الكرنفال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    الكرنفال

    [align=right]الكرنفال[/align]

    [align=right]شعر د. جمال مرسي[/align]


    [align=right]يُسامرُني النِّيلُ كُلَّ مساءْ .
    و نَخلاتُهُ الباسِقاتُ امتدادُ الحكايا .
    فمن عهدِ فِرعَونَ
    تُرهِفُ سَمعاً ،
    و ليست تَبُوحُ بِسِرٍّ يُقالْ .
    و هذي المراكبُ تُقبلُ ، تُدبرُ ،
    تُسكِرُ ، تُبحِرُ في لُجَّةٍ من بهاءْ .
    يسامرها قمرٌ..
    مدَّ في الماءِ أشرعةً من لُجينْ .
    و ما زلتُ أرقبُ موعدَهُ بين عُشبٍ و ماءْ .
    و طاولةٍ قد تسوخُ قوائِمُهَا في الترابِ ..
    لَتَشهدُ أني مددتُ إليهِ يدَ الوقتِ
    لم يأتِ ،
    لم يشهدِ الكرنفالْ .
    و جاء شتاءٌ ،
    و راح شتاءْ .
    أما زلتَ تنظرُ يا نيلُ مثليَ في أعينِ القادمينَ ،
    و في أعينِ الراحلينْ ؟
    صبوراً رأيتُكَ رغم ازدحامِ المدينةِ،
    رغم الضجيجِ ،
    و رغم العناءْ .
    كلانا سيجلس منتظراً
    ربما ..... !!!
    رُبَّما..
    ربما
    ..
    ..
    لستُ أدري .
    و لستُ أُحسِّ سوى قسوةِ الوقتِ يمضي ثقيلاً
    ثقيلا.
    كلانا سينظرُ في وجهِ صاحبِهِ كالمرايا..
    طويلاً ،
    طويلا.
    هلُمَّ إذاً كي تُقاسِمَني قهوةَ الليلِ،
    أغفو على موجةٍ حانيةْ .
    أراكَ حزيناً ،
    و حزنُكَ حزني ،
    ودمعُكَ يُشعلُ أتراحيَ العاتيةْ .
    لأني أعيشُ زمانَ البلاهةِ ،
    عصرَ التقزمِ و الإنكسارْ.
    يُقَتِّلُنا صمتُنا كل يومٍ .
    و حينَ تُراق دماءُ المدينةِ ..
    نبكي قليلا.
    و تُغتالُ أحلامُنا كلَّ يومٍ ..
    فنبكي قليلا.
    و من ثَّمَ ننسى.
    كأنّا شربنا كؤوسَ البلادةِ في مرقصِ الليلِ ..
    حتى الصباحْ .
    فيا نيلُ لا تسأَلَنْ عن قروحيَ
    لا تنكأِ الجُرحَ ،
    دعني أَعِشْ لحظةَ الانتظارْ .
    و قم واصلِ السيرَ نحو الخلودْ.
    تظلُّ كما أنت نبعَ العطاءْ
    و نحنُ غثاءْ .
    فما زلتَ تشهدُ ما يعترينا
    و تبكي لأجلِ المدينةِ ..
    ُتهرقُ ماءَكَ في كُلِّ عرقٍ،
    تُقَبِّلُ أعينَنَا كل يومٍ.
    و تزرع فينا بذور الإباء .
    و نحن غثاءْ .
    و ما زلتَ تصرخُ فينا " انهضوا "
    و تشحذُ هِمَّةَ كلِّ سقيمٍ ، و كلَّ خنوعٍ ..
    يولولُ من حسرةٍ كالنساءْ.
    و نحنُ غُثاءْ
    أيا صاحبي النيلُ واصلْ مسيرَكَ،
    دعني هنا.
    و لا تنسَ موعِدَنا كلَّ يومٍ
    تعود إليَّ ، فتلقي السلامْ .
    تسامرني ثم تمضي
    فيرحلُ معْ شاطئيك الكلامْ
    و أبقى وحيداً ..
    وحيداً..
    وحيدا
    أغوصُ ببحرٍ من الذكرياتْ .[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة د. جمال مرسي; الساعة 18-06-2007, 13:19.
    sigpic
  • عبدالله الأقزم
    عضو الملتقى
    • 24-05-2007
    • 14

    #2
    [align=center]تسامرني ثم تمضي
    فيرحلُ معْ شاطئيك الكلامْ
    و أبقى وحيداً ..
    وحيداً..
    وحيدا
    أغوصُ ببحرٍ من الذكرياتْ .

