برتقال يناير
يناير الممزوج برائحة البرتقال يشير عليها :سمراء اللون، مغربية اللسان، جهورية الصوت وأصابع تمتد لتطعمني البرتقال...غريبٌ يطعم غريب ليحفر بإنسانيته نقشاً سرمدياً في ذاكرته لا يمحوه الا الموت!! قبل ذلك ،كنتُ أظن أن أدوات الحفر والنقش صاخبة حادة! إلاّ أن آداتها لم تكن إلا بحنو ودفء أم !! باتت أماً لشخص صيّرته غربته يتيماً، وقد فَطِنت لذلك بحس الأنثى!! فهي الأخرى ، كانت قد انضمت ،منذ ثلاثة عقود، الى قوافل الأيتام تلك...نعم، هي : كل ما يجمع البرتقال من خواص: صلابةٌ من الخارج وطراوةٌ من الداخل، وخليطٌ ما بين الحلاوة والحموضة!! أيّها تطغى على الأخرى، ذلك يعتمد على الموقف ...أما أنا فما تذوقت منها الا حلواً !!
منذ لقائي بها صار البرتقال لذيذاً بشكل درامي :ولا أدري حقاً أذلك لعذوبة في طعمه أم لهبوب أريج ذكراها في مشهد يتواطؤ فيه الوعي واللاوعي لاستحضارها امام عيني، في كل مرة اتناول فيها الفاكهة الحمضية تلك؟ مهما يكن السبب، إلا أنني على يقين أنها قد أضافت الى طعم البرتقال: بعضاً من سحر المغرب والكثير من روعة الإنسانية...
نعم، هي هكذا في ذاكرتي:برتقالة!!...وبرتقال يناير سيبقى ،دوماً، عنوانها
تعليق