تعالي يا أم سمير هاتي الأكل ... تعالي شيلي الأكل ... ما تخففي الملح يا ولية ... حاسس حالي في سجن ... بدي أكل وانام وأصحى ما اسمعش كلمة ولا كلمة ... طلعي الأولاد على الشارع يلعبوا .... واستحمي الله يرضى عليكي ... ريحة العرق مع البصل عامله معك حاجة لا تطاق ... الله يرضى عليكي إكوي البنطلون الابيض والتي شيرت الاحمر أصل عندي عشاء عمل رياضي اليوم ...
كانت أم سمير من بلدياته قروية .... لا تحسن في الدنيا إلا قول " حاضر يا سيدي ... نعم .. إن شاء الله ... ولا يهمك .. معلش سامحني هالمرة ....!!! "
لكنها بعد خمسة عشرعاما من الزواج وحياة المدينة والحشو الثقافي الفضائي بدأت تكون معلومات عن المرأة ومعنى الزوج ... وتمنت مرة واحدة أن يقول لها أبو سمير " تسلم ايديكي .. أو أن يغدق عليها عطفه الدافيء في نهار يوم أي يوم بدلا من أن يقفز عليها آخر الليل قفزة لا تدوم دقيقة ثم ينخمد وينام وكأنه قد حقق إنتصارا عظيما .. وعليها أن تقوم لتحضر له العصير الطازج وقطع الفاكهة وتجهز له الحَمَّام ، والحَمَام .. مع تشديد سخطها من هذه الطريقة العقيمة ...
ولا تتذكر مرة واحدة أنه قد دخل عليها وهو يحمل رائحة عطرية زكية تفوح من باقة من الزهور ... مع أنها لا تكلف أكثر من دراهم معدودات ... وبكل تأكيد هو لا يتذكر تاريخ عيد ميلادها وعيد زواجه ... ولا يحتفل أبدا بمثل هذه المناسبات ولا يتذكرها حتى بالاشارة ... ودائما يعترض على ذلك .. دائم الاعتراض فقط لا غير .. وعندما يشاهد احتفال مثل هذا في الفضائيات يهز برأسه وهو يقول " ناس عايشه .. ناس مبسوطه .. ناس شبعانه ... ؟؟!! "
وأنا أقول في نفسي لفتات بسيطة تهملها يمكن أن تصنع الكثير ...!!!
وفي احدى المرات شاهدت مسرحية ساخرة وأرادت أن تطبق جزءا يناسبها .. حيث أتت بكومة من علف الماشية ،ووضعتها أمام زوجها بدلا من الطعام .. فصرخ في وجهها وقد حسب أن مساً من الجنون أصابها ، فما كان منها إلا أن قالت له :
" وما أدراني أنك ستلاحظ الفرق ؟! لقد ظللت أطهو لك طعامك خمسة عشر عاما سويا ، فلم أسمع منك ، طوال هذه المدة ما يطمئني إلى أنك تفرّق حقاً بين الطعام الجيد ، وعلف الماشية ..! ولم أجد يوما واحدا تأخذني فيه في دفء أحضانك وأنت تهجم على السمك والجمبري وكأنك في معركة ثأرية ... ألا أستحق منك أكثر من دقيقة يتيمة ...!!! دقيقة ثأرية لي من بلادتك المميته .. ارحمني يا راجل .... "
كانت أم سمير من بلدياته قروية .... لا تحسن في الدنيا إلا قول " حاضر يا سيدي ... نعم .. إن شاء الله ... ولا يهمك .. معلش سامحني هالمرة ....!!! "
لكنها بعد خمسة عشرعاما من الزواج وحياة المدينة والحشو الثقافي الفضائي بدأت تكون معلومات عن المرأة ومعنى الزوج ... وتمنت مرة واحدة أن يقول لها أبو سمير " تسلم ايديكي .. أو أن يغدق عليها عطفه الدافيء في نهار يوم أي يوم بدلا من أن يقفز عليها آخر الليل قفزة لا تدوم دقيقة ثم ينخمد وينام وكأنه قد حقق إنتصارا عظيما .. وعليها أن تقوم لتحضر له العصير الطازج وقطع الفاكهة وتجهز له الحَمَّام ، والحَمَام .. مع تشديد سخطها من هذه الطريقة العقيمة ...
ولا تتذكر مرة واحدة أنه قد دخل عليها وهو يحمل رائحة عطرية زكية تفوح من باقة من الزهور ... مع أنها لا تكلف أكثر من دراهم معدودات ... وبكل تأكيد هو لا يتذكر تاريخ عيد ميلادها وعيد زواجه ... ولا يحتفل أبدا بمثل هذه المناسبات ولا يتذكرها حتى بالاشارة ... ودائما يعترض على ذلك .. دائم الاعتراض فقط لا غير .. وعندما يشاهد احتفال مثل هذا في الفضائيات يهز برأسه وهو يقول " ناس عايشه .. ناس مبسوطه .. ناس شبعانه ... ؟؟!! "
وأنا أقول في نفسي لفتات بسيطة تهملها يمكن أن تصنع الكثير ...!!!
وفي احدى المرات شاهدت مسرحية ساخرة وأرادت أن تطبق جزءا يناسبها .. حيث أتت بكومة من علف الماشية ،ووضعتها أمام زوجها بدلا من الطعام .. فصرخ في وجهها وقد حسب أن مساً من الجنون أصابها ، فما كان منها إلا أن قالت له :
" وما أدراني أنك ستلاحظ الفرق ؟! لقد ظللت أطهو لك طعامك خمسة عشر عاما سويا ، فلم أسمع منك ، طوال هذه المدة ما يطمئني إلى أنك تفرّق حقاً بين الطعام الجيد ، وعلف الماشية ..! ولم أجد يوما واحدا تأخذني فيه في دفء أحضانك وأنت تهجم على السمك والجمبري وكأنك في معركة ثأرية ... ألا أستحق منك أكثر من دقيقة يتيمة ...!!! دقيقة ثأرية لي من بلادتك المميته .. ارحمني يا راجل .... "
تعليق