وردها المُجفّف
جارورها صُندوق كنز يمتلأ بالورد المُجّفف ، تُخبؤه بحرص! فَعلى كل بتلةٍ من بتلات الورد -تلك- كلمة أُحبك وذكرى حُبلى به...تُخبؤه! ذلك أنه ليس الأجمل من حب، إلا حب يعجُّ بذكرياتٍ ورديّة عن الزمان أو المكان أو كلاهما معاً... هو ،يَصِلُ روحها بالورد لإدراكه التّام بأن الورد لا يحتاج إلى مناسبةٍ ما ليُهدّى، ولا الى مواعيد مُسبقةٍ ليرسم على الأرواح البهجة والسرور ،ولا -هو- يحتاج إلى التكلف لإسعادنا ،فهو يجتاحنا بسكون ،بعبقرية صامتة فيضرب ببغتّة مراكز الإحساس والشعور لدينا، ليحقق أعتّى الانتصارات وأطولها ديمومّة على النّفس البشريّة...فالأرواح مهما اختلفت مساراتها وأمزجتها: رقتها أو جلافتها تَرقُ لبتلة وعَبق وردة ...
يتهادّى المُتحابون الورد، ويهدون معه بإسراف جزءاً من قلوبهم والكثير من كلماتٍ ودّوا لو باحوا بها !! الا أنّهم آثروا على أن يُحمّلوها لورودهم ... فوردة عذراء تُفصح عن حالة حب لهيّ أصدقُ قيلاً من نفسٍ بشريّة تُلاطمها- بين حين وحين- شوائب الدنيا...
وكما الحب عنوانه وردة، يبقى الجمال -أيضاً- عنوانه ذات الوردّة إلا أنّه ليس الأجمل من وردة الا الوقوع في حُبّ وردة أو ربما الوقوع في حُب من أهدى -تلك - الوردة...
تعليق