:: مسرحية " المجهول " ::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لبنى علي
    .. الرّاسمة بالكلمات ..
    • 14-03-2012
    • 1907

    :: مسرحية " المجهول " ::

    عاد الألم وعادت الذكرى تتربع من جديد على أصداء

    محيّا معزوفة الأيام و سلسة مفاجآتها اللامتناهية ..

    اليوم .. الذكرى السنوية لأصداء مسرحية " المجهول "..

    تلك المسرحية التي قلبت حياة العم " عصام " رأساً على عقب ..

    وأحالت فجر ابتسامته الى خيوط دخان ضبابية ..


    حسام , سام , ربيع , ثلاثة شرايين نابضة في فؤاد واحد ..

    ذاتُ القيم , ذاتُ المباديء , ذات التربية القويمة , ذات الابتسامة

    وذات الوفاء ..

    إنهم للعم عصام سيمفونية حياة وبريق وجود ..

    سيمفونية , ابتلعتْ ايقاعاتها , بلا رحمة , أمواج القدر و..






    للحديث دوماً بقية ..


    لبنى

  • لبنى علي
    .. الرّاسمة بالكلمات ..
    • 14-03-2012
    • 1907

    #2
    سامٌ أبى إلا أن يذهب في رحلة بحرية بحثاً عن مغامرة ،


    عن كنز مجهول ، عن أسطورة ، عن أطلال سفينة مفقودة ..



    حزم حقائبه ، قبّل والده ، ودّع أخويْه ، ونبض الابتسامة تعلو وجنتيه ، وبريق الطموح

    يفر من بين نبضات عينيه ..


    غادر .. ولم يكن يعلم أن أسطورة بحرية


    ستحيا من جديد لتلقي بظلالها على مرايا الأمس


    و صدى الحاضر القريب البعيد ..







    (( يتبع ))

    تعليق

    • لبنى علي
      .. الرّاسمة بالكلمات ..
      • 14-03-2012
      • 1907

      #3
      " ذات الأطياف السبعة " تلك الأسطورة التي بدت تحوم

      بخبث في فضاءات مخيلة العم عصام ، لتحيل الترقب

      إلى هذيان ، والصمت إلى ظلال نيران ، والعين إلى مرفأ

      لؤلؤ منثور ، في أحشائه أشواك حيرة ، وفي ظلاله

      بريق من بلور ..

      وأسراب تساؤلات قد اخترقت بوابة المجهول

      لتمسي رهينة تكهناتٍٍ ضبابيّة توحّدتْ وأوردة

      ربيع ، ورؤى حسام ، وعَبَرات العم عصام ، ونبضات

      قهقهة الـ

      .


      .

      .











      (( يتبع ))

      تعليق

      • لبنى علي
        .. الرّاسمة بالكلمات ..
        • 14-03-2012
        • 1907

        #4
        أجل ,, هي قهقهة اللعنة الأسطورية ,,

        تلك التي تعود ظلالها إلى ما قبل المائة عام ,,

        .. تلك التي أحالت , وببراعة , قرية " التلال " الهادئة إلى

        ضجيح رهبة , و هذيانات ضبابية ,,وصدى عَبَرات تساؤلاتٍ

        هادئة صاخبة مدويّة ,,


        ,, تلك التي صيّرتْ , وبمكر , ربيع الوجدان و عبق رياضه الغنّاء

        إلى أشواك صحراء قاحلة لا حياة فيها ولا همس وجود ,,









        (( يتبع ))

        تعليق

        • لبنى علي
          .. الرّاسمة بالكلمات ..
          • 14-03-2012
          • 1907

          #5
          , ريحانة التلال , هكذا اعتاد أهل القرية

          مخاطبة :: لبنى :: ابنة أحد أعيان القرية ,, وأكثرهم

          ثراء وصيتاً ,,

          ريحانتنا كانت للجمال محبة , وكان الجمال لها نعم المُحب ..