    أستاذي صديقي العزيز

    الشاعر المبدع جمال مرسي

    أشكرك لأنك أريتنا شيئاً من كرنفال

    النيل من كرنفال الماء و النبات

    من الماضي و الحاضر من الإباء و الذلِّ

    و ما زال الكرنفالُ مستمرَّاً

    تحيَّاتي[/align]

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله الأقزم مشاهدة المشاركة
      [align=center]تسامرني ثم تمضي
      فيرحلُ معْ شاطئيك الكلامْ
      و أبقى وحيداً ..
      وحيداً..
      وحيدا
      أغوصُ ببحرٍ من الذكرياتْ .

      أستاذي صديقي العزيز

      الشاعر المبدع جمال مرسي

      أشكرك لأنك أريتنا شيئاً من كرنفال

      النيل من كرنفال الماء و النبات

      من الماضي و الحاضر من الإباء و الذلِّ

      و ما زال الكرنفالُ مستمرَّاً

      تحيَّاتي[/align]
      أخي الحبيب و الصديق الجميل عبد الله الأقزم
      و أنا شاكر لك إطلالتك البهية على كرنفالي
      و معايشتك لهذه القصيدة كما عايشتها بنفسي لحظة بلحظة و كأني ما كنت إلا مترجماً لمشهد
      في لحظات تجلي
      دمت لأخيك بكل الخير و الحب
      و الشكر و التقدير لك
      د. جمال
      sigpic

      تعليق

      • عارف عاصي
        مدير قسم
        شاعر
        • 17-05-2007
        • 2757

        #4
        حبيبي أبا رامي

        رائع
        ذلك الحزن الآسر
        تلك المناجاة الراقية
        مع شاهد وكاتم أسرارنا

        لي عودة
        تحاياي
        عارف عاصي

        تعليق

        • محمود الديدامونى
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 108

          #5
          كنت أول المعانقين لهذا النص وكتبت بالفعل لكن النت فصل
          ولأنه نص رائع كتبت حوله كلمات بسيطة لعلها تناوش النص قليلا
          الشاعر الجميل د / جمال مرسي
          تحية لك
          فى هذا الكرنفال يضع الشاعر نفسه بكل طموحاته وأحزانه فى مواجهة النيل ونخلاته الباسقات كمترادفين للحزن والمعاناة ، وينسحب إلى عراقة تاريخها ، عراقة موغلة فى الزمان ،
          يُسامرُني النِّيلُ كُلَّ مساءْ .
          و نَخلاتُهُ الباسِقاتُ امتدادُ الحكايا .
          فمن عهدِ فِرعَونَ
          تُرهِفُ سَمعاً ،
          و ليست تَبُوحُ بِسِرٍّ يُقالْ
          ترهف سمعا .. يا له من تعبير رائع ، لكن هل هذه النخلات لا تبوح بسر يقال ، بل هى تبوح هى تعكس واقعها دئما .. ولعل منبع الحياة لها يظل شاهدا على كل المتغيرات ، مثله .. أى الشاعر .. وينصب الشاعر هنا نفسه ندا للنيل فى عراقته ، وهمومه ، يراقب عبر الزمان القادم والراحل
          أما زلتَ تنظرُ يا نيلُ مثليَ في أعينِ القادمينَ ،
          و في أعينِ الراحلينْ ؟
          صبوراً رأيتُكَ رغم ازدحامِ المدينةِ،
          رغم الضجيجِ ،
          و رغم العناءْ .
          كلانا سيجلس منتظراً
          ربما ..... !!!
          رُبَّما..
          ربما
          ربما ماذا ؟ هذا هو السؤال الذى نريد الإجابة عليه ، هى حالة من فقدان الاتزان ، يعيشها الشاعر هنا ، ليس الشاعر بمعناه الحقيقي ، بل هو هذا الكائن المدعو مواطن فى ربوع وطن يسكنه النيل ، أو النيل يسكنه ، مترادفان فى كل شيء ، يتصادقان يشربان معا قهوة على بساط موجة حانية من النيل ، كلاهما يحنو على الآخر
          و لستُ أُحسِّ سوى قسوةِ الوقتِ يمضي ثقيلاً
          ثقيلا.
          كلانا سينظرُ في وجهِ صاحبِهِ كالمرايا..
          طويلاً ،
          طويلا.
          هلُمَّ إذاً كي تُقاسِمَني قهوةَ الليلِ،
          أغفو على موجةٍ حانيةْ .
          أراكَ حزيناً ،
          و حزنُكَ حزني ،
          ودمعُكَ يُشعلُ أتراحيَ العاتيةْ .
          حالة من التوحد ... حزنك حزنى ... أليس كذلك
          وتخرج الإجابة لتؤكد ماهية هذا الزمن الذى حمل الشاعر وصديقه كل هذه الهموم عندما قال :
          لأني أعيشُ زمانَ البلاهةِ ،
          عصرَ التقزمِ و الإنكسارْ.
          يُقَتِّلُنا صمتُنا كل يومٍ .
          و حينَ تُراق دماءُ المدينةِ ..
          نبكي قليلا.
          و تُغتالُ أحلامُنا كلَّ يومٍ ..
          فنبكي قليلا.
          و من ثَّمَ ننسى.
          كأنّا شربنا كؤوسَ البلادةِ في مرقصِ الليلِ ..
          حتى الصباحْ .
          هو الصمت ... الصمت على ...................
          ثم يعود الشاعر إلى توازنه ويدرك تماما .. أن الترادف ليس موضوعيا ..يظل النيل فى رحلته للخلود ، بينما نحن ... وآه من نحن .. غثاء

