بلقيس التي تخصني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    بلقيس التي تخصني

    ذات ليل والسماء مترعة بالنجوم،
    أنا وهواجسي وقلبي المفعم بالحزن والحسرة والأسى.
    هتف بي القلب ملتاعا : ماذا عن هذي التي قلبتْ أيامك رأسا على عقب وجعلتْني ذي وجيب لا يهدأ ؟
    قلت : أنا غارقٌ في لجة حيرتي وأنتم حولي وهواجسي وظنوني، أتقلب على جمر الضنى، و هي ترفل بين حاشيتها غير عابئة.
    هتفتْ كل منافذ الذكرى : وما العمل أيها المفتون؟
    قلت : من يبلغها عني لوعتي ولهفتي وصدق المكنون بين الحنايا ؟
    هَمَس حدْسي : سآتيك بمداخل ومخارج قلبها قبل أن يرتد إليك طرفك أو يرتد شهيقك زفيرا. كل ما أطلبه منك أن تثق بي وتركن إلى نُصحي.
    قلت : لا تبالغ ، فأنا أراود قلبها حتى ضجّتْ أركاني. أنتَ مشفقٌ فقط على حالتي.
    فقال واثقا : اصبر فستأتيك حتما، فأنا خبير بالكر والفر في ساحات العشق، أنَسِيت يا هذا خبرتي وطول باعي في هذي الشئون أم تتناسى؟

    ثم ران سكونٌ أشبه بذاك الذي يسبق العاصفة. فعرفتُ أنها عاصفة لن تُبقي ولن تذر في كل الأحوال والمآلات.

    توالت أخباري تَتْرى من كل حدب وصوب، تتناقلها قوافل من شتى الصنوف وضروب الأخبار، عربانا وأعاجم، شعرا ونثرا وحكاوي ومقامات وخواطر، فملأتْ فيما ملأتْ أركان بلاطها وتعدّتْها إلى الأمصار المجاورة.

    وهرول حدسي مبشرا ومستبشرا، ولسان حاله يلومني على عدم تصديقي له.

    ثم : تهادتْ ترفل في ثياب الحسن، تتوشح الحياء خمارا.
    عندما رأت مرمر مداخل مشاعري، حسِبَتْه لُجّة فخشِيتْ أن تغرق بين جنباته، فاحتمتْ بحيائها وتمتْرسَتْ خلف بهائها متوجسة خِيفة من عتابي، ووقفتْ تنتظر الإذن والأمان ( وهي لا تدري أن الأبواب في حضرتها مُشرعة ).
    قلت والقلب ذو وجيب : وأخيرا أتيتِ يا صِنْو الروح ؟
    قالت على إستحياء : جلبتُ لك معي أرتالا من اعتذاري فأقبلها وأرِح قلبي، فقد كنتُ في غفلة عنك وعن مكنون قلبك الطاهر. لم يأتِ هُدْهُدٌ على مشارف قلعتي لينقل أخباري إليك، بل أتتني أسراب من طيور عشقك الطاهر مغردةً بلحن انتظارك الطويل. فخذني إليك في بلاط عشقك النبيل.
    ***
    و دُون الرجوع إلى كل مَن كانوا شهودا على حزني وليالي السهاد الطويلة ومناجاة الليل، أفْردْتُ لها في حصني المكين مخدعا ومتكئاً وملاذا سرمديا ..
    فهجدتْ ( آمِرة ناهية ).

    ***

    جلال داود


    التعديل الأخير تم بواسطة جلال داود; الساعة 21-04-2013, 10:02.
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    الأستاذ القدير / جلال داود
    لله درك سيدي الكريم
    ما أروع بلقيسك
    نص جميل و رقيق البيان
    وكانت القفلة فاتنة جدا
    تقديري وجل احترامي



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • ريما الجابر
      نائب ملتقى صيد الخاطر
      • 31-07-2012
      • 4714