          فروحها سامرت عطر أخلاقها وبهاء ترانيم طلتها وإشراقة مُحياها,,

          ,, لبريق عينيها حكاية صفاء ومعزوفة حياة لطالما

          تناقلتها فراشات الربيع وزغاريد النسمات وشذى قناديل

          الرياض ,,



          كَبُرَتْ ,, وكبر معها عنقود القيم , وازدان بومضات الشمس

          وأنشودتها , وبالفجر وبسماته , والقمر وبريق نجماته ,,

          فأضحت لقلب الوجود نعم السفيرة لصفاء الروح وإشراقة ابتسامتها

          إلى أن ..












          (( .. يتبع .. ))

          تعليق

          • لبنى علي
            .. الرّاسمة بالكلمات ..
            • 14-03-2012
            • 1907

            #6
            إلى أن ألقى كيوبيد بسهمه ليعلن ولادة حب

            حقيقي ,, حب تربع في قلبِ فؤاد ريحانة التلال

            ليضفي إلى بريق إشراقة محيّاها إشراقاً نابضاً بأزاهير

            الحياة ونسمات ابتسامة اتخذتْ من رحيق الزهر

            وترنيمة الفجر , وتراتيل القمر , عنواناً

            لها وومضات هويّة ,,


            أجل ,, إنه أحمد ,,

            ذاك الذي سرق مفتاح قلب لبنى و اعتلى صهوة أوردته

            وتناغم وإيقاعات صدق نبضاته , فأضحى لها نِعْمَ الحبيب ..

            وكزوج مستقبلي من صدى روحها قريبٌ قريب ,,


            لبنى قررتْ مصارحة والدها( سليم ) بأمر هذا السلطان " الحب "

            حتى يُتوّج بتاج النور ,, وعطره ,,

            وهذا فعلاً ما كان ,,

            وكانت فكرة مقابلة سليم لأحمد

            من الضرورة بمكان ..

            فتقابلا وتحادثا وانتهى الأمر

            بــ








            .


            .


            .



            (( يتبع ))

            تعليق

            • لبنى علي
              .. الرّاسمة بالكلمات ..
              • 14-03-2012
              • 1907

              #7
              " أزاهير الموافقة "

              أجل ,, تفننتْ في عزف لحنها ,, ليبتسم الفؤاد


              طرباً ولتبتهج الروح فرحاً ,, ولتدندن العيون


              أنساً و صفاء ,,


              ,,ولم تكن تعلم بأن ربوع السعادة ستوصد

              أبوابها بلا رحمة وسيكون الحزن للقلب

              هو الرفيق الأوحد ,,


              .

              .




              (( يتبع ))


              تعليق

              • لبنى علي
                .. الرّاسمة بالكلمات ..
                • 14-03-2012
                • 1907

                #8
                اقترب موعد الزفاف ,, ومع نبضات دقات


                بشائره , بدأت نيران الصراع تحتدم ,,


                إنه صراع ذاتي بحت ,, بطلاه : سليم وسليم


                .


                .


                .


                لا ,, ما الذي فعلته ؟؟ لِمَ وافقتُ ؟؟


                إنها ابنتي الوحيدة ,, إنها نبراس


                فضاءاتي , ربيع أيامي , بريق ابتساماتي


                إنها أميرة مملكة روحي ,, إنها بوح صمتي


                إنها


                .


                .


                .
                أنا , أجل ,, أنا




                فلا بد ..


                لا بد من إيجاد طريقة لأتخلص بها من هذا الشاب ,,


                ولكن ,,


                لا , لا محل للكن من الإعراب ..


                .


                .


                .


                أيا رائد ( خادم سليم ) ,, هل لك بإحضار جميل على الفور ؟


                رائد : بكل سرور ..


                .



                .



                .



                (...يتبع ...)

                تعليق

                • لبنى علي
                  .. الرّاسمة بالكلمات ..
                  • 14-03-2012
                  • 1907

                  #9
                  أهلاً بك يا " جميل " ..

                  وبكَ أهلاً " سيد سليم" , ما الأمر ؟

                  كل ما في الأمر أني ,,


                  لحظة ,,

                  رائد ,, لا أريد ضجة ,, كل من يسأل عني ,, عبر أثير رنين

                  الهاتف , أو بوح طرقات الباب ,,, فتولى أمر صرفه ,,

                  لكَ ذلك , سيدي , أستأذنكم ,,,

                  .


                  .


                  .