          فيا نيلُ لا تسأَلَنْ عن قروحيَ
          لا تنكأِ الجُرحَ ،
          دعني أَعِشْ لحظةَ الانتظارْ .
          و قم واصلِ السيرَ نحو الخلودْ.
          تظلُّ كما أنت نبعَ العطاءْ
          و نحنُ غثاءْ .
          كيف يطلب الشاعر هنا من النيل أن لا ينكأ الجرح ... هو شاهد عليه ، هو كما قال الشاعر سلفا حزنك حزنى ، إذن كيف تخلى الشاعر عن ذلك وكيف نسي مدى شراكتهما ، إن نسي فإن النيل لن ينسى ،
          ثم يرسم الشاعر لوحة رائعة ، غاية فى الدلالة .. صورة تجسد قدرة هذا النيل على العطاء ، هو الحزن يسكنه ، ولذلك يذرف دمعه ألما فى كل عرق ، كأنه لا يوزع الماء وكأن الماء دموع ... صورة رائعة كيف أوجدها د/ جمال مرسي ؟ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
          فما زلتَ تشهدُ ما يعترينا
          و تبكي لأجلِ المدينةِ ..
          ُتهرقُ ماءَكَ في كُلِّ عرقٍ،
          تُقَبِّلُ أعينَنَا كل يومٍ.
          و تزرع فينا بذور الإباء .
          و نحن غثاءْ .
          ثم ينتهى الشاعر بصداقة الراحل مع من هو خالد ليكون شاهدا ودودا على عالمه وحزنه .. مع رغبته فى التواصل معه إيمانا بأن خلوده ينبع من خلود النيل ، ويبقى طيف من الذكريات بحلوها ومرّها للشاعر يجترها من حين إلى آخر
          أيا صاحبي النيلُ واصلْ مسيرَكَ،
          دعني هنا.
          و لا تنسَ موعِدَنا كلَّ يومٍ
          تعود إليَّ ، فتلقي السلامْ .
          تسامرني ثم تمضي
          فيرحلُ معْ شاطئيك الكلامْ
          و أبقى وحيداً ..
          وحيداً..
          وحيدا
          أغوصُ ببحرٍ من الذكرياتْ .

          تعليق

          • أحمد حسن محمد
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 716

            #6
            حين أرى كلماتك يكون بي شوق شديد إلى أن أكتب الكثير عنها أيها الشاعر الكبير..
            ولكني تمنعني ظروف حكيت لك عنها من قبل ..
            لكن ..
            ذلك الشجى البهي الجميل المتدفق لا يكون إلا من نفس شاعرة ذات حس مرهف..
            حتى تتوحد بحركة النيل..
            وأكثر من ذلك تنتظر هذه الحركة..
            وأكثر من ذلك..
            تعدها وتنتظر وعدها..

