة ..ودبابة من نوع ميركافا أيضا ...واحدة مثل هذه لا يلجمها واحد مثلي ومثلك ...لاااااااااااا واحدة مثل هذه يلزمها رامبو فما فوق !!!!".
وفجأة ...سقط شاب من على كرسيه بعد أن أتعبه النظر إلى هذه المدرعة وسيقانها ، وسرتها ...وهو يصرخ "زوجوني ، زوجوني ، زوجوني !!!!!!! ".
التفتت الفتاة إلى المقهى بقرف وهي مشمئزة : أوووووه سوفااااااااج !!!!!
شعرت بقرف شديد من جلوسي في مقهى على الشارع ، فقررت أن أذهب إلى حديقة عمومية ...اشتريت جريدة ، واستلقيت في العشب ...رفعت رأسي من الجرنال ..لتقع عيني على فتاة ..ما شاء الله ...الخمار يغطي رأسها ، ووجهها يشع بياضا وجمالا ...الله الله الله ..
نزلت بنظري شوية تحت ...البلوزة ضيقة ، وصدرها يكاد ينفجر من الضيق ...نزلت شوية تحت ....آآآآآآآه السرة ....نزلت بنظري تحت ...بنطلون ضيق ، شعرت أن جسمها يريد أن ينجو بنفسه من الضيق الذي هو فيه ...وارتفعت درجة الحرارة في جسمي ....
"لماذا تلبس خمارا على رأسها يا ترى ؟؟؟؟ ، هل هذه محجبة ؟؟؟؟".
من ناحية الرأس ...الفتاة غطت شعرها يكثر خيرها ....وتصلح للزواج بواحد مثل عمرو خالد ....أما النصف السفلي ...الفتاة كشفت كل شيئ ...وتصلح للزواج بواحد مثل عمرو دياب!!!! .
التفتت الفتاة إلي وكأنها انتبهت إلى درجة حرارتي المرتفعة ثم ابتسمت: كم تشير الساعة من فضلك ؟؟؟
فأجبتها والعرق يتصبب من جبيني ، وبصوت متلعثم : إنها وربع !!!!
فاستغربت : ماذا يعني وربع .....الساعة كم ؟؟؟؟
فأجبت وأنا أرتعش من شدة الحر!!!! : عقرب الساعة لا يعمل ، واقف عند الساعة 1 ، لكن عقرب الدقائق شغال وهو الآن عند وربع ....لو تبقين قليلا سوف يتحرك إلى ساعة إلا ربع ساعتها نروح كلنا في داهية !!!!!!.واسقط على الارض مصروعا وأقول "زوجوني ، زوجوني ، زوجوني !!!!".
هربت بنفسي إلى المسجد ....هو المكان الوحيد الذي لا أرى فيه لا مدرعات ولا دبابات ولا كلاشينكوف ...
وقفت في باحة المسجد ، أتأمل وجوه المصلين وقد ملأها الوقار والخشوع ...والنساء يلبسن الحجاب والنقاب ..يا ما شاء الله ..الله أكبر ...الله أكبر !!!!.
حتى جاءني صديقي سليمان ، وهو شاب في الثلاثين لم يستطع الباءة بعد حتى يتزوج ...وأعجبني وقاره ، وذقنه - لحيته - الطويلة ، وعلامة الصلاة على جبهته كأنها ختم الجمهورية ..يا ما شاء الله ..الله أكبر !!!.
كان صاحبي يتحدث عن رغبته في الزواج خصوصا وأن الفتنة قد زادت ، ولا يجد لنفسه خيرا من الزواج ...حتى مرت أمامنا امرأة تلبس حجابا فضفاضا ونقابا ...لا يظهر منها شيئ حتى عينيها قد غطتهما بنظارات سوداء ...
فهمس صاحبي سليمان قائلا : يا الله ..إنها الأخت الفاضلة "وسيلة" ، ما شاء الله قوام وجمال ، ومشية كلها وقار ...أنظر إليها يا أخ مصطفى ، إنها مثال في الحشمة ، والأنوثة ..
فقلت له : - يا سليمان اتق الله ...قوام ماذا ، وجمال ماذا ،ثم من أين عرفت بأنها الأخت وسيلة...؟؟؟؟ ، سبحان الله هل ركبت سكانر على عينيك ....لاحول ولا قوة إلا بالله !!!صليت وسألت الله أن يرفع مقته وغضبه عنا ...
ثم خرجت إلى الشارع متوجها إلى بيتي ...
في الطريق ...يمشي أمامي -والله أعلم - شاب ....يتدلع ويتغنج في مشيته ولا هيفاء وهبي ،
سرواله - بنطلونه - نازل ، وبلوزته فوق سرته طبعا ....وتظهر ملابسه الداخلية بوضوح ، وقد كتب بخط واضح على طرف -كلسونه - باللغة الإنجليزية just do it !!!!
بمعنى ..افعلها !!!!!.
وكنت سأفعلها .....لولا أن الشاب أسرع ليركب تاكسي !!!!!!
نعود إلى قناة - أورو نيوز - والصور المثيرة ، تخيلوا معي أن الجزيرة تنقل لنا صورا عن خروج الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم في حارة الكبش !!!!

مصطفى بونيف .