                  _ جميل , أشعر برغبة قوية بإلغاء الزفاف ,,

                  _ لا مشكلة , كل ما عليك فعله هو مصارحة ابنتك حول هذا الأمر ,,

                  _ أنت لا تعرف لبنى , عنيدةٌ عنيدة ,,

                  _ إذن , سأتولى هذه المهمة ,,

                  _ ماذا ستفعل ؟

                  _ أنسيت يا سيد سليم بأني ساحر ؟!

                  _ لا , لم أنسَ , ولهذا استدعيتك .

                  _ سترى شيئاً يسرك .

                  _جيد , ولكن ,,

                  _ لا تقلق , لن تكون قط في الصورة ,,

                  _ جميل جدا ,, ما المخطط ؟

                  _ " ذات الأطياف السبعة " ..

                  _ ما هذه ؟

                  _ إنها ..


                  .


                  .


                  .



                  (( يتبع ))

                  تعليق

                  • لبنى علي
                    .. الرّاسمة بالكلمات ..
                    • 14-03-2012
                    • 1907

                    #10
                    " ذات الأطياف السبعة " إنها جوهرة ذات

                    سبعة أطياف لونية ,,

                    أجل ,, هي ذات بريق ظاهري يخطف الأبصار ,,

                    ولكنها تحوي في أحشائها أسهام خبث

                    تحيل الذات إلى ..


                    _ إلى ماذا ؟






                    ـ سترى بنفسك يا سيد سليم ..

                    .


                    .


                    .


                    .



                    _ في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم

                    سأتوجه إلى منزل أحمد ,,

                    وأنت ستتخذ الشجرة المقابلة للمنزل لك مخبأ ..

                    .


                    .


                    .



                    في تمام الساعة السابعة , دق جرس الباب :


                    ـ مساء الخير سيد " أحمد " ,,

                    ـ مساء النور سيد " جميل " , حياك ..

                    ـ أهكذا يا رجل ,, تتقدم لخطبة أجمل فتيات القرية , ولا تخبرني ؟

                    ـ أووووه ,, أعتذر منك ,, ولكن حتماً لن تقام حفلة الزفاف بدونك ,,

                    فأنت لي نعم الأخ ,,


                    :: نعم الأخ ..!! قالها , ولم يكن يعلم بأن " لكل شيء ثمن

                    حتى الكفن " ..::


                    _ ما دمتُ لكَ أخاً , فلن ترفض قط هديتي ,, (( هدية الزفاف ))

                    _ ولكني لم أزف إلى عروسي بعد ,,

                    ـ أعلم ذلك , ولكنها برهان على أني لستُ منك بغاضب ,,

                    فاقبلها من أخيك ...

                    _ وكيف لي أن أرفض هديتك ,,

                    _ تفضل , هي بداخل هذه السلة الملونة ,,

                    _ ما أجملها ..!!

                    _ تفضل , التقطها ,,

                    :: وما أن التقطها حتى



                    .



                    .


                    .



                    ( يتبع )


                    تعليق

                    • لبنى علي
                      .. الرّاسمة بالكلمات ..
                      • 14-03-2012
                      • 1907

                      #11
                      وما أن التقط أحمد تلك الهدية ,, الجوهرة السحرية

                      [ ذات الأطياف السبعة ]

                      حتى أضحى

                      .


                      .


                      رماداً ,,

                      .


                      .


                      وما بين ذهول ارتسم بصمت على محيّا سليم , وابتسامة مكر

                      تعالت إيقاعاتها لتحيا بسكون صاخب في أحشاء أوردة

                      جميل وظلال بريق عينيه ,,

                      انتفضت الحروف ,,

                      فإذا بسليم يُصر على ضرورة

                      احتضان قاع البحر القريب من القرية

                      كينونة [ ذات الأطياف السبعة ],, علها

                      تمسي بفعل البحر وأسراره ومفاتيح بهاراته أجزاءً متناثرة ,,


                      فوافقه جميل ,, وأسرع في التقاطها ولكن

                      بواسطة [ ملقط ] قام هو بصنعه ,,


                      ابتسما , ثم غادرا المكان , ولم يكونا يعلما

                      أن هناك مفاجأة, لم تكن بالحسبان ,

                      كانت بانتظارهما ,,



                      .


