إذكرني عند ربك
بعض الكلمات تبقى بقاء الحياة نسمعها دوماً بذات النبرة وعمق الحس نستشعرها بداخلنا تسكن بأغوارنا تخرج ووقعها لا يتغير تكسبنا ذات الحال وتذهب بنا لأبعد مدى ، كلمات ليست كالكلمات ومعانِ في ظاهرها معتاد وباطنها لم تصل له أمهات الكتاب ولا عرفه معجم ولا دونه فرسان القلم من قبل. ومن هنا ومن تلك المشاعر التي تحملها قداسة الحروف يبدء الزمان وتحسب الحياة ونلمس معانِ لم تطرق لنا يوما بال فنرى وكأننا لم نرى من قبل ونسمع ما لم نعيهِ يوما ، نتذوق الكلِم ونستشعر المعانِ تسري بداخلنا ، تعلو مع الطير بلا جناح تلامس السماء وتداعبك النجوم تصنع من شعاع الشمس قلادة نور ، تعرف كيف تكون الحياة تحت الماء فتبحر وتغوص وتتعمق ببحور تناديك نحو الأعمق تتزين لك بمكنوناتها وتهديك سر عمقها ولؤلؤ لم يلمسه قبلك أنس ولا جان .
بالله عليكم يا من أسكنتم جلال المعنى حسنا و أذقتمونا روعة الكلِم وأسكنتمونا قصور الجمال حتى أهديتمونا الإنسان .... ننتظركم لنا دليل وللنفس فينا خير معين حتى نطرق باب الفضيل متبتلين خاشعين تغرقنا دموع ندم فينجينا المنجي القدير حتى يأذن لك الرحمن الكريم فيحيطك بهالات نور ويفتح لك أبواب السماوات فترافقك ملائكة الجنات وتأخذك لباب عالِ شديد البياض وقبل أن تسل تجاب .... انه باب تلك الكلمات
حينها إذكرني عند ربك كما أهديتني تلك الكلمات.
تعليق