مع وقف التنفيذ !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق عازب
    أديب وكاتب
    • 22-05-2008
    • 47

    مع وقف التنفيذ !!

    أمسكَ بالقلم هذه المرة ليس لكتابة إحدى القصائد التي طالما أخذت من لياليه الكثير، ذلك أنه كلما شعر بأن ثمة إبداعا يتأجج بداخله ينتابه إحساس بشيء من الثقة في أن ما بداخله سيتمخض عن ولادة قصيدته العصماء التي ما برحت تلازمه كُلّما قرأ إحدى القصائد المنشورة في إحدى الصحف أو كلما طالع ديواناً لأحد الشعراء، حينها يراوده ذلك الشعور بالغيرة فمتى سيحالفه الحظ ويصبح ذلك الشاعر الذي تزيّن قصائده صفحات الصحف وتتصدر دواوينه رفوف المكتبات إلا أن تلك الأحلام جميعها تتبخر بمجرد أن ينتهي من تفريغ ما بداخله من إبداع إلى تلك الورقة التي ما تلبث ان تُنضَمّ إلى سابقاتها من أوراقه لتستقر في سلة المهملات.
    كثيرة هي الليالي التي قضاها في الكتابة وكثيرة تلك القصائد التي لم تَرَ النور جميعها تلاشت مع إشراقه كل صباح.
    بمرور الوقت بدأت ثقته بنفسه تتزعزع وبدأ اليأس يسيطر عليه....
    يبدو مقتنعاً، يهمس ( أنا لم أولد كي أصبح شاعراً) وتخلَّى عن فكرة كتابة الشعر لكنه لم يتخلَّ عن فكرة أنه مبدع .. فكَّر في أنّ إبداعه ربما يكون في مجال آخر غير الشعر، فجأة طرأت في رأسه فكرة لِمَ لا يحاول كتابة القصة؟ كيف غابت عن باله تلك الفكرة طيلة الفترة الماضية ولا بد أن إبداعه سيكون في مجال كتابة القصص..
    بدأ ذلك الشعور بالثقة ينتابه وعلى عجل أطلق الخيالة العنان فها هو يرى قصصه تزين معظم الصفحات الأدبية في مختلف الصحف وروايته يُعَاد طبعها عدة طبعات بعد أن نفدت جميعها من الأسواق، يواصل الاسترسال في أحلامه حتى انه يفكر في الرد على ذلك المنِتج الذي عرض عليه تحويل روايته إلى عمل تليفزيوني وآخر يعرض عليه تحويلها إلى فيلم سينمائي، يا له من شعور بالعظمة والفخر ذلك الذي انتابه حينما تخيّل انه يشاهد اسمه يلوح على شاشة التليفزيون تسبقه عبارة ( الأديب الكبير) فجأة !! يرنّ هاتفه النقال فينتزعه من شروده ويخرجه من دنيا الأحلام ليجد نفسه ممسكاً بالقلم وأمامه الورقة بيضاء ، بنزقٍ يمسك هاتفه النقال فإذا بها إحدى الرسائل القصيرة من شركة الهاتف ( عزيزي المشترك يرجى سرعة تسديد فاتورتك!! ) رمى بالهاتف على سطح مكتبه بعد أن تأكد من انه قد قام بإغلاقه ..
    يعود إلى واقعه مرة أخرى، يمسك بالقلم ويبدأ في كتابة القصة .. يشرد متسائلاً في نفسه: ترى عن أي شيء يكتب؟! يحاول تذكر حوادث أو مواقف حصلت له لكي يصور منها أحداث قصته لكنه كلما تذكر موقفاً سرعان ما يستبعده ويبحث عن آخر قد يكون أكثر إثارةً وتشويقاً وهكذا يستمر في التذكُّر والتخيل حتى شعر بعبثية ما يصنعه فرمى بقلمه على تلك الورقة ومع سقوط قلمه سقطت كل أحلامه واكتفى بكتابة عبارة واحدة ( مع وقف التنفيذ!!)
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 02-02-2010, 01:39.
  • علاء عيسى
    عضو الملتقى
    • 28-05-2007
    • 116

    #2
    مونولوج
    رائع التصوير والأداء
    ما اصعب ان يتخبط الانسان بين واقعه وخياله
    بين حلمه
    وما تملك يداه
    جميل اننا نكتب وكأننا نكتب أنفسنا
    تحياتى لهذا الصدق
    الذى بين جنابات حرفك
    " صادق "
    أنت بحق " صادق "
    [CENTER]دورى فْ كل القصايد
    هاتلاقينى كاتبها ليكى
    كل حرفِ فْ شعرى ساجد
    للجمال اللى فْ عنيكى[/CENTER]

    [CENTER][SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER][CENTER]" مدونتى "[/CENTER]
    [url]http://alaaeisa.maktoobblog.com[/url]

    تعليق

    • صادق عازب
      أديب وكاتب
      • 22-05-2008
      • 47

      #3
      اشكرك استاذ علاء

      تحياتي

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        صادق عزب
        هلا وغلا بك بيننا
        لم يخل النص من أخطاء إملائية ليتك تراجعه
        لو أنك جعلت ومضة النهاية أكثر سرعة وأقل شرحا لكان أفضل
        تحياتي ومودتي
        التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 02-02-2010, 02:07.
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • صادق عازب
          أديب وكاتب
          • 22-05-2008
          • 47

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          الزميل القدير
          صادق عزب
          هلا وغلا بك بيننا
          لم يخل النص من أخطاء إملائية ليتك تراجعه
          لو أنك جعلت ومضة النهاية أكثر سرعة وأقل شرحا لكان أفضل
          تحياتي ومودتي
          اشكرك استاذه عائده
          وإن شا ء الله أعمل بنصيحتك

          تحياتي
          التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 02-02-2010, 02:08.

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            طرحٌ جميل و غوصٌ في أعماق الذات.
            راقت لي القصة..ومع تصحيح الأخطاء و محاولة تفادي تكرار 'ذلك ' و 'تلك ' سوف تكون أجمل.
            تحيّتي لك.
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              احلم .. و لكن لا تفعل ذلك مرة أخرى !!
              نعم عندك حق ، أن يكون لبطلنا حلمه ،
              و لكن إذا ما كانت أحلامه تصطدم مع ميوله و امكاناته
              يجب عليه أن يتوقف ، و يبحث عن شىء جديد
              صالح للحياة !!
              أو يحاول بجهد و مثابرة أن يحقق ذلك .. بالقراءة و الدراسة
              حتى يمتلىء الوعاء ، و يفيض على الجوانب !!
              نعم أخى العزيز .. لن يكتب بطلك إلا إذا امتلأ وعاؤه تماما
              بالقراءات و الدراسة ، و الطموح ، و الرغبة .. هذا إذا ما كانت
              هناك موهبة ، أما إذا لم تكن موهبة فياويلنا منه و ياويل من يقرأ له !!


              تقبل خالص احترامى و تقديرى
              و أهلا بك أخى الفاضل معنا
              sigpic

              تعليق

              • صادق عازب
                أديب وكاتب
                • 22-05-2008
                • 47

                #8
                اشكركما على تعليقيكما

                تحياتي

                تعليق

                يعمل...
                X