            لكن ..
            لا أدري أهي محاولة توحد كتابي واعية أم تكون مخزونة في إمكاناتك اللاشعورية..
            في المعادل الكتابي واللغوي دائما- الذي ألمسه في قصيدتك- وبالذات في النهايات دوما..
            فهنا نجد أن (مع) ساكنة العين هي لقبيلة واحدة لا أذكر اسمها ، وبقية العرب يستخدومنها مفتوحة العين..
            وهي استخدام/ ترجمة حقيقية رائعة لنهاية القصيدة في معناها الذي تقول فيه:
            تسامرني ثم تمضي
            فيرحلُ معْ شاطئيك الكلامْ
            و أبقى وحيداً ..
            وحيداً..
            وحيدا
            أغوصُ ببحرٍ من الذكرياتْ .


            ما أروعك في كل شيء..

            وهنا أكرر ليست القصيدة مباشرة، ولكنها واضحة والكلمة مشحونة بنضج شاعر حقيقي، حتى وإن شابهت كلمات آخرين.. فالوقع والشحن مختلفان..
            إنه لحظة من لحظات الإدراك الكامل للمفردة الكونية..
            وهذا ما أومن به..

            هذه صفة ثانية رأيتكما جامعيها أنت وأبي الحبيب الدكتور السمان..
            اللغة الواضحة لأنكما أدركتما المفردات الكونية بكمال..

            تعليق

            • اسلام المصرى
              عضو أساسي
              • 16-05-2007
              • 784

              #7
              اقف بصفوف المشجعين فاين انا من عملاقة الشعر الجميل معانى رائعة
              تسجيل اعجاب بكل حرف
              [color=#00008B][size=7][align=center]"واإسلاماه"[/align][/size][/color]

              [align=center][img]http://www.almolltaqa.com/vb/image.php?u=46&dateline=1179777823[/img][/align]
              [CENTER][SIZE="5"][COLOR="Black"]دعائكم لى بالشفاء[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

              تعليق

              • د. جمال مرسي
                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                • 16-05-2007
                • 4938

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عارف عاصي مشاهدة المشاركة
                حبيبي أبا رامي

                رائع
                ذلك الحزن الآسر
                تلك المناجاة الراقية
                مع شاهد وكاتم أسرارنا

                لي عودة
                تحاياي
                عارف عاصي

                و الأروع هو مرورك الجميل و كلماتك الآسرة أخي عارف
                شكرا لك من أعماق القلب
                و لك الود
                sigpic

                تعليق

                • صباح الشرقي
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 326

                  #9
                  [align=center]استاذي الفاضل د جمال مرسي

                  شعور وخلجات نفسية رصينة في غير وحشية ولا ابتذال ،

                  تتجلى بوضوح في معاني أبيات القصيدة

                  شاعر قدسى الروح وما ان اخرج بيتا يكون

                  كالسلافة اذا جرت في جسم النديم ،

                  فلسفة شعرية وفنية ترقى بالنفس الانسانية الى حيث

                  الأرض والماء التي هي التوازن والالهام والحق

                  الذي يستنبط منهما استنباطا.

                  حفظكم الله ولكم وافر التقدير والاحترام
                  [/align]
                  [align=center]http://sabahchergui.maktoobblog.com

                  http://www.rezgar.com/m.asp?i=1767

                  http://sabahchergui64.blogspot.com

                  [/align]

                  تعليق

                  • د. جمال مرسي
                    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                    • 16-05-2007
                    • 4938