                      .


                      .




                      (( يتبع ))


                      تعليق

                      • لبنى علي
                        .. الرّاسمة بالكلمات ..
                        • 14-03-2012
                        • 1907

                        #12
                        خالد ,, الأخ الأصغر لأحمد ,, [ الجد الأكبر للعم عصام ]


                        شَهِدَ تلك الواقعة المشؤومة ,, ولكن


                        ماذا عساه يفعل ,, ؟


                        إن نطق ,, فسيوسمه أهل القرية بالجنون ,,


                        وإن صمت ,, فستبتلعه أمواج الغل والحقد والكراهية ,,


                        وسهام الظنون ...


                        فما له إلا ,,


                        البكاء ,,


                        أجل ,, استجمع ما تبقى من قواه , وأسرع محتضناً الرماد


                        بصرخات بكاء صامتة صاخبة هادئة مدويّة , تشوبها حرقة


                        وثورة هذيان ,, ونيازك ذهول ضبابية ,,


                        وما بين صمت وبكاء وجنون وعقلانية ,,


                        انتفض خالد , واتجه صوب " زيتونة أحمد "


                        أجل ,, إنها شجرة زيتونٍ تعهدَها أحمد بالرعاية والإهتمام


                        منذ أن كانت بذرة حتى أمست شجرة نضرة صلبة تسر الناظرين ..


                        وبظلال أفيائها حفر حفرة صغيرة , احتضنتْ رماد أخيه ,,


                        ولطالما ارتُويت جزيئات حبيباتها بدمع العين و القهر


                        والشجن , والحنين ,,


                        وبلا سابق إنذار ,, ينتفض الرماد و








                        .



                        .




                        .





                        (( يتبع ))

                        تعليق

                        • لبنى علي
                          .. الرّاسمة بالكلمات ..
                          • 14-03-2012
                          • 1907

                          #13
                          ينتفض الرماد وتصفق ما بين أحشائه أجنحةٌ

                          لطائرٍ بهي المنظر ,, ذا صوت شجي ,,وبريق عيون

                          ناطقة ,, وربيع ألوان هادئةصاخبة ذات نبضات

                          تأملية حائرة ساحرة ,,



                          وما بين ابتسامة حقيقية خفية وبكاء ظاهر

                          ينتفض خالد وتحتضن لآليء عينيه الطير بعفوية ,,

                          ويصمت الحرف وتتلعثم الأبجدية ,,



                          أخي ,, أحمد ,, آهٍ .. كم اشتقتك ,,



                          .


                          .


                          .


                          يبتسم طير الرماد وتنطق بحار الحنين

                          والاشتياق ,,واللهفة ,, برويّة وأزاهير نديّة ,,


                          وتتطاير ريشة تلو ريشة تلو ريشة من ثنايا

                          ثوبه الجديد لتشكل كلمات متصلة نبضاتها :

                          " سأذهب إليها يا أخي "


                          .


                          .


                          .



                          ( يتبع )





                          تعليق

                          • لبنى علي
                            .. الرّاسمة بالكلمات ..
                            • 14-03-2012
                            • 1907

                            #14
                            وفعلاً ,, احتضن طائرنا الفضاء بجناحيه وحلّق عالياً بأنفة وحنين

                            واشتياق لريحانة التلال وعبقها الأصيل ,,

                            وما أن لمست قدماه شرفتها حتى خُيِّل للبلابل والفراشات

                            والحمام بأن تلك الشرفة الصامتة الضبابية

                            قد صُيِّرَتْ إلى ربيع متشابكة إيقاعاته و ناطقة

                            ألوانه ,,


                            ابتسم ,, وابتسمتْ معه عناقيد الذكريات والوعود والعهود

                            والتأملات ,,

                            وفي معمعة تلك الصور المتداخلة أطرها ,, وفيض

                            اللهفة التي طوقتْ فؤاد أحمد [ طير الرماد ]

                            صمتتْ الومضات ,, ونطقتْ عيون التنهدات ,,

                            وفُتحتْ نافذة الواقع , الشرفة , وأطلتْ

                            منها , ريحانتنا , لتحيي ذاك الطائر

                            ولتصافح الشمس بصمت واغتراب ,,


                            فأبحرتْ الروح بصمت في ميناء اللامدى :

