أمسكَ بالقلم هذه المرة ليس لكتابة إحدى القصائد التي طالما أخذت من لياليه الكثير، ذلك أنه كلما شعر بأن ثمة إبداعا يتأجج بداخله ينتابه إحساس بشيء من الثقة في أن ما بداخله سيتمخض عن ولادة قصيدته العصماء التي ما برحت تلازمه كُلّما قرأ إحدى القصائد المنشورة في إحدى الصحف أو كلما طالع ديواناً لأحد الشعراء، حينها يراوده ذلك الشعور بالغيرة فمتى سيحالفه الحظ ويصبح ذلك الشاعر الذي تزيّن قصائده صفحات الصحف وتتصدر دواوينه رفوف المكتبات إلا أن تلك الأحلام جميعها تتبخر بمجرد أن ينتهي من تفريغ ما بداخله من إبداع إلى تلك الورقة التي ما تلبث ان تُنضَمّ إلى سابقاتها من أوراقه لتستقر في سلة المهملات.
كثيرة هي الليالي التي قضاها في الكتابة وكثيرة تلك القصائد التي لم تَرَ النور جميعها تلاشت مع إشراقه كل صباح.
بمرور الوقت بدأت ثقته بنفسه تتزعزع وبدأ اليأس يسيطر عليه....
يبدو مقتنعاً، يهمس ( أنا لم أولد كي أصبح شاعراً) وتخلَّى عن فكرة كتابة الشعر لكنه لم يتخلَّ عن فكرة أنه مبدع .. فكَّر في أنّ إبداعه ربما يكون في مجال آخر غير الشعر، فجأة طرأت في رأسه فكرة لِمَ لا يحاول كتابة القصة؟ كيف غابت عن باله تلك الفكرة طيلة الفترة الماضية ولا بد أن إبداعه سيكون في مجال كتابة القصص..
بدأ ذلك الشعور بالثقة ينتابه وعلى عجل أطلق الخيالة العنان فها هو يرى قصصه تزين معظم الصفحات الأدبية في مختلف الصحف وروايته يُعَاد طبعها عدة طبعات بعد أن نفدت جميعها من الأسواق، يواصل الاسترسال في أحلامه حتى انه يفكر في الرد على ذلك المنِتج الذي عرض عليه تحويل روايته إلى عمل تليفزيوني وآخر يعرض عليه تحويلها إلى فيلم سينمائي، يا له من شعور بالعظمة والفخر ذلك الذي انتابه حينما تخيّل انه يشاهد اسمه يلوح على شاشة التليفزيون تسبقه عبارة ( الأديب الكبير) فجأة !! يرنّ هاتفه النقال فينتزعه من شروده ويخرجه من دنيا الأحلام ليجد نفسه ممسكاً بالقلم وأمامه الورقة بيضاء ، بنزقٍ يمسك هاتفه النقال فإذا بها إحدى الرسائل القصيرة من شركة الهاتف ( عزيزي المشترك يرجى سرعة تسديد فاتورتك!! ) رمى بالهاتف على سطح مكتبه بعد أن تأكد من انه قد قام بإغلاقه ..
يعود إلى واقعه مرة أخرى، يمسك بالقلم ويبدأ في كتابة القصة .. يشرد متسائلاً في نفسه: ترى عن أي شيء يكتب؟! يحاول تذكر حوادث أو مواقف حصلت له لكي يصور منها أحداث قصته لكنه كلما تذكر موقفاً سرعان ما يستبعده ويبحث عن آخر قد يكون أكثر إثارةً وتشويقاً وهكذا يستمر في التذكُّر والتخيل حتى شعر بعبثية ما يصنعه فرمى بقلمه على تلك الورقة ومع سقوط قلمه سقطت كل أحلامه واكتفى بكتابة عبارة واحدة ( مع وقف التنفيذ!!)
كثيرة هي الليالي التي قضاها في الكتابة وكثيرة تلك القصائد التي لم تَرَ النور جميعها تلاشت مع إشراقه كل صباح.
بمرور الوقت بدأت ثقته بنفسه تتزعزع وبدأ اليأس يسيطر عليه....
يبدو مقتنعاً، يهمس ( أنا لم أولد كي أصبح شاعراً) وتخلَّى عن فكرة كتابة الشعر لكنه لم يتخلَّ عن فكرة أنه مبدع .. فكَّر في أنّ إبداعه ربما يكون في مجال آخر غير الشعر، فجأة طرأت في رأسه فكرة لِمَ لا يحاول كتابة القصة؟ كيف غابت عن باله تلك الفكرة طيلة الفترة الماضية ولا بد أن إبداعه سيكون في مجال كتابة القصص..
بدأ ذلك الشعور بالثقة ينتابه وعلى عجل أطلق الخيالة العنان فها هو يرى قصصه تزين معظم الصفحات الأدبية في مختلف الصحف وروايته يُعَاد طبعها عدة طبعات بعد أن نفدت جميعها من الأسواق، يواصل الاسترسال في أحلامه حتى انه يفكر في الرد على ذلك المنِتج الذي عرض عليه تحويل روايته إلى عمل تليفزيوني وآخر يعرض عليه تحويلها إلى فيلم سينمائي، يا له من شعور بالعظمة والفخر ذلك الذي انتابه حينما تخيّل انه يشاهد اسمه يلوح على شاشة التليفزيون تسبقه عبارة ( الأديب الكبير) فجأة !! يرنّ هاتفه النقال فينتزعه من شروده ويخرجه من دنيا الأحلام ليجد نفسه ممسكاً بالقلم وأمامه الورقة بيضاء ، بنزقٍ يمسك هاتفه النقال فإذا بها إحدى الرسائل القصيرة من شركة الهاتف ( عزيزي المشترك يرجى سرعة تسديد فاتورتك!! ) رمى بالهاتف على سطح مكتبه بعد أن تأكد من انه قد قام بإغلاقه ..
يعود إلى واقعه مرة أخرى، يمسك بالقلم ويبدأ في كتابة القصة .. يشرد متسائلاً في نفسه: ترى عن أي شيء يكتب؟! يحاول تذكر حوادث أو مواقف حصلت له لكي يصور منها أحداث قصته لكنه كلما تذكر موقفاً سرعان ما يستبعده ويبحث عن آخر قد يكون أكثر إثارةً وتشويقاً وهكذا يستمر في التذكُّر والتخيل حتى شعر بعبثية ما يصنعه فرمى بقلمه على تلك الورقة ومع سقوط قلمه سقطت كل أحلامه واكتفى بكتابة عبارة واحدة ( مع وقف التنفيذ!!)
تعليق