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمود الديدامونى مشاهدة المشاركة
                    كنت أول المعانقين لهذا النص وكتبت بالفعل لكن النت فصل
                    ولأنه نص رائع كتبت حوله كلمات بسيطة لعلها تناوش النص قليلا
                    الشاعر الجميل د / جمال مرسي
                    تحية لك
                    فى هذا الكرنفال يضع الشاعر نفسه بكل طموحاته وأحزانه فى مواجهة النيل ونخلاته الباسقات كمترادفين للحزن والمعاناة ، وينسحب إلى عراقة تاريخها ، عراقة موغلة فى الزمان ،
                    يُسامرُني النِّيلُ كُلَّ مساءْ .
                    و نَخلاتُهُ الباسِقاتُ امتدادُ الحكايا .
                    فمن عهدِ فِرعَونَ
                    تُرهِفُ سَمعاً ،
                    و ليست تَبُوحُ بِسِرٍّ يُقالْ
                    ترهف سمعا .. يا له من تعبير رائع ، لكن هل هذه النخلات لا تبوح بسر يقال ، بل هى تبوح هى تعكس واقعها دئما .. ولعل منبع الحياة لها يظل شاهدا على كل المتغيرات ، مثله .. أى الشاعر .. وينصب الشاعر هنا نفسه ندا للنيل فى عراقته ، وهمومه ، يراقب عبر الزمان القادم والراحل
                    أما زلتَ تنظرُ يا نيلُ مثليَ في أعينِ القادمينَ ،
                    و في أعينِ الراحلينْ ؟
                    صبوراً رأيتُكَ رغم ازدحامِ المدينةِ،
                    رغم الضجيجِ ،
                    و رغم العناءْ .
                    كلانا سيجلس منتظراً
                    ربما ..... !!!
                    رُبَّما..
                    ربما
                    ربما ماذا ؟ هذا هو السؤال الذى نريد الإجابة عليه ، هى حالة من فقدان الاتزان ، يعيشها الشاعر هنا ، ليس الشاعر بمعناه الحقيقي ، بل هو هذا الكائن المدعو مواطن فى ربوع وطن يسكنه النيل ، أو النيل يسكنه ، مترادفان فى كل شيء ، يتصادقان يشربان معا قهوة على بساط موجة حانية من النيل ، كلاهما يحنو على الآخر
                    و لستُ أُحسِّ سوى قسوةِ الوقتِ يمضي ثقيلاً
                    ثقيلا.
                    كلانا سينظرُ في وجهِ صاحبِهِ كالمرايا..
                    طويلاً ،
                    طويلا.
                    هلُمَّ إذاً كي تُقاسِمَني قهوةَ الليلِ،
                    أغفو على موجةٍ حانيةْ .
                    أراكَ حزيناً ،
                    و حزنُكَ حزني ،
                    ودمعُكَ يُشعلُ أتراحيَ العاتيةْ .
                    حالة من التوحد ... حزنك حزنى ... أليس كذلك
                    وتخرج الإجابة لتؤكد ماهية هذا الزمن الذى حمل الشاعر وصديقه كل هذه الهموم عندما قال :
                    لأني أعيشُ زمانَ البلاهةِ ،
                    عصرَ التقزمِ و الإنكسارْ.
                    يُقَتِّلُنا صمتُنا كل يومٍ .
                    و حينَ تُراق دماءُ المدينةِ ..
                    نبكي قليلا.
                    و تُغتالُ أحلامُنا كلَّ يومٍ ..
                    فنبكي قليلا.
                    و من ثَّمَ ننسى.
                    كأنّا شربنا كؤوسَ البلادةِ في مرقصِ الليلِ ..
                    حتى الصباحْ .
                    هو الصمت ... الصمت على ...................
                    ثم يعود الشاعر إلى توازنه ويدرك تماما .. أن الترادف ليس موضوعيا ..يظل النيل فى رحلته للخلود ، بينما نحن ... وآه من نحن .. غثاء