      #3
      نص مترع بالجمال
      متوسد الجلال
      ذو نكهة خاصة، له فخامة المصافحة
      سرني أن أمر بنصك
      وأنهل من معين النبض الراقي
      فدامت بلقيسك ليدوم حرفك

      http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

      تعليق

      • بلقيس البغدادي
        كاتبة
        • 24-09-2012
        • 1086

        #4
        الأستاذ الرائع
        جلال داود

        سردية جميلة لبست حلة الخاطر
        واني أراها اقرب لها ...
        شوق ولهيب أنتظار وحيرة والكر والفر وطول البال ....
        كلها حالات العاشق الولهان وما أجملها بلقيسك أستاذي
        خرجت لنا بهذا النص الجميل ... فشكراً لها ولك
        شرفني المرور بحرفك الرائع سيدي
        تقديري وأحتراماتي

        التعديل الأخير تم بواسطة بلقيس البغدادي; الساعة 09-02-2013, 10:08.

        لا أملك سِوَى
        قَلَم
        و
        وَرَقَة مُجّعدة
        في أكفِ خيبةٍ
        يَتَدلى العمر من خطوطِها
        خُصلةٍ بيضاء
        تَشنُق رقاب كلماتي

        تعليق

        • ياسمين محمود
          أديب وكاتب
          • 13-12-2012
          • 653

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
          ذات ليل والسماء مترعة بالنجوم،
          أنا وهواجسي وقلبي المفعم بالحزن والحسرة والأسى.
          هتف بي القلب ملتاعا : ماذا عن هذي التي قلبتْ أيامك رأسا على عقب وجعلتْني ذي وجيب لا يهدأ ؟
          قلت : أنا غارقٌ في لجة حيرتي وأنتم حولي وهواجسي وظنوني، أتقلب على جمر الضنى، و هي ترفل بين حاشيتها غير عابئة.
          هتفتْ كل منافذ الذكرى : وما العمل أيها المفتون؟
          قلت : من يبلغها عني لوعتي ولهفتي وصدق المكنون بين الحنايا ؟
          هَمَس حدْسي : سآتيك بمداخل ومخارج قلبها قبل أن يرتد إليك طرفك أو يرتد شهيقك زفيرا. كل ما أطلبه منك أن تثق بي وتركن إلى نُصحي.
          قلت : لا تبالغ ، فأنا أراود قلبها حتى ضجّتْ أركاني. أنتَ مشفقٌ فقط على حالتي.
          فقال واثقا : اصبر فستأتيك حتما، فأنا خبير بالكر والفر في ساحات العشق، أنَسِيت يا هذا خبرتي وطول باعي في هذي الشئون أم تتناسى؟

          ثم ران سكونٌ أشبه بذاك الذي يسبق العاصفة. فعرفتُ أنها عاصفة لن تُبقي ولن تذر في كل الأحوال والمآلات.

          توالت أخباري تَتْرى من كل حدب وصوب، تتناقلتْها قوافل من شتى الصنوف وضروب الأخبار، عربانا وأعاجم، شعرا ونثرا وحكاوي ومقامات وخواطر، فملأتْ فيما ملأتْ أركان بلاطها وتعدّتْها إلى الأمصار المجاورة.

          وهرول حدسي مبشرا ومستبشرا، ولسان حاله يلومني على عدم تصديقي له.

          ثم : تهادتْ ترفل في ثياب الحسن، تتوشح الحياء خمارا.
          عندما رأت مرمر مداخل مشاعري، حسِبَتْه لُجّة فخشِيتْ أن تغرق بين جنباته، فاحتمتْ بحيائها وتمتْرسَتْ خلف بهائها متوجسة خِيفة من عتابي، ووقفتْ تنتظر الإذن والأمان ( وهي لا تدري أن الأبواب في حضرتها مُشرعة ).
          قلت والقلب ذو وجيب : وأخيرا أتيتِ يا صِنْو الروح ؟
          قالت على إستحياء : جلبتُ لك معي أرتالا من اعتذاري فأقبلها وأرِح قلبي، فقد كنتُ في غفلة عنك وعن مكنون قلبك الطاهر. لم يأتِ هُدْهُدٌ على مشارف قلعتي لينقل أخباري إليك، بل أتتني أسراب من طيور عشقك الطاهر مغردةً بلحن انتظارك الطويل. فخذني إليك في بلاط عشقك النبيل.
          ***
          و دُون الرجوع إلى كل مَن كانوا شهودا على حزني وليالي السهاد الطويلة ومناجاة الليل، أفْردْتُ لها في حصني المكين مخدعا ومتكئاً وملاذا سرمديا ..
          فهجدتْ ( آمِرة ناهية ).

