مــــهـــزلــة الـــسّــــلام
أيُخشى رُكوب اللّيل إذ عَزفَ البدرُ ؟
-------- ويُلعنُ وثْبُ الخيل إذ عاقــها الحفــــرُ ؟
ونستنهض الأمجاد ملء احتضارنـا
-------- فـمـا يـشفـع الإنشـادُ أوينفـعُ الـفخـــرُ
نـلقّـّح عـقـم الـيـوم إذ ظـل ّسـاكـناً
--------- فلااعْشوشبَ الضُّحى ولاازدانه زهــرُ
وما كـلّ عـشـق للــنّجـوم بـصـادقٍ
--------- إذا ظل في الكــتمان يسجنه الصــــّدرُ
ولكــنـّه حــزمٌ وصـــولــة مــقــبل
--------- على اللّيل يخـشى أن يباغـته الفجــــرُ
فـلا وردت دلاؤه عــمـــق حلمــه
---------- ولا غـنـمـت كـفّاه يردعهـا العســـــــرُ
يكاد هديــر الرّعــد يرتــجّ فوقــنا
---------- ومـن تحـتنا الأقـدام يرتعـد الظـّفــــــرُ
يـؤمــّلنا اعـتــلال وحـشــة أُفْقنــا
---------- ويــرسم مـــدّ المـوج إذ خاننا الجــزرُ
يـشنّف في الـيباس قشـرة سـمكـه
---------- يحـتضن الأشواق، يعـصرها الـقهــرُ
وظـنّيَ ما يصوّت الطّبل جــلــده
---------- ولـكـن خـواء الطّــــبل: يملؤه الـــنّقـــرُ
وفاح ضُراط الرّوث قنّعه الشّـذى
--------- وقنّع طــعم السّكــّرِ المقـِــرُ الصّــــبــرُ
نزكيّ كسوفاً كاد يحْجـبُ شمسنا
---------- نقولُ : غـمامة ســيطردها الـظّهـــــــرُ
تراقصنا الفصولُ ملء اشتياقـنا
----------- فلا غــاثنا قصرٌ، ولا ضمّنــا قــــــبــرُ
تحاصرنا أرضٌ فنؤثر ســهـلها
----------- فــيأخــــذنا غـورٌ، ويغــرقــنــا نهــــرُ
وقد كنت للأوطان ياوطني يداً
----------- أزاحت عن الأصنام ما حجب الكفــــــــرُ
وجسراً من الأنوار يمتدّ كاسحاً
---------- دروب الظّلام حـيث يــعتــرش القــــــفـرُ
تمدّ مـن السّماء جـسـر محجّـة
----------- فدانت لك الرّقابُ واســتسلم الدّهــــــــرُ
فتلك حصون بات يعمرها الصّدى
------- وحشرجة الأمجاد يرجئها الـــــــذكــــ ــرُ
وما ساءني أن يجزرالبحر مدبرا
-------- لعــلمي أنّ المـــدّ يعــــــــقبــه الـجـــزرُ
ولكنني أخشى المدامة في الرّؤى
-------- فيخدع جـــاهلٌ ويــــصعـقه غـــــــــــدرُ
وأنّ امتداد الــماء يُكبــح يُبســـنا
-------- وأنــه بالـــمجّـــان يــســتعبــد النّصـــرُ
فلـسطين لست أنــت أوّل غـادة
-------- لنـــــا طالهــــا أمام أعـــيننـــا الأســـرُ
ولامنتهى استئصال ومض بريقنا
------ تداعــت نجوم قبل أنْ يأفـــل الــــــبــدرُ
تكالبت الأقـــوام تنــدب حظّــنــا
------- تــــندّد بالعــــدا ويــــترعها الثّــــــــأ رُ
نظنّ الّذي دهى الشّعوب تفجّــعٌ
------ وأنّ بـــــــإبط الــكــــيد يعتــــرشُ الأزْرُ
ولكن غناءٌ لبّد النــّوح نــــــغمه
------- وفي ظلمة ٍ قد يستوي السّودُ والخـضـرُ
لعمري ماندهشت يوماً لمعجــز
------ إلى أن رأيــت القــطّ يُعـــجــــزُه فـــــأْرُ
فـيلتمس الآمان بـَــلْه تـــقــرّبــا
------- إذا صحّ مـن هُريْرةٍ حــاكها هـــــــــــرّ ُ
وما استأْسد البعوض في الغاب مالكاً
............عدا أن تكون الأُسْــــدُ قد مـسّها الضّـرّ ُ
تشقّ الحبالُ الخُلق بالصّخر مسلكــا
..........فهل لان حـبل الكـــيد إذْ قـطّع الصّبــــــرُ ؟؟؟
بلقاسم إدير 1998
تعليق