                    فيا نيلُ لا تسأَلَنْ عن قروحيَ
                    لا تنكأِ الجُرحَ ،
                    دعني أَعِشْ لحظةَ الانتظارْ .
                    و قم واصلِ السيرَ نحو الخلودْ.
                    تظلُّ كما أنت نبعَ العطاءْ
                    و نحنُ غثاءْ .
                    كيف يطلب الشاعر هنا من النيل أن لا ينكأ الجرح ... هو شاهد عليه ، هو كما قال الشاعر سلفا حزنك حزنى ، إذن كيف تخلى الشاعر عن ذلك وكيف نسي مدى شراكتهما ، إن نسي فإن النيل لن ينسى ،
                    ثم يرسم الشاعر لوحة رائعة ، غاية فى الدلالة .. صورة تجسد قدرة هذا النيل على العطاء ، هو الحزن يسكنه ، ولذلك يذرف دمعه ألما فى كل عرق ، كأنه لا يوزع الماء وكأن الماء دموع ... صورة رائعة كيف أوجدها د/ جمال مرسي ؟ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
                    فما زلتَ تشهدُ ما يعترينا
                    و تبكي لأجلِ المدينةِ ..
                    ُتهرقُ ماءَكَ في كُلِّ عرقٍ،
                    تُقَبِّلُ أعينَنَا كل يومٍ.
                    و تزرع فينا بذور الإباء .
                    و نحن غثاءْ .
                    ثم ينتهى الشاعر بصداقة الراحل مع من هو خالد ليكون شاهدا ودودا على عالمه وحزنه .. مع رغبته فى التواصل معه إيمانا بأن خلوده ينبع من خلود النيل ، ويبقى طيف من الذكريات بحلوها ومرّها للشاعر يجترها من حين إلى آخر
                    أيا صاحبي النيلُ واصلْ مسيرَكَ،
                    دعني هنا.
                    و لا تنسَ موعِدَنا كلَّ يومٍ
                    تعود إليَّ ، فتلقي السلامْ .
                    تسامرني ثم تمضي
                    فيرحلُ معْ شاطئيك الكلامْ
                    و أبقى وحيداً ..
                    وحيداً..
                    وحيدا
                    أغوصُ ببحرٍ من الذكرياتْ .
                    أخي الحبيب محمود الديداموني
                    عرفتك شاعراً جميلاً تنسج الحروف من أعماق قلبك
                    و لكني اليوم أفاجأ بملكة جديدة ألا و هي القراءة النقدية الواعية المتبصر
                    تلك القراءة التي نتوق إليها و نتمناها في كل عمل
                    فأنت هنا ألقيت الضوء على أشياء كانت غائبة عن ذهن الشاعر وقت الكتابة
                    و فتحت آفاقا جديدة للتحليق في نص أحببته كثيراً
                    و أذكر أنني قد كتبته في لحظات تجلٍ كنت أجلس فيها على شاطيء النيل
                    متأملاً هذا الفيض و النبه الذي لا و لم ينضب من ألااف السنين
                    و كنت أستشعر أحزانه و أتراحه التي لازمته مثلي تماماً و كأنني أخاطبه فينصت إليّ
                    و يجيبني كلمة كلمة و موجة موجة
                    أشكرك من كل القلب أخي محمود
                    و لي عودة لأخرى مع قراءتك الواعية و التي سأنشرها من جديد في قاعة الدراسات النقدية
                    لتكون مثالاً يحتذى به لكل عمل أو قصيدة تدور حولها قراءة واعية
                    لك كل حبي و تقديري
                    د. جمال
                    sigpic

                    تعليق

                    • د. توفيق حلمي
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 864

                      #11
                      أخي الحبيب د. جمال مرسي
                      أما هذه فهي كرنفال حقيقي للفكر والشجن والنظم والجمال
                      هذه أحتفل بها وأسعد بقراءتها من أول إلى آخر حرف
                      هذا حرف جمال مرسي الذي أعرفه
                      جدير بها أن تثبت على الجدار
                      تقبل تحياتي

                      تعليق

                      • محمود الديدامونى
                        أديب وكاتب
                        • 16-05-2007
                        • 108

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                        أخي الحبيب محمود الديداموني
                        عرفتك شاعراً جميلاً تنسج الحروف من أعماق قلبك
                        و لكني اليوم أفاجأ بملكة جديدة ألا و هي القراءة النقدية الواعية المتبصر
                        تلك القراءة التي نتوق إليها و نتمناها في كل عمل
                        فأنت هنا ألقيت الضوء على أشياء كانت غائبة عن ذهن الشاعر وقت الكتابة
                        و فتحت آفاقا جديدة للتحليق في نص أحببته كثيراً
                        و أذكر أنني قد كتبته في لحظات تجلٍ كنت أجلس فيها على شاطيء النيل
                        متأملاً هذا الفيض و النبه الذي لا و لم ينضب من ألااف السنين
                        و كنت أستشعر أحزانه و أتراحه التي لازمته مثلي تماماً و كأنني أخاطبه فينصت إليّ
                        و يجيبني كلمة كلمة و موجة موجة
                        أشكرك من كل القلب أخي محمود
                        و لي عودة لأخرى مع قراءتك الواعية و التي سأنشرها من جديد في قاعة الدراسات النقدية
                        لتكون مثالاً يحتذى به لكل عمل أو قصيدة تدور حولها قراءة واعية
                        لك كل حبي و تقديري
                        د. جمال
                        أخى المبدع الجميل د/ جمال مرسى
                        فى الواقع لا يجب أن تشكرنى ، لأنه واجبى نحو هذا النص الرائع وما كتبته هو ما استنطقنى به ، ومن المعروف عنى ممن هم يعرفوننى أننى لا أكتب إلا عن عمل يجبرنى على الكتابة بعيدا عن المجاملات ، فأنت يا سيدى شاعر كبير تعزف على قيثارة من الجمال الخالص ، شعرا وحسا وصورا ورؤية وفكرا
                        لك الود

