خواءٌ صباحيّ
استيقظت في حالة شعورية من الخواء، كان خُواؤها من نوع خاص، من ذلك الذي لا يملأوه الا كلمة... اجتاحها الخواء الصّباحي بشكلٍ غريب ..كانت في حالة شعوريّة من النّقص، في حالة من التساؤل والبحث عما قد يُلملم قطعها النّفسية المُتناثرة بين :أحلام وأضغاث أحلام بين صحوة وغفوّة، بين وجوده ولاوجوده...قد يُسعف حالها نصٌ شعريّ أو نثريّ، ترتشفُه روحها بتلذذٍ ككوب شوكولاته دافىء في ليلة شتائيّة باردة.... او تتذوقه على مهلٍ ككلمة حب ...أو تهرب إليه كالفّار من أرض الحرب إلى أرض السلام ! ثم تبقى هناك... فترة من الزمن.
تتسربُ من مسام ِعالمها الأرضي ،تبني بإحساس روحها عالماً موازياً، أكثر جمالا ...أكثر إجلالاً ،ينأى بنفسه عن كل ما هو أرضي، ليسمو بنفسه صاعداً إلى كل ما هو شعوريّ وروحانيّ...ثم لتختبىء -بعد ذلك- في صومعة شاعر او كاتب، فللأدب نُساكه أيضاً . وعند انحناءة حرف واصطفاف سرب من كلمات ، يتوقف كل الزمان!! وهناك ،على أعتاب الجمال الشعوريّ ذاك، تخلع -بدون تردد -عباءة النقص المُزعجة لترتدي نهاراً كاملاً عنوانه كلمة ...
كانت تُدرك- من خضم التجربة مع ذاتها- أن الخواءات الصباحية بحاجة الى جرعة مُضاعفة من الحب ، من الخيال ..وهي-أي تلك الخواءات- لا تتلاشى إلا باجتماع تعويذتها الثلاثية: هي والصباح وكلمة ....
تعليق