          ***

          جلال داود


          لا أقول إلا رائعة أستاذ جلال
          تقديري وأكثر


          تعليق

          • جلاديولس المنسي
            أديب وكاتب
            • 01-01-2010
            • 3432

            #6
            بلقيس يا أميرة القلوب
            مليكة أنتِ وبالعشق مملوكة
            سلمت طواعية فجيوشكِ الجرارة لمدن الزيف تكون ، ولكنه العاشق الولهان سُخرت له الخلايا والوجدان والروح له أسيرة
            ****
            تحياتي أ/ جلال داود

            تعليق

            • شيماءعبدالله
              أديب وكاتب
              • 06-08-2010
              • 7583

              #7
              واقتحمنا هذه الخصوصية الراقية
              لنيمم الذائقة بمداد بهي
              سلك الحرف دروب الجمال
              فتبختر المعنى ليزف العروس لبيت الكرامة والطهر
              بعيدا عن التمادي
              عمّا حرم المولى عز وجل
              فطرة الله السليمة التي فطرها لعباده ..
              أديبنا القديرجلال داود
              ما أروع الحرف حين يصاغ برقي وفن وبكل مصداقية وصفاء
              سلمت وبوركت يمناك
              تحيتي وتجل التقدير


              تعليق

              • منار يوسف
                مستشار الساخر
                همس الأمواج
                • 03-12-2010
                • 4240

                #8
                حدسك ليس هينا يا أستاذ جلال
                استطاع أن يأتيك ببلقيس
                و لم لا .. و هو صاحب خبرة و باع في الحب
                هنيئا لك
                خاطر سردي جميل
                راق لي و سجلته على ذاكرة اليوتيوب
                أتمنى يعجبك
                تقديري لك و لحرفك الأنيق
                http://www.youtube.com/watch?v=pb9pROzFoio

                تعليق

                • جلال داود
                  نائب ملتقى فنون النثر
                  • 06-02-2011
                  • 3893

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ القدير / جلال داود
                  لله درك سيدي الكريم
                  ما أروع بلقيسك
                  نص جميل و رقيق البيان
                  وكانت القفلة فاتنة جدا
                  تقديري وجل احترامي
                  تحياتي أستاذنا النحرير قصى
                  الشكر لك على المرور والتعليق
                  دمتم

                  تعليق

                  • جلال داود
                    نائب ملتقى فنون النثر
                    • 06-02-2011
                    • 3893

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ريما الجابر مشاهدة المشاركة
                    نص مترع بالجمال
                    متوسد الجلال
                    ذو نكهة خاصة، له فخامة المصافحة
                    سرني أن أمر بنصك
                    وأنهل من معين النبض الراقي
                    فدامت بلقيسك ليدوم حرفك


                    الأستاذة القديرة ريما الجابر
                    لك التحايا
                    أسعدني مرورك البهي
                    وشكرا على التعليق الباذخ
                    دمتم

                    تعليق

                    • جلال داود
                      نائب ملتقى فنون النثر
                      • 06-02-2011
                      • 3893

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة بلقيس البغدادي مشاهدة المشاركة
                      الأستاذ الرائع
                      جلال داود

                      سردية جميلة لبست حلة الخاطر
                      واني أراها اقرب لها ...
                      شوق ولهيب أنتظار وحيرة والكر والفر وطول البال ....
                      كلها حالات العاشق الولهان وما أجملها بلقيسك أستاذي
                      خرجت لنا بهذا النص الجميل ... فشكراً لها ولك
                      شرفني المرور بحرفك الرائع سيدي
                      تقديري وأحتراماتي