                        تعليق

                        • د. جمال مرسي
                          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                          • 16-05-2007
                          • 4938

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمود الديدامونى مشاهدة المشاركة
                          أخى المبدع الجميل د/ جمال مرسى
                          فى الواقع لا يجب أن تشكرنى ، لأنه واجبى نحو هذا النص الرائع وما كتبته هو ما استنطقنى به ، ومن المعروف عنى ممن هم يعرفوننى أننى لا أكتب إلا عن عمل يجبرنى على الكتابة بعيدا عن المجاملات ، فأنت يا سيدى شاعر كبير تعزف على قيثارة من الجمال الخالص ، شعرا وحسا وصورا ورؤية وفكرا
                          لك الود
                          أخي الحبيب محمود
                          أشكرك على حسن ظنك بأخيك
                          و بارك الله فيك و لك علمك و موهبتك الصادقة
                          و لقد أعدت نشر القصيدة مع دراستك حولها في قسم الدراسات النقدية
                          فليتك تتابعه هناك
                          و لك الود
                          sigpic

                          تعليق

                          • آمال مصطفى
                            أديب وكاتب
                            • 23-05-2007
                            • 137

                            #14
                            [align=center]
                            المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                            [align=right]الكرنفال[/align]

                            [align=right]شعر د. جمال مرسي[/align]