                            _ آهٍ يا لبنى ,, يا ريحانة التلال وريحانتي ,,

                            ماذا حلَّ ببريق ابتسامتكِ ؟

                            أين صدى ضحكة عينيكِ ؟ .. أين الأمل الذي

                            لطالما توجكِ أميرة عليه ؟؟ أين ....؟


                            فإذا بناي قد عزف لحنه لينطق وينطق :


                            _ أين أنت يا أحمد ؟

                            _ لِمَ لم تأتِ إلى حفلة زفافنا ؟

                            ماذا دهاك ؟


                            _ أنا هنا يا أنا

                            _ اشتقتكِِ


                            انتفضت لبنى ,, ثم ,,


                            ابتسمت ابتسامة ساخرة , وقالت : وها قد

                            أضحى الهذيان لكِ يا لبنى نعم الرفيق .. فلتهنئي ..!!!


                            __ لا ,, يا لبنى ,, إنه ليس بهذيان ,,

                            أنا هنا ,, أنا أحمد ,,


                            __ أحمد !!! أين أنت ,,؟

                            __ أمامكِ

                            _ أمامي !! لا أمامي إلا طائر بهي المنظر ,, إلا إذا

                            كنت قد ارتديت طاقية الإخفاء , فهذا أمر آخر ,,

                            _ إنه أنا ,,

                            _ من تقصد ؟؟ , أتقصد ....

                            _ أجل ,, الطير

                            _ لا ,, لا أصدق ,,

                            يبدو أنني سأجن ..!!


                            _ إنه أنا يا لبنى

                            __ ماذا حل بك ,,؟

                            __ سلي خالد ,, أخي ,,

                            أحبكِ يا أنا , أحبك ,,


                            ومضى أحمد ( طير الرماد ) في طريقه

                            مخلفاً وراءه ناراً , ليست كمثلها نار

                            إنها نار الحيرة وشظايا سهامها والتي

                            قد توحدتْ و مخيلة لبنى ,,

                            فصرخ الصمت ,, وتُوِّجَ بتاج الذهول ,,


                            و


                            .


                            .


                            .


                            ( ... يتبع ... )



                            تعليق

                            • لبنى علي
                              .. الرّاسمة بالكلمات ..
                              • 14-03-2012
                              • 1907

                              #15
                              وما بين ترقب ورهبة وذهول وهذيان


                              ونبضات خطوات متسارعة تسابق برق الثواني


                              وتحاكي دقائق المجهول ,, صمتت لبنى ورعد الحقيقة أضحى إعصاراً


                              اقتلع أوردة الحياة من باطن ربيع فؤادها ، ابتسامتها


                              كينونتها ، مخيلتها ، حتى أمستْ ظلالا ..


                              ودعتْ خالداً ، ومضت في طريقها ، وما أن وطأت قدماها


                              أرضية بيتها ، حتى أسرعتْ نحو غرفتها ، وافترشت بساط


                              الدمع ,, ثم نامت ,, [ نومتها الأخيرة ] ..


                              وأما السيد " سليم " فقد امتنع عن الطعام والشراب


                              حزناً وألماً وندماً وحسرة ,, حتى فارق الحياة ..


                              وأما جميل ,, فقد حزم حقائبه بعيد وفاة السيد سليم


                              وعزم على الإنتقال لربوع المدينة ,, وفي أثناء


                              سفره اعترضت طريقه ثلة من قطاع الطرق , فنهبوا


                              ما نهبوا , وأردوه قتيلا ..



                              وبقي طير الرماد ينزف دمعاً لفراق لبنى ,, حتى أضحى طيفا ,,



                              وأما خالد [ الجد الأكبر للعم عصام ] فقد ترك القرية


                              حاملاً معه صدى نبضات أخيه ، وابتساماته ، وتأملاته ..


                              وذكريات لطالما جمعتهما سوياً ضمن بوتقة واحدة ,, ورؤىً


                              نديّة وأهازيج ربيعية ..



                              ( يتبع .. النبض الأخير )

                              تعليق

                              يعمل...
                              X