                      همسة إيها الكبير : (طول باعي بهذي الشئون )أتوقع خطأ مطبعي حضرتك تقصد (طول بالي )... اذا لم أكن مخطئة ... محبتي وتقديري
                      بلقيس التي تخصنا بالروائع
                      اسعدني مرورك ولك الشكر على التعليق البهي
                      وتقبلي شكر بلقيسي

                      في اللغة يقولون أن لفلان باعٌ طويل في الشأن الفلاني
                      و "الباع" هو المسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما (قدر مد اليد) ويقدر بحوالي 184.8 سم، وقد جاء في الحديث: "ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشى أتيته هرولة" رواه مسلم.
                      دمتم

                      تعليق

                      • بلقيس البغدادي
                        كاتبة
                        • 24-09-2012
                        • 1086

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
                        بلقيس التي تخصنا بالروائع
                        اسعدني مرورك ولك الشكر على التعليق البهي
                        وتقبلي شكر بلقيسي

                        في اللغة يقولون أن لفلان باعٌ طويل في الشأن الفلاني
                        و "الباع" هو المسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما (قدر مد اليد) ويقدر بحوالي 184.8 سم، وقد جاء في الحديث: "ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشى أتيته هرولة" رواه مسلم.
                        دمتم



                        نعم نعم والله
                        بارك الله بك أيها الجميل
                        ونبقى أستاذي الكبير طلاب منكم نستفيد
                        وللغة مدن وبلاد شاسعة الله المعين وسهواتنا كثيرة
                        محبتي وتقديري لصاحب الحبر الذهبي ...
                        أسعد الله يومك
                        احتراماتي
                        التعديل الأخير تم بواسطة بلقيس البغدادي; الساعة 11-02-2013, 11:28.

                        لا أملك سِوَى
                        قَلَم
                        و
                        وَرَقَة مُجّعدة
                        في أكفِ خيبةٍ
                        يَتَدلى العمر من خطوطِها
                        خُصلةٍ بيضاء
                        تَشنُق رقاب كلماتي

                        تعليق

                        • أمنية نعيم
                          عضو أساسي
                          • 03-03-2011
                          • 5791

                          #13
                          ما أروعك استاذنا جلال
                          وما أجملها هذةه البلقيس وما أجمل محاكاتك لها
                          قرأت نصك أمس في الغرفة الصوتيه
                          وكم كان تلقيه يليق بوارف ك أنت
                          أكثر ما أعجبني في بوحك سيدي هذه الخاتمة الأكثر من راقية
                          فقد أخبرت عن قلب عاشق سلم بمحض إرادته كل أمره للهاجعة في كنف الدلال
                          رائع وأكثر تحياتي واحترامي ...
                          [SIGPIC][/SIGPIC]

                          تعليق

                          • جلال داود
                            نائب ملتقى فنون النثر
                            • 06-02-2011
                            • 3893

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ياسمين محمود مشاهدة المشاركة
                            لا أقول إلا رائعة أستاذ جلال
                            تقديري وأكثر

                            الأستاذة ياسمين
                            لك التجلة والتقدير
                            أسعدني مرورك البهي
                            ولك الشكر
                            دمتم

                            تعليق

                            • جلال داود
                              نائب ملتقى فنون النثر
                              • 06-02-2011
                              • 3893

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة
                              بلقيس يا أميرة القلوب
                              مليكة أنتِ وبالعشق مملوكة
                              سلمت طواعية فجيوشكِ الجرارة لمدن الزيف تكون ، ولكنه العاشق الولهان سُخرت له الخلايا والوجدان والروح له أسيرة
                              ****
                              تحياتي أ/ جلال داود
                              أستاذنا النحرير جلاديوس
                              تحياتي وتقديري
                              سرني مرورك المفعم بالبهاء كالعادة فلك الشكر
                              وإتكاءة على تلال المعاني في :
                              العاشق الولهان سُخرت له الخلايا والوجدان والروح له أسيرة

                              دمتم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X