                            [align=right]يُسامرُني النِّيلُ كُلَّ مساءْ .
                            و نَخلاتُهُ الباسِقاتُ امتدادُ الحكايا .
                            فمن عهدِ فِرعَونَ
                            تُرهِفُ سَمعاً ،
                            و ليست تَبُوحُ بِسِرٍّ يُقالْ .
                            و هذي المراكبُ تُقبلُ ، تُدبرُ ،
                            تُسكِرُ ، تُبحِرُ في لُجَّةٍ من بهاءْ .
                            يسامرها قمرٌ..
                            مدَّ في الماءِ أشرعةً من لُجينْ .
                            و ما زلتُ أرقبُ موعدَهُ بين عُشبٍ و ماءْ .
                            و طاولةٍ قد تسوخُ قوائِمُهَا في الترابِ ..
                            لَتَشهدُ أني مددتُ إليهِ يدَ الوقتِ
                            لم يأتِ ،
                            لم يشهدِ الكرنفالْ .
                            و جاء شتاءٌ ،
                            و راح شتاءْ .
                            أما زلتَ تنظرُ يا نيلُ مثليَ في أعينِ القادمينَ ،
                            و في أعينِ الراحلينْ ؟
                            صبوراً رأيتُكَ رغم ازدحامِ المدينةِ،
                            رغم الضجيجِ ،
                            و رغم العناءْ .
                            كلانا سيجلس منتظراً
                            ربما ..... !!!
                            رُبَّما..
                            ربما
                            ..
                            ..
                            لستُ أدري .
                            و لستُ أُحسِّ سوى قسوةِ الوقتِ يمضي ثقيلاً
                            ثقيلا.
                            كلانا سينظرُ في وجهِ صاحبِهِ كالمرايا..
                            طويلاً ،
                            طويلا.
                            هلُمَّ إذاً كي تُقاسِمَني قهوةَ الليلِ،
                            أغفو على موجةٍ حانيةْ .
                            أراكَ حزيناً ،
                            و حزنُكَ حزني ،
                            ودمعُكَ يُشعلُ أتراحيَ العاتيةْ .
                            لأني أعيشُ زمانَ البلاهةِ ،
                            عصرَ التقزمِ و الإنكسارْ.
                            يُقَتِّلُنا صمتُنا كل يومٍ .
                            و حينَ تُراق دماءُ المدينةِ ..
                            نبكي قليلا.
                            و تُغتالُ أحلامُنا كلَّ يومٍ ..
                            فنبكي قليلا.
                            و من ثَّمَ ننسى.
                            كأنّا شربنا كؤوسَ البلادةِ في مرقصِ الليلِ ..
                            حتى الصباحْ .
                            فيا نيلُ لا تسأَلَنْ عن قروحيَ
                            لا تنكأِ الجُرحَ ،
                            دعني أَعِشْ لحظةَ الانتظارْ .
                            و قم واصلِ السيرَ نحو الخلودْ.
                            تظلُّ كما أنت نبعَ العطاءْ
                            و نحنُ غثاءْ .
                            فما زلتَ تشهدُ ما يعترينا
                            و تبكي لأجلِ المدينةِ ..
                            ُتهرقُ ماءَكَ في كُلِّ عرقٍ،
                            تُقَبِّلُ أعينَنَا كل يومٍ.
                            و تزرع فينا بذور الإباء .
                            و نحن غثاءْ .
                            و ما زلتَ تصرخُ فينا " انهضوا "
                            و تشحذُ هِمَّةَ كلِّ سقيمٍ ، و كلَّ خنوعٍ ..
                            يولولُ من حسرةٍ كالنساءْ.
                            و نحنُ غُثاءْ
                            أيا صاحبي النيلُ واصلْ مسيرَكَ،
                            دعني هنا.
                            و لا تنسَ موعِدَنا كلَّ يومٍ
                            تعود إليَّ ، فتلقي السلامْ .
                            تسامرني ثم تمضي
                            فيرحلُ معْ شاطئيك الكلامْ
                            و أبقى وحيداً ..
                            وحيداً..
                            وحيدا
                            أغوصُ ببحرٍ من الذكرياتْ .[/align]
                            الله عليك يادكتور جمال
                            فعلا أنت شاعر غير عادى تمتلك مالا يمتلكه الكثير والكثير
                            هل ستصدقنى إذا قولت لك أننى قرأتها أكثر من عشر مرات حتى الآن ولم أرتوى بعد من هذه الصورة الرائعة
                            وأنت تجلس شارد الذهن مع هذا المجرى الذى يحمل دماء الحياه ويعوص قمر فى أعماقه ويرقص كلما أهتزت الدماء فى الشريان .
                            وعلى الضفاف نخيلات وارفات وكأنها حراس من لصوص الزمان
                            فتشعر به ويشعر بك ويتلاقى مصباكما فى بوتقة واحدة فتشكو له ويشكو لك ولكنه نعم كاتم الأسرار
                            فيالجمال هذا التوحد والأندماج ولكن مهلا فهو الخالد ونحن الفناء
                            سيكمل مسيره ويروى جيل بعد جيل ويحكى لأحفادنا ماحكاه لنا عن الأجداد
                            فهذا هو قدره معنا وقدرنا معه

                            يالك من شاعر رائع ومتميز
                            دمت بخصوبتك ونماءك وأحساسك وخيالك
                            لك الود
                            آمال مصطفى
                            [/align]
                            [frame="7 60"][align=center]الحب الحقيقي .. هو أن تساعدهم على الوقوف عند التعثر ..

                            وتساعدهم على الفرح عند الحزن .. وتساعدهم على الأمل عند اليأس ..

                            ثم لا تنتظر المقابل

                            آمال مصطفى
                            [/align]
                            [/frame]

                            تعليق

                            • عادل العاني
                              مستشار
                              • 17-05-2007
                              • 1465

                              #15
                              الأخ الشاعر الكبير أبا رامي

                              يعجز القلم أن يكتب كلمة مدح او ثناء ,

                              فما سجلته هنا ليس شعرا فقط , بل هو تاريخ أمة و وحضارة , وشعب.

                              رسمت صورة حاضرنا , واستحضرت صورة أمجادنا ,

                              فأين نحن من أولئك ,

                              النيل هو نفس النيل

                              والمسميات هي نفس المسميات

                              وحتى فرعون ... عاد لنا

                              وموسى بيننا ...

                              ولكن هل نحن نفس ما كنا عليه ........ ؟

                              تقبل تحياتي